بسم الله الرحمن الرحيم

( رَبُّنَا اللَّهُ )

ليست ألفاظاً مجردة تقال باللسان، ربنا الله منهج كامل شامل للحياة .

المنهج الكامل الشامل هو

أنّ لله ـــ جلّ جلاله ــ العبادة ،وإليه الاتجاه، ومنه الخشية وعليه الاعتماد

فلا احتكام إلا إليه، ولا سلطان إلا لشريعته، ولا اهتداء إلا بهداه .

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ،أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)الأحقاف [ 13ــ 14]

مع شمولية القول بإيمان خالص أوجب ألأستقامة

الاستقامة ،

الثبات على هذا المنهج الكامل

الكمال في : استقامة العمل والسلوك على المنهج المختار،

استقامة النفس، و المشاعر والخوالج،فلا تتأرجح، ولا تضطرب، ولا تشكك،

ولا ترتاب بفعل النوازع والمؤثرات، وهي كثيرة و عنيفة .

لأن الاستقامة استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى . و أمر رسوله صلى الله عليه و سلم .

وطاعة الله ورسوله واجبة ، لأن فيها الخير كله وسعادة الدنيا والآخرة.

والاستقامة من شأنها أن ترقى بالإنسان ، وتصل به إلى أعلى المنازل .

, وتحفظ عقله وقلبه من أن يتطرق إليهما الفساد، وتصون نفسه من الرذيلة.

والله سبحانه وتعالى أمر بالاستقامة

جاءت الدعوة إلى الاستقامة فى مواطن من القرآن الكريم،

منها الأمر المباشر للنبى صلى الله عليه وسلم

قول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}[هود: 112 وقوله (فاستقيموا إليه واستغفروه)،

ومنها الحثُ على الاستقامة وبيان النتائج المترتبة عليها، كما فى قوله تعالى

(قال تعالى : ــ بسم الله الرحمن الرحيم

(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت:30)

والله تعالى يتولى الهداية إلى الاستقامة بسم الله الرحمن الرحيم

(وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم)

وكذا رسوله صلى الله عليه وسلم

عن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال:

قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا اسأل عنه أحداً بعدك قال :

((قل آمنت بالله ثم استقم )) رواه مسلم .

من جوامع الكلم ( ألأستقامة ) تأخذ بمجامع الدين

للعلم

ما معنى جوامع الكلم؟

معناه ،

هو الكلام المختصر ببلاغة تامة،

وفي ذات الوقت يجمع بين طياته الكثير من المعاني،

فالقرآن الكريم هو قمة البلاغة والاختصار بالنسبة لما يحوي من علوم،

حيث قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم

(قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً ) صدق الله العلي العظيم

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ( أنني أعطيت جوامع الكلم،) وهو القرآن المجيد
.
جمع الله عز وجل بلطفه من المعاني الجَمَّة في الأَلفاظ القليلة،

كقوله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم

( خُذِ العَفْو وأْمُر بالعُرْف وأَعْرِضْ عن الجاهلين)

وفي صفته صلى الله عليه وسلم أَنه كان يتكلم بجَوامِعِ الكَلِم

أَي أَنه كان كثير المعاني قليل الأَلفاظ

وفي الحديث قال له أَقْرِئني سورة جامعة فأَقرأَه

إَذا زلزلت أَي أَنها تَجْمَعُ أَشياء من الخير والشر لقوله تعالى فيها

بسم الله الرحمن الرحيم

( فمن يَعمل مِثقالَ ذرَّة خيراً يره ومن يَعمل مثقال ذرَّة شرّاً يره ) .



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إرتقاء