توضيحاً لرأيه في مسألتي الزيارة والتربة الحسينية
«بيّنات» تنشر جواب سماحة السيّد فضل الله حول استفتاءات بهذا الخصوص
على أثر ما نشرته إحدى مواقع الانترنت من مقابلةٍ لسماحة السيّد (حفظه الله) وردت إلى سماحته استفتاءات تستوضح ما ورد في الجواب على مسألة شدّ الرحال إلى مراقد الأئمّة الأطهار (سلام الله عليهم) ومسألة قداسة التربة الحسينيّة، ممّا يوحي بخلاف مقصود سماحته.
وجواباً على ما ورد كتب سماحته:
«إنّ مسألة زيارة النبيّ (ص) والأئمّة (ع)، ولا سيّما زيارة الإمام الحسين (ع)، هي ممّا وردت فيه الأحاديث المستفيضة، والتي نعتقد أنّها تأتي في سياق تخطيط الأئمّة (ع) لإبقاء الخطّ الإسلامي الأصيل الذي يمثّلونه (سلام الله عليهم) حيّاً وفاعلاً في حياة الأمّة، في مواجهة كلّ حالات التضليل المضادّ التي كانت تمارسها السلطات الجائرة آنذاك. وقد كنّا نشدّد ولا نزال على ضرورة استثمار الزيارة على المستوى الروحي والفكري، وما إلى ذلك، للاستفادة من الزخم والزاد الروحي والفكري الذي يعيشه الزائر عندما يستعيد في المرقد الشريف كلّ التاريخ الإسلامي الغنيّ الذي عاشه الأئمّة (ع) في كلّ مسيرتهم في حفظ الإسلام، وتسديد المسلمين، ممّا نعيش بركته إلى أيّامنا هذه.
وعلى هذا الأساس رفضنا كلّ ما لا يتناسب مع الذكرى وصاحبها من وسائل وأساليب تُنافي القيمة الإسلاميّة التي ركّزها أهل البيت (سلام الله عليهم)، كالتطبير وغيره من الوسائل التي تضرّ بالنفس وبصورة المذهب.
أمّا ما أجبنا به فكان ناظراً إلى مسألة الزيارة وشدّ الرحال مشياً، وهي التي كانت مقصودةً بقولنا: لم يرد فيه أيّ نصّ من قبل أئمّة أهل البيت (ع)؛ ولذلك أشرنا في سياق الجواب الذي لم يُنشر كاملاً إلى مسألة «التعب والجهد» التي ترافق المشي، لا الزيارة كما هو واضح. وقد كان جوابنا كاملاً على النحو التالي: «هذه المسألة تنطلق من خلال العاطفة تجاه الأئمّة (ع)، ولا سيّما الإمام الحسين (ع)، حيث يشعرون بأنّهم في هذا الجهد وهذا التعب يمثّلون نوعاً من إخلاص الحبّ للحسين (ع)، باعتبار أنّهم يعانون جسديّاً في سبيله؛ ولكنّه لم يرد فيه أيّ نصّ من قبل أئمّة أهل البيت (ع)، بل هي حالات ولائيّة عاطفيّة تتحرّك من خلال المسلمين الشيعة»؛ وإلا فإنّ النصوص واضحةٌ في كُتُب الأحاديث في مسألة الزيارة والتأكيد عليها، ممّا لا مجال لإنكارها أو إغفالها.
هذا، فضلاً عن أنّنا نعتقد أنّ شرعيّة الزيارة ورجحانها لا يحتاجان إلى نصّ شرعيّ خاص؛ فإنّ هذا يندرج في إطار إحياء أمر الإسلام، من خلال العناصر الإيمانيّة والروحيّة التي تختزنها الزيارة، على أساس ما يمثّله الإمام من تجسيدٍ للإسلام في كلّ حركته في الحياة. وعلى هذا الأساس، كنّا نناقش بعض المذاهب التي تعتبر زيارة القبور شركاً.
وأمّا مسألة قداسة التربة الحسينية، فينبغي التفريق بين نوعين من التُربة الحسينيّة: الأوّل هو التربة التي وردت الروايات في الاستشفاء بها، وهي التي تُؤخذ من أعماق القبر ممّا يلي الرأس الشريف، ممّا ليس موجوداً في وقتنا الحاضر إلا ما ندر. والثاني هو التربة التي اعتاد المسلمون الشيعة أخذها من مدينة كربلاء والسجود عليها تبرُّكاً، وهي تُرابٌ كبقيّة التراب، ولا تمتلك قداسةً، بمعنى الحكم بعدم جواز تنجيسها ولزوم تطهيرها وما إلى ذلك؛ وهذا النوع هو ما كان مورد السؤال والجواب.
وأحبّ أن ألفت إخواني من المؤمنين إلى ضرورة التدقيق في الكلمات، والخلفيّة التي ينطلق منها السؤال أو الجواب، فإنّ كلّ ذلك يمثّل قرائن على المراد من كلامنا، والله الموفّق وهو حسبنا ونعم الوكيل».
«بيّنات» تنشر جواب سماحة السيّد فضل الله حول استفتاءات بهذا الخصوص
على أثر ما نشرته إحدى مواقع الانترنت من مقابلةٍ لسماحة السيّد (حفظه الله) وردت إلى سماحته استفتاءات تستوضح ما ورد في الجواب على مسألة شدّ الرحال إلى مراقد الأئمّة الأطهار (سلام الله عليهم) ومسألة قداسة التربة الحسينيّة، ممّا يوحي بخلاف مقصود سماحته.
وجواباً على ما ورد كتب سماحته:
«إنّ مسألة زيارة النبيّ (ص) والأئمّة (ع)، ولا سيّما زيارة الإمام الحسين (ع)، هي ممّا وردت فيه الأحاديث المستفيضة، والتي نعتقد أنّها تأتي في سياق تخطيط الأئمّة (ع) لإبقاء الخطّ الإسلامي الأصيل الذي يمثّلونه (سلام الله عليهم) حيّاً وفاعلاً في حياة الأمّة، في مواجهة كلّ حالات التضليل المضادّ التي كانت تمارسها السلطات الجائرة آنذاك. وقد كنّا نشدّد ولا نزال على ضرورة استثمار الزيارة على المستوى الروحي والفكري، وما إلى ذلك، للاستفادة من الزخم والزاد الروحي والفكري الذي يعيشه الزائر عندما يستعيد في المرقد الشريف كلّ التاريخ الإسلامي الغنيّ الذي عاشه الأئمّة (ع) في كلّ مسيرتهم في حفظ الإسلام، وتسديد المسلمين، ممّا نعيش بركته إلى أيّامنا هذه.
وعلى هذا الأساس رفضنا كلّ ما لا يتناسب مع الذكرى وصاحبها من وسائل وأساليب تُنافي القيمة الإسلاميّة التي ركّزها أهل البيت (سلام الله عليهم)، كالتطبير وغيره من الوسائل التي تضرّ بالنفس وبصورة المذهب.
أمّا ما أجبنا به فكان ناظراً إلى مسألة الزيارة وشدّ الرحال مشياً، وهي التي كانت مقصودةً بقولنا: لم يرد فيه أيّ نصّ من قبل أئمّة أهل البيت (ع)؛ ولذلك أشرنا في سياق الجواب الذي لم يُنشر كاملاً إلى مسألة «التعب والجهد» التي ترافق المشي، لا الزيارة كما هو واضح. وقد كان جوابنا كاملاً على النحو التالي: «هذه المسألة تنطلق من خلال العاطفة تجاه الأئمّة (ع)، ولا سيّما الإمام الحسين (ع)، حيث يشعرون بأنّهم في هذا الجهد وهذا التعب يمثّلون نوعاً من إخلاص الحبّ للحسين (ع)، باعتبار أنّهم يعانون جسديّاً في سبيله؛ ولكنّه لم يرد فيه أيّ نصّ من قبل أئمّة أهل البيت (ع)، بل هي حالات ولائيّة عاطفيّة تتحرّك من خلال المسلمين الشيعة»؛ وإلا فإنّ النصوص واضحةٌ في كُتُب الأحاديث في مسألة الزيارة والتأكيد عليها، ممّا لا مجال لإنكارها أو إغفالها.
هذا، فضلاً عن أنّنا نعتقد أنّ شرعيّة الزيارة ورجحانها لا يحتاجان إلى نصّ شرعيّ خاص؛ فإنّ هذا يندرج في إطار إحياء أمر الإسلام، من خلال العناصر الإيمانيّة والروحيّة التي تختزنها الزيارة، على أساس ما يمثّله الإمام من تجسيدٍ للإسلام في كلّ حركته في الحياة. وعلى هذا الأساس، كنّا نناقش بعض المذاهب التي تعتبر زيارة القبور شركاً.
وأمّا مسألة قداسة التربة الحسينية، فينبغي التفريق بين نوعين من التُربة الحسينيّة: الأوّل هو التربة التي وردت الروايات في الاستشفاء بها، وهي التي تُؤخذ من أعماق القبر ممّا يلي الرأس الشريف، ممّا ليس موجوداً في وقتنا الحاضر إلا ما ندر. والثاني هو التربة التي اعتاد المسلمون الشيعة أخذها من مدينة كربلاء والسجود عليها تبرُّكاً، وهي تُرابٌ كبقيّة التراب، ولا تمتلك قداسةً، بمعنى الحكم بعدم جواز تنجيسها ولزوم تطهيرها وما إلى ذلك؛ وهذا النوع هو ما كان مورد السؤال والجواب.
وأحبّ أن ألفت إخواني من المؤمنين إلى ضرورة التدقيق في الكلمات، والخلفيّة التي ينطلق منها السؤال أو الجواب، فإنّ كلّ ذلك يمثّل قرائن على المراد من كلامنا، والله الموفّق وهو حسبنا ونعم الوكيل».