بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الشيخ عيسي قاسم يعلن فشل آلية المقاطعة
كتب - عبدالله المهدي:
صحيفة الميثاق
أكد رئيس المجلس العلمائي الشيخ عيسي احمد قاسم ان المعارضة انما تفترض حيث يكون هناك ما يستحق ان يعارض وما لا ينبغي ان يكون وحيث يكون انحراف وظلم واوضاع سيئة.
وأكد قاسم ايضاً ان هدف المعارضة في البحرين فيما ينبغي ان يكون هو تثبيت خط اصلاحي. وتفعيل ذلك الخط واعطائه الجدية الكافية وان لا تقف حركة الاصلاح وان لا يلتف طريقها وان لا تكون شكلية.
كما اكد ان هدف المعارضة ينبغي ان ينصب علي قضية الاصلاح وتقويم الامور والتطور بالاوضاع الي ما هو احسن وإلي ما يحقق العدل وقوامة المواطن.
آليات المعارضة
وأشار قاسم الي أن آليات المعارضة تعتمد علي نمط المعارضة، مشيراً الي انها تكون سياسية في ظروف وفي ظروف اخري تكون غير سياسية.
وقال قاسم: ''يكاد يجمع المعارضون في البحرين علي ان المعارضة تندرج تحت النمط السياسي'' وأكد قاسم ان المعارضة السياسية لابد ان تكون آلياتها سياسية وانها لابد ان تتناسب مع الطابع السياسي.
كما اكد قاسم ان المقاطعة والمشاركة هما آليتان من آليات المعارضة السياسية، مشيراً الي ان آلية المقاطعة قد جربت لأربع سنوات وان الحكم عليها هو انها فشلت.
وأضاف الشيخ قاسم انه في المقابل لا يؤخذ بالمشاركة علي انها حتمية وإنما يؤخذ بها من حيث كونها آلية من آليات المعارضة السياسية والتي يقدر لها ان تعطي مؤثراً ايجابياً بمقدار معين.
وقال الشيخ قاسم: ''تأخذ المشاركة جديتها واهميتها وربما وجوبها من حيث كونها آلية ضرورية من آليات الصراع الذي ليس فيه الكثير من الآليات المنتجة'' مشيراً في الوقت نفسه الي عدم وجود آلية اكثر انتاجاً من هذه الآلية السياسية خاصة في ظل فشل آلية المقاطعة.
ومن جهة اخري، اكد الشيخ قاسم ان المشاركة في الانتخابات والدخول في الحياة السياسية والوصول الي البرلمان لا يصادر الدور الشعبي.
وقال قاسم: ''المشاركة لا تعني تجميد الشعب وحركته لمدة أربع سنوات والنيابة لا تعني نيابة عن ميت ولا تعطي للشعب عطلة لأربع سنوات ولا تعفيه عن لعب دوره السياسي''.
وذكر الشيخ قاسم أن النيابة ليست لتقاضي حفنة من المال وأنه إلي جانب النيابة والمشاركة لابد من دور شعبي فاعل بما تقتضيه المصلحة والحكمة بالاتساق مع الدور النيابي الإيجابي والفاعل من داخل المجلس لتتكامل الأدوار من داخل وخارج البرلمان للوصول إلي التغيير الإيجابي المنشود.
ونوه الشيخ قاسم أن المشاركة لا تعني بأي حال من الأحوال ترك الحقوق والإصلاح في ذمة النواب وأن الشعب ينام عن المطالبة بحقوقه.
وقال قاسم: ''علي الشعب أن يكون حاضراً في الساحة، وعليه أن يجاهد الجهاد الذي يحقق له مطالبه مدعماً دور النيابيين في المجلس النيابي.
وأكد الشيخ قاسم أن المشاركة ليست مشاركة موالاة ومسايرة وإمضاء ومزاحمة ومحاسبة للجانب الحكومي وملاحقة للأخطــاء والسلبيات، بل إنها مشاركة للمطالبة بالحقوق.
من لهذه المشاركة؟
وتحدث الشيخ قاسم عن المؤهلات الواجب توافرها في النائب الذي سيعمل علي المطالبة بحقوق الناس، وإنجاح آلية المعارضة السياسية (المشاركة)، فقال: ''هذه المشاركة لا تكون لإنسان يبحث عن المال، ولا تكون لإنسان يبحث عن الجاه ولا تكون لإنسان يلين في المواقف الصعبة فيخسر الحق''، مشيراً في الوقت نفسه إلي أن هذه المشاركة تكون لرجال أشداء وصلاب وجهاديين أكفاء.
وقال الشيخ قاسم: ''كلما كانت الشخصية قد امتحنتها الأحداث وكلما مرت الشخصية بتجارب سياسية وعملية وأثبتت جدارتها من خلال الامتحان بعد الامتحان كان الأصلح والأولي بهذا الموقع''.
وذكر الشيخ قاسم أن النيابة موقع يحمل صاحبه أن يقول للباطل باطلا وللحق حقا وأن يقف مع الحق ضد الباطل.
ومن جهة أخري أكد الشيخ قاسم في موضوع الكتلة الواحدة أن الكتلة النيابية تكون قوية ومتماسكة ومبنية بناء مرصوصاً إذا كانت الكتلة واحدة ويحكمها ميثاق واحد ومنهج واحد.
وقال قاسم: ''إن الكتلة التي يحكمها ميثاق واحد ومنهج واحد ستمثل كتلة ذات ثقل كبير مؤثر داخل المجلس، ولن تستطيع المداورات السياسية ''في الأكثر'' والألاعيب السياسية في الأكثر أن تفتتها لصالح الحكوة أو لصالح أي جهة أخري''.
وأشار الشيخ قاسم أنهم قد جربوا الأصوات الملتحقة في تجربة المجلس الوطني السابق وفي تجربة المجلس التأسيسي ووجدوا أن هناك انهزاماً في كثير من الأحيان، قد حصل فيها وتخليا عن تحمل المسئولية أكثر من الأصوات الملتزمة.
وقال قاسم: ''قد يقف معك في موقف أو موقفين، ولكنه يتخلي عنك في الموقف الثالث، خاصة حين يأتي القرار الصعب كقرار الخروج النهائي''.
وأوضح قاسم أن هناك فرقا بين أن تدخل بكتلة مبنية مختارة، وبين أن تبحث عن تجميع بعد أن تتم الانتخابات، قائلاً: ''من يقول لك هذا يساوي ذاك''.
وأكد قاسم أن الكتلة التي يشيرون إليها لم يقولوا عنها إنها لا يصح أن يدخل فيها شخص من غير تلك المؤسسة، ولكن لابد أن يتم ذلك بترتيب مسبق من أجل ضمان العدد الداخل إلي البرلمان.
وأشار الشيخ قاسم أنه لولا الواجب الشرعي الذي تحتمه ظروف الدفاع بالمشاركة والكلام في الانتخابات والمرشحين لوجد أن الراحة في البعد كل البعد عن الخوض في هذه الأحاديث، مؤكداً أن الحديث في هذا الموضوع لا ينطلق من مصلحة شخصية وإنما من أهمية لهذا الموضوع.
تقليل الخسائر
وأكد الشيخ قاسم أن تقليل الخسائر وتحجيم المضار مبدأ شرعي وعقلي وعقلائي، ولا صلة له بحالة الجبن والشجاعة ولا صلة له بروح الهزيمة والنصر.
وأشار قاسم أن المطالبة بمسألة تقليل الخسائر لا تعني بأي حال من الأحوال أن صاحبها مهزوم وأن الآخر منتصر.
وقال الشيخ قاسم: ''إن مسألة تقليل الخسائر لا تتنافي أصلاً مع السعي لزيادة المكاسب''.
وتعجب الشيخ قاسم ممن يقول إن العمل من باب تقليل الخسائر هو هزيمة نفسية، مشيراً في الوقت نفسه إلي الابتعاد عن التعصب للآراء.
وقال قاسم: ''إن التعصب الأعمي للرأي تسقط معه كل الأعراف وكل القيم والحرمات الشرعية''.
ومــن جانــب اخر أكد الشيخ قاســم علي عدم التمكين، والتي يتمثل في عدم تمكين غير الرساليين وغير أهل الدين في الوصول إلي سدة البرلمان.
وقال قاسم في هذا الصدد: ''كل قضايانا وكل مواقعنا محصنة دون اقتحام غير الرساليين وأهل الدين''.
كما أشار الشيخ قاسم من جهة أخري إلي نوعين من التحالف، وذكر أن هناك تحالفا يسكت عنه يتمثل في التحالف الذي يخدم الإسلام، ويخدم مصلحة المواطن ولا يعارض الأحكام الشرعية، مؤكداً أن هكذا تحالفات لا يمكن الوقوف في وجهها.
تعليق