[frame="2 80"] الخلاصة الوجيزة من كتاب (قل ولا تقل)
محمد خلف سلامة
بسم الله والحمد لله:
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
هذا هو القدر الذي اكتمل الآن تبييضي له، بحمد الله، من زبدة الكتاب النافع الماتع، العميق الدقيق (قل ولا تقل) لحارس لغة الضاد والداعية اللغوي الكبير والباحث العبقري الفذ مصطفى جواد رحمه الله؛ ولقد أحببت أن أعجل هذا القدر من التلخيص، للراغبين في هذا الموضوع وأسأل الله أن يعينني على إتمام ما نويته وبدأته؛ وآمل أن تكون طريقتي في التلخيص مرضية؛ ومن الله التوفيق:
تنبيه: تصرفت أحياناً في العبارات تصرفاً منضبطاً إن شاء الله تعالى؛ وكل ما كان بين حاصرتين [ ] فهو زيادة مني، وقد تكون تلك الزيادة مأخوذة بمعناها من كلام المؤلف في بعض المواضع من المبحث الذي أنا بصدد تلخيصه.
؛؛؛؛؛؛
والآن أبدأ.
1- قل: الجُمهور والجُمهورية؛ ولا تقل: الجَمهور والجَمهورية. (ص30)
2- قل: فلان مؤامر، ولا تقل متؤامر؛ لأن حق الواحد المفاعلة، أي المؤامرة، كما تقول: حارب فهو محارب، ولا تقول: متحارب؛ وإذا قلتَ: تآمرا، وتآمروا قلتَ: هما متآمران، وهم متآمرون. (ص34)
3- قل: وقف في المستشرف، أو الروشن، أو الجناح، ولا تقل: وقف في الشرفة. (ص34)
الروشن هو المعروف عند الغربيين بالبالكون.
4- قل: أيما فضل العلم أم المال؟؛ ولا تقل: أيهما أفضل العلم أم المال. (ص34)
5- قل: الثبات في الحرب؛ ولا تقل: الصمود في الحرب. (ص35)
وذلك لأن الصمد هو القصد، وهو تحرك وسير ومشي إلى أمام، ولا يجوز إطلاق فعل من أفعال الحركة، ولا إسم من أسمائها على السكون والوقوف واللبث والمكث، لأن ذلك ضد المعنى المراد؛ فإذا أريد الوقوف في الحرب على سبيل المقاومة والمواقفة [لعلها والمواقعة] والمناهضة، قيل: ثبت في الحرب والقتال والمقاومة ثباتاً؛ قال الله تعالى في سورة الأنفال: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون).
وقل: صمَد العدوَّ، وصمد له صمداً؛ ولا تقل: صمد له صموداً؛ فمصدر الفعل (صمد) هو (الصمد) لا الصمود الذي ابتدعه ذوو الجمود؛ [وهنا ذكر المصنف في تعليل هذا الاختيار سراً بديعاً وفائدة عظيمة، وقد وصف هذه الفائدة، بقوله (وهذا من أسرار العربية، ومن دقائقها وعجائبها التي لا تحصى)].
6- قل:اعتزل العرش؛ ولا تقل: تنازل عن العرش؛ والسبب في ذلك أن (تنازل) فعل اشتراك في المسموع والمدون من اللغة، ومعناه: النزول من الإبل إلى القتال بين اثنين أو أكثر منهما----. (ص39)
7- قل:هؤلاء السُّيّاح جواسيس؛ ولا تقل: هؤلاء السُّوّاح جواسيس؛ فهو مثل غائب وغُيّاب، وليس مثل قائد وقُوّاد. (ص40)
8- قل:هذا رجل رُجْعي؛ ولا تقل: رَجْعي. (ص40)
9- قل: الجنود المُرْتَزِقة، والجنود المرتزِقون، وهؤلاء المرتزِقة، وهؤلاء المرتزِقون؛ ولا تقل: المرتزَقة ولا المرتزَقون؛ بهذا المعنى. (ص41)
لأن ارتزق، يأتي بمعنى أصاب رزقاً، أو نال رزقاً، أو جعل لنفسه رزقاً؛ وتأتي بمعنى آخر، فيقال: ارتزقه، بمعنى طلب منه رزقاً؛ [فالجنود مرتزقون، اسم فاعل مجموع].
ثم قال بعد أشياء نقلها: (ومما نقلنا يظهر الخطأ في قولهم (مرتزَقة) بفتح الزاي، لأن المرتزَق هو المطلوب منه الرزق، أي الذي يعطي الرزق، أي الرازق، مع أن المراد هو العكس، أي طالب الرزق وآخذه؛ فالصواب كسر الزاي---).
10- قل: دحرنا جيش العدو، فجيش العدو مدحور؛ ولا تقل: اندحر جيش العدو، فهو مندحر؛ وذلك إذا كان هزْمه وكسْره ناشئين عن حرب، وخسرانه في الحرب [كذا في المطبوع]؛ وهو من باب المجاز--- والفصيح أن يقال: كسرنا جيشَ العدو، أو هزمناه، أو شتّتْنا شمله، أو فللناه؛ ومع هذا فقد شاع في العصر الحاضر (دحرنا جيش العدو) أي دفعناه بعنف، وطردناه؛ أما (اندحر) فلم يرد في كتب اللغة؛ ولكننا ينبغي لنا أن لا نكون جامدين على النصوص اللغوية، فلغتنا العربية الزاهرة الباهرة قياسية اشتقاقية؛ وقد ذكرنا في كلام لنا أن (انفعل) في اللغة يصاغ لرغبة الفاعل في الفعل، إرادية كانت، كانصرف، وانطلق، وانحاز، وانضم؛ أو طبيعية، كانجاب الغيم وانقشع، واندفن النهر، لا بتأثير مؤثر الخارج [كذا في المطبوع]؛ وهو ما سموه المطاوعة؛ ونحن لا نطاوعهم فيها.
فعلى هذا يجوز اشتقاق (اندحر) بمعنى انهزم وانكسر، أي هرب من ساحة الحرب بغير قتال، جبناً وفشلاً وخيوماً [كذا، ولعل الصحيح: وخوفاً]؛ أما إذا أردنا (اندحر) من الدحر، الذي هو الطرد الحقيقي العنيف، فلا يجوز اشتقاقه، لأن الإنسان لا يرغب في أن يكون طريداً، ولا يريد ذلك؛ ألا ترى أن الفصحاء لا يقولون: (انطرد فلان)، كما يقولون: انصرف وانطلق وانحاز وانضم؛ فرغبة الفاعل وإرادته وميله الطبيعي أو شبهه، يجب أن تكون متوفرة في الفعل) [أي ليصاغ منه وزن (انفعل)]. (ص42)
11- قل: هذا الحزب محلول، وهذه الجمعية محلولة؛ إذا كانا قد نسخ قيامهما بأمر آمر، وقهر قاهر، من غير أعضائهما؛ ولا تقل: هذا الحزب منحل، وهذه الجمعية منحلة، إذا كان قد بطل قيامهما وزال قوامهما، من تلقاء أنفسهما. (ص43)
12- قل: تأكدت الشيء تأكداً؛ ولا تقل: تأكدت من الشيء؛ والفعل (تأكد) لم يرد في كلام العرب إلا لازماً، بمعنى توكد، فقد قالوا: تأكد الأمر: أي ثبت ثبوتاً وثيقاً---.
ولذلك لا نجد موضعاً لاستعمال (من) في قولهم (تأكد فلان من الأمر، ومن المبلغ)؛ لكن كثرة استعمال هذا الغلط جعلتهم لا يفكرون في تركيب جملته وتحرّي الصحة فيه، لأنهم فكروا في تأدية المعنى، حسبُ؛ وليس من شأن المتكلم، إن لم يكن لغوياً، أن يفكر في دقائق التركيب، بعد أن يجده منطبقاً على قواعد الإعراب العامة.
والعرب تستعمل (من) في مثل هذه الجملة، عند استعمال المصدر أو الإسم لوصلهما [في المطبوع: لوصولهما] بما يفيد تمام المعنى، مثل (أنا على بينة من هذا الأمر)، و (أنا على ثقة من أمركم). (ص44)
13- قل: ملأ الوظيفة الشاغرة، وينبغي ملء الشواغر؛ ولا تقل: إملاء الشواغر. (ص44)
14- قل: تخرَّج فلان في الكلية الفلانية؛ ولا تقل: تخرج من الكلية الفلانية؛ وذلك لأن (تخرّج) في هذه الجملة وأمثالها، بمعنى تأدب، وتعلم، وتدرب----. (ص45)
15- قل: الطبيب الخافر، وطبيب الخفر، والجندي الخافر، وجندي الخفر؛ ولا تقل: الطبيب الخفر، ولا الجندي الخفر. (ص45)
16- قل: نقول الموظفين، ونقلاتهم؛ ولا تقل: تنقلاتهم؛ وذلك لأن (التنقلات) جمع المصدر (التنقل)، المشتق من (تنقل فلان)، أي انتقل من شيء إلى آخر، ومن مكان إلى آخر، ومن بلدة إلى أخرى، عدة مرات بحسب رغبته وهواه----.
فتنقلات الموظفين ليست مكررة عدة مرات في تلك المرة، ولم تكن برغبة منهم وعلى هواهم؛ فالصواب النقول، والنقلات--- والنقلة مصدر المرة، كما تقول في الخرجة: خرجات، وفي السفرة: سفرات-----؛ والفرق بينهما أن النقلة مضافة إلى مفعولها، وتلك مضافة إلى فاعلها؛ ولا تقل: تنقلات الموظفين، بهذا المعنى؛ فتنقلات الموظفين تكون في أيام إجازاتهم واستراحاتهم، أو تفتيشهم وتحقيقاتهم، أي حينما ينتقلون مرة بعد مرة، باختيار، أو بإذن للاعتبار والاختبار. (ص46)
17- قل: القَطّاع؛ ولا تقل: القِطاع، ولا القُطاع؛ وذلك لأن القطاع من اصطلاحات الهندسة القديمة؛ وقد استعير للتقسيمات الاقتصادية، باعتبار أن مجموع الاقتصاد دائرة، والقطّاع يقطع جزءاً منها، ويفرزه----؛ وهذه التسمية من باب تسمية الكل بالجزء، كما قالت العرب: (الحائط) للبستان، مع أن الحائط هو جداره؛ وكما سمى العصريون عدة أشياء بالمنطقة من غير أن يشترطوا الاستدارة في الشيء المسمى، وذلك خطأ قبيح، لأن المنطقة كالحزام، فتستعمل للاستدارة، لا للانبساط، فقولهم (المنطقة الاستوائية من الأرض) صحيح----، وقولهم (المنطقة المحرمة من البلاد) خطأ لأنها لا استدارة فيها. (ص46-47)
18- قل: تعرفتُ الشيءَ والأمورَ، وتعرفت إلى فلان، واعترفت إليه، واستعرفت إليه، وقالت العامة: تعرفت بفلان؛ ولا تقل: تعرفت إلى الشيء والأمر، ولا تعرفت عليهما؛ وذلك لأن لغة العرب تميز في هذا الفعل، بين الإنسان وغيره، كما تميز بين مدلولي صيغة الفعل (تفعّل) في هذه العبارة----. (ص47)
19- قل: هذا يرمي إلى الإصلاح ويستهدفه؛ ولا تقل: يهدف إلى الإصلاح. (ص48)
20- قل: الشيء الذي ذكرته آنفاً، أو سالفاً، أو المذكور أنفاً؛ ولا تقل: الشيء الآنف الذكر. (ص49-50)
وانتظروا............
.
.[/frame]
محمد خلف سلامة
بسم الله والحمد لله:
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
هذا هو القدر الذي اكتمل الآن تبييضي له، بحمد الله، من زبدة الكتاب النافع الماتع، العميق الدقيق (قل ولا تقل) لحارس لغة الضاد والداعية اللغوي الكبير والباحث العبقري الفذ مصطفى جواد رحمه الله؛ ولقد أحببت أن أعجل هذا القدر من التلخيص، للراغبين في هذا الموضوع وأسأل الله أن يعينني على إتمام ما نويته وبدأته؛ وآمل أن تكون طريقتي في التلخيص مرضية؛ ومن الله التوفيق:
تنبيه: تصرفت أحياناً في العبارات تصرفاً منضبطاً إن شاء الله تعالى؛ وكل ما كان بين حاصرتين [ ] فهو زيادة مني، وقد تكون تلك الزيادة مأخوذة بمعناها من كلام المؤلف في بعض المواضع من المبحث الذي أنا بصدد تلخيصه.
؛؛؛؛؛؛
والآن أبدأ.
1- قل: الجُمهور والجُمهورية؛ ولا تقل: الجَمهور والجَمهورية. (ص30)
2- قل: فلان مؤامر، ولا تقل متؤامر؛ لأن حق الواحد المفاعلة، أي المؤامرة، كما تقول: حارب فهو محارب، ولا تقول: متحارب؛ وإذا قلتَ: تآمرا، وتآمروا قلتَ: هما متآمران، وهم متآمرون. (ص34)
3- قل: وقف في المستشرف، أو الروشن، أو الجناح، ولا تقل: وقف في الشرفة. (ص34)
الروشن هو المعروف عند الغربيين بالبالكون.
4- قل: أيما فضل العلم أم المال؟؛ ولا تقل: أيهما أفضل العلم أم المال. (ص34)
5- قل: الثبات في الحرب؛ ولا تقل: الصمود في الحرب. (ص35)
وذلك لأن الصمد هو القصد، وهو تحرك وسير ومشي إلى أمام، ولا يجوز إطلاق فعل من أفعال الحركة، ولا إسم من أسمائها على السكون والوقوف واللبث والمكث، لأن ذلك ضد المعنى المراد؛ فإذا أريد الوقوف في الحرب على سبيل المقاومة والمواقفة [لعلها والمواقعة] والمناهضة، قيل: ثبت في الحرب والقتال والمقاومة ثباتاً؛ قال الله تعالى في سورة الأنفال: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون).
وقل: صمَد العدوَّ، وصمد له صمداً؛ ولا تقل: صمد له صموداً؛ فمصدر الفعل (صمد) هو (الصمد) لا الصمود الذي ابتدعه ذوو الجمود؛ [وهنا ذكر المصنف في تعليل هذا الاختيار سراً بديعاً وفائدة عظيمة، وقد وصف هذه الفائدة، بقوله (وهذا من أسرار العربية، ومن دقائقها وعجائبها التي لا تحصى)].
6- قل:اعتزل العرش؛ ولا تقل: تنازل عن العرش؛ والسبب في ذلك أن (تنازل) فعل اشتراك في المسموع والمدون من اللغة، ومعناه: النزول من الإبل إلى القتال بين اثنين أو أكثر منهما----. (ص39)
7- قل:هؤلاء السُّيّاح جواسيس؛ ولا تقل: هؤلاء السُّوّاح جواسيس؛ فهو مثل غائب وغُيّاب، وليس مثل قائد وقُوّاد. (ص40)
8- قل:هذا رجل رُجْعي؛ ولا تقل: رَجْعي. (ص40)
9- قل: الجنود المُرْتَزِقة، والجنود المرتزِقون، وهؤلاء المرتزِقة، وهؤلاء المرتزِقون؛ ولا تقل: المرتزَقة ولا المرتزَقون؛ بهذا المعنى. (ص41)
لأن ارتزق، يأتي بمعنى أصاب رزقاً، أو نال رزقاً، أو جعل لنفسه رزقاً؛ وتأتي بمعنى آخر، فيقال: ارتزقه، بمعنى طلب منه رزقاً؛ [فالجنود مرتزقون، اسم فاعل مجموع].
ثم قال بعد أشياء نقلها: (ومما نقلنا يظهر الخطأ في قولهم (مرتزَقة) بفتح الزاي، لأن المرتزَق هو المطلوب منه الرزق، أي الذي يعطي الرزق، أي الرازق، مع أن المراد هو العكس، أي طالب الرزق وآخذه؛ فالصواب كسر الزاي---).
10- قل: دحرنا جيش العدو، فجيش العدو مدحور؛ ولا تقل: اندحر جيش العدو، فهو مندحر؛ وذلك إذا كان هزْمه وكسْره ناشئين عن حرب، وخسرانه في الحرب [كذا في المطبوع]؛ وهو من باب المجاز--- والفصيح أن يقال: كسرنا جيشَ العدو، أو هزمناه، أو شتّتْنا شمله، أو فللناه؛ ومع هذا فقد شاع في العصر الحاضر (دحرنا جيش العدو) أي دفعناه بعنف، وطردناه؛ أما (اندحر) فلم يرد في كتب اللغة؛ ولكننا ينبغي لنا أن لا نكون جامدين على النصوص اللغوية، فلغتنا العربية الزاهرة الباهرة قياسية اشتقاقية؛ وقد ذكرنا في كلام لنا أن (انفعل) في اللغة يصاغ لرغبة الفاعل في الفعل، إرادية كانت، كانصرف، وانطلق، وانحاز، وانضم؛ أو طبيعية، كانجاب الغيم وانقشع، واندفن النهر، لا بتأثير مؤثر الخارج [كذا في المطبوع]؛ وهو ما سموه المطاوعة؛ ونحن لا نطاوعهم فيها.
فعلى هذا يجوز اشتقاق (اندحر) بمعنى انهزم وانكسر، أي هرب من ساحة الحرب بغير قتال، جبناً وفشلاً وخيوماً [كذا، ولعل الصحيح: وخوفاً]؛ أما إذا أردنا (اندحر) من الدحر، الذي هو الطرد الحقيقي العنيف، فلا يجوز اشتقاقه، لأن الإنسان لا يرغب في أن يكون طريداً، ولا يريد ذلك؛ ألا ترى أن الفصحاء لا يقولون: (انطرد فلان)، كما يقولون: انصرف وانطلق وانحاز وانضم؛ فرغبة الفاعل وإرادته وميله الطبيعي أو شبهه، يجب أن تكون متوفرة في الفعل) [أي ليصاغ منه وزن (انفعل)]. (ص42)
11- قل: هذا الحزب محلول، وهذه الجمعية محلولة؛ إذا كانا قد نسخ قيامهما بأمر آمر، وقهر قاهر، من غير أعضائهما؛ ولا تقل: هذا الحزب منحل، وهذه الجمعية منحلة، إذا كان قد بطل قيامهما وزال قوامهما، من تلقاء أنفسهما. (ص43)
12- قل: تأكدت الشيء تأكداً؛ ولا تقل: تأكدت من الشيء؛ والفعل (تأكد) لم يرد في كلام العرب إلا لازماً، بمعنى توكد، فقد قالوا: تأكد الأمر: أي ثبت ثبوتاً وثيقاً---.
ولذلك لا نجد موضعاً لاستعمال (من) في قولهم (تأكد فلان من الأمر، ومن المبلغ)؛ لكن كثرة استعمال هذا الغلط جعلتهم لا يفكرون في تركيب جملته وتحرّي الصحة فيه، لأنهم فكروا في تأدية المعنى، حسبُ؛ وليس من شأن المتكلم، إن لم يكن لغوياً، أن يفكر في دقائق التركيب، بعد أن يجده منطبقاً على قواعد الإعراب العامة.
والعرب تستعمل (من) في مثل هذه الجملة، عند استعمال المصدر أو الإسم لوصلهما [في المطبوع: لوصولهما] بما يفيد تمام المعنى، مثل (أنا على بينة من هذا الأمر)، و (أنا على ثقة من أمركم). (ص44)
13- قل: ملأ الوظيفة الشاغرة، وينبغي ملء الشواغر؛ ولا تقل: إملاء الشواغر. (ص44)
14- قل: تخرَّج فلان في الكلية الفلانية؛ ولا تقل: تخرج من الكلية الفلانية؛ وذلك لأن (تخرّج) في هذه الجملة وأمثالها، بمعنى تأدب، وتعلم، وتدرب----. (ص45)
15- قل: الطبيب الخافر، وطبيب الخفر، والجندي الخافر، وجندي الخفر؛ ولا تقل: الطبيب الخفر، ولا الجندي الخفر. (ص45)
16- قل: نقول الموظفين، ونقلاتهم؛ ولا تقل: تنقلاتهم؛ وذلك لأن (التنقلات) جمع المصدر (التنقل)، المشتق من (تنقل فلان)، أي انتقل من شيء إلى آخر، ومن مكان إلى آخر، ومن بلدة إلى أخرى، عدة مرات بحسب رغبته وهواه----.
فتنقلات الموظفين ليست مكررة عدة مرات في تلك المرة، ولم تكن برغبة منهم وعلى هواهم؛ فالصواب النقول، والنقلات--- والنقلة مصدر المرة، كما تقول في الخرجة: خرجات، وفي السفرة: سفرات-----؛ والفرق بينهما أن النقلة مضافة إلى مفعولها، وتلك مضافة إلى فاعلها؛ ولا تقل: تنقلات الموظفين، بهذا المعنى؛ فتنقلات الموظفين تكون في أيام إجازاتهم واستراحاتهم، أو تفتيشهم وتحقيقاتهم، أي حينما ينتقلون مرة بعد مرة، باختيار، أو بإذن للاعتبار والاختبار. (ص46)
17- قل: القَطّاع؛ ولا تقل: القِطاع، ولا القُطاع؛ وذلك لأن القطاع من اصطلاحات الهندسة القديمة؛ وقد استعير للتقسيمات الاقتصادية، باعتبار أن مجموع الاقتصاد دائرة، والقطّاع يقطع جزءاً منها، ويفرزه----؛ وهذه التسمية من باب تسمية الكل بالجزء، كما قالت العرب: (الحائط) للبستان، مع أن الحائط هو جداره؛ وكما سمى العصريون عدة أشياء بالمنطقة من غير أن يشترطوا الاستدارة في الشيء المسمى، وذلك خطأ قبيح، لأن المنطقة كالحزام، فتستعمل للاستدارة، لا للانبساط، فقولهم (المنطقة الاستوائية من الأرض) صحيح----، وقولهم (المنطقة المحرمة من البلاد) خطأ لأنها لا استدارة فيها. (ص46-47)
18- قل: تعرفتُ الشيءَ والأمورَ، وتعرفت إلى فلان، واعترفت إليه، واستعرفت إليه، وقالت العامة: تعرفت بفلان؛ ولا تقل: تعرفت إلى الشيء والأمر، ولا تعرفت عليهما؛ وذلك لأن لغة العرب تميز في هذا الفعل، بين الإنسان وغيره، كما تميز بين مدلولي صيغة الفعل (تفعّل) في هذه العبارة----. (ص47)
19- قل: هذا يرمي إلى الإصلاح ويستهدفه؛ ولا تقل: يهدف إلى الإصلاح. (ص48)
20- قل: الشيء الذي ذكرته آنفاً، أو سالفاً، أو المذكور أنفاً؛ ولا تقل: الشيء الآنف الذكر. (ص49-50)
وانتظروا............
.
.[/frame]
تعليق