[align=center]الله ربـنا وسندنـا وهو غايتنا وملاذنا
بسم الله والصلاة على محمد قائد الأنبياء والأولياء وعلى آله الأطهار أنوار السماء [/align]
[align=justify]• إن معركة الدفاع عن الإيمان في قلب الإنسان هي المعركة الكبرى والأولى والأهم للمؤمن في كل حياته ، وهي ليست سهلة أبداً لأنها تجابه كل ضعف الإنسان في داخله وتجابه كل فتن الواقع المادي والدنيوي ، وتجابه كل عقائد الناس الذين يجعلون كل شيء أهم من التقرب لله سبحانه ..
• فعلينا أن نعلم أن معركة الإيمان تبدأ داخل نفس الإنسان ، وعلى الإنسان أن يعلم أن جبهة الصراع الأولى التي يجب أن يدافع بها عن الله وعن حبه لله وعن سعيه الى الله وعن علاقته مع الله هي جبهته الداخلية بينه وبين نفسه ، فلا يستطيع أحد من أهل الأرض أن يضر بإيمان الإنسان بقدر الإنسان نفسه لأنه هو من يستطيع أن يهزم إيمانه أو يشوشه أو يضعفه ..
• لذلك فالخندق الأول والأهم في الدفاع عن الإيمان هو في وجدان الإنسان نفسه وفي ساحته الداخلية ، فعلى المؤمن أن ينتبه دائماً ، لأن نفسه تقوده الى التصديق بكل ما هو مادي ، وتُضعف التصديق بقوة الله ، وتقوده الى طلب النتيجة الدنيوية العاجلة وتفقده دائماً صبره الذي به ينال النتائج الأخروية ، وتزجه دائماً بالدفاع عن حقوقه الشخصية والذاتية وتبعده دائماً عن ساحة الدفاع عن حقوق الله سبحانه ، ولأن نفسه تسحبه دائماً ليجعل أمله بالأسباب المادية وبالكثرة والقوة والنجاح والمال والشهرة وتُضعف لديه قوة الأمل بالله سبحانه وبعطاءه وتوفيقه ومدده وبركاته ، ونفسه تستدرجه لساحات الثأر والإنتقام والكره والحسد والغيبة والنميمة والصراعات الدنيوية وتبعده دائماً عن الحلم والعفو والصفح والإيثار ونكران الذات وطلب الآخرة ..
• هكذا تعمل نفس الإنسان ليلاً ونهاراً على إضعاف اليقين بالله وعلى إضعاف الأمل بالله وإضعاف الإفتقار الى الله وإضعاف الإخلاص الى الله وإضعاف الطاعة لله ولا تتوقف أبداً ، لذلك فإن جبهة الدفاع الحقيقية عن الإيمان وعن العلاقة بالله تكون بمواجهة هذه النفس سيراً بإتجاه التكامل والتطهر والتقرب إليه سبحانه ، فمن يكتفي بمستوى متدني من العلاقة مع الله ومن الإيمان بالله ويستسلم لنفسه ومادياتها ودنيوياتها وذاتياتها ، فأنه يُخسِر نفسه الربح الحقيقي والعظيم ..
• والمشكلة الكبرى أن جميع المناهج الدينية خلال الألف عام التي انقضت ، هي مناهج دينية تغازل نفس الإنسان وتُشرع لها بالدنيوية والذاتية والضعف ، وتهمل الصراع الداخلي وتكتفي بإيجاد الشكليات الخارجية والحرص عليها والتدقيق فيها دون أن تُعلّم الإنسان كيف يحب الله وكيف يتقرب الى الله وكيف يدافع عن إيمانه في داخله وكيف ينتصر في وجدانه ، وهي اليوم أشد بعداً عن الإتجاه الصحيح ، لأنها توجه الإنسان بإتجاه الغفلة عن الله وتسخير الدين للدنيا ودفع الإنسان للتعلق بالقوة والمال والسلطة والإعلام والنجاح الدنيوي ، لذلك يجب أن ننتبه الى إيماننا ونبحث عن المنهج الديني الذي ينقذنا من هذه الدنيوية ويساعدنا في النجاح القلبي والوجداني .[/align][align=center]من يريد أن يحمي إيمانه وعلاقته بالله عليه أن يكون على حذر من كل المناهج الدينية الموجودة لأنها مناهج دينية تدافع عن المصالح الدنيوية ولا تدافع عن إيمان الإنسان وعن علاقته بخالقه [/align]