[frame="8 80"]
- حدث عنه جاره : كان لأبي حية النميري سيف ليس بينه وبين الخشبة فرق ، وكان يسميه لُعاب المنية . فأشرفت عليه ليلة وقد انتضاه وهو واقف على باب بيت في داره وقد سمع حساً وهو يقول : أيها المغتر بنا ، المجترئ علينا ، بئس والله ما اخترت لنفسك ، خير قليل ، وسيف صقيل وهو لُعاب المنية الذي سمعت به ، مشهورة ضربته ، لاتخاف نبوته ، اخرج بالعفو عنك لا أدخل بالعقوبة عليك .
قال جاره : فتح الباب على وجل ( خوف ) فإذا كلب قد خرج ، فقال : الحمدلله الذي مسخك كلباً وكفانا حرباً .
( فانظر لحاله - قاتله الله - ما أفصحه وأبلغه رغم جبنه ، وكم من رجل حديد اللسان ضعيف القلب . ولو تأملت كلامه لوجدت فيه صنوفاً من البلاغة من سجع ومقابلة ، وفوق هذا فهو يفخر بأن سيفه مشهور ومعروف نسأل الله أن يسترنا ولا يفضحنا ، وأن يبعد عنا جيران السوء ).
-خرج المهديُّ وعليُّ بن سليمان إلى الصَّيد، ومعهما أبو دلامة، فسنحت لهما ظباءٌ، فرمى
المهديُّ ظبياً فأصابه، ورمى عليُّ بن سليمان فأصاب كلباً، فضحك المهديُّ وقال لأبي
دلامة، قل في هذا، فقال:
قد رَمى المَهْدِيُّ ظَبْياً *= * شَكَّ بالسَّهْمِ فُؤَادَهْ
وعليُّ بنُ سُليمَـــــــا * = * نَ رَمى كَلْباً فصَادَهْ
فهَنيئاً لهما كــــــــــلُّ * =* امْرِئٍ يَأْكــــلُ زَادَهْ
- ودخل أبو دلامة على المهدي وعنده إسماعيل بن علي، وعيسى بن موسى والعباس بن محمد، وجماعة من بني هاشم، فقال له المهدي: والله لئن لم تهج واحداً ممن في هذا البيت لأقطعن لسانك. فنظر إلى القوم وتحير في أمره، وجعل ينظر إلى كل واحد،فيغمزه بأن عليه رضاه، قال أبو دلامة، فازددت حيرة، فما رأيت أسلم لي من أن أهجو نفسي، فقلت:
ألا أبلغ لديك أبا دلامة * = * فلست من الكرام ولا كرامة
جمعت دمامة وجمعت لؤماً * = * كذاك اللؤم تتبعه الدمامة
إذا لبس العمامة قلت قرداً * = * وخنزيراً إذا نزع العمامة
فضحك القوم ولم يبق منهم أحداً إلا أجازه - أي كافأه - .
[/frame]
أبو حيةالنميري
- حدث عنه جاره : كان لأبي حية النميري سيف ليس بينه وبين الخشبة فرق ، وكان يسميه لُعاب المنية . فأشرفت عليه ليلة وقد انتضاه وهو واقف على باب بيت في داره وقد سمع حساً وهو يقول : أيها المغتر بنا ، المجترئ علينا ، بئس والله ما اخترت لنفسك ، خير قليل ، وسيف صقيل وهو لُعاب المنية الذي سمعت به ، مشهورة ضربته ، لاتخاف نبوته ، اخرج بالعفو عنك لا أدخل بالعقوبة عليك .
قال جاره : فتح الباب على وجل ( خوف ) فإذا كلب قد خرج ، فقال : الحمدلله الذي مسخك كلباً وكفانا حرباً .
( فانظر لحاله - قاتله الله - ما أفصحه وأبلغه رغم جبنه ، وكم من رجل حديد اللسان ضعيف القلب . ولو تأملت كلامه لوجدت فيه صنوفاً من البلاغة من سجع ومقابلة ، وفوق هذا فهو يفخر بأن سيفه مشهور ومعروف نسأل الله أن يسترنا ولا يفضحنا ، وأن يبعد عنا جيران السوء ).
أبو دلامة
-خرج المهديُّ وعليُّ بن سليمان إلى الصَّيد، ومعهما أبو دلامة، فسنحت لهما ظباءٌ، فرمى
المهديُّ ظبياً فأصابه، ورمى عليُّ بن سليمان فأصاب كلباً، فضحك المهديُّ وقال لأبي
دلامة، قل في هذا، فقال:
قد رَمى المَهْدِيُّ ظَبْياً *= * شَكَّ بالسَّهْمِ فُؤَادَهْ
وعليُّ بنُ سُليمَـــــــا * = * نَ رَمى كَلْباً فصَادَهْ
فهَنيئاً لهما كــــــــــلُّ * =* امْرِئٍ يَأْكــــلُ زَادَهْ
- ودخل أبو دلامة على المهدي وعنده إسماعيل بن علي، وعيسى بن موسى والعباس بن محمد، وجماعة من بني هاشم، فقال له المهدي: والله لئن لم تهج واحداً ممن في هذا البيت لأقطعن لسانك. فنظر إلى القوم وتحير في أمره، وجعل ينظر إلى كل واحد،فيغمزه بأن عليه رضاه، قال أبو دلامة، فازددت حيرة، فما رأيت أسلم لي من أن أهجو نفسي، فقلت:
ألا أبلغ لديك أبا دلامة * = * فلست من الكرام ولا كرامة
جمعت دمامة وجمعت لؤماً * = * كذاك اللؤم تتبعه الدمامة
إذا لبس العمامة قلت قرداً * = * وخنزيراً إذا نزع العمامة
فضحك القوم ولم يبق منهم أحداً إلا أجازه - أي كافأه - .
تعليق