أحرار البحرين: دروس وفوائد بعد صرخة عبد الهادي الخواجة المدوية
بيان حركة أحرار البحرين:
دروس وفوائد بعد صرخة عبد الهادي الخواجة المدوية.. إقالة ومحاسبة خليفة بن سلمان واستنهاض قوى المعارضة
الإطلاقة الشعبية الأخيرة في البحرين، غيّرت الكثير من توجهات الواقع السياسي وموجهاته، سواءً على مستوى الأجندة أو أساليب المطالبة، كما وأدخلت عنصراً تصحيحاً للحركة السياسية التي تعاني تعثراً وإرباكاً متواصلا وتضييعا للفرص، وفرضت على الجميع إعادة التفكير وإجراء الحسابات السريعة. فلم يعد الناس يحتملون أكاذيب العائلة الخليفية، ويشعر الجميع أن يوم المفاصلة مع عائلة الظلم والاستعباد آتٍ لا محالة، ومهما طال الانتظار. لقد فجّر الحقوقي البارز عبد الهادي الخواجة، ما يعتمر في القلوب وما يختزن في تاريخ هذه الأرض من اضطهاد وانتهاكات، وكل يوم يمضي فيه الخواجة وهو قابع في زنزانته، يزداد النظام الخليفي افتضاحا وتتقهقر صورته الكاذبة في مختلف بقاع العالم. الناس ازدادوا يقيناً بتخلف النظام وعنجهيته، وباتت الإشارة الواضحة والصريحة إلى رأس الفساد والقتل علامة على تحوّل في الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي، وهو ما ترتب عليه عدد من الدروس والفوائد:
- لقد تضامن الناس مع الأستاذ عبد الهادي الخواجة، لأنه حدّد الرؤية بلا تردّد أو تورية زائدة. فالحقيقة التي لا ينكرها عاقل منصف، هي أن خليفة بن سلمان آل خليفة هو رمز الفساد والإجرام، وإقالته ومحاسبته قضائيا وشعبياً هو المؤشر الوحيد لاستقرار الوضع في البلاد، وعن هذا الطريق فقط تستطيع العائلة الخليفية أن تستعيد شرعيتها المفقودة، وتضمن مصالحة تاريخية مع شعب البحرين. إن الأصوات التي ترتفع في البحرين اليوم، لا تطالب بتداول السلطة وإقرار المملكة الدستورية الحقيقية فحسب، بل إنها تطالب بمحاسبة شخص خليفة بن سلمان، الذي يتحمّل عقوداً ثلاثة من القتل والفساد والتخريب وهتك الحرمات، وليس من الصحيح أن يُفصل مطلب محاسبته شخصياً عن مطلب الإقالة أو إقرار مبدأ تداول السلطة أو الإتيان بوجه آخر في منصب رئاسة الوزراء.
- بدأ الوعي ينتشر بين الناس بشكل لافت، وأثبتوا أنهم قادرين على إدارة الأوضاع والأزمات وابتكار وسائل الاحتجاج والمطالبة في الداخل والخارج مهما تعنتت العائلة الخليفية وازداد قمعها، وكل المحاولات فشلت لإدماج الناس في المسرحيات وخطط التدوير ونظام المكرمات. وقد استطاع الناس والكوادر المؤمنة أن تحاصر العائلة الخليفية، وتكشف الغطاء عن مخططاتها التدميرية، وخابت الخدع والتشكيلات التنويمية التي أتى بها المشروع التخريبي، فكان عصياً عليها أن تصهر العنفوان الشعبي ووعي الجماهير المتنامي، وتسلب منهم إرادة الصمود والمقاومة وشجاعة قوْل كلمة الحق في وجوه الظلمة. لقد كسب شعب البحرين جولة جديدة في صراعه ضد الباطل، وردعَ كل مخططات العائلة الخليفية إلى نحورها، واحتفظ بإيمانه الأصيل وثقافته المرتبطة بالسماء، وأبى الاستسلام إلى الطاغوت الخليفي والرضوخ لجبروته وقهره الغاشم، فنال إعجاب العالم وتقديره، وأبدى المراقبون دهشتهم من جديد لقدرة هذا الشعب على إيصال قضيته إلى كل مكان، وفضحه لألاعيب السلطة ودعاياتها الواسعة، فكان حقاً أن يفتخر شعب البحرين ويرفع رأسه عالياً، ويتنفس بأمل الخلاص القريب إن شاء الله تعالى.
- يحاول النظام الخليفي الخروج من مأزقه الحالي بأسرع وقت ممكن، وهو يبحث عن شتى الطرق والوسائل من أجل تطويق امتدادات صرخة الخواجة المدوّية، وإيقاف الضغوط الدولية التي تخنقه يوماً بعد يوم. ومهما حاول النظام، فإن صرخة الخواجة أخذت مكانها في قلوب الناس، وشعار رحيل خليفة بن سلمان ومحاسبته أصبح مطلب قطاعات واسعة من الناس، فمهما فعلَ النظام فإن آثار الصحوة أخذت مكانها الصحيح. وكما فشلت تهديداته المتواصلة، وحرب الإشاعات، وخلق الفتن الداخلية، وقمْع فعاليات التضامن مع الخواجة ومحاصرتها، فستفشل المسرحية المعتادة لإظهار الشيخ حمد في نهاية المشهد في صورة المنقذ، الذي يُقدّم الحل السحري ويُنهي الأمور على خير. سيجد الشيخ حمد الطريق صعبا هذه المرة، فصوت الخواجة أخذ مداه الواسع، وتحوّلت صرخته في ندوة "الفقر" إلى شعار يردّده الكثيرون في كل مكان وبلا خوف، وهي لحظة ستجعل مشروعه التخريبي على مفترق الزوال الكامل، وقد تكون بداية النهاية لهذا الفصل الهزلي الطويل، وهي لحظات تنتظر مبادرة جريئة من قوى المعارضة لتوظيفها في الاتجاه الذي يخدم مطالب هذا الشعب وتطلعاته.
- لابد أن يتدارس الجميع ما آلت إليه تداعيات الأحداث الأخيرة. هناك هزات عنيفة على مستوى السياسة والثقافة والتدين، ولا ينكرها أحد، والحريصون على الناس ورموزهم وقيمهم ملزمون بالتروي والانفتاح على آلام الناس وآهاتهم وتطلعاتهم وآرائهم، ولابد أن يُعاد النظر في طريقة التعاطي مع الناس، وتتجدّد العلاقة معهم وفق قاعدة الشفافية والحب والعطف والترشيد العقلاني، وليس من الصحيح أن يُعامل الناس بوصفهم أدوات للاستعمال المؤقت. فالأمور آخذة في التعقيد، والتراكمات قد تؤدي إلى انفلات غير محمود العواقب، والصراع مع العائلة الخليفية يتطلب تماسكاً شعبياً ووضوحاً في الأهداف والرؤى والآليات وإصراراً على الثوابت والمرجعيات. إن هذا الوقت الثمين لابد أن يُستثمر من جانب قوى المعارضة الحية، فتعمل على تسريع الهمة وتوسيع الآفاق لتتلاءم مع التطورات الحاصلة على الأرض، وإذا كانت المعادلة الصحيحة هي الحفاظ على أفضل العلائق بين القيادات والقواعد الشعبية، فإن ذلك لا ينفك عن الاشتغال على نقد الذات والاستعجال في فتح قنوات المحاسبة الداخلية، والتهيؤ عملياً لنقلة جديدة في العمل المطلبي وتنشيط الحركة السياسية وانتشالها من حالات الركود والتراجع والتقليدية، وتزويدها الدائم بمحرّك المبادرات العملية وآلية الاستباق والتخلص من ردود الأفعال والانفعالات اللحظية. إن شعبنا يستحق من الجميع أن يبذل لأجله كل ما هو ممكن، وكرامة هذا الشعب وعزته ستكون هي أغلى ما يملك، لأنها كرامة الدين والوطن وعزة الإيمان والفداء، وكل ذلك لن تكون نتيجته إلا فتحا مبينا ونصرا من الله العزيز القدير.
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار واجعل لهم قدم صدق عندك
حركة أحرار البحرين الإسلامية
8 أكتوبر 2004 م
بيان حركة أحرار البحرين:
دروس وفوائد بعد صرخة عبد الهادي الخواجة المدوية.. إقالة ومحاسبة خليفة بن سلمان واستنهاض قوى المعارضة
الإطلاقة الشعبية الأخيرة في البحرين، غيّرت الكثير من توجهات الواقع السياسي وموجهاته، سواءً على مستوى الأجندة أو أساليب المطالبة، كما وأدخلت عنصراً تصحيحاً للحركة السياسية التي تعاني تعثراً وإرباكاً متواصلا وتضييعا للفرص، وفرضت على الجميع إعادة التفكير وإجراء الحسابات السريعة. فلم يعد الناس يحتملون أكاذيب العائلة الخليفية، ويشعر الجميع أن يوم المفاصلة مع عائلة الظلم والاستعباد آتٍ لا محالة، ومهما طال الانتظار. لقد فجّر الحقوقي البارز عبد الهادي الخواجة، ما يعتمر في القلوب وما يختزن في تاريخ هذه الأرض من اضطهاد وانتهاكات، وكل يوم يمضي فيه الخواجة وهو قابع في زنزانته، يزداد النظام الخليفي افتضاحا وتتقهقر صورته الكاذبة في مختلف بقاع العالم. الناس ازدادوا يقيناً بتخلف النظام وعنجهيته، وباتت الإشارة الواضحة والصريحة إلى رأس الفساد والقتل علامة على تحوّل في الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي، وهو ما ترتب عليه عدد من الدروس والفوائد:
- لقد تضامن الناس مع الأستاذ عبد الهادي الخواجة، لأنه حدّد الرؤية بلا تردّد أو تورية زائدة. فالحقيقة التي لا ينكرها عاقل منصف، هي أن خليفة بن سلمان آل خليفة هو رمز الفساد والإجرام، وإقالته ومحاسبته قضائيا وشعبياً هو المؤشر الوحيد لاستقرار الوضع في البلاد، وعن هذا الطريق فقط تستطيع العائلة الخليفية أن تستعيد شرعيتها المفقودة، وتضمن مصالحة تاريخية مع شعب البحرين. إن الأصوات التي ترتفع في البحرين اليوم، لا تطالب بتداول السلطة وإقرار المملكة الدستورية الحقيقية فحسب، بل إنها تطالب بمحاسبة شخص خليفة بن سلمان، الذي يتحمّل عقوداً ثلاثة من القتل والفساد والتخريب وهتك الحرمات، وليس من الصحيح أن يُفصل مطلب محاسبته شخصياً عن مطلب الإقالة أو إقرار مبدأ تداول السلطة أو الإتيان بوجه آخر في منصب رئاسة الوزراء.
- بدأ الوعي ينتشر بين الناس بشكل لافت، وأثبتوا أنهم قادرين على إدارة الأوضاع والأزمات وابتكار وسائل الاحتجاج والمطالبة في الداخل والخارج مهما تعنتت العائلة الخليفية وازداد قمعها، وكل المحاولات فشلت لإدماج الناس في المسرحيات وخطط التدوير ونظام المكرمات. وقد استطاع الناس والكوادر المؤمنة أن تحاصر العائلة الخليفية، وتكشف الغطاء عن مخططاتها التدميرية، وخابت الخدع والتشكيلات التنويمية التي أتى بها المشروع التخريبي، فكان عصياً عليها أن تصهر العنفوان الشعبي ووعي الجماهير المتنامي، وتسلب منهم إرادة الصمود والمقاومة وشجاعة قوْل كلمة الحق في وجوه الظلمة. لقد كسب شعب البحرين جولة جديدة في صراعه ضد الباطل، وردعَ كل مخططات العائلة الخليفية إلى نحورها، واحتفظ بإيمانه الأصيل وثقافته المرتبطة بالسماء، وأبى الاستسلام إلى الطاغوت الخليفي والرضوخ لجبروته وقهره الغاشم، فنال إعجاب العالم وتقديره، وأبدى المراقبون دهشتهم من جديد لقدرة هذا الشعب على إيصال قضيته إلى كل مكان، وفضحه لألاعيب السلطة ودعاياتها الواسعة، فكان حقاً أن يفتخر شعب البحرين ويرفع رأسه عالياً، ويتنفس بأمل الخلاص القريب إن شاء الله تعالى.
- يحاول النظام الخليفي الخروج من مأزقه الحالي بأسرع وقت ممكن، وهو يبحث عن شتى الطرق والوسائل من أجل تطويق امتدادات صرخة الخواجة المدوّية، وإيقاف الضغوط الدولية التي تخنقه يوماً بعد يوم. ومهما حاول النظام، فإن صرخة الخواجة أخذت مكانها في قلوب الناس، وشعار رحيل خليفة بن سلمان ومحاسبته أصبح مطلب قطاعات واسعة من الناس، فمهما فعلَ النظام فإن آثار الصحوة أخذت مكانها الصحيح. وكما فشلت تهديداته المتواصلة، وحرب الإشاعات، وخلق الفتن الداخلية، وقمْع فعاليات التضامن مع الخواجة ومحاصرتها، فستفشل المسرحية المعتادة لإظهار الشيخ حمد في نهاية المشهد في صورة المنقذ، الذي يُقدّم الحل السحري ويُنهي الأمور على خير. سيجد الشيخ حمد الطريق صعبا هذه المرة، فصوت الخواجة أخذ مداه الواسع، وتحوّلت صرخته في ندوة "الفقر" إلى شعار يردّده الكثيرون في كل مكان وبلا خوف، وهي لحظة ستجعل مشروعه التخريبي على مفترق الزوال الكامل، وقد تكون بداية النهاية لهذا الفصل الهزلي الطويل، وهي لحظات تنتظر مبادرة جريئة من قوى المعارضة لتوظيفها في الاتجاه الذي يخدم مطالب هذا الشعب وتطلعاته.
- لابد أن يتدارس الجميع ما آلت إليه تداعيات الأحداث الأخيرة. هناك هزات عنيفة على مستوى السياسة والثقافة والتدين، ولا ينكرها أحد، والحريصون على الناس ورموزهم وقيمهم ملزمون بالتروي والانفتاح على آلام الناس وآهاتهم وتطلعاتهم وآرائهم، ولابد أن يُعاد النظر في طريقة التعاطي مع الناس، وتتجدّد العلاقة معهم وفق قاعدة الشفافية والحب والعطف والترشيد العقلاني، وليس من الصحيح أن يُعامل الناس بوصفهم أدوات للاستعمال المؤقت. فالأمور آخذة في التعقيد، والتراكمات قد تؤدي إلى انفلات غير محمود العواقب، والصراع مع العائلة الخليفية يتطلب تماسكاً شعبياً ووضوحاً في الأهداف والرؤى والآليات وإصراراً على الثوابت والمرجعيات. إن هذا الوقت الثمين لابد أن يُستثمر من جانب قوى المعارضة الحية، فتعمل على تسريع الهمة وتوسيع الآفاق لتتلاءم مع التطورات الحاصلة على الأرض، وإذا كانت المعادلة الصحيحة هي الحفاظ على أفضل العلائق بين القيادات والقواعد الشعبية، فإن ذلك لا ينفك عن الاشتغال على نقد الذات والاستعجال في فتح قنوات المحاسبة الداخلية، والتهيؤ عملياً لنقلة جديدة في العمل المطلبي وتنشيط الحركة السياسية وانتشالها من حالات الركود والتراجع والتقليدية، وتزويدها الدائم بمحرّك المبادرات العملية وآلية الاستباق والتخلص من ردود الأفعال والانفعالات اللحظية. إن شعبنا يستحق من الجميع أن يبذل لأجله كل ما هو ممكن، وكرامة هذا الشعب وعزته ستكون هي أغلى ما يملك، لأنها كرامة الدين والوطن وعزة الإيمان والفداء، وكل ذلك لن تكون نتيجته إلا فتحا مبينا ونصرا من الله العزيز القدير.
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار واجعل لهم قدم صدق عندك
حركة أحرار البحرين الإسلامية
8 أكتوبر 2004 م
تعليق