بسم ألله الرحمن الرحيم

كلمة شاطر كلمة شاعة تداولها ويعنون به الحاذق الماهر

واللغة العربية لا تعرفه بهذا المعنى ، بل المذكور في كتب اللغة – قديمها وحديثها –

هو معنى مغاير تماماً لما هو معروف عند العامة .

والمعنى المعروف في كتب اللغة هو ( الماكر الخبيث )

رايت من الواجب ان أنبه عما عرفته

قال الخليل بن احمد الفراهيدي في كتاب ( العين) :ــــ

رجل شاطر وقد شطر شطورا وشطارة وشطارا : ( وهو الذي أعيى أهله ومؤدبه خبثاً .)

وذكر أبو بكر الأنباري في كتابه ( الزاهر في معاني كلمات الناس )

أن في معنى كلمة ( شاطر ) قولين عند أهل اللغة :ــ

أحدهما (المتباعد من الخير) والآخر ( الذي شطر نحو الشر وأراده)
.
وقال الزمخشري في (أساس البلاغة ) : ــ

فلان شاطر : خليع ,

وشطر على أهله : راغمهم .

وقال القلقشندى في (صبح الأعشى ) :ــ فالشطار جمع شاطر, وهو في أصل اللغة: ــ

اسم لمن أعيى أهله خبثا

ثم استعمل في الشجاع الذي أعيى الناس شجاعة

وغلب دورانه على لسان العامة , فامتهن وابتذل .

وقال الفيروز آبادي في (القاموس المحيط – مادة شطر) : ـــ

الشاطر من أعيى أهله خبثاً , وشطر عنهم : نزح عنهم مراغما ً.

وجاء في المعجم الوسيط : (الشاطر) : الخبيث الفاجر

وجاء في العامي الفصيح –

أحد إصدارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة –

الشاطر في العامية : الماهر في عمله , وفي الفصحى : الخبيث الفاجر .

وقال الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله – في (معجم المناهي اللفظية ) :ـــ

الشاطر هو بمعنى قاطع الطريق

, وبمعنى الخبيث الفاجر

وما ذُكرْتُه من كلام أهل اللغة هو المعروف المستعمل في كلام الفقهاء والمحدثين وغيرهم ,

ومن ذلك : ـــ قول ابن معين في ( الحًسين بن الفرج الخياط البغدادي ) : ــــ

شاطركذاب صاحب سكر

وذكر الذهبي في (السير) عن الفضل بن موسى قال :ـــــ

كان الفضيل – ابن عياض – شاطراً يقطع الطريق .

لما تبين لنا قبح هذه الكلمة وسوء معناها

على المدرسين خاصة والآباء عامة يعدلوا عنها الى ما لا قبح فيه مثل لفظة

(ماهر) و(حاذق) و(ذكي) و(جيد) و(طيب) ونحو ذلك

تحياتي ودمتم بخير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




إرتقاء