بسم الله الرحمن الرحيم

الدعاء

ترتيلة قلبية ، روحية تسبق الصمت ألأخير ،إنّها ترتيلة بحروف صامتات ناطقات

الدعاء تسابيح حميمية لا تعانق ألآفاق إلا بسنا ألأعماق

ألدعاء الحر حقاً يتلو ما في ألروح نبضاً من لظى الصدق ، يكاد أنْ يُضيء الكلمات

فالحروف الصادقات دون نطق ناطقات .

و الدعاء نوتة القلب التي تعزف الشوق الى الحبيب

فيفيض الصدق من عمق الظنون وتطيب الروح وتنجاب الشجون

ويُضيء الصدح أرجاء السكون والذنوب تغسل بالصفح الذنوب

و الدعاء ليس من جنس الخطاب ، لا و لا جنس الحوار

لا و لا حتى يُنسب في فنون القول الى جنس التناجي

إنّه ذاتٌ تمد ألذاتَ صدحاً في ثناياها كما يتهادى الموج في الموج فتمتد هكذا ألحياة

تغسل النفس بقايا الضعف فيها وبقايا الذل ووساوس الشرور

و تشد البؤرة السوداء فيها لسيول الضوء

فتمتد وجوداًً خلف أبعاد الوجود وحياة خلف آماد الحياة

><><

أللّهمّ لا تجعلنا ممن إذا جاعوا ذلّوا و أذا شبعوا أذلّوا

أللّهمّ أعنا على أنْ نلجم ألسنتنا إنْ همت بالنطق بما ليس في قلوبنا ،في الحب والمقت والغيظ و الرضا

أللّهمّ أبعدنا عن وقفة بين بين ، ولعبة الوجهين

ونجنا من ملق الخائن و سطوة الدائن و غدرة المرتد

أللّهمّ ألهمنا عدم الرضا عن أنفسنا كي لا نعمي بصائرنا فتُعمينا

أللّهمّ قنا بحلمك من أحلامنا ألأكبر منا

فهي إنْ حققناها تستغني عنا فنبور

و إنْ فشلنا في تحقيقها نستغني عنها فنبور

أللّهمّ أسترنا بأوطاننا و أستر أوطاننا بنا

ومكنّا من قولة الحق من أجلها لوجه الحق

وأهدنا الى إعلاء الحقيقة من أجلها لوجه الحقيقة

أللّهمّ هبنا خصوماً نتعلم منهم ويتعلمون منا

وأصدقاء نكتمل بهم ويكتملون بنا

وحُكاماً يحتكمون إلينا حين يتحكمون فينا

ومحكومين لا يحتاجون الى حكامهم أكثر مما يحتاجون الى أنفسهم

وعدالة تُعلّم الظالم كيف لا يَظْلم وتُعلم المظلوم كيف لا يُظْلم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أرتقاء