إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المبتدأ

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المبتدأ

    [frame="1 80"]


    المبتـــدأ



    اسم مرفوع يبتدأ به الكلام ، ويقع في أول الجملة غالبا ، مجرد من العوامل اللفظية ، أو مسبوق بنفي ، أو استفهام ، مستغن بمرفوعه في إفادة المعنى ، وإتمام الجملة .

    نحو : محمد طالب . ومنه قوله تعالى والله واسع عليم [1] ومثال المسبوق بنفي : ما قادم الضيف ، ومثال المسبوق باستفهام : أ ناجح عليُّ . 2 ـ ومنه قوله تعالى أ راغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم [2].

    ـ ومنه قول الشاعر بلا نسبة :

    أمنجز أنتم وعدا وثقت به

    أم اقتفيتم جميعا نهج عرقوب

    حكمه :


    المبتدأ مرفوع دائما، إلا إذا سبق بحرف جر زائد أو شبيه بالزائد ، فيجر لفظا ، ويرفع محلا .
    نحو: بحسبك درهم . 3 ـ ونحو قوله تعالى : وما من إله إلا الله [3].
    ونحو: " يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة " .

    أقسامه:


    ينقسم المبتدأ إلى قسمين :

    مبتدأ صريح ، ويشتمل على الاسم الظاهر ، كما في الأمثلة السابقة .
    أو الضمير . نحو: أنت مخلص ، وهو مجتهد .
    ومنه قوله تعالى: (وهم يصرخون فيها) [4].

    وقوله تعالى: (أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) [5].
    مبتدأ مؤول من أن والفعل . نحو : أن تتحدوا أرهب لعدوكم.
    ومنه قوله تعالى وأن تصوموا خير لكم [6].
    وقوله تعالى : ( وان تعفوا أقرب للتقوى ) [7]
    والتقدير: اتحادكم أرهب لعدوكم، وصيامكم خير لكم.

    أنواع المبتدأ:


    ينقسم المبتدأ بالنسبة لأخذه خبرا إلى نوعين:

    1 ـ مبتدأ له خبر. نحو: الحكمة ضالة المؤمن.
    الحكمة : مبتدأ، وضالة: خبر.
    ومنه قوله تعالى: (أولئك لهم جنات عدن) [8] .

    2 ـ مبتدأ ليس له خبر، ولكن له مرفوع يسد مسد الخبر.
    نحو: أنائم الطفل، وما محمود البخل.
    ومنه قوله تعالى: (أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم) [9].
    نائم : مبتدأ، والطفل : فاعل سد مسد الخبر .
    ومحمود : مبتدأ ، والبخل : نائب فاعل سد مسد الخبر .
    ومنه قول : عبيدة بن الأبرص :

    أعاقر مثلُ ذات رحم

    أو غانم مثل من يخيب

    ما يتفق فيه النوعان :

    ـ مجردان من العوامل اللفظية . ـ العامل فيهما معنوي ، وهو الابتداء . ما يختلفان فيه :

    1 ـ المبتدأ صاحب الخبر : إما أن يكون اسما صريحا، أو مصدرا مؤولا بالصريح ، ولا يكون المبتدأ الذي لا خبر له في تأويل الاسم ، بل لا بد أن يكون صفة مشبهة بالفعل : كاسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة باسم الفاعل .

    2 ـ المبتدأ صاحب الخبر : لا يعتمد على شيء ، أما المبتدأ الذي لا خبر له فلابد أن يعتمد على نفي ، أو استفهام كما مثلنا سابقا . ومنه قوله تعالى : ( ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ) [10] . ومنه قوله تعالى : ( أ قريب ما توعدون ) [11]. فمولود مبتدأ نكرة وسوغ الابتداء به اعتماده على نفي ، وجاز نائب فاعل سد مسد الخبر ، أو مبتدأ مؤخر ، ومولود خبر مقدم ، وقيل مولود مبتدأ ، وجاز خبره .

    وجوه الإعراب في الاسم المرفوع بعد المبتدأ الذي لا خبر له : في الاسم الواقع بعد المبتدأ المعتمد على نفي ، أو استفهام ، والذي اكتفى بمرفوعه ثلاثة أوجه من الإعراب : ـ

    1 ـ إذا كان الوصف المشتق مفردا وتاليه مفردا .

    نحو : أ مسافر الرجل ، وما محبوب الكسول . وجاز أن يكون منه قوله تعالى : ( أحق هو ) [12] .

    على اعتبار أن " حق " مصدر بمعنى اسم الفاعل ثابت ، فيكون حق مبتدأ ، وهو فاعل ، ويجوز أن يكون " حق " خبر مقدم ، وهو مبدأ مؤخر . جاز فيه وجهان :

    أ ـ أن يكون الوصف مبتدأ وما بعده فاعلا ، أو نائبا عن الفاعل سد مسد الخبر . ويكون الفاعل بعد اسم الفاعل ، ونائب الفاعل بعد اسم المفعول .

    فمسافر مبتدأ ، والرجل فاعل سد مسد الخبر . ومحبوب مبتدأ ، والكسول نائب فاعل سد مسد الخبر .

    ب ـ كما يجوز أن يكون الوصف المشتق خبرا مقدما وتاليه مبتدأ مؤخرا .

    فمسافر : خبر مقدم ، والرجل : مبتدأ مؤخر .

    2 ـ إذا كان الوصف المشتق مفردا ، وتاليه مثنى ، أو جمعا ، وجب أن يكون الوصف مبتدأ ، وتاليه فاعلا ، أو نائبا عن الفاعل سد مسد الخبر .

    نحو : ما مهمل الطالبان ، وما محبوب المقصرون .
    مهمل : مبتدأ ، والطالبان : فاعل سد مسد الخبر .
    ومحبوب : مبتدأ ، والمقصرون : نائب فاعل سد مسد الخبر .

    3 ـ ومنه قول الشاعر بلا نسبة :

    أ قاطن قوم سلمى أو نووا ضعنا

    أن يضعنوا فعجيب عيش من قطنا

    الشاهد في البيت قوله " أ قاطن قوم " إذ اكتفى بالفاعل " قوم " عن الخبر ؛ لكون المبتدأ " قاطن " وصفا معتمدا على الاستفهام . ومثلما رفعت الصفة المشتقة الواقعة مبتدأ ، والمعتمدة على استفهام أو نفي اسما ظاهرا كما في البيت السابق ، فإنها ترفع الضمير الظاهر أيضا .

    4 ـ نحو قول الشاعر :

    خليليّ ما وافٍ بعهدي أنتما

    إذا لم تكونا لي على من أقاطع

    فإن رفعت الصفة الضمير المستتر فهي ليست من هذا الباب ، وإنما هي خبر عما قبلها . نحو : محمد لا مجتهد ولا مؤدب .

    ففاعل كل من مجتهد ومؤدب ضمير مستتر تقديره : هو . وإن اكتفت بمرفوعها الظاهر فهي خبر مقدم ، وما بعد المرفوع مبتدأ مؤخر .

    نحو : ما مسافر والداه أحمد .
    مسافر خبر مقدم ، ووالداه فاعل لمسافر ، وأحمد مبتدأ مؤخر .

    3 ـ إذا كان الوصف المشتق مثنى ، أو جمعا وتاليه مثنى ، أو جمعا

    وجب أن يكون الوصف خبرا مقدما ، وتاليه مبتدأ مؤخرا . نحو : أ مسافران الضيفان ، وما مقصرون المجتهدون . مسافران : خبر مقدم ، والضيفان : مبتدأ مؤخر .

    تعدد المبتدأ :

    يجوز تعدد المبتدأ وخبره واحد . نحو : صديقك والده أمنيته تحقيقها أن يشفى ابنه .

    تعريف المبتدأ وتنكيره :

    الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة كما مر معنا في جميع الأمثلة ، ما عدا المعتمدة على نفى ، أو استفهام . غير أنه يجوز الابتداء بالنكرة إذا أفادت معنى ، وقد قسم النحاة النكرة التي تفيد معنى إلى قسمين : ـ

    أولا ـ النكرة التي تفيد الخصوص وهى :

    1 ـ النكرة الموصوفة بوصف مذكور ، أو مقدر ، أو معنوي .

    5 ـ مثال الأول قوله تعالى : ( ولعبد مؤمن خير من مشرك ) [13] .

    وقوله تعالى : ( ولأمة مؤمنة خير من مشركة ) [14] . 6 ـ ومثال الثاني قوله تعالى : ( وطائفة قد أهمتهم أنفسهم ) [15] .

    وقوله تعالى : ( ظلمات بعضها فوق بعض ) [16] . ومثال الثالث : رجيل عندنا .

    والتقدير في المثال الثالث : وطائفة من غيركم ، وفي الرابع : ظلمات متراكمة وفي المثال الخامس : رجل وضيع . فالتصغير في المثال الخامس فيه معنى الوصف ودلالته .

    2 ـ نكرة مضافة لفظا . نحو : خمس صلوات كتبهن الله على العباد .

    3 ـ أن يتعلق بها معمول . نحو : أمر بمعرف صدقة ، ورغبة في الخير خير .

    فسوغ الابتداء " بأمر " وهي نكرة كونه تعلق بها الجار والمجرور " بمعروف " ثانيا ـ النكرة التي تفيد العموم : ـ

    1 ـ أن يكون المبتدأ نفسه صيغة عموم . نحو : من يقم أقم معه ، ومنه قوله تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ) [17] . 7 ـ ومنه قوله تعالى : ( كل له قانتون ) [18] . 8 ـ وقوله تعالى : ( كل يعمل على شاكلته ) [19] . 2 ـ أن يقع المبتدأ النكرة في سياق النفي ، أو الاستفهام . نحو : ما رجل في الدار ، وهل أحد قادم . 9 ـ ومنه قوله تعالى ( أ إله مع الله ) [20] .

    ومن النكرات التي يسوغ الابتداء بها أيضا : ـ

    1 ـ أن يكون المبتدأ نكرة ، ولا مسوغ للابتداء به ، إلا أن يتقدم عليه خبر شبه جملة ، جار ومجرور ، أو ظرف . في المدرسة زائرون . ومنه قوله تعالى : ( لكل أجل كتاب ) [21] . ونحو : حول البئر أشجار . ـ ومنه قوله تعالى : ( وفوق كل ذي علم عليم ) . أو يتقدم عليه خبر جملة . نحو : صافحك صديقه رجل . ـ ومنه قول طرفة بن العبد :

    لخولة أطلال ببرقة تهمد

    تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

    ومنه قول زهير :

    لهم راح وراووق ومسك

    تُعلّ بهم جلودهُمُ وماء

    2 ـ أن تكون النكرة معطوفة على معرفة . نحو : محمد ورجل عندنا .

    3 ـ أو يعطف عليها بمعرفة . نحو : رجل ويوسف في المنزل .

    4 ـ أن يعطف عليها بنكرة مخصصة . نحو : رجل وامرأة طويلة واقفان .

    5 ـ أو تعطف على نكرة موصوفة . نحو : تميمي ورجل في المنزل .

    12 ـ نحو قوله تعالى : ( قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى ).

    6 ـ أن تأتي النكرة جوابا لمن يسأل : من عندك ؟ فتقول : صديق.

    التقدير : صديق عندي .

    7 ـ أن يقصد بها التنويع ، والتفصيل . نحو : يوم لك ويوم عليك.

    6 ـ ومنه قول النمر بن تولب :

    فيوم علينا ويوم لنا

    ويوم نُساء ويوم نُسَر

    ومنه قول امرئ القيس :

    فأقبلت زحفا على الركبتين

    فثوب لبست وثوب أجر

    الشاهد في البيتين " يوم علينا ، ويوم لنا ، وثوب لبست ، وثوب أجر " وكل منها وقع مبتدأ وخبر ، وسوغ الابتداء بالنكرات السابقة أنها أفادت التنويع . أن تفيد الدعاء . نحو قوله تعالى : ( سلام على آل يسن ) . ومنه قوله تعالى : ( وويل للمشركين ) . وقوله تعالى : ( ويل لكل همزة لمزة ) .

    ـ ومنه قول عنترة :

    فويل لكسرى إن حللت بأرضه

    وويل لجيش الفرس حين أُعَجعِج

    ـ أن تكون عاملة فيما بعدها رفعا ونصبا وجرا .

    نحو : مهذب خلقه محبوب . وإكرام ضيفا واجب . وإخلاص في العمل شرف.

    فـ " مهذب ، وإكرام ، وإخلاص " كل منها وقع مبتدأ ، وسوغ الابتداء به مع أنه نكرة أن عمل فيما بعده ، فمهذب عملت الرفع في " خلقه " ، وإكرام عملت النصب في " ضيفا " ، وإخلاص عملت ـ كما يتوهم بعض النحاة ـ في شبه الجملة " في العمل " والصواب عندي أن كلمة " إخلاص " لم تعمل في شبه الجملة ، وإنما شبه الجملة تعلق بها ، والله أعلم .

    ـ أن تكون من الألفاظ التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الشرط . نحو : من يزرع الخير يجنِ ثماره .

    14 ـ ومنه قوله تعالى : ( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم )4 .

    والاستفهام نحو : من زارنا ؟

    15 ـ ومنه قوله تعالى : ( ومن أظلم ممن كتم شهادة )5 . 8 ـ ومنه قول زهير :

    ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله

    على قومه يستغن عته ويذمم

    وما التعجبية نحو : ما أجمل السماء .
    ومنه قول الشاعر :

    بنفسي تلك الأرض ما أطيب الربى

    وما أجمل المصطاف والمتربعا وكم الخبرية نحو : كم حسنةٍ لك .

    1 ـ ومنه قول الفرزدق :

    كم عمة لك يا جرير وخالة

    فدحاء قد ملكت عليّ عشاري

    فكم خبرية ، وتمييزها محذوف ، وعمة مبتدأ ، وجملت ملكت في محل رفع خبر .

    ومنه قول عنترة :

    كم ليلة سرت في البيداء منفردا

    والليلُ للغرب قد مالت كواكبه

    أو كأين الخبرية .

    نحو قوله تعالى : ( وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير )1 . أو أضيف المبتدأ النكرة إلى ما له الصدارة . نحو : قلم من هذا ؟
    أن تقع في أول جملة الحال المرتبطة بالواو ، أو بدونها . نحو : خرجت من المنزل وأنواره مضاءة .

    2 ـ ومنه قول الشاعر* :

    سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا

    محياك أخفى ضوءه كل شارق

    3- ومثال الثاني :
    قول الشاعر* :

    الذئب يطرقها في الدهر واحدة

    وكل يوم تراني مُدية بيدي

    الشاهد في البيت الأول " ونجم قد أضاء " فنجم مبتدأ ، وقد أضاء في محل رفع خبره ، والجملة في محل نصب حال ، والرابط الواو . والشاهد في البيت الثاني " مدية بيدي " مدية مبتدأ ، وبيدي في محل رفع خبره ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير في تراني .
    أن تقع بعد لولا . نحو : لولا رجل لهلك أخوك .

    4 ـ ومنه قول الشاعر بلا نسبة :

    لولا اصطباري لأودى كل ذي مقة

    لما استقلت مطاياهن للضعن

    الشاهد " اصطبار " حيث وقعت مبتدأ ، وهي نكرة ، ومسوغ الابتداء بها وقوعها بعد لولا ، وخبرها محذوف وجوبا تقديره : كائن ، أو موجود .

    ومنه قول الفرزدق :

    ولولا حياء زدت رأسك هزمةً

    إذا سُبِرتْ ظلتْ جوانبها تغلي

    أن تقع بعد إذا الفجائية . نحو : وصلت فإذا صديق ينتظرني .
    إذا اتصل بالنكرة ما له الصدارة : كلام الابتداء: نحو : لعملٌ خيرٌ من قول .

    ومنه قوله تعالى ( ولدار الآخرة خير ).
    ومنه قول عنترة : ولَلموت خير للفتى من حياته

    إذا لم يثب للأمر إلا بقائدِ

    إذا أريد بها حقيقة الجنس ، وعموم أفراده . نحو : إنسان خير من بهيمة ، وعالم خير من زاهد ، وثمرة خير من جرادة .
    أن تكون النكرة خلفا من موصوف . نحو : أعمى استعان بأعمى ، وضعيف استجار بعاجز ، والتقدير : رجل أعمى ، ورجل ضعيف .
    أن يكون ثبوت الخبر لها من خوارق العادة . نحو : شجرة سجدت .
    أن تكون محصورة . نحو : ما طالب إلا ناجح . وإنما طالب ناجح .
    أن تكون في معنى المحصور بشرط وجود قرينة تهيئ لذلك . نحو : حادث دعاك لقطع الرحلة . أي : ما دعاك لقطع الرحلة حادث.

    ونحو : شر هر ذا ناب . وشيء جاء بك .

    والتقدير : ما أهر ذا ناب إلا شر . وما جاء بك إلا شيء .

    وقدّر أيضا : شر عظيم أهر ذا ناب . وشيء عظيم جاء بك . 19 ـ أن تكون مبهمة مقصودا إبهامها لغرض يريده المتكلم . نحو : زائر عندنا .

    ومنه قول امرئ القيس :

    مُرَسّعةٌ بين أَرساغه

    به عسَم يبتغي أرنبا

    أن تقع بعد فاء الجزاء . نحو قولهم : إن ذهب عير فعير في الرباط .

    العامل في المبتدأ :


    اختلف النحاة حول العامل في المبتدأ ، ولكن الراجح هو : الابتداء . أي : أن العامل فيه معنوي كونه مجردا عن العوامل اللفظية غير الزائدة ، وشبه الزائدة .

    وجوب تقديم المبتدأ :

    يجب تقديم المبتدأ في ستة مواضع : 1 ـ أن يكون من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الشرط والاستفهام وما التعجبية ، وكم الخبرية . نحو : من يقرأ الشعر ينم ثروته اللغوية . ومنه قوله تعالى : ( من يفعل ذلك يلق أثاما ) . ومنه قول زهير : ومن لم يزد عن حوضه بسلاحه

    يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم

    ومثال الاستفهام : من مسافر غدا ؟

    ومنه قوله تعالى : ( من أنصاري إلى الله ) .

    وقوله تعالى : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله ) .

    وقوله تعالى : ( فما خطبكم أيها المرسلون ) . ومنه قول المتنبي : وما الفرقُ ما بين الأنام وبينَه إذا حَذِر المحذورَ واستصعبَ الصعبا

    ومثال ما التعجبية : ما أجمل الربيع . ومنه قول جرير :

    فما أبصر النارَ التي وضحت له

    وراء جُفاف الطير إلا تماريا

    ومثال كم الخبرية : كم من كتب قرأت .

    ومنه قوله تعالى : ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة )2 . ومنه قول المتنبي :

    وكم ذنبٍ مُوَلِّدُهُ دلالٌ

    وكم بُعدٍ مُولِّدُه اقترابُ

    وقوله أيضا :

    كم زورةٌٍ لك في الأعراب خافيةٌٍ

    أدهى وقد رقدوا من زورة الذيبِ



    3 ـ إذا كان الخبر جملة فعليه فاعلها ضمير مستتر يعود على المبتدأ نحو : أنت تعبث بمقتنياتي . ومحمد يلعب الكرة . ومنه قوله تعالى : ( الله يستهزئ بهم ) . وقوله تعالى : ( قل الله يهدي للحق ) . وقوله تعالى : ( أو من كان ميتا فأحييناه ).

    4 ـ أن يكون مقترنا بلا الابتداء " أو ما تعرف بلام التوكيد " . نحو : لأنت أفضل من أخيك .

    ومنه قوله تعالى : ( وللدار الآخرة خير للذين يتقون ) 4 . وقوله تعالى : ( ولذكر الله أكبر ) .

    وقوله تعالى : ( وللآخرة خير لك من الأولى ) . ومنه قول زهير :

    ولأنت أوصلُ ما علمتُ به

    لشوابك الأرحام والصِّهر

    5 ـ أن يكون كل من المبتدأ والخبر معرفة ، أو نكرة وليس هناك قرينة تعين أحدهما فيتقدم المبتدأ خشية التباس الخبر به .

    نحو : أبوك محمد . إن أردت الإخبار الأب .

    ونحو : محمد أبوك . إن أردت الإخبار عن محمد .

    فإن وجدت القرينة التي تميز المبتدأ عن الخبر ، جاز التقديم والتأخير .

    نحو : أبناء مدرستنا أبناؤنا . بتقديم المبتدأ . وأبناؤنا أبناء مدرستنا . بتقديم الخبر . وسواء تقدم المبتدأ، أو الخبر فالدلالة واحدة . ومنه قول الشاعر :

    بنونا بنو أبنائنا وبناتنا

    بنوهن أبناء الرجال الأباعد

    7 ـ أن يكون المبتدأ محصورا في الخبر بما وإلا ، أو بإنما . نحو : ما الصدق إلا فضيلة . وإنما أنت مهذب .

    25 ـ ومنه قوله تعالى : ( ما المسيح بن مريم إلا رسول ) .
    وقوله تعالى : ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) .
    وقوله تعالى : ( وما محمد إلا رسول ) .
    وقوله تعالى : ( إنما نحن مصلحون ) .
    وقوله تعالى : ( قل إنما هو إله واحد ) .
    وقله تعالى : ( إنما أنت نذير ) .


    الدكتور مسعد سعيد


    .[/frame]

  • #2
    رد: المبتدأ

    [frame="1 80"]الخبر



    عرفنا أن الجملة الاسمية تتكون من جزأين لتعطي دلالة تمكن السامع من القبول المنطقي بها ، وقد سمى النحاة الجزء الأول من هذه الجملة المبتدأ ، لأنه هو الجزء الذي يبدأ به المتكلم الجملة المطروحة ، ويسمى الجزء الثاني الخبر ، لأنه يخبر عن حال المبتدأ ، وبه تتم الفائدة .

    وغالبا ما يكون الخبر اسما ، وهذا الاسم ينبغي أن يكون صفة مشتقة ، والصفات المشتقة هي " اسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، واسم التفضيل " نحو : محمد فاضل ، وعلي محبوب .

    17 ـ ومنه قوله تعالى : ( الله مولاكم )1 .

    وأنت حسن الوجه ، وأحمد أكرم من أخيه . ومنه قوله تعالى : ( والله بما تعلمون بصير )2 . وقوله تعالى : ( ربكم أعلم بما في نفوسكم ) 3 . ومنه قول الشاعر :

    وذاك أحزمهم رأيا إذا نبأ من الحوادث عادى الناس أو طرقا

    أحكام الخبر :

    للخبر أحكام تدل عليه ، وقد جمعها النحويون في سبعة أحكام نذكرها على النحو التالي: 1 ـ يجب فيه الرفع . والعامل في الخبر الرفع هو المبتدأ ، وليس الابتداء ، ولا بالمبتدأ والابتداء ، ولا بتبادل العمل بين المبتدأ والخبر كما يذكر الكوفيون .

    1 ـ 150 آل عمران .

    2 ـ 156 آل عمران . 3 ـ 25 الإسراء .

    نحو : أنت كريم . فكريم خبر مرفوع وعامل الرفع فيه هو المبتدأ فقط . ومنه قوله تعالى : ( والصلح خير )1 .

    وقوله تعالى : ( وأنت على كل شيء شهيد )2 . ومنه قول الفرزدق :

    هو المُبتنِي بالسيف والمال ما غلا إذا قام في يوم الحَبان نخيلها

    2 ـ الأصل فيه أن يكون نكرة مشتقة كما ذكرنا سابقا . نحو : محمد فاضل .

    ومنه قوله تعالى ( والله على كل شيء قدير )3 . ومنه قول الفرزدق : جبلي أعز إذا الحروب تكشفت مما بنى لك والداك وأفضل وقوله أيضا :

    الضاربون إذا الكتيبة أحجمت والنازلون غداة كل نزال

    وقد يأتي الخبر جامدا غير مؤول بالمشتق . نحو : هذه شجرة .

    وهذا كرسي . وذاك حجر .

    والخبر الجامد لا يرفع الضمير المستتر لأنه فارغ منه ، ولا الضمير البارز ، ولا الاسم الظاهر الواقع بعده ، وكذلك الخبر الذي لم يكن وصفا مشتقا كما أوضحنا سابقا ، أو كان مشتقا وغير وصف كأسماء الزمان ، أو المكان .

    نحو : السفر مطلع الفجر . مكة مهبط الوحي .

    ومنه قول الشاعر بلا نسبة :

    ترتع ما رتعتْ حتى إذا ادَّكرتْ فإنما هي إقبال وإدبار

    فالشاهد قوله " إقبال ، وإدبار ، وهما كلمتان مشتقتان وقع كل منهما خبرا ، غير

    1 ـ 138 النساء . 2 ـ 117 المائدة .

    3 ـ 120 المائدة .

    أنهما ليسا من الصفات المشتقة التي تعمل عمل فعلها ، وإنما هما اسما مكان لذلك لم يعملا في الضمير المستتر فيهما .

    وقد يأتي جامدا مؤولا بالمشتق نحو : القائد أسد . أي شجاع . ومحمد فلسطيني . أي منتسب إلى فلسطين .

    3 ـ أن يكون مطابقا للمبتدأ في إفراده وتثنيته وجمعه . نحو : الطالب متفوق . الطالبان متفوقان . الطلاب متفوقون .

    18 ـ ومنه قوله تعالى : ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) 1 . ومنه قوله تعالى : ( أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) 2 . وتذكيره وتأنيثه .

    ونحو : الولد مؤدب . والفتاة مؤدبة .

    ومنه قوله تعالى : ( تلك الجنة أزلفت للمتقين )3 .

    4 ـ جواز حذفه إن دل عليه دليل ، وسنذكر ذلك بالتفصيل في موضعه .

    5 ـ وجوب حذفه ، وسنذكره في موضعه أيضا .

    6 ـ جواز تعدده ، والمبتدأ واحد .

    نحو : محمد ذكي فطن . ونحو : أحمد شاعر خطيب كاتب .

    19 ـ ومنه قوله تعالى : ( هو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد )4. وقوله تعالى : ( كلا إنها لظى نزاعة للشوى ) 5 . وقوله تعالى : ( والله عزيز ذو انتقام )6 .

    1 ـ 2 البقرة . 2 ـ 82 البقرة .

    3 ـ 13 التكوير . 4 ـ 14 البروج .

    5 ـ 15 ، 16 المعارج . 6 ـ 95 المائدة .

    وقوله تعالى : ( هو الله الخالق البارئ المصور )1 . ومنه قول زهير :

    وصاحبي وردة نهد مراكلها جرداء لا فَحَج فيها ولا صكك

    7 ـ الأصل فيه التقديم على المبتدأ ، ولكن قد يتقدم عليه جوازا ، أو وجوبا ، وسنفصل القول في موضعه .

    أنواع الخبر :

    ينقسم الخبر إلى ثلاثة أنواع هي :

    أولا ـ الخبر المفرد . وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة ، وإنما يكون كلمة واحدة سواء دلت على واحد ، أو اثنان ، أو جمع . بمعنى أن يكون الخبر مطابقا للمبتدأ في التذكير والتأنيث ، والإفراد والتثنية والجمع ، كما بينا سابقا في أحكام الخبر . نحو : القمر منير . والطالبة مؤدبة . فيلاحظ من المثال الأول أن المبتدأ مفرد مذكر ، وكذلك الخبر جاء مفردا مذكرا أيضا . نحو قوله تعالى : ( كل شيء هالك ) 2 .

    5 ـ ومنه قول لبيد :

    وهم ربيع للمجاور فيهم والمرملات إذا تطاول عامها
    وهم : مبتدأ مفرد مذكر . وربيع : خبر مفرد مذكر .
    وفي المثال الثاني جاء كلاهما مفردا مؤنثا . ومنه قوله تعالى : ( تلك آيات القرآن ) 3 . ومنه قوله تعالى ( والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ) 4 . ونحو : محمد قادم . واللاعبان ماهران . والمعلمون مخلصون .

    1 ـ 24 الحشر . 2 ـ 88 القصص .

    3 ـ 1 النمل . 4 ـ 3 النور .

    ونلاحظ من الأمثلة الثلاثة السابقة التطابق بين المبتدأ والخبر من حيث الإفراد كما في المثال الأول ، والتثنية كما في المثال الثاني ، والجمع كما في المثال الثالث .

    نحو قوله تعالى : ( ولله المشرق والمغرب ) 1 .
    وقوله تعالى : ( وهذا ذكر مبارك ) 2 .

    6 ـ ومنه قول طرفة :

    أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاشٌ كرأس الحية المتوقد أنا الرجل : مبتدأ وخبر مفرد . ومع المثنى قوله تعالى : ( هذان خصمان ) 3 . ومنه قول الفرزدق : هما جبلا الله اللذان ذراهما مع النجم في أعلى السماء المُحَلِّق ومثال الجمع قوله تعالى : ( وأولئك هم المفلحون ) 4 . ومنه قول الفرزدق :

    هم الأكرمون الأكثرون ولم يزل لهم مُنكِرُ النكراءِ للحق عارف ويجب في الخبر المفرد المشتق أن يتحمل ضميرا مستترا وجوبا يعود على المبتدأ ليربط بينهما ارتباطا معنويا . نحو : الشمس محجوبة ، والجو بارد ، والسماء ملبدة بالغيوم .

    نجد أن كلا من الأخبار السابقة وهي : محجوبة ، وبارد ، وملبدة ، جاءت أخبارا مفردة ، وهي أوصاف مشتقة ، وكل منها اشتمل على ضمير مستتر يعود على المبتدأ ليربطه بالخبر ربطا معنويا إذ التقدير فيها : محجوبة هي ، وبارد هو ، وملبدة هي .

    ــــــــــــــ 1 ـ 115 البقرة . 2 ـ 50 الأنبياء . 3 ـ 19 الحج . 4 ـ 104 آل عمران .

    كما يعمل الخبر المشتق في الضمير البارز ، أو الاسم الظاهر بعده . نحو : محمد مسافر هو إلى القاهرة .

    ونحو : الوردة عطرة رائحتها . ووالدي رحيم قلبه . فنجد أن الأخبار السابقة وهي على التوالي : مسافر ، وعطرة ، ورحيم ، بعضها رفع ضميرا بارزا كما في مسافر ، وبعضها رفع اسما ظاهرا كما في عطرة ، ورحيم . ويرى النحاة أن الخبر المشتق إذا جرى على غير ما هو له ، وأمن اللبس جاز استتارة الضمير فيه كما يجوز إظهاره ، وهذا ما عبروا عنه بقولهم : الخبر الجاري على غير صاحبه . الشاب الشيخ مساعده هو .

    ونحو : الطفل الأم مرضعته هي . فالشاب مبتدأ أول ، والشيخ مبتدأ ثان ، ومساعد خبر المبتدأ الثاني ، مع أن معنى هذا الخبر وهو المساعدة واقع على المبتدأ الأول ، لأن الشاب هو المساعد ، أي المنسوب له المساعد دون المبتدأ الثاني . وإن لم يؤمن اللبس وجب إبراز الضمير ، وهو ما عبروا عنه بقولهم : إذا كان الوصف الواقع خبرا يصلح أن يكون جاريا على من هو له ، وعلى غير من هو له ، فيقع اللبس في المراد ، مع عدم توافر القرينة الدالة على أحدهما ، أي على المبتدأ الأول ، أو على المبتدأ الثاني ، وجب إبراز الضمير . نحو : المعلم الطالب مكرمه . فالمعلم مبتدأ أول ، والطالب مبتدأ ثان ، ومكرم خبر المبتدأ الثاني ، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول . فإذا أردنا أن نحكم على الطالب بأنه مكرم المعلم ، فسيكون الخبر جاريا على من هو له ، وإذا أردنا الحكم على أن المعلم هو المكرم للطالب فسيكون الخبر جاريا على غير من هو له . ولكوننا لم نستطع الحكم على أي المبتدأين يعود الخبر لعدم وجود القرينة الدالة على أحدهما ، وهذا ما يعرف بحالة اللبس ، وجب استثارة الضمير ، ليكون عدم ظهوره دليلا عودة الخبر المفرد على من هو له ، وهو المبتدأ الثاني ، أي أن يكون مكرم عائدا على الطالب .

    أما إذا عاد الخبر المفرد على المبتدأ الأول ، أي على المعلم ، وهو جريانه على غير من هو له وجب إبراز الضمير فنقول : المعلم الطالب مكرمه هو . فالضمير " هو " عائد على المعلم . لوجود اللبس ، وكذلك الحال إذا أمن اللبس . نحو : طفل فاطمة مرضعته هي .

    غير أن الكوفيين يجيزون الأمرين ، أي : إظهار الضمير وإخفائه إن أمن اللبس ، نحو : المعلم عائشة مكرمها هو . بإبراز الضمير " هو " . أو : المعلم عائشة مكرمها . بدون إظهار الضمير " هو " . ويوجبون إظهاره عند اللبس فقط . نحو : المعلم الطالب مكرمه هو .

    وعند عدم اللبس لا يبرزونه

    7 ـ كقول الشاعر بلا نسبة :
    قومي ذرا المجد بانوها وقد علمت بكنه ذلك عدنان وقحطان
    الشاهد فيه قوله " قومي ذرا المجد بانوها " حيث جاء بخبر المبتدأ مشتقا وهو قوله : " بانوها " ولم يبرز الضمير ، مع أن الخبر المشتق غير جار على من هو له في المعنى ، ولو أراد إبراز الضمير لقال : بانوها هم . وعدم إبراز الضمير هنا عائد لعدم وجود اللبس .

    ثانيا ـ الخبر الجملة :

    يأتي خبر المبتدأ جملة ، إما اسمية ، وإما فعليه . 1 ـ الاسمية نحو : الثوب لونه ناصع ، والحديقة أشجارها خضراء . فالثوب مبتدأ أول ، ولون مبتدأ ثان ، وهو مضاف ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه ، وناصع خبر المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ الثاني ، وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط الضمير المتصل بالمبتدأ الثاني ، أي الضمير المتصل بكلمة " لونه " ، وهو ضمير بارز . 20 ـ ومنه قوله تعالى : ( أولئك مأواهم جهنم )1 .
    وقوله تعالى : ( وألوا الأرحام بعضهم أولى ببعض )2 .
    وقوله تعالى : ( الله لا إله إلا هو )3 .
    وقوله تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض )4 .

    8 ـ ومنه قول عبيد بن الأبرص :

    عيناك دمعهما سَروب كأن شأنيهما شَعِيب عيناك : مبتدأ أول مرفوع بالألف ، دمعهما : مبتدأ ثان ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه ، وهو الرابط . سروب : خبر المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول . ومنه قول زهير :

    وجار البيت والرجل المنادي أمام الحي عَقدُهُما سواءُ 2 ـ الفعلية نحو : العمل الطيب يرفع قدر صاحبه . والأطفال يلعبون في الحديقة .

    1 ـ 121 النساء . 2 ـ 75 الأنفال .

    3 ـ 255 البقرة . 4 ـ 71 التوبة .

    العمل مبتدأ ، والطيب صفة ، ويرفع فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، وقدر مفعول به ، وصاحبه مضاف إليه ، وصاحب مضاف والضمير المتصل بصاحبه في محل جر مضاف إليه ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ ، والرابط الضمير المستتر هو .

    21 ـ ومنه قوله تعالى : ( أولئك ينالهم نصيب من الكتاب )1 .

    وقوله تعالى : ( الله يبسط الرزق لمن يشاء )2 .
    وقوله تعالى : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم )3 .
    وقوله تعالى : ( كلتا الجنتين آتت أكلها )4 . 9 ـ

    9 ـ ومنه قول لبيد :

    إن يفزعوا تُلق المغافر عندهم والسن يلمع كالكواكب لامها والسن : الواو للحال ، والسن مبتدأ . ويلمع فعل مضارع والجملة الفعلية في محل رفع خبر .

    10 ـ ومنه قول عنترة :
    والخيل تقتحم الغبار عوابسا من بين شيظمة وأجرد شيظم
    الخيل : مبتدأ . تقتحم : فعل مضارع والجملة الفعلية في محل رفع خبر .

    الرابط في الجملة الواقعة خبرا :

    ولا بد في الجملة الواقعة خبرا أن تشتمل على رابط يربط بينها وبين المبتدأ الأول حتى يستساغ التعبير ، ولا يكون الكلام مفككا ، ويكون الرابط واحدا مما يأتي :

    1 ـ 37 الأعراف 2 ـ 26 الرعد . 3 ـ 78 النحل . 4 ـ 33 الكهف .

    1 ـ الضمير :

    وهو إما بارز كما في أمثلة الجملة الاسمية ، أو مستتر كما في أمثلة الجملة الفعلية التي سبق ذكرها ، وقد يكون مقدرا . نحو : التمر الكيلة بدينار . والقمح الكيس بخمسين ريالا . 22 ـ ومنه قوله تعالى ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )1 . والتقدير : هي مأواه .

    التمر مبتدأ ، والكيلة مبتدأ ثان ، وبدينار جار ومجرور في محل رفع خبر المبتدأ الثاني ، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط هو الضمير المحذوف ، وتقديره : التمر الكيلة منه بدينار . 2 ـ قد يكون الرابط اسم إشارة .
    نحو : عملك هذا مشرّف .
    عملك مبتدأ أول ، ومضاف إليه ، هذا مبتدأ ثان ، ومشرف خبر المبتدأ الثاني ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط اسم الإشارة . ومنه قوله تعالى : ( ولباس التقوى ذلك خير )2 . في قراءة الرفع للباس . وقوله تعالى : ( والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار )3 .

    3 ـ وقد يكون بإعادة المبتدأ بلفظه ومعناه بقصد التفخيم ، أو التهويل ، أو التحقير . نحو : الأمانة ما الأمانة . والإخلاص ما الإخلاص .

    23ـ وبغرض التفخيم قوله تعالى : ( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ) 4 . ومنه بغرض التهويل قوله تعالى : ( القارعة ما القارعة )5 .

    1 ـ 29 النازعات . 2 ـ 26 الأعراف . 3 ـ 40 الأعراف . 4 ـ 8 الواقعة . 5 ـ 1 القارعة .

    وقوله تعالى : ( الحاقة ما الحاقة )1 . ونحو : الكاذب من الكاذب . ومنه بغرض التحقير قوله تعالى : ( وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة ) 2 . وقد تكون الإعادة بالمعنى فقط . نحو : السيف ما المهند . والأسد ما الغضنفر .

    4 ـ أو بإعادة المبتدأ بلفظ أعم منه . نحو : الأمانة نعم العمل . والخيانة بئس الرذيلة . فالعمل يعم الأمانة وغيرها ، فالأمانة داخلة في عموم العمل ، والعموم واضح من " أل " الدالة على الجنس . ومنه قول ابن ميادة : ألا ليت شعري هل إلى أم جحدر سبيل ؟ فأما الصبر عنها فلا صبر الشاهد فيه قوله : " فأما الصبر فلا صبر " فالرابط بين جملة الخبر والمبتدأ قد يكون عموم الخبر بحيث يصدق على المبتدأ وغيره .

    5 ـ أن يقع بعد جملة الخبر الخالية من الرابط جملة أخرى معطوفة عليها بالواو ، أو بالفاء ، أو بثم ، مع اشتمال الجملة المعطوفة على ضمير يعود على المبتدأ الأول ، فيكتفى في الجملتين بالضمير الرابط الذي في الجملة الثانية . فمثال الجملة المعطوفة بالواو : الأولاد بدأت الدراسة واستعدوا لها . ونحو : العمال بدأ العمل وأنجزوه . ومثال المعطوفة بالفاء : الطالب تهيأت أسباب الدراسة فأقبل بكل حماس . ومثال المعطوفة بثم : الحفل بدأت التلاوة ثم توالت فقراته .

    1 ـ 1 الحاقة . 2 ـ 9 الواقعة .

    6 ـ أن يقع بعد الجملة الواقعة خبرا ، والخالية من الرابط أداة شرط حذف جوابه لدلالة الخبر عليه ، وبقي فعل الشرط مشتملا على ضمير يعود على المبتدأ . نحو : المدير يقف الطلاب إن حضر . ونحو : المدرب يتهيأ اللاعبون متى يصل . فإن كانت الجملة الواقعة خبرا هي نفس المبتدأ في المعنى فلا تحتاج إلى رابط ، لأنها ليست أجنبية عنه كي تحتاج إلى ما يربطها به . نحو : هم رجال مجاهدون . ونحو : نطقي الله حسبي . هم : ضمير الشأن في محل رفع مبتدأ أول ، ورجال مبتدأ ثان ، ومجاهدون خبر المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، ولا حاجة إلى رابط ، لأن الجملة المنطوق بها هي عين المبتدأ الأول . ومنه قوله تعالى : ( قل هو الله أحد )1 . 24 ـ وقوله تعالى : ( فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا )2 . وبالإضافة إلى توافر شرط الرابط في الجملة الواقعة خبرا ، أجمع النحاة على توافر شرطين آخرين هما : 1 ـ ألاّ تكون الجملة ندائية . فلا يجوز أن نقول : خالد يا أكرم الناس . على أن تكون جملة يا أكرم الناس خبرا عن خالد . 2 ـ ألاّ تكون الجملة الواقعة خبرا مبدوءة بأحد الأحرف التالية : لكن ، وبل ، وحتى . وأضاف تعلب شرطا رابعا ، هو : ألاّ تكون الجملة الخبرية جملة قسمية . وأضاف ابن الأنباري شرطا خامسا ، هو : ألاّ تكون إنشائة . والمجمع عليه عند جمهور النحويين صحة وقوع القسمية خبرا عن المبتدأ . ـــــــــــ 1 ـ 1 الإخلاص . 2 ـ 97 الأنبياء .

    نحو : علي والله إن زرته ليكرمنك . كما أن الصحيح عندهم أيضا جواز وقوع الإنشائية خبرا للمبتدأ . نحو : محمد أكرمه . واللص احبسه .

    ثالثا ـ الخبر شبه الجملة :

    هو ما ليس بمفرد ولا جملة . وإنما هو جار ومجرور أو ظرف بنوعيه . 1 ـ الخبر الجار والمجرور . نحو : الكتاب في الحقيبة ، والعلم في الصدور ، والماء في الإبريق . 25 ـ ومنه قوله تعالى : (الحمد لله رب العالمين )1 . وقوله تعالى : ( ولله المشرق والمغرب )2 . وقوله تعالى : ( ذلك الفضل من الله )3 . 11 ـ ومنه قول عنترة : عهدي به مَدَّ النهار كأنما خُضب البَنان ورأسه بالعِظْلِم عهدي : مبتدأ . به : جار ومجرور في محل رفع خبر . 2 ـ الخبر الظرف وينقسم إلى نوعين : خبر طرف المكان . نحو : الجنة تحت أقدام الأمهات . والطائر فوق الغصن . والقائد بين جنوده . 26 ـ ومنه قوله تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب )4 . ومنه قوله تعالى : ( والله عنده حسن التواب )5 . ومنه قول عبدة بن الأبرص : واهية أو معين ممعن من هضبة دونها لُهُوب ـــــــــــــ 1 ـ 2 الفاتحة . 2 ـ 115 البقرة . 3 ـ 70 النساء . 4 ـ 59 الأنعام . 5 ـ 195 آل عمران .

    دونها : ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه . لهوب : مبتدأ مؤخر . 12 ـ وقول الحارث بن حلزة : ومع الجون جونِ آل بني الأو سِ عنودٌ كأنها دفواء مع الجون : مع ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والجون مضاف إليه . عنود : مبتدأ مؤخر . ومنه قول زهير : وخلفها سائق يحدو إذا خشيت منه اللحاق تمُدُّ الصُّلبَ والعنقا وخبر ظرف زمان . نحو : الرحلة يومَ الخميس . والصيام غدا . والسفر بعد أسبوع . ومنه قول الفرزدق . ويوماك يومٌ ما تُوازى نُجوُمُهُ كريهٌ ويوم ماطر من عطائكا ويوماك : مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى ، ويوم خبر مرفوع بالضمة . ويخبر بظرف المكان عن أسماء المعاني ، وأسماء الذوات ، أي عن الأسماء المحسوسة . مثال النوع الأول : الصدق فوق كل اعتبار . والأمانة فضيلة . ومثال النوع الثاني : الطائر فوق الشجرة . ونحو : الجنة تحت ظلال السيوف . 27 ـ ومنه قوله تعالى : ( الركب أسفل منكم )1 . وقوله تعالى : ( ومن عنده علم الكتاب ) 2 . ومنه قول الفرزدق : بَجِيلةُ عند الشمس أو هي فوقها وإذ هي كالشمس المضيئة يُطرِقُ ــــــــــــ 1 ـ 42 الأنفال . 2 ـ 43 الرعد . بجيلة : اسم قبيلة ، مبتدأ مرفوع بالضمة بدون تنوين لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث ، عند الشمس : ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر ، وهو مضاف ، والشمس مضاف غليه . أما ظرف الزمان فلا يخبر به إلا عن أسماء المعاني . نحو : العطلة يومَ الجمعة . والسفر بعدَ أسبوع . وإذا حصلت الفائدة بالإخبار بها عن أسماء الذوات فيجوز ذلك . نحو : الليلةَ الهلال . واليومَ أمر . وغدا خمر . ويشترط في الخبر شبه الجملة جارا ومجرورا ، أو ظرفا بنوعيه أن يكون تاما بمعنى أن يحصل بالإخبار به فائدة بمجرد ذكره ، ويكمل به المعنى المطلوب مع غير إخفاء ولا لبس كما في جميع الأمثلة السابقة . ولا يصلح للخبر شبه الجملة ما كان ناقصا . نحو : الرجل غدا . ومحمدا الليلة . وأحمد بك ، أو لك ، وما شابه ذلك ، لنه لم تتم به الفائدة التي يحسن السكوت عليها كما جاء في تعريف حد الخبر .

    وجوب تقديم الخبر :

    يجب تقديم الخبر على المبتدأ في المواضع التالية : 1 ـ إذا كان المبتدأ نكرة محضة غير مفيدة وأخبر عنها بالجار والمجرور ، أو الظرف . نحو : في المدرسة معلمون . ونحو : عندنا ضيف . ويوم الخميس رحلة . 28 ـ ومنه قوله تعالى : ( وعلى أبصارهم غشاوة ) 1 . وقوله تعالى : ( ولكم في القصاص حياة ) 2 . ـــــــــــ 1 ـ 7 البقرة . 2 ـ 179 البقرة .

    وقوله تعالى : ( لهم في الدنيا خزي ) 1 . 13 ـ ومنه قول الشاعر : وفي الناس إن رثت حبالك واصل وفي الأرض عن دار القلى متحول 29 ـ ونحو قوله تعالى : ( ولدينا مزيد ) 2 . وقوله تعالى : ( وفوق كل ذي علم عليم ) 3 . وقوله تعالى : ( بينهما برزخ ) 4 . ومنه قول الشاعر : عندي اصطبار وشكوى عند فاتنتي فهل بأعجب من هذا امرؤ سمعا والعلة في وجوب تقديم الخبر في هذا الموضع لأن تأخيره يوهم أنه صفة ، وأن الخبر منتظر . وإن كانت النكرة مفيدة جاز التقديم والتأخير . نحو : صديق قديم عندنا . فعندما وصفت النكرة اتضح أن الظرف هو الخبر . ومنه قوله تعالى ( وأجل مسمى عنده ) 5 .

    2 ـ إذا كان الخبر استفهام ، أو مضافا إلى استفهام ، لأن الاستفهام مما له الصدارة في الكلام . نحو : كيف حالك . وابن من هذا . وأي ساعة السفر .

    30 ـ ومنه قوله تعالى : ( أين شركائي ) 6 . وقوله تعالى : ( أسحر هذا ) 7 . وقوله تعالى : ( متى هذا الوعد ) 8 . ـــــــــــــ 1 ـ 41 المائدة .2 ـ 35 ق . 3 ـ 76 يوسف . 4 ـ 20 الرحمن . 5 ـ 5 الأنعام . 6 ـ 62 القصص . 7 ـ 77 يونس . 8 ـ 51 الإسراء .

    3 ـ إذا اتصل بالمبتدأ ضمير يعود على شيء من الخبر .

    نحو : في المدرسة طلابها . وفي الحديقة أطفالها . 31 ـ ومنه قوله تعالى : ( أم على قلوب أقفالها ) 1 . 14 ـ وقول الشاعر : أهابك إجلالا وما بك قدرة عليّ ولكن ملء عين حبيبها ووجب تقديم الخبر هنا ، لأنه لو تأخر لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة . 4 ـ أن يحصر الخبر في المبتدأ بما وإلا ، أو بإنما . نحو : ما فائز إلا محمد . وإنما فائز محمد .

    32 ـ ومنه قوله تعالى : ( ما على الرسول إلا البلاغ )2 . وقوله تعالى : ( فإنما على رسولنا البلاغ المبين ) 3 . ومعنى الحصر هنا أن الفوز في المثالين منحصر في محمد ، وليست صفة الفوز إلا له . وكذلك في الآية فالخبر وهو خالق منحصر في الله .

    ومن المواضع التي يجب فيها تأخير الخبر الآتي : 1 ـ ما ورد مسموعا . نحو : راكب الناقة طَلِيحان . بمعنى متعبان . (4) وأصله راكب الناقة ، والناقة طليحان . وهو كل مبتدأ مضاف ، أخبر عنه بخبر مطابق في التثنية أو الجمع للمضاف مع المضاف إليه من غير عطف شيء ظاهر على المبتدأ . أي : من غير ظهور عاطف ولا معطوف . ومنه : منسق الحديقة جميلان . أي : منسق الحديقة والحديقة جميلان . فالمعطوف على المبتدأ محذوف لوضوح المعنى ، والخبر واجب التأخير . ــــــــــــــ 1 ـ 24 محمد . 2 ـ 99 المائدة . 3 ـ 12 التغابن . 4 ـ النحو الوافي ج1 ص 497 وما بعدها بتصرف .

    2 ـ أن يكون الخبر مقرونا بالفاء . نحو : من يساعدني فمخلص . فإن تقدم الخبر وجب حذف الفاء .

    3 ـ أن يكون الخبر مقرونا بالباء الزائدة . نحو : ما كسول بناجح . وما شريف بخائن .

    4 ـ أن يكون الخبر طلبا . نحو : الضعيف ساعده ، والمحتاج أعطه .

    5 ـ أن يكون الأخبار عن مذ ومنذ بجعلهما مبتدأين معرفتين في المعنى . نحو : ما رأيتك مذ أسبوعان . وما سافرت منذ عامان . أي زمن انقطاع الرؤية أسبوعان .

    6 ـ الخبر عن ضمير الشأن الواقع مبتدأ .

    33 ـ نحو قوله تعالى : ( قل هو الله أحد )1 . 7 ـ خبر المبتدأ إذا كان هذا الخبر جملة هي عين المبدأ في المعنى . نحو : قولي : حسبي الله . وحديثي : العلم مفيد . 8 ـ خبر اسم الإشارة المبدوء بها التنبيه بشرط ألا يفصل بين الهاء واسم الإشارة فاصل . نحو : هذا كتبك . وهذه حقيبتك . وفيه خلاف بين النحويين بأنه لا يجب تأخير الخبر ، وإنما يستحب تقديم المبتدأ في مثل هذه الحالة . 9 ـ خبر المبتدأ الذي للدعاء وقد أشرنا له في موضعه عند الابتداء بالنكرة . نحو قوله تعالى : ( سلام على آل ياسين ) 2 . وقوله تعالى : ( ويل للمطففين )3 . 10 ـ الخبر المتعدد لمبتدأ واحد ويؤدي تعدده معنى واحدا . نحو : الليمون حامض حلو . أي : متوسط بينهما . والرجل طويل قصير . أي : متوسط بين الأمرين . ـــــــــــــ 1 ـ 1 الإخلاص . 2 ـ 130 الصافات . 3 ـ 1 المطففين .

    11 ـ خبر المبتدأ التالي " أمّا " الشرطية التفصيلية . نحو : أمّا محمد فشاعر . وأمّا أحمد فكاتب . 12 ـ خبر المبتدأ المفصول عن خبره بضمير الفصل . نحو : الأسطورة هي حكاية شعبية . وكاتم الشهادة هو شيطان أخرس . 13 ـ خبر المبتدأ إذا كان المبتدأ ضمير المتكلم ، أو المخاطب ، وأخبر عنه باسم الموصول ، مع وقوعه بعد الضمير مباشرة مطابقا له في الخطاب ، أو التكلم . نحو : أنا الذي فعلت كذا ، وأنتما اللذان رفعتما شعار الحرية . ونحن الذين نقوم ببناء الوطن . ومنه قول المتنبي :
    أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم 14 ـ ويجب تقديم الخبر في باب ما يسمى : " الإخبار عن الذي " . نحو : الذي فاز بالجائزة محمد . والذي تفوق في السباق إبراهيم . 15 ـ خبر المبتدأ إذا كان المبتدأ ضمير المخاطب ، أو المتكلم ، وخبره معرف بـ " أل " التعريف ، وبعدها ضمير مطابق للمبتدأ في الخطاب والتكلم . نحو : أنت العالم تنير طريق الهدى . وأنا المتعلم أبحث عن سبل العلم . 16 ـ إذا كان الخبر جملة فعلية ماضوية ، والمبتدأ ما التعجبية . نحو : ما أعظم القائدَ أن يتقدم الصفوف . وما أجمل القمر يبدد ظلمة الليل .

    جواز التقديم والتأخير :

    1 ـ يجوز تقديم المبتدأ وتأخير الخبر بعد أمّا الشرطية التفصيلية التوكيدية .

    15 ـ نحو قول الشاعر بلا نسبة :

    عندي اصطبار وأمّا أنني جزع يوم النوى فلوجد كاد يبريني

    فقد قدم المبتدأ وهو المصدر المؤول من أن ومعموليها " أنني جزع " على الخبر الذي هو الجار والمجرور " فلوجد " بعد أمّا الشرطية ، وجاز هذا التقديم لأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة ، وإن المكسورة الهمزة لفظا ، ولأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة المؤكدة والتي بمعنى لعل معنى .

    وحصل أمن اللبس لأن " أمّا " الشرطية لا يقع بعدها " إن " المكسورة الهمزة ، ولا " أن " المفتوحة التي بمعنى لعل ، فإذا ما وقع بعدها " أن " المفتوحة الهمزة فهي أنَّ المؤكدة الناصبة للاسم . 2 ـ ويجوز تقديم أو تأخير أحدهما على الآخر في مخصوص نعن ، أو بئس . نحو : نعم الرجل محمد . وبئس العمل الخيانة .

    فمحمد كما ذكرنا سابقا يجوز فيها أن تكون مبتدأ مؤخرا ، والجملة الفعلية قبلها خبر مقدم ، ويجوز أن يكون المبتدأ محذوفا ، ومحمد خبره . فإن تقدم المخصوص على الفعل أعرب مبتدأ ، والجملة خبرا مؤخرا ، لذا جاز التقديم والتأخير فيهما

    مسعد محمد زياد


    .[/frame]

    تعليق


    • #3
      رد: المبتدأ

      بوركت أخي أبو نزار

      حاولت أن أنسقها لكي يسهل قراءتها

      .

      تعليق

      مواضيع تهمك

      تقليص

      المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
      المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
      المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
      المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
      المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
      يعمل...
      X