بسم الله الرحمن الرحيم

الثورة سلاح ذو حدين في آن واحد للفعل الواحد فهي تشترط لدورها الهدم كي تبني والإزاحة كي تتنتشر

إنها في البعض من جوانبها ــ الموجة ــ التي ينبغي لها ان تعلو على مستوى مجراها كي تمتلك دورها وخصوصياتها

بما أنّ الثورة تهد المتكون وتبني وتجدد

أضحت عرضة للتحريف والتشويه من حيث الضرورة والموقف

ففي هذه اللعبة الصراعية أن الدّ عداءً وضررا وتخريبا للثورة تصدر من ( قادتها )

لفرط ما التصقوا بكيانها اضحوا تدريجيا كما الصدا الذي ينخر المعدن ــ بعد ان يطيل الركودعلى سطحه ــ

الثورة كالافعى عليها أنْ تنزع ثوبها الخريفي في كل ربيع

وإلاّ تكفنت به ونفت نفسها عن نوعها واندفعت في سباتها جثة ينفيها المستقبل

فالثائر عليه ان لا يبحث عن نفسه في الثورة بل يبحث عن الثورة في نفسه

لكي لا يكون اداة للثورة بل لتكون الثورة اداة لثوريته

الثورة ليس بالكم والنوع

من ثار بالكم فقط سيثور عليه هذا الكم

ومن ثار بالنوع فقط سيتنوع هذا النوع متشضيا ًناسفا نوعيته

الذي يُديم الثورة ثورة ويديم الثوري ثوريا

ان لا يُفسدا بالتردد وأن لا يحسنا الظن بأعدائهما وأن لا يُدجنا بنصر ما يحققانه

فالثورة كايّ من المقدسات البشرية حين نختارها تسمو بنا الى مدى ما فينا لها

وحين نرتدعليها ونهجرها ونتنكر ونخونها تقذف بنا دفعة واحدة الى قيعان اسوء مما كان

دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




إرتقاء