الألحان العراقية في الأصوات العربية
جابر جعفر الخطاب
صدحت أصوات عربية جميلة بألحان عراقية رائعة ترنمت بها الأجيال على مر الزمن وحلقت معها خفقات القلوب على اجنحة السعد والهناء فقد شهدت حقبة الخمسينات من القرن الماضي ظهور مواهب فنية عراقية جذبت اهتمام الأوساط المحلية والعربية فكان ظهور الفنان الكبير والمطرب رضا علي علامة مضيئة في تاريخ الأغنية العراقية والعربية وقبله الموسيقار العراقي الكبير منير بشير الذي لحن للمطربة الكبيرة فيروز ا ( يحنينه ) التي كانت جدولا من الحنين يسكب أمواجه العذبة في قلوب عشاق سفيرتنا إلى النجوم ولأهمية الزيارات بين الأحبة والرغبة في التواصل وعدم الإنقطاع فكانت ( زوروني بالسنه مره ) تحفة فنية اخرى لهذا الموسيقار الكبير . إن مرحلة الفنان الراحل رضا علي كانت غنية بالعطاء والإبداع وحققت نقلة نوعية في حقل الغناء العراقي والعربي من خلال صوته الرخيم المفعم بالعواطف الحارة وألحانه الجميلة التي انتشرت في كل مكان لتعلن ميلاد عهد جديد من خلال الكلمة المعبرة والصوت الدافيء واللحن الساحر الذي يحتل القلوب بنغماته الحارة فقد كانت أغنية ( سمر سمر ) بوابة الدخول الى عالم الشهرة محليا وعربيا إضافة إلى اغانيه الأخرى التي تجمع بين الرقة والدلال في ( إدلل عليّ َ ادلل كل ما تريد او تسأل ) لتأخذ ألحانه الأخرى مساحات واسعة من الذاكرة العراقية والعربية وتعيش في الوجدان بين أفانين الذكريات السعيدة وتتدفق شلال عواطف حارة تلامس شغاف القلب برقتها وعذوبتها ففي ( جيرانكم يهل الدار ) تطرق هذه اللوحة الفنية الرائعة أبواب القلوب قبل أبواب الجيران لتخط فيها سطورا مضيئة بحب الجار وخاصة جيرانه الذين اسروه بطيبتهم وحسن معشرهم ولكنه يشعر بالأسى والحنين برحيل جيرانه الى مدينة أخرى فبشعر بفراغ إنساني كبير يغمره حسرة وألما على فراقهم المفجع فتتدفق آهاته الحزينة في ( حق العرفتونه او عرفناكم أيام حلوه اقضينه وياكم ) . لقد أصبحت أغاني المطرب رضا علي جزءا من الأمثال الشعبية المتداولة بين الناس في حياتهم اليومية فمن يريد أن يعبر عن مقدار حبه لأي إنسان فإنه يبادره بالقول ( تدري اشقد احبك ابعدد دقات قلبك ) ومن يريد أن يعبر عن امتنانه لمن يطلب منه مساعدة فإنه يرد عليه بالقول ( إدلل علي ادلل ) . لم تكن ألحان المطرب الراحل رضا علي مقتصرة على صوته وأدائه فحسب بل إنه منح أصواتا عراقية وعربية اغنيات جميلة لا تنسى فكانت أغنية ( ابيا عين جيتو اتشوفوني ) قطعة فنية مشبوبة العواطف متدفقة الحنين تعانقت فيها كلمات الشاعر الغنائي الراحل سيف الدين ولائي وصوت المطربة الراحلة مائدة نزهت وأوتار المطرب الكبير رضا علي وقد احتلت كلمات الشاعر الولائي جزءا هاما من اغنيات وألحان الفنان رضا . أما المطربة الراحلة عفيفة اسكندر فقد حلقت في أجواء الطرب الأصيل بموشح ( قيل لي قد تبدلا ) وابدعت فيه أيما إبداع . لقد حققت أغنيات المطرب الراحل رضا علي انتشارا واسعا في الأقطار العربية من خلال الإذاعات ومن خلال رحلاته الفنية إلى تلك الأقطار وخاصة مصر وسورية ولبنان مما حمل البعض من المطربين والمطربات القدوم إلى بغداد طلبا لألحان هذا الفنان فقد زارت العراق مطربات مصريات وسوريات ولبنانيات في أوقات متفاوتة من خمسينات القرن الماضي وما بعدها وحققت تلك الزيارات نجاحات فنية كبيرة ظلت أصداؤها تتردد حتى وقتنا الحاضر وقد استطاع الفنان رضا علي توظيف تلك الأصوات الجميلة في ألحان وكلمات عراقية فجاء الأداء رائعا فقد لحن للفنانة الراحلة فائزة احمد ست أغنيات عراقية اللحن والشعر ومن اشهرها أغنيات ( ميكفي دمع العين يا بويه ) و(خي لا تسد الباب ) و( الله اوياك روح اتمهل ابحبك ) فكانت هذه الأغنيات تتردد أصداؤها في مواسم الفرح والأعياد وفي المناسبات الإجتماعية المتنوعة لما تشيعه من جمالية الصوت واللحن والكلام وللفنانة سميرة توفيق مشوار فني متألق مع الفنان الراحل رضا علي حيث منح صوتها اغنيات عراقية رائعة ومن أشهرها
( وحدك ملكت الروح ياابن العشيرة ) التي امتلكت مشاعر عشاق فنها في كل مكان ليتبعها بأغنية ( مقدر اقلك مع السلامه روح ) ثم تناشد الطيور لتبعث أشواقها وسلاما الى من تحب ( سرب القطا اوياك احمل سلامي ) لتعقبها المطربة نهاوند عندما ترنمت بالعيون الساحرة وتغنت بها من خلال ( يبا يابا اشلون اعيون عندك يابه ) أما المطربة أنصاف منير فكانت تدعو على من أحرق قلبها بقولها ( شدعي اعليك يللي احرقت قلبي ) لتعقبها بأغنية ( أنا مو بيدي اهلي ما يرضون ) ولكن المطربة راوية كانت حزينة تشعر بالغربة وجفاء الأحبة حين أنشدت ( أدير العين ما عندي حبايب ) هذه الأغنيات المعبرة منحها الفنان الراحل رضا علي لتلك الأصوات العربية الجميلة ولكن عطاء هذا الفنان الكبير لم يتوقف عند هذا الحد فواصل ابداعه الفني مع الأصوات العراقية والعربية الأخرى ففي اوائل الستينات من القرن الماضي قدمت إلى بغداد فرقة الثلاثي المرح المصرية وقدم لها الفنان رضا علي اغنيات عراقية غاية في الروعة والأبداع وخاصة أغنية ( أسعد يوم يوم اللي تعارفنا ذاك اليوم مثله ابد ما شفنا ) حقا كان يوما سعيدا يوم اجتمع اللحن والكلام العراقي بالصوت المصري ليمنح الأذواق الراقية هذا الينبوع المتدفق من الجمال والسحر ونشوة الطرب وما زالت هذه الأغنية الرقيقة تتجدد كلما أعدنا سماعها لأنها تحمل من الذكريات العزيزة صورا لا تمحى من الذاكرة . إن الحديث عن تداخل الألحان العراقية بالأصوات العربية وانتقال الغناء العراقي من خلال هذه الأصوات الخالدة يعبر عن وحدة المشاعر العربية ويؤكد بأن الفن من الروابط المتينة التي تشد أبناء الشعوب العربية إلى بعضهم وكم من لحن جميل يعمل في تنقية القلوب والأجواء ما تعجز عنه سفارة كاملة بكل وسائلها الدبلوماسية الرسمية لأن الفن سفير محبة وسلام بين الشعوب في مختلف بقاع الأرض.
جابر جعفر الخطاب
صدحت أصوات عربية جميلة بألحان عراقية رائعة ترنمت بها الأجيال على مر الزمن وحلقت معها خفقات القلوب على اجنحة السعد والهناء فقد شهدت حقبة الخمسينات من القرن الماضي ظهور مواهب فنية عراقية جذبت اهتمام الأوساط المحلية والعربية فكان ظهور الفنان الكبير والمطرب رضا علي علامة مضيئة في تاريخ الأغنية العراقية والعربية وقبله الموسيقار العراقي الكبير منير بشير الذي لحن للمطربة الكبيرة فيروز ا ( يحنينه ) التي كانت جدولا من الحنين يسكب أمواجه العذبة في قلوب عشاق سفيرتنا إلى النجوم ولأهمية الزيارات بين الأحبة والرغبة في التواصل وعدم الإنقطاع فكانت ( زوروني بالسنه مره ) تحفة فنية اخرى لهذا الموسيقار الكبير . إن مرحلة الفنان الراحل رضا علي كانت غنية بالعطاء والإبداع وحققت نقلة نوعية في حقل الغناء العراقي والعربي من خلال صوته الرخيم المفعم بالعواطف الحارة وألحانه الجميلة التي انتشرت في كل مكان لتعلن ميلاد عهد جديد من خلال الكلمة المعبرة والصوت الدافيء واللحن الساحر الذي يحتل القلوب بنغماته الحارة فقد كانت أغنية ( سمر سمر ) بوابة الدخول الى عالم الشهرة محليا وعربيا إضافة إلى اغانيه الأخرى التي تجمع بين الرقة والدلال في ( إدلل عليّ َ ادلل كل ما تريد او تسأل ) لتأخذ ألحانه الأخرى مساحات واسعة من الذاكرة العراقية والعربية وتعيش في الوجدان بين أفانين الذكريات السعيدة وتتدفق شلال عواطف حارة تلامس شغاف القلب برقتها وعذوبتها ففي ( جيرانكم يهل الدار ) تطرق هذه اللوحة الفنية الرائعة أبواب القلوب قبل أبواب الجيران لتخط فيها سطورا مضيئة بحب الجار وخاصة جيرانه الذين اسروه بطيبتهم وحسن معشرهم ولكنه يشعر بالأسى والحنين برحيل جيرانه الى مدينة أخرى فبشعر بفراغ إنساني كبير يغمره حسرة وألما على فراقهم المفجع فتتدفق آهاته الحزينة في ( حق العرفتونه او عرفناكم أيام حلوه اقضينه وياكم ) . لقد أصبحت أغاني المطرب رضا علي جزءا من الأمثال الشعبية المتداولة بين الناس في حياتهم اليومية فمن يريد أن يعبر عن مقدار حبه لأي إنسان فإنه يبادره بالقول ( تدري اشقد احبك ابعدد دقات قلبك ) ومن يريد أن يعبر عن امتنانه لمن يطلب منه مساعدة فإنه يرد عليه بالقول ( إدلل علي ادلل ) . لم تكن ألحان المطرب الراحل رضا علي مقتصرة على صوته وأدائه فحسب بل إنه منح أصواتا عراقية وعربية اغنيات جميلة لا تنسى فكانت أغنية ( ابيا عين جيتو اتشوفوني ) قطعة فنية مشبوبة العواطف متدفقة الحنين تعانقت فيها كلمات الشاعر الغنائي الراحل سيف الدين ولائي وصوت المطربة الراحلة مائدة نزهت وأوتار المطرب الكبير رضا علي وقد احتلت كلمات الشاعر الولائي جزءا هاما من اغنيات وألحان الفنان رضا . أما المطربة الراحلة عفيفة اسكندر فقد حلقت في أجواء الطرب الأصيل بموشح ( قيل لي قد تبدلا ) وابدعت فيه أيما إبداع . لقد حققت أغنيات المطرب الراحل رضا علي انتشارا واسعا في الأقطار العربية من خلال الإذاعات ومن خلال رحلاته الفنية إلى تلك الأقطار وخاصة مصر وسورية ولبنان مما حمل البعض من المطربين والمطربات القدوم إلى بغداد طلبا لألحان هذا الفنان فقد زارت العراق مطربات مصريات وسوريات ولبنانيات في أوقات متفاوتة من خمسينات القرن الماضي وما بعدها وحققت تلك الزيارات نجاحات فنية كبيرة ظلت أصداؤها تتردد حتى وقتنا الحاضر وقد استطاع الفنان رضا علي توظيف تلك الأصوات الجميلة في ألحان وكلمات عراقية فجاء الأداء رائعا فقد لحن للفنانة الراحلة فائزة احمد ست أغنيات عراقية اللحن والشعر ومن اشهرها أغنيات ( ميكفي دمع العين يا بويه ) و(خي لا تسد الباب ) و( الله اوياك روح اتمهل ابحبك ) فكانت هذه الأغنيات تتردد أصداؤها في مواسم الفرح والأعياد وفي المناسبات الإجتماعية المتنوعة لما تشيعه من جمالية الصوت واللحن والكلام وللفنانة سميرة توفيق مشوار فني متألق مع الفنان الراحل رضا علي حيث منح صوتها اغنيات عراقية رائعة ومن أشهرها
( وحدك ملكت الروح ياابن العشيرة ) التي امتلكت مشاعر عشاق فنها في كل مكان ليتبعها بأغنية ( مقدر اقلك مع السلامه روح ) ثم تناشد الطيور لتبعث أشواقها وسلاما الى من تحب ( سرب القطا اوياك احمل سلامي ) لتعقبها المطربة نهاوند عندما ترنمت بالعيون الساحرة وتغنت بها من خلال ( يبا يابا اشلون اعيون عندك يابه ) أما المطربة أنصاف منير فكانت تدعو على من أحرق قلبها بقولها ( شدعي اعليك يللي احرقت قلبي ) لتعقبها بأغنية ( أنا مو بيدي اهلي ما يرضون ) ولكن المطربة راوية كانت حزينة تشعر بالغربة وجفاء الأحبة حين أنشدت ( أدير العين ما عندي حبايب ) هذه الأغنيات المعبرة منحها الفنان الراحل رضا علي لتلك الأصوات العربية الجميلة ولكن عطاء هذا الفنان الكبير لم يتوقف عند هذا الحد فواصل ابداعه الفني مع الأصوات العراقية والعربية الأخرى ففي اوائل الستينات من القرن الماضي قدمت إلى بغداد فرقة الثلاثي المرح المصرية وقدم لها الفنان رضا علي اغنيات عراقية غاية في الروعة والأبداع وخاصة أغنية ( أسعد يوم يوم اللي تعارفنا ذاك اليوم مثله ابد ما شفنا ) حقا كان يوما سعيدا يوم اجتمع اللحن والكلام العراقي بالصوت المصري ليمنح الأذواق الراقية هذا الينبوع المتدفق من الجمال والسحر ونشوة الطرب وما زالت هذه الأغنية الرقيقة تتجدد كلما أعدنا سماعها لأنها تحمل من الذكريات العزيزة صورا لا تمحى من الذاكرة . إن الحديث عن تداخل الألحان العراقية بالأصوات العربية وانتقال الغناء العراقي من خلال هذه الأصوات الخالدة يعبر عن وحدة المشاعر العربية ويؤكد بأن الفن من الروابط المتينة التي تشد أبناء الشعوب العربية إلى بعضهم وكم من لحن جميل يعمل في تنقية القلوب والأجواء ما تعجز عنه سفارة كاملة بكل وسائلها الدبلوماسية الرسمية لأن الفن سفير محبة وسلام بين الشعوب في مختلف بقاع الأرض.