بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة من أب
(( إلى كلّ أبٍ اقتطع فلذةً من كبده ثم أرسلها لتكون (( قطعة إكسسوار )) في آلات الغرب )) .
كتبتُ إليكَ ولم تَكتبِ *** وزِدتَ بعاداً ولم أَعتبِ
سكبتُ دموعَ اشتياقي إليكَ *** ولولاكَ دَمعيَ لم يُسكَبِ
أُمنّي الفؤادَ بأنك آتٍ *** لِتمسحَ دمعَ الأبِ الطّيبِ
تُرى هل نسيت! أنا ما نسيتُ *** أوانَ تُنادي : أبي يا أبي ؟!
فتجري إليَّ وتهوي عَليَّ *** فتتعبُ ضَمّاً , ولمْ أتعبِ !
أتذكرُ كيف عبرتُ الفضاءَ *** وإيّاكَ ! نرقى بلا مركبِ ؟!
وكيف قطفتُ نجومَ السماءِ *** ولم أُبقِ فيها على كوكبِ !!
فلما غدونَ دُمىً في يديكَ *** صرختَ: (( الفضاءُ غدا مَلعبي ))؟
ومكتبيَ كُلّما طُلتَهُ *** تجوبُ يداكَ على مكتبي
ومِن عَجَبٍ إنْ كففتُ يديكَ *** غضبتَ عليَّ, ولم أغضبِ !
أتذكرُ أيّام نلهو , وكيفَ *** أثورُ لأنّكَ لم تَلعبِ !؟
وكيف تُنـازعني شربتي *** فتشربُ أنتَ ولم أشربِ ؟!
وكيف تصاحبني للصـلاةِ *** نُلـبّي الأذانَ مع المغربِ ؟!
وكيف أَحِنُّ إليكَ , وكيفَ *** تطوفُ عليكَ صلاةُ النبي ؟!
* * *
" من ديوان " عطر السماء"
((محبكم أبو يحيى))
تعليق