إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إنه مستقبل مملكتك .. يا سلمان

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إنه مستقبل مملكتك .. يا سلمان


    إنه مستقبل مملكتك .. يا سلمان


    لا مجال للانفتاح الاقتصادي في ظل الانغلاق السياسي


    رائع للغاية ذاك الخطاب الذي ألقاه سمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة القائد العام لقوة الدفاع ورئيس مجلس التنمية الاقتصادية في قصر الشيخ حمد بالقضيبية يوم الخميس الموافق 23 سبتمبر 2004، في ورشة العمل الثانية التي يقيمها المجلس المذكور بحضور ثلة من كبار المسئولين والوزراء ورجال الأعمال من القطاعين العام والخاص. ورعاية للحق والإنصاف فإن خطاب سمو ولي العهد رغم اقتضابه إلا أنه كتاب كريم ألقي إلى المعنيين بالشأن الاقتصادي في مملكتنا الحبيبة كي ما يفتح أعينهم على الأخطاء والأخطار التي كانت وما زالت محدقة بعملية التنمية الاقتصادية في هذا البلد العزيز.
    لقد تحدث سمو ولي العهد في خطابه الصادق فقال:
    (ومن الواضح للكثيرين الآن، أن مفاهيمنا القديمة وسياساتنا الاقتصادية ترتكز على تاريخ انطوت صفحاته).
    وقال: (وإننا إذ نواصل دفع عجلة التقدم في البحرين إلى الأمام مع التوسع في حوار وطني يسهم فيه الجميع).
    وقال: (وإذا لم نضع الإصلاح الاقتصادي الحقيقي في محور اهتمام الحوار الحقيقي الوطني الموسع، فسوف نكرر الخطأ العربي القديم وستكون الكلمات خاوية بلا معنى، وتظل النوايا دون عزيمة والسياسات دون تطبيق).
    وقال: (من الآن فصاعداً، لا أريد أن أسأل أبداً عن مستقبل اقتصادنا، فأتلقى إجابات مختلفة، ولا أريد أن أرى النجاح الاقتصادي يمرّ على مواطنينا ولا يحضون منه بفرصة ولا نصيب ولا أريد أن اشهد مواهب الشباب تهدر لأنهم لم يجهزوا لمواجهة واقع الاقتصاد في بلادنا).
    وقال -وما أدراك ما قال-: (عندما أسمع عن نجاح المشاريع التجارية أشعر بالاطمئنان، ولكن بعد أيّ جولة أتفقد فيها أحوال مدن وقرى المملكة وأتحدث مع الناس أشعر بعدم الرضا).
    وقال -ويا لهول ما قال-: (لا يرضيني أن أجد من بين كل ثمانية بحرينيين هناك شخصاً عاطلاً عن العمل. لا يرضيني أن يكون كثير ممن نجحوا في الحصول على وظيفة، يحصلون على رواتب ضعيفة. إني أشعر أيضاً بعدم الرضا أن متوسط الأجور التي يتسلمها البحرينيون قد انخفضت بنسبة 19٪ خلال السنوات العشر الأخيرة).
    وقال -وقد أعذر وأنذر في ما قال-: (لقد أصبح من الواضح لي أنه إذا استمرت البحرين على هذا المنوال، فلن ننجح في تحقيق آمالنا وتطلعات الأجيال القادمة. إن العمل على تحديد المسار الصحيح للبحرين يبدأ اليوم).
    وقال: (واليوم لا ترى في اقتصادنا البحريني سوى قطاعات قليلة تحقق النجاح المطلوب، والحقيقة هي أن الغالبية العظمى من أصحاب الأعمال والعاملين في القطاع الخاص غير راضين عن الأوضاع الحالية. علينا أن نضع حداً لكل هذا وإنهاء هذه الأوضاع).
    وقال: (لا أعتقد أنه من الصواب أنه بينما يظل واحد من بين كل ثمانية بحرينيين عاطلاً عن العمل، تذهب وظيفتان من بين كل ثلاث وظائف جديدة إلى العمالة الوافدة. وللأسف فإن هؤلاء الذين يواجهون هذه المشكلة يشعرون بأنهم منسيون. لا يمكن السماح لهذا الوضع بالاستمرار، إنها مسألة عدالة وإنصاف).
    وختاماً قال - وكل الحق في ما قال-: (سوف أعتبره نجاحاً إذا اتفقنا على أن السبيل إلى بناء مستقبل زاهر يتطلب الالتزام بإعطاء الأولوية للبحرينيين).
    والآن .. بعد أن قال سمو ولي العهد ما قال -وكل ما قاله كلام جميل، يستحق وقفة تقدير وإجلال- هل لنا أن نفكر في أبعاد ومتطلبات أقواله؟ أم سنبقيها مجرّد حبر على ورق؟
    لقد كان ولي العهد دقيقاً غاية الدقة في تشخيص متطلبات التنمية وضروراتها، وهي القضية المحورية التي يتحدث عنها الناس اليوم في كل بقعة من بقاع العالم، فلا عجب أن يتحدث عنها ولي العهد ويثير همومها وإشكالياتها، وأهم ما تعني به التنمية هو العمل الدءوب لاستئصال جذور الفقر، وهو الآفة العظمى والمصيبة الكبرى التي تهدد مجتمعات اليوم في ظل هيمنة العولمة وتحديات اقتصاد السوق وطغيان مصالح الشركات التجارية الكبرى، وهو الخطر الذي يستشرفه في مستقبل البشرية في هذا القرن الخبير فرنسي المرموق جاك أتالي حينما يقول: (يشكل الفقر التحدي السياسي الرئيسي في القرن الواحد والعشرين. ففي الوقت الذي بلغ فيه النمو العالمي ذروته في تاريخ البشرية، يمكن أن نتوقع من الآن حتى العام 2030، مضاعفة عدد أولئك الذين ينبغي لهم أن يعيشوا بأقل من دولار واحد في اليوم. وسيصيب الفقر ثلث سكان الجنوب، لاسيما في أفريقيا الصحراوية وآسيا. كما سيعود الفقر إلى الشمال من خلال لعبة الهجرة. من جهة أخرى، سيبقى الأشد فقراً الضحايا الرئيسيين للجوانب المتعددة غير المالية للبؤس: فالحرمان من التربية والعناية الصحية، والمسكن والعمل ومياه الشرب، سيصيبهم دائماً قبل الآخرين وأكثر منهم. وسيبقون الضحايا الأولى للسيدا والتلوث والعمل الشاق والعنف الجنسي).
    ولكن مما يقرره الخبراء، ويعيه الجهلاء فضلاً عن العلماء، أن التنمية الاقتصادية سيبقى بابها مغلقاً ودون تحقيقها حجاب، مادامت التنمية السياسية غير مكفولة ولا محققة، وهذه هي الإشكالية الأساسية التي تعيق التنمية الاقتصادية، ومجرّد الرغبة الجادة في تحقيق أعلى معدلات التنمية الاقتصادية لا تكفي ما لم نعمل على إزالة وزحزحة المعيقات السياسية التي تشكلت وشكلت مجتمعاتنا في عهود الانغلاق السياسي، ولا شك أن خطواتكم الملموسة وتصريحاتكم الجريئة -يا سمو ولي العهد- في التذكير بأهمية تحقيق تنمية شاملة في وطننا العزيز عبر التأكيد على: ضرورة أن يكون المستقبل مختلفاً، وأن يكون للبحرينيين الأولوية، وأن يتمّ تنشيط الاقتصاد، وضرورة تطوير نظامنا التعليمي إلى أعلى مستويات الامتياز...، لا شك أن هذه التأكيدات تمثل مفاتيح واعية وذكية لمستقبل زاهر للبحرين، ولكنها لن تفعل مفاعيلها مادامت طوابير النفاق السياسي، والتجديف الإعلامي، والفساد الاقتصادي، تحول دون وضعها في أبوابها عبر ممارسات سياسية قمعية تصادر حق المواطن الراغب في التنمية والتطوير في التعبير والمشاركة السياسية الحقيقية.
    حضرة سمو ولي العهد لقد لمسنا في خطابكم السامي كلّ دلالات الصدق والإخلاص والوعي، وربما جاءت ندوة نادي العروبة حول الفقر في البحرين والتي عقدت في 24/9/2004 لتفصّل ما أجملتموه، ولتشرح ما اختصرتموه في خطابكم السامي، لذا قد يكون من المثير للتعجب والأسى في الوقت نفسه، أن نجد رغبات القمع السياسي تطفح على سطح تجربتنا الوطنية لتصادر الحقوق وتكمم الأفواه، والذي غاية ما فعلته أنها رفعت الأيدي بالدعاء لتفريج كربة الفقراء، وكشف غمة المساكين من أبناء هذا البلد، فإذا كان في هذا البلد من يحاسب الناس على أدعيتهم في السرّ والعلن، وعلى ما يحبونه وما لا يحبونه، فلا أعتقد أن المجال من الممكن أن يتسع إلى أيّ حديث جاد عن التنمية أو غيرها من مشاريع وطنية هادفة وفاعلة.
    لقد طالب سموكم بفتح الباب لحوار وطني حقيقي بين كل الأطراف الفاعلة في هذا الوطن العزيز، وقلتم بالحرف الواحد: (أتمنى أن يكون هذا الاجتماع بداية لحوار وطني شامل حول مستقبلنا الاقتصادي).
    وانطلاقاً من أمنيتكم الكريمة هذه فلنقرر في البداية وقبل الدعوة إلى إنجاز مشروع حوار وطني تفتقده الساحة أن لا سبيل غير الحوار للخروج من أزماتنا، فكل السبل التي تعتمد منهجية الإقصاء، أو الإلغاء، أو التجريم، أو التخوين، أو التهديد، أو الترغيب، أو الترهيب قد ثبت عجزها عن حل أيّة أزمة واجهتها البلد، ولذلك لم يبق أمامنا إلا التمسك بالحوار الجاد والصادق والمنفتح كمنهج وحيد نتلمس من خلال تفعيله الإمكانيات المتاحة لحل أزماتنا.
    وطبيعة الحوار تقتضي منا جميعاً أن نتفهم أنه عملية تأثير وتأثر، وفعل وتفاعل بين الأطراف المشتركة في مسئولية الحوار، وطبيعة الحوار تقتضي الأخذ والرد، والرفض والقبول، لذلك لا يمكن أن تتحقق طبيعة الحوار والمطلوب من ورائه إلا حينما يقوم على أرضية مشتركة، لا يفترض أن يكون فيها طرف أقل شأنا من الطرف الآخر، أو أن ينظر طرف من الأطراف إلى الآخر بهذه النظرة، فالتكافؤ والتوازن في القاعدة التي يتحرك من خلالها وعليها المتحاورون شرط لا مناص من وجوده لإنجاح مهمة الحوار والتحاور.
    والحوار هو المخرج حينما تستفحل الأزمات وتكبر المشاكل على إمكانية الحل التي تتوفر عليها الأطراف المعنية بالأزمة أو المشكلة، إذ يبرز كمخرج لا محيص عنه للخروج من الأزمة، والانفلات من عقال المشكلة، وهو الأمر الذي يعزز أهمية الحوار كمنهج ومبدأ، ويعزز قناعات الجميع بنجاحه ونجاعته، وهو ما يستدعي تفعيلاً لمنهجية الحوار كممارسة بعد أن تم تبنيها كرؤية، فالكثير منا قد يتبنى الحوار كرؤية ولكنه يعجز عن تحقيقه كممارسة، ومن هنا تخفق مشاريع التفاهم والتقارب رغم كثرتها وتكرار الدعوة إليها، والإصرار على استعادتها رغم أنها تخفق المرة تلو المرة.
    سمو ولي العهد .. إني لآمل أن تجد دعوتكم الصادقة والمخلصة آذاناً صاغية تشرّع الأبواب للحوار في مختلف قضايانا المشتركة والمصيرية، وإن كان يؤسف العقلاء والمخلصين من أبناء هذا البلد أن يجدوا رغبات إسكات وتكميم الأفواه مازالت تعلو على صوت العقل ومنطق الوعي، كما لاحظ الجميع في الموقف الذي اتخذ من قبل أجهزة الأمن تجاه مركز حقوق الإنسان والناشط الحقوقي الأستاذ عبد الهادي الخواجة، ونحن في الوقت الذي لا يمكن أن نضفي على هذه التصرفات أيّة مشروعية مهما كانت الأخطاء التي يزعم أن الطرف المذكور ارتكبها، فإننا نؤكد على أن احترام وتقدير أيّ شخصية في السلطة السياسية هو أمر لا يمكن أن يتحقق بقوة العصا والسلاح، ولا حتى من خلال المراسيم القانونية والدستورية، وإنما السبيل الوحيد لذلك هو ما تقدمه هذه الشخصيات من خدمة حقيقية للناس، تسهم في تطوير واقعهم في مختلف المجالات المعيشية، وهو ما أعتقد أنكم أردتم الإشارة إليه حينما قلتم: (وأتمنى أن نكون جميعاً على مستوى التحدي، وأن نتجاوز المصالح الشخصية، وأن نضع المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار).
    وأخيراً .. اسمح لي -يا سمو ولي العهد- أن أقول لكم: إن من يرى فيه شعب البحرين الصورة المشرقة لمستقبل أيام قادمة هي الأفضل والأجمل في تاريخه، هو شخصكم الكريم، وليس سواكم ممن استوفوا حظهم في الحياة، وأثبتوا أنهم عاجزون عن تحقيق متطلبات التنمية الشاملة، بل وحتى غير الشاملة، وهذا ما يدعوني لأن أعيد ختام القصيدة بالمطلع: (إنه مستقبل مملكتك .. يا سلمان).


    سيد كامل الهاشمي
    15 شعبان 1425

  • #2
    سر سير يا علي سلمان والشغب كل وياك

    والله ينصرنا على الظالمين

    تعليق


    • #3
      الله ينصرنا على الظالمين

      تعليق

      مواضيع تهمك

      تقليص

      المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
      المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
      المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
      المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
      المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
      يعمل...
      X