إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرسم حياتي و رغبتي و ابتهاجي بقلم/د:عدنان الطعمه

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرسم حياتي و رغبتي و ابتهاجي بقلم/د:عدنان الطعمه


    الرسم حياتي و رغبتي و ابتهاجي


    للرسامة الألمانية الدكتورة روزا فريس Dr. Rosa Friess







    رسمت الفنانة نفسها عدة مرات في كافة مراحل حياتها و واحدة مع زوجها








    بقلم : د . عدنان جواد الطعمة



    صدر في شهر نوفمبر عام 2004 بمدينة ماربورغ كتاب للفنانة الرسامة الشهيرة الدكتورة روزا فريس باللغة الألمانية بعنوان : الرسم حياتي و رغبتي ، يتضمن مختارات من مئات اللوحات الزيتية التي رسمتها في غضون ستين سنة جنبا إلى جنب عملها و اختصاصها كطبيبة .





    جانب من معرض أمس

    وقد كانت تزاول عملها في عيادتهما المشتركة مع زوجها الدكتور هانس فريس في عمارتها التي سكنت و نسكن فيها حاليا .




    الضيوف يتناولون القهوة

    الرسامة روزا فريس خالة زوجتي تعرفت عليها منذ أكثر من 14 سنة و كنت أزورها بين حين و آخر و أتمتع برؤية لوحاتها الجميلة .






    زوجة الرسام تتحدث مع زوجتي

    توطدت علاقتي معها أكثر عندما تزوجت إبنة اختها و بدأت بزيارتها مرتين او ثلاث مرات في الأسبوع أو عندما كانت تطلب مني المساعدة الفنية ، لأنها كانت تسكن وحدها في شقتها الكبيرة جدا في الطابق الأول من عمارتها المكونة من سبع غرف كبيرة جدا مع المطبخ و الحمام .





    منظر جميل خارج مدينتنا

    و شقتنا أيضا كبيرة جدا بقدر شقتها أي الطابق الثاني كله ، حيث فيها عيادة زوجتي لفحص مرضاها .




    منظر الغيوم و المزارع وا لهضاب و حيوية الألوان

    و قبل عرض بعض لوحاتها لابد لي أن أستعرض لمحة قصيرة عن تاريخ حياتها .





    لوحتان في إحدى زوايا المبنى

    ولدت الدكتورة و الرسامة الراحلة روزا فريس بتاريخ 7 / 11 / 1916 في مدينة كولونيا ( كولن Koeln ) وكان والدها مديرا لمدرسة ثانوية مدينة راينباخ Rheinbach




    لوحة لأشجار مائلة جميلة

    في عام 1923 و نتيجة للمعارك التي حدثت في منطقة الرور أبعدت الإدارة العسكرية الفرنسية عائلتها نيسن Niessen من كولونيا و استوطنت العائلة في مدينة ماربورغ .





    صديقها المعلم الرسام الذي كان زميل إبنتها في المدرسة يتحدث عن الفنانة


    أنهت دراستها الثانوية عام 1936 في مدرسة ثانوية أليزابيث Elisabethschule في مدينة ماربورغ .






    إبنة الرسامة واقفة مع زوجها


    أنهت دراسة الطب وحصلت على الشهادة العليا عام 1941 ، و بعد ذلك و قعت على عقد عمل كطبيبة في مستشفى المدينة .




    لوحة جميلة بالقرب من مدينتنا


    ثم اسرعت في الزواج من الدكتور هانس فريس خشية ان ترسل إلى المدن الشرقية . وقد رزقهما الله ولدا . و بعد ذلك إشتركت مع زوجها في عيادة مشتركة في مبنى عمارتها حتى عام 1973 و بعدها أحيلت على التقاعد .


    [IMG][/IMG]

    إبن عمها فرديناند هيورتن الذي شجعها على الرسم و رسمته في حينه

    تأثرت الرسامة بلوحات خالها الرسام الألماني الشهير يوهانس مارتيني Johannes Martini بعد إنهاء مرحلة الدراسة الثانوية . و قد شجعها على الرسم أحد أبناء عمومتها الطبيب و الرسام فرديناند هيورتن Ferdinand Hürten و قال لها أنك ستصبحين رسامة مشهورة .






    بدأت بالرسم منذ أكثر من ستين سنة رسوما كثيرة جدا للأشخاص و للطبيعة ، حيث كانت تأخذ معها بسيارتها أدوات الرسم و علبة الأصباغ و كرسيا و طاولة و حاملا لألواح الرسم و معها كلبها بنغو ( أجلكم الله ) الذي كان يحرسها في الغابات و المزارع في منطقة هسن و المحيطة بمدينتنا في كل فصول السنة .




    الرسامة عاشقة للأوراد و الزهور


    ثم اشتهرت برسم كل أقربائها و أصدقائها و شخصيات كثيرة مشهورة في هذه المنطقة .
    وكنت أشاهدها ترسم باقات الورد المختلفة بألوان زاهية رائعة .




    لوحة تبين حبها للأوراد و الزهور المختلفة


    وقبل سنة تقريبا سافرنا إلى البحر و أخبرنا إبنها بأن ينقلها إلى أحد دور النقاهة للشيوخ و العجزة تحت الرقابة والعناية الطبية حتي عودتنا من السفر .



    لوحة إحدى المزارع القريبة من مزرعتها

    وقد قمنا بزيارتها في تلك الدار وكانت غرفتها مطلة على القصر أو القلعة الجميلة المحاطة بالأشجار الباسقة .




    رسمت هاتين اللوحتين بعد غيابنا عنها بأسبوعين

    وقد أخذت معها حقيبة الرسم و الأدوات و حامل لوحات الرسم معها ، وبدأت ترسم القصر من بالكون ( فيرندا ) غرفتها . و لدى عودتنا من السفر زرناها و شاهدنا أنها رسمت لوحتين جميلتين جدا . ثم عادت إلى بيتها و استمرت بالرسم أيضا .




    إحدى اللوحتين للقصر


    كانت زوجتي باعتبارها إبنة أختها وطبيبة تشرف عليها يوميا و تتأكد منها عما إذا كانت تتناول أدويتها بانتظام أم لا .






    أثناء إفتتاح معرضها في مدرستها القديمة عام 2006

    أقيمت لها عدة معارض في مدينتنا و معرضين في متحف مدينتنا للمزايدة و بيع لوحاتها و كانت تتبرع بأثمان اللوحات إلى المتحف و أتذكر أنها تبرعت في المعرض الأول مبلغا قدره 12 ألف و 500 ماركا ألمانيا إلى المتحف ، كما أنها أهدت إلى المتحف عدة لوحات جميلة كانت بحوزتها.




    الرسامة روزا فريس تتحدث مع صديقها الرسام بيتر في مدخل المعرض


    ومن حسن الحظ إشتريت إحدى لوحاتها التي أبهرتني من المتحف .



    وقامت هي برسمي مرتين الصورة الأخيرة في العام الماضي 2007 .






    رسمتني قبل سنتين



    كما أهدتني لوحة عجبتني أيضا في إحدى المناسبات التالية : .







    و اجمل ما شاهدته من معارضها ، الذي كان في مدرستها الإعدادية التي درست فيها عام 1936 و قد تم عرض لوحات لها نادرة تم استعارتها من أصحابها في حفل بهيج جدا عام 2006 .





    صورة لمعرضها الذي أقيم في مدرسة أليزابيت عام 2006

    وفي اليوم التالي من المعرض ذهبت الرسامة الراحلة إلى المدرسة و استمعت إلى آراء الطالبات و الطلاب و أجابت على أسئلة الجميع و تحدثت إليهم عن حياتها التي قضتها بالرسم و الإبداع لأكثر من ستين سنة .


    تدهورت صحتها بعد النصف الثاني من عام 2007 و خاصة في الشهرين الأخيرين .





    رسمتني في العام الماضي 2007

    وبالرغم من آلامها رسمت أحد أصدقائها من المعلمين قبيل وفاتها بثلاثة أسابيع و بعد ذلك حاولت رسم باقة ورد ملونة جدا إلا أنها لم تكملها فبقت اللوحة على النصف . أدخلت المستشفى قبيل وفاتها بأسبوعين وكنا نزورها تقريبا يوميا .


    وقبل وفاتها بثلاثة أيام زرناها وهي كانت تصارع الألم و المعاناة . لم تتمكن من الحديث بوضوح ، نادتني بإشارة أصابعها بأن أقترب إليها . طلبت مني أن أمد يدي إليها ففعلت و لمست اصابعي الواحد بعد الآخر ، ثم أشارت إلى زوجتي أن تقترب إليها وتمد يدها ، و بدأت تلمس أصابعها الواحد بعد الآخر . ثم قالت لزوجتي أجلبي لي العلبة الصغيرة الموجودة في أحد ادراج الدولاب .





    هذه اللوحة اشتريتها من المتحف بالمزايدة

    فتحت خالتها العلبة و أخرجت محبسا ذهبيا جميلا مرصعا بحجر كريم وطلبت مني أن أمد يدي إليها وبدأت تجرب الأصابع إلى أن وافق المحبس إصبعي الصغير .
    ضحكت وقالت لي ستصبح رساما بارعا مثل خالي الأكبر يوهانس مارتيني ، شكرتها على إهدائها لي هذا الخاتم النفيس بالنسبة لي .

    خرجت مع زوجتي وقلت لها سأرسم على عجل لوحة قبل وفاتها . وفعلا كانت عندى إحدى الصور التي التقطتها لزوجتي على البحر أثناء شروق الشمس و هي تعزف بالناي .



    رسمت الصورة بالألوان الزيتية ثم التقطت لها صورا و أخذتها معي لدى زيارتنا لها قبل وفاتها بيوم واحد ، و قلت لها أنظري كيف أن خاتمك السحري صنع مني رساما بسرعة . فضحكت و ضحكنا جميعا .




    هذه اللوحة التي رسمتها و اريتها إياها قبل وفاتها بيوم واحد




    و في اليوم التالي المصادف 31 / 12 / 2008 أردنا زيارتها بعد الفطور ، إلا أن خادمتها و صديقتها إتصلت بنا في الساعة التاسعة صباحا و اخبرتنا بأن خالة زوجتي قد توفيت .
    لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .

    حزنت كثيرا على وفاتها و بكت زوجتي على فقدان خالتها . ثم ذهبنا بسرعة إلى المستشفى لنودعها قبيل أن ينقل جثمانها .
    حضر إبنها و أحفادها و بعض أصدقائها و صديقاتها .
    كان المشهد فعلا مؤلما و محزنا للغاية .
    لقد تعودنا عليها و على زيارتها تقريبا يوميا ، و أصبحت شقتها موحشة بدونها .
    حضرنا مراسيم دفنها و شعرنا بشعور حزين جدا ، لكن ذكرياتنا معها بقت خالدة وراسخة في ذاكرتنا . كيف يمكننا نسيانها ونحن نمر يوميا و نشاهد باب شقتها أو صندوق بريدها ؟

    أقيم عصر أمس المصادف في 16 /8 / 2008 معرض لمجموعة صغيرة من لوحاتها في مبنى خاص إسمه طاحونة الورق في مدينة كيرشهاين Kirchhain القريبة من مدينتنا رتبت قاعات المعرض بطريقة رائعة مزودة بالزهور و المعلومات ، كما دعي جميع الزائرين لتناول القهوة و الكيك . ألقى أحد أصدقائها الرسامين كلمة الإفتتاح ثم تجولنا في قاعات المعرض و شربنا القهوة و تناولنا الكيك و تحدثنا جميعا عنها و عن إبداعها الذي تجاوز الستين عاما ، فقد كانت تقول لنا دائما الرسم حياتي و رغبتي وابتهاجي .

    نزلت هذا اليوم مع زوجتي إلى شقتها والتقطت بعض الصور لبعض لوحاتها و خاصة اللوحة الأخيرة لسندان أو باقة الورد التي لم تكملها .



    هذه اللوحة لم تكتمل و قد صورتها هذا اليوم في شقتها

    لم تترك المرحومة الفنانة الرسم إلى آخر نفسها ، حيث كانت ترسم و قد بلغ عمرها 91 سنة إلى أن إنهارت قواها . كانت ترسم الأشخاص صغارا وكبارا في جلستين فقط وكل جلسة كانت تستغرق ساعة واحدة فقط لا أكثر .
    أي إبداع و موهبة كانت تتمتع بهما الفقيدة !!! .

    وفي العام الماضي أخذت معي كامرتي الديجيتال غفلة دون علمها و جلست أمامها في مكتبتي الثانية و بدأت ترسمني ، وفجأة إلتقطت لها صورة أثناء الرسم فضحكت وقالت ما هذا !!!


    سيبقى إسم الدكتورة روزا فريس خالدا بلوحاتها الكثيرة و بأعمالها الطيبة .
    رحمة الله عليها و على موتى المسلمين و المسلمات .




  • #2
    مشكورة اخت جروح على هذه المعلومات

    تعليق


    • #3
      شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أبو يوسف مشاهدة المشاركة
        مشكورة اخت جروح على هذه المعلومات
        بارك الله فيك

        لاهنت عالحضور

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سالي الفلسطينية مشاهدة المشاركة
          شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
          بارك الله فيكي

          سررت بتواجدك

          تعليق


          • #6
            شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

            تعليق


            • #7
              [frame="10 80"][frame="9 80"][frame="7 85"]


              الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على نبي الأمــم
              سيدنا محمد الأجل الأكرم وعلـى آله وصحبه ومن تبعهــم بإحسان إلى اليوم الأعظم


              الف شكر عالمرور

              اسعدني تواجدكم المميز

              تحيتي العطرة


              [/frame]
              [/frame]
              [/frame]

              تعليق

              مواضيع تهمك

              تقليص

              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
              المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
              المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
              يعمل...
              X