بيان / زينب التي زانت بوجودها أمة جدها (ص)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و صلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين ..
في الخامس من شهر رجب الأصب تمر ذكرى وفاة السيدة زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، تلك التي أفاضت على الدنيا بنورها العلوي الفاطمي، بطلة كربلاء،عقيلة بني هاشم، أخت الحسنين(ع) سيدي شباب أهل الجنة، تلك هي زينب التي زانت بوجودها أمة جدها (ص)، و البشرية جمعاء، العالمة الفاضلة الزكية النقية، العابدة التقية، المجاهدة الشجاعة البطلة، الصامدة في كربلاء و مجلس إبن زياد و يزيد في الكوفة و الشام، تلك التي علمت الأمة كيف يمكن أن تكون المرأة جامعة لصفات المجد و العلى، و الكرامة و العزة و الشهامة و البسالة، و التقوى و العفاف و الحجاب و الإستقامة، اللهم أرزقنا كمال معرفتها، و الإقتداء بسيرتها، و الإستضاءة بنور وجودها.
و أعظم الله لك الأجر ياصاحب العصر و الزمان، و أعظم الله الأجر لأمة النبي (ص) جمعاء في ذكرى وفاتها (سلام الله عليها) .
مكتب سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي
11/رجب/1426هـ الموافق 17/8/2005م
همسة نورانية من سيرة السيدة زينب بنت الإمام أمير المؤمنين ( ع )
1- إسمها و نسبها :
زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أمّها سيّدة نساء العالمين فاطمة ( عليها السلام ) بنت النبي ( صلى الله عليه و آله ) .
2- ولادتها : ولدت بالمدينة المنوّرة في الخامس من جمادى الأوّل عام 5 هـ .
و لمّا ولدت ( عليها السلام ) جاءت بها أمّها الزهراء ( عليها السلام ) إلى أبيها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، و قالت : ( سمّ هذه المولودة ) .
فقال : ( ما كنت لأسبق رسول الله ( صلى الله عليه و آله) ، و كان في سفر له ، و لمّا جاء و سأله علي ( عليه السلام ) عن إسمها .
فقال : ( ما كنت لأسبق ربّي تعالى ) ، فهبط جبرائيل ( عليه السلام ) يقرأ السلام من الله الجليل ، و قال له : ( سمّ هذه المولودة : زينب ، فقد إختار الله لها هذا الاسم ) .
ثمّ أخبره بما يجري عليها من المصائب ، فبكى ( صلى الله عليه و آله ) ، و قال : (من بكى على مصائب هذه البنت ، كان كمن بكى على أخويها : الحسن و الحسين) .
3- سيرتها و فضائلها : كانت ( عليها السلام ) عالمة غير معَلّمة ، وفهِمة غير مفهمة ، عاقلة لبيبة ، جزلة ، وكانت في فصاحتها وزهدها وعبادتها كأبيها أمير المؤمنين و أمّها الزهراء ( عليهما السلام) .
إتّصفت ( عليها السلام ) بمحاسن كثيرة ، و أوصاف جليلة ، و خصال حميدة ، و شيم سعيدة ، و مفاخر بارزة ، و فضائل طاهرة .
حدّثت عن أمّها الزهراء ( عليها السلام ) ، و كذلك عن أسماء بنت عميس ، كما روى عنها محمّد بن عمرو ، و عطاء بن السائب ، و فاطمة بنت الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، و جابر بن عبد الله الأنصاري ، و عَبَّاد العامري .
عُرفت زينب ( عليها السلام ) بكثرة التهجّد ، شأنها في ذلك شأن جدّها الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، و أهل البيت ( عليهم السلام) .
و روي عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) قوله : (ما رأيت عمّتي تصلّي الليل عن جلوس إلاّ ليلة الحادي عشر ) ، أي أنّها ما تركت تهجّدها و عبادتها المستحبّة حتّى تلك الليلة الحزينة ، بحيث أنّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) عندما ودّع عياله وداعه الأخير يوم عاشوراء قال لها : ( يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل).
و ذكر بعض أهل السِيَر : أنّ زينب ( عليها السلام ) كان لها مجلس خاص لتفسير القرآن الكريم تحضره النساء ، و أنّ دعاءها كان مستجاباً .
4- أم المصائب : سُمّيت أم المصائب ، و حق لها أن تسمّى بذلك ، فقد شاهدت مصيبة وفاة جدّها النبي ( صلى الله عليه و آله ) ، و شهادة أمّها الزهراء ( عليها السلام ) ، و شهادة أبيها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، و شهادة أخيها الحسن ( عليه السلام ) ، و أخيراً المصيبة العظمى ، و هي شهادة أخيها الحسين ( عليه السلام ) ، في واقعة الطف مع باقي الشهداء ( رضوان الله عليهم) .
5- أخبارها في كربلاء :
كان لها ( عليها السلام ) في واقعة كربلاء المكان البارز في جميع المواطن ، فهي التي كانت تشفي العليل و تراقب أحوال أخيها الحسين ( عليه السلام ) ساعةً فساعة ، و تخاطبه و تسأله عند كل حادث ، و هي التي كانت تدبّر أمر العيال و الأطفال ، و تقوم في ذلك مقام الرجال .
و الذي يلفت النظر أنّها في ذلك الوقت كانت متزوّجة بعبد الله بن جعفر ، فأختارت صحبة أخيها على البقاء عند زوجها ، و زوجها راضٍ بذلك ، و قد أمر و لديه بلزوم خالهما و الجهاد بين يديه ، فمن كان لها أخ مثل الحسين ( عليه السلام ) ، و هي بهذا الكمال الفائق ، فلا يستغرب منها تقديم أخيها على بعلها .
و روي أنّه لمّا كان اليوم الحادي عشر من المحرّم ، بعد مقتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) حمل عمر بن سعد النساء ، فمرّوا بهنّ على مصرع الحسين ( عليه السلام ) فندبت زينب ( عليها السلام ) أخاها و هي تقول : ( بأبي مَن فسطاطه مقطع العُرى ، بأبي مَن لا غائب فيُرتجى ، و لا جريح فيُداوى ، بأبي مَن نفسي له الفدا ، بأبي المهموم حتّى قضى ، بأبي العطشان حتّى مضى ، بأبي مَن شيبته تقطر بالدما ، بأبي مَن جدّه رسول إله السما ، بأبي مَن هو سبط نبي الهدى) .
6- أخبارها في الكوفة : لمّا جيء بسبايا أهل البيت ( عليهم السلام ) إلى الكوفة بعد واقعة الطف ، أخذ أهل الكوفة ينوحون و يبكون ، فقال بشر بن خزيم الأسدي : و نظرتُ إلى زينب بنت علي ( عليهما السلام ) يومئذ ، فلم أرَ خَفِرة ( عفيفة ) أنطق منها ، كأنّها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، و قد أومأتْ إلى الناس أن اسكتوا فارتدتْ الأنفاس ، و سكنتْ الأجراس ، ثمّ قالت :
( الحمد لله و الصلاة على محمّد و آله الطاهرين ، يا أهل الكوفة يا أهل الختل و الغدر ، أتبكون ؟ فلا رقأت الدمعة ، و لا قطعت الرنة ، إنّما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً، تتّخذون أيمانكم دخلاً بينكم ، ألا و هل فيكم إلاّ الصلف النطف ... ) إلى آخر الخطبة الشريفة ، و هي معروفة .
7- أخبارها في الشام :
أرسل عبيد الله بن زياد والي الكوفة السيّدة زينب ( عليها السلام ) مع سبايا آل البيت ( عليهم السلام ) ـ بناءً على طلب يزيد ـ و معهم رأس الحسين ( عليه السلام ) و باقي الرؤوس إلى الشام ، فعندما دخلوا على يزيد دعا برأس الحسين ( عليه السلام ) فوضع بين يديه ، فلمّا رأت زينب ( عليها السلام ) الرأس الشريف بين يديه صاحت بصوت حزين يقرح القلوب : ( يا حسيناه ، يا حبيب رسول الله ، يا ابن فاطمة الزهراء ) ، فأبكت جميع الحاضرين في المجلس و يزيد ساكت .
و روي أنّ يزيد عندما أخذ ينكث ثنايا الإمام الحسين ( عليه السلام ) بقضيب خيزران ، قامت ( عليها السلام ) له في ذلك المجلس ، و خطبت قائلة :
الحمد لله رب العالمين ، و صلّى الله على رسوله و آله أجمعين : أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض ، و آفاق السماء ، فأصبحنا نُساق كما تُساق الإماء ، إن بنا هواناً على الله ، و بك عليه كرامة ، و إنّ ذلك لعظم خطرك عنده ، فشمخت بأنفك و نظرت في عطفك جذلان مسروراً ، أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك و إمائك ، و سوقك بنات رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) سبايا ، قد هَتكتَ ستورهنّ ، و أبدَيتَ وجُوههُن ، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد .
8- وفاتها : توفّيت أم المصائب زينب ( عليها السلام ) في الخامس عشر من شهر رجب عام 62 هـ ، و اختُلِفَ في محل دفنها ، فمنهم من قال : في مصر ، و منهم من قال : في الشام ، و منهم من قال : في المدينة .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و صلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين ..
في الخامس من شهر رجب الأصب تمر ذكرى وفاة السيدة زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، تلك التي أفاضت على الدنيا بنورها العلوي الفاطمي، بطلة كربلاء،عقيلة بني هاشم، أخت الحسنين(ع) سيدي شباب أهل الجنة، تلك هي زينب التي زانت بوجودها أمة جدها (ص)، و البشرية جمعاء، العالمة الفاضلة الزكية النقية، العابدة التقية، المجاهدة الشجاعة البطلة، الصامدة في كربلاء و مجلس إبن زياد و يزيد في الكوفة و الشام، تلك التي علمت الأمة كيف يمكن أن تكون المرأة جامعة لصفات المجد و العلى، و الكرامة و العزة و الشهامة و البسالة، و التقوى و العفاف و الحجاب و الإستقامة، اللهم أرزقنا كمال معرفتها، و الإقتداء بسيرتها، و الإستضاءة بنور وجودها.
و أعظم الله لك الأجر ياصاحب العصر و الزمان، و أعظم الله الأجر لأمة النبي (ص) جمعاء في ذكرى وفاتها (سلام الله عليها) .
مكتب سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي
11/رجب/1426هـ الموافق 17/8/2005م
همسة نورانية من سيرة السيدة زينب بنت الإمام أمير المؤمنين ( ع )
1- إسمها و نسبها :
زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أمّها سيّدة نساء العالمين فاطمة ( عليها السلام ) بنت النبي ( صلى الله عليه و آله ) .
2- ولادتها : ولدت بالمدينة المنوّرة في الخامس من جمادى الأوّل عام 5 هـ .
و لمّا ولدت ( عليها السلام ) جاءت بها أمّها الزهراء ( عليها السلام ) إلى أبيها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، و قالت : ( سمّ هذه المولودة ) .
فقال : ( ما كنت لأسبق رسول الله ( صلى الله عليه و آله) ، و كان في سفر له ، و لمّا جاء و سأله علي ( عليه السلام ) عن إسمها .
فقال : ( ما كنت لأسبق ربّي تعالى ) ، فهبط جبرائيل ( عليه السلام ) يقرأ السلام من الله الجليل ، و قال له : ( سمّ هذه المولودة : زينب ، فقد إختار الله لها هذا الاسم ) .
ثمّ أخبره بما يجري عليها من المصائب ، فبكى ( صلى الله عليه و آله ) ، و قال : (من بكى على مصائب هذه البنت ، كان كمن بكى على أخويها : الحسن و الحسين) .
3- سيرتها و فضائلها : كانت ( عليها السلام ) عالمة غير معَلّمة ، وفهِمة غير مفهمة ، عاقلة لبيبة ، جزلة ، وكانت في فصاحتها وزهدها وعبادتها كأبيها أمير المؤمنين و أمّها الزهراء ( عليهما السلام) .
إتّصفت ( عليها السلام ) بمحاسن كثيرة ، و أوصاف جليلة ، و خصال حميدة ، و شيم سعيدة ، و مفاخر بارزة ، و فضائل طاهرة .
حدّثت عن أمّها الزهراء ( عليها السلام ) ، و كذلك عن أسماء بنت عميس ، كما روى عنها محمّد بن عمرو ، و عطاء بن السائب ، و فاطمة بنت الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، و جابر بن عبد الله الأنصاري ، و عَبَّاد العامري .
عُرفت زينب ( عليها السلام ) بكثرة التهجّد ، شأنها في ذلك شأن جدّها الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، و أهل البيت ( عليهم السلام) .
و روي عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) قوله : (ما رأيت عمّتي تصلّي الليل عن جلوس إلاّ ليلة الحادي عشر ) ، أي أنّها ما تركت تهجّدها و عبادتها المستحبّة حتّى تلك الليلة الحزينة ، بحيث أنّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) عندما ودّع عياله وداعه الأخير يوم عاشوراء قال لها : ( يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل).
و ذكر بعض أهل السِيَر : أنّ زينب ( عليها السلام ) كان لها مجلس خاص لتفسير القرآن الكريم تحضره النساء ، و أنّ دعاءها كان مستجاباً .
4- أم المصائب : سُمّيت أم المصائب ، و حق لها أن تسمّى بذلك ، فقد شاهدت مصيبة وفاة جدّها النبي ( صلى الله عليه و آله ) ، و شهادة أمّها الزهراء ( عليها السلام ) ، و شهادة أبيها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، و شهادة أخيها الحسن ( عليه السلام ) ، و أخيراً المصيبة العظمى ، و هي شهادة أخيها الحسين ( عليه السلام ) ، في واقعة الطف مع باقي الشهداء ( رضوان الله عليهم) .
5- أخبارها في كربلاء :
كان لها ( عليها السلام ) في واقعة كربلاء المكان البارز في جميع المواطن ، فهي التي كانت تشفي العليل و تراقب أحوال أخيها الحسين ( عليه السلام ) ساعةً فساعة ، و تخاطبه و تسأله عند كل حادث ، و هي التي كانت تدبّر أمر العيال و الأطفال ، و تقوم في ذلك مقام الرجال .
و الذي يلفت النظر أنّها في ذلك الوقت كانت متزوّجة بعبد الله بن جعفر ، فأختارت صحبة أخيها على البقاء عند زوجها ، و زوجها راضٍ بذلك ، و قد أمر و لديه بلزوم خالهما و الجهاد بين يديه ، فمن كان لها أخ مثل الحسين ( عليه السلام ) ، و هي بهذا الكمال الفائق ، فلا يستغرب منها تقديم أخيها على بعلها .
و روي أنّه لمّا كان اليوم الحادي عشر من المحرّم ، بعد مقتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) حمل عمر بن سعد النساء ، فمرّوا بهنّ على مصرع الحسين ( عليه السلام ) فندبت زينب ( عليها السلام ) أخاها و هي تقول : ( بأبي مَن فسطاطه مقطع العُرى ، بأبي مَن لا غائب فيُرتجى ، و لا جريح فيُداوى ، بأبي مَن نفسي له الفدا ، بأبي المهموم حتّى قضى ، بأبي العطشان حتّى مضى ، بأبي مَن شيبته تقطر بالدما ، بأبي مَن جدّه رسول إله السما ، بأبي مَن هو سبط نبي الهدى) .
6- أخبارها في الكوفة : لمّا جيء بسبايا أهل البيت ( عليهم السلام ) إلى الكوفة بعد واقعة الطف ، أخذ أهل الكوفة ينوحون و يبكون ، فقال بشر بن خزيم الأسدي : و نظرتُ إلى زينب بنت علي ( عليهما السلام ) يومئذ ، فلم أرَ خَفِرة ( عفيفة ) أنطق منها ، كأنّها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، و قد أومأتْ إلى الناس أن اسكتوا فارتدتْ الأنفاس ، و سكنتْ الأجراس ، ثمّ قالت :
( الحمد لله و الصلاة على محمّد و آله الطاهرين ، يا أهل الكوفة يا أهل الختل و الغدر ، أتبكون ؟ فلا رقأت الدمعة ، و لا قطعت الرنة ، إنّما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً، تتّخذون أيمانكم دخلاً بينكم ، ألا و هل فيكم إلاّ الصلف النطف ... ) إلى آخر الخطبة الشريفة ، و هي معروفة .
7- أخبارها في الشام :
أرسل عبيد الله بن زياد والي الكوفة السيّدة زينب ( عليها السلام ) مع سبايا آل البيت ( عليهم السلام ) ـ بناءً على طلب يزيد ـ و معهم رأس الحسين ( عليه السلام ) و باقي الرؤوس إلى الشام ، فعندما دخلوا على يزيد دعا برأس الحسين ( عليه السلام ) فوضع بين يديه ، فلمّا رأت زينب ( عليها السلام ) الرأس الشريف بين يديه صاحت بصوت حزين يقرح القلوب : ( يا حسيناه ، يا حبيب رسول الله ، يا ابن فاطمة الزهراء ) ، فأبكت جميع الحاضرين في المجلس و يزيد ساكت .
و روي أنّ يزيد عندما أخذ ينكث ثنايا الإمام الحسين ( عليه السلام ) بقضيب خيزران ، قامت ( عليها السلام ) له في ذلك المجلس ، و خطبت قائلة :
الحمد لله رب العالمين ، و صلّى الله على رسوله و آله أجمعين : أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض ، و آفاق السماء ، فأصبحنا نُساق كما تُساق الإماء ، إن بنا هواناً على الله ، و بك عليه كرامة ، و إنّ ذلك لعظم خطرك عنده ، فشمخت بأنفك و نظرت في عطفك جذلان مسروراً ، أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك و إمائك ، و سوقك بنات رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) سبايا ، قد هَتكتَ ستورهنّ ، و أبدَيتَ وجُوههُن ، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد .
8- وفاتها : توفّيت أم المصائب زينب ( عليها السلام ) في الخامس عشر من شهر رجب عام 62 هـ ، و اختُلِفَ في محل دفنها ، فمنهم من قال : في مصر ، و منهم من قال : في الشام ، و منهم من قال : في المدينة .