إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مشهد الإمام الرضا

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مشهد الإمام الرضا

    العتَبَة: دلالتها.. ودورها التاريخي

    العَتَبة في اللغة هي أُسكُفّة الباب، والأسكفّة هي خشبة الباب التي يُوطأ عليها، وعلى وجه التفصيل قيل: أو هي الخشبة العليا، وكلّ مِرقاة. وفي الهندسة: العتَبة هي جسم محمول على دِعامتين أو أكثر. وقد تشمل العتبة الباب العليا والسفلى من محلّ مَوطئ القدَم.
    ثمّ ما لبث العُرف أن منح هذه العتبة في استعمالها لقصور الملوك ومداخل بيوتهم شيئاً من الاحترام ازدادت أهمّيّته بمرور السنوات، ولم يَزَل البعضُ من قبائل العراق، إلى الآن، حين تريد أن تلوذ أو تلجأ إلى زعيم أو كبير من رجال القوم.. تعمد إلى باب مَضيفه أو داره فتشدّ نفسها إليه وتُقبّل عَتَبته.
    ويذهب التاريخ إلى أنّ تقبيل العتبة قد جرى لأوّل مرّة على (باب النُّوبيّ) ببغداد، وهو من أبواب دار الحكومة العبّاسيّة منذ عام 447 هـ/1055م. قال ياقوت الحمويّ في تعريف (الحريم) وأبوابه من دار الحكومة العبّاسيّة: ثمّ باب البَدْريّة، ثمّ باب النُّوبيّ وعنده باب العَتَبة التي تُقبّلها الرسل والملوك إذا قَدِموا بغداد.(1)
    وقد ذُكر أنّ الملك الرحيم آخر أمراء دولة الدَّيلم قد قَبَض عليه طُغْرُلْبَك السَّلجوقيّ، فخلّصه منه القائم بأمر الله العبّاسيّ، فلمّا وصل إلى عتبة (باب النُّوبيّ) قبّلها شكراً للّه، فصار ذلك سُنّة بعده.(2)
    وبشأن الأضرحة المقدّسة للنبيّ وأئمّة الهدى صلوات الله عليه وعليهم ـ وهم أنوار الله، ورسل الخير، وصفوة الخَلْق طهارةً وعفّةً وعلماً وتُقىً ـ كانت أبوابهم وعتباتهم (ومنها عتبة المولى عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام) أحقَّ بمثل تلك المراسيم التي اعتُبرت فيما بعد طقوساً مقدّسة، فأقبَلَ مُحبّو أهل البيت سلام الله عليهم والموالون لهم على تلك العتبات المشرّفة، يُولُونها عنايةً أكبر، وقدسيّة أسمى تنبعث من أعماق قلوبهم وإيمانهم. ثمّ توسّعوا في عُرفهم، فسمَّوا الأضرحة كلّها باسم العتبات، وأصبح اسم العتبة أكثر شمولاً وأعمّ بمقتضى ما جرى عليه الاصطلاح والعرف.
    ثمّ أصبحت العتبات المقدّسة من المواضيع المهمّة ذات العلاقة الصميميّة بالإسلام والمسلمين، وبالثقافة العامّة التي يُعنى بها العلماء والأدباء والمفكّرون والمؤرّخون عناية كبيرة، وذلك لِما لكلّ عتبة من هذه العتبات ـ ومن بينها عتبة الإمام الرضا صلواتُ الله عليه ـ من الأثر الكبير في حياة الإسلام والمسلمين، وتاريخ العرب والقوميّات المسلمة الأخرى، وفي العلوم والمعارف والآداب والفنون.
    فالعَتَبة.. منذ أن أصبحت (عَتبة) في عُرف المسلمين واصطلاحهم، لم تزل مصدراً من مصادر التاريخ الإسلاميّ الواسع، إذ بفضلها وفضل مدارسها توسّعت دائرة الفقه الإسلاميّ، وبفضلها كثرت التفاسير للقرآن الكريم، والشروح للأحاديث الشريفة، وتوفّرت النصوص الدينيّة، وتركّزت الأسس القويمة لمعظم العلوم التي نشأت في بيئات المسلمين.
    وبفضل الحلقات العلميّة وإنشاء الحوزات الدينيّة وفتح أبواب المُدارسات والمباحثات داخل العتبات المقدّسة.. كان إحياء العلوم، وحفظ الآداب، وصيانة اللغة، وجمع أوراق التاريخ، ورصف الثقافة الإسلاميّة طوال هذه القرون. حتّى حوت تلك العتبات الشريفة والمشاهد المعظّمة كنوزاً من المخطوطات والكتب العلميّة المهمّة، وصانتها عن يد الغزو المغوليّ وأعمال العنف التي كانت تجتاح البلدان الإسلاميّة في العصور المظلمة.
    هذا.. فضلاً عمّا كان يَنصبّ حول هذه العتبات الكريمة من عصارة لمختلف الثمرات المعرفيّة والثقافات العلميّة التي حملها المسلمون من جميع أقطار الأرض وهم يحجّون مكّة المكرّمة، ويطوفون بالمدينة المنوّرة، ويزورون النجف الأشرف وكربلاء والكاظميّة وسامرّاء ومشهد الرضا عليه السّلام، بل ويقيم الكثير منهم في هذه العتبات دارساً وباحثاً، أو مجاوراً، ليقضي بقيّة عمره هناك.
    وكان من نتائج الهجرة لأجل مواصلة المدارسة والبحث والتحقيق.. أن أخذت كلّ عتبةٍ من تلك العتبات المقدّسة نصيباً، فترشّحت عنها أنهار من التآليف والدواوين والتراجم، وكان البناء والريازة والخطّ وفنّ النقش في تطوّر لافت وازدهار كبير. هذا، بالإضافة إلى ما انبعث من العتبات من قواعد للفلسفة الروحيّة، والعلوم الأخلاقيّة، وما اختصّت به من أجواء عباديّة تفضي إلى طلب الكمال وتدعو إلى السموّ والرفعة من خلال تلاوة القرآن والدعاء والزيارة والمناجاة.
    إنّ العتبات المشرّفة بتاريخها الشامخ، وما حوته من كنوز العلم والفنّ والأدب، لم تكن جديرة بالاستطلاع واتّخاذها مشهداً تاريخياً أو موسوعة كبيرة فحسب، وإنّما هي في منتهى الضرورة للعالم الإسلاميّ أن يتعرّف على أدوارها وآثارها في حياة الرسالة وحياة الأُمّة، فهي تُعدّ من مفاخرها، ومنه تاريخ العتبة الرضويّة المقدّسة.
    فلابدّ إذن من أن ندخل أجنحتها بقلبٍ منشرح، وعقلٍ مستنير، وعين باصرة؛ لنرى ما تنطوي عليه من أصالة عميقة وسرٍّ عظيم يحوي الإيمان والتقوى والعلم والعمل الصالح، والولاء والمحبّة لأهل البيت النبويّ الكريم.


    [img]http://www.imamreza.net/images/gallery/01/02/003.jpg[/img]

    [img]http://www.imamreza.net/images/gallery/01/02/007.jpg[/img]


  • #2
    شكرا لك اخي العزيز

    تحياتي

    تعليق


    • #3
      الله يوصلن مكان العتبات المقدسه

      شكرا اخي ياعلي على الموضوع

      تعليق


      • #4
        سلمت يمناك اخي يا علي على هذه المواضيع الرائعة


        الله يجعلها في موازين حسناتك ان شاء الله

        صور جميلة

        ربي لا يحرمنا منك ولا من مشاركاتك الجميلة


        تحياتي لك

        اخوك الفيلسوف

        تعليق

        مواضيع تهمك

        تقليص

        المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
        المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
        المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
        المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
        المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
        يعمل...
        X