تويت
بسم الله النور .. بسم الله نور النور .. بسم الله نورٌ على نور
السلام عليكم أيها الأعضاء الكرام من أخوة وأخوات كرام .. حفظكم المولى ورعاكم
مع إطلالة عام هجريٍ جديد .. مع إطلالة الشهر الأول للعام الهجري .. وأي شهرٍٍ هذا ؟! إنه شهر محرم الحرام .. راية التضحية والفداء وصاعقة الصحوة .. مع نسيمٍ متناغم الألحان .. نقف لنستقبل شهراً ليس كبقية الشهور .. شهرٌ تصدى فيه الحق للباطل في أسمى وأعلى وأعظم الصور .. شهرٌ يحيا فيه الإسلام بعد ركودٍ .. نعود لنستذكر الذكرى الأليمة لعاشوراء الكرامة والتضحية والفداء ..
هي أيامٌ معدودات تلك التي بقت على الذكرى الفاجعة .. والمصيبة الواجعة .. ذكرى ملحمة الطف .. استشهاد أبي عبدالله الحسين عليه السلام ..
اعتدنا نحن أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام، أن نحيي تلك الذكرى .. (من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) ..تعظيماً لشعائر الله .. استذكاراً لتلك الثورة العظيمة التي أحيت الإسلام .. ولولاها لكنا الآن في موضعٍ لا يعلمه إلا الله ..
الشعائر تتمثل في مجالس العزاء (المآتم) ، ومواكب العزاء ، وقد تقام أيضاً بعض الندوات والمحاضرات ، وقد يكون هناك إحياءٌ آخر بشكل وآلية مختلفة .. دعنا أخي الحبيب .. أختي الحبيبة .. نسلط الضوء على المآتم والعزاء .. كثيراً منا من ذهب للمأتم ..ذهب كي يحيي شعائر الله، جلس بوقارٍ وسكينة وأدب، استمع للخطيب، قد يحصل بعض المعلومات ويستفيد إذا أصغى، وقد يتعبث باي شيءٍ آخر، وقد تتصاعد منه أنفاس الملل اثناء حضوره المجلس، حالاتٌ قليلة هي التي نكون فيها متوجهين .. وملتفتين .. ومدركين أيضاً هدفية حضورنا، وفي حال اصغينا وأدركنا فإننا في جانبٍ آخر قد لا نتفاعل مع المصيبة، وندرك عظمها وشدتها.. فالجميع من حولنا يجهش بالبكاء .. والبعض ممن لم يستطع البكاء ترتسم على ملامحه قسمات الحزن وأثر المصيبة .. ولكننا أيننا من ذلك الموقف ؟! .. هل تفاعلنا ولو بالقليل ؟! .. هل بكينا أو في حال لم نستطع هل حاولنا البكاء (تباكينا) ؟! هل نستشعر في عاشوراء المصيبة ؟! وهل نخرج لإحياء الشعائر ونحن لابسين السواد غير مدركين ومستشعرين ومحققين للهدف ؟! أم أنه كما يقال (حشر مع الناس عيد) ؟!
مواكب العزاء .. آلية بارزة من آليات إحياء الشعائر .. ولها أهميتها الكبرى أيضاً .. فكثيرٌ منا من يخرج للعزاء من أجل استمتاعه وتلذذه بذلك بعيداً كل البعد عن هدفية الموكب .. غير مستشعر ولا آبه للمصيبة .. غير محقق للهدف المنشود له .. البعض منا يريد أن يلطم بشدة .. يريد أن تكون القصيدة الملقاة حماسية تحفّز المعزين وتدفعهم لتشديد اللطم .. نريد أن نلطم بشدة .. نريداً قصائداً ذات ألحان تدفعنا لتشديد اللطم .. لا نكترث بكلمات القصيدة ومحتواها .. والبعض منا قد لا يدخل أصلاً الموكب مكتفياً بالنظر غليه دون المشاركة فيه !! والبعض منا يصطنع حركاتٍ جديدة في اللطم أو أثناء اللطم تشوه صورة الموكب .. والبعض الآخر يلطم ويعزي وهو مبتسم جداً وكأن الخروج في الموكب نابع عن مناسبة فرح .. دون أن يستشعر -ولو قليلاً- المصيبة !! وهل وضع الموكب كمسرح للإستعراضات العسكرية والحركية .. وكمعرض لإبراز قوة الشخص الجسمانية ؟؟!!
في بعض القرى أيضاً، تخرج النساء والفتيات لمشاهدة الموكب أو المشاركة فيه، ولنركز على الهدف الأول ، أخواتي الكرام ممن يطبقن ما سأقوله، بعض من الفتيات تخرج للعزاء وقد تكون قريبة من الموكب ، فتخلق بذلك حالة تشوه صورة الموكب نظراً لما تريده تلك الفتاة كما تعلمون جميعاً.. فتحدث حالات تشوه من الموكب كمثل ذلك ، (قل للمؤمنين يغضا من أبصارهم) (قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ) .. فالكلام موجه لهذا الصنف من كلا الجنسين ..
يجب علينا أن نحيي شعائر الله إحياءً حقيقياً محققين من خلاله هدف ورسالية الموكب والمأتم، لا أن نشوههما .. يجب علينا الحضور في المأتم والموكب .. فعاشوراء قد أقبل .. لنختبر أنفسنا ولسترجع فنصلحها .. كي نكون مستعدين ومهيئين لإحياء شعائر الله إحياءً حقيقياً يحقق الهدف المنشود دون أي تشويه ..
وفقنا الباري وإياكم لما فيه الهداية والخير والصلاح