السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. تحية طيبة للجميع ..
يتميز اتباع مذهب أهل البيت عليهم بإحياء المناسبات الدينية .. وايضا إقامة الاحتفالات الدينية في الايام التي تصادف ذكرى تتعلق بمناسبة معينة .. ومن شأن هذه الاحتفالات ان تقوم بأدوار كبيرة جدا .. فهي إضافة إلى كونها تجعلنا نتمسك بعقيدتنا .. فإنها ايضا تملأ أيامنا وأوقاتنا بما لايجعلنا نفكر باستيراد مناسبات دخيلة علينا .. وقد برع بعض من أخواننا في الدول الأخرى في الاستفادة من هذه المناسبات واحيائها بأبهى حلة وأحلى طريقة .. مما جعلهم يستقطبوا الجموع الغفيرة للمشاركة في ذلك .. وفي موضوعي هذا سأتحدث عن مناسبة لأول مره اعلم بها فعلا .. وقد تعرفت عليها من خلال الاعلام القوي الذي منح لهذه المناسبة وهذه الذكرى أهميتها والقيمة التي تمثلها ..
حيث يصادف يوم الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول من كل عام ذكرى وصول السيدة فاطمة (المعصومة) بنت الامام موسى الكاظم عليه السلام إلى مدينة قم المقدسة وذلك في عام 201هـ .. حيث خرجت السيدة المعصومة من المدينة المنورة بإتجاه منطقة مرو للحاق بركب أخيها الامام الرضا عليها السلام .. وفي أثناء الطريق توقفت عند القافلة في مدينة ساوة. و هناك مرضت السيدة المعصومة مرضا شديدا بحيث لم تقدر على إدامة المسير. هذا السفر الطويل المتعب من المدينة المنورة إلى ساوة و إن كان أضعف بدنها، إلا أن شدة المرض أنحلت جسمها و أشحبت لونها.
هل إن اخت الإمام الرضا(ع) تستطيع في هذا الحال أن تكمل سفرها لتزور أخاها العزيز في مرو؟ و هل تستعيد عافيتها و تديم السفر لتلتقي أخاها؟ هذه أسئلة كانت تشغل فكرة السيدة المعصومة و تزيد من قلقها. و على أية حال، قررت السيدة بعد ذلك الذهاب إلى «قم»، و سألت من معها: «كم بيني و بين قم؟» أجابوها: عشرة فراسخ. و عند ذلك أمرتهم بالتوجه إلى قم. وكانت قم في خلال الوقت ملجأ الشيعة، لكن بسبب هجرة الأشعريين العرب من الكوفة إلى قم فهذه المدينة كانت مدينة شيعية و جميع ساكنيها من محبي أهل بيت الرسول(ع).
الأشعريون ـ و بسبب ظلم عمال بني أمية الذين تجاوزوا الحد في عداوتهم لأهل بيت النبي (ص) و لشيعة أمير المؤمنين عليه السلام ـ قد هاجروا من الكوفة و سكنوا هنا و بنوا مدينة قم و أسسوها. و لما بلغ خبر وصول السيدة المعصومة إلى ساوة و مرضها هناك، إلى أهل قم، أجمع كل أهل المدينة أن يذهبوا إلى السيدة و يطلبوا منها الإقامة في قم. و لكن ذهب «موسى بن خزرج» ممثلا من أهل قم إلى بنت الإمام الكاظم(ع) و أخبرها برغبة القميين و فرط اشتياقهم بزيارتها، و أجابت السيدة المعصومة طلبهم و أمرت بالحركة نحو قم. فأخذ موسى بن خزرج زمام ناقة السيدة المعصومة(ع) مفتخرا، و قادها إلى المدينة التي كانت تنتظر قدوم أخت الإمام الرضا(ع) حتى وصلت القافلة إلى بداية مدينة قم.
في 23 ربيع الأول سنة 201 ه.ق. وصلت قافلة السيدة المعصومة إلى مدينة قم، و استقبلها الناس بحفاوة بالغة، و كانوا مسرورين لدخول السيدة ديارهم. و كان موسى بن خزرج ذا يسر و بيت وسيع، فأنزل السيدة في داره و تكفل لضيافة السيدة المعصومة(ع) و مرافقيها. و استشعر موسى بن خزرج فرط السعادة بخدمته لضيوف الرضا(ع) القادمين من مدينة الرسول(ص). و هيأ لهم كل ما يحتاجونه بسرعة. ثم اتخذت السيدة فاطمة المعصومة مسجدا لها في منزل موسى بن خزرج لكي تبتهل إلى الله و تعبده و تناجيه و تشكو إليه آلامها و تستعينه على ما ألم بها. و هذا المسجد باق إلى الآن و يسمى ب«بيت النور».
أقلق مرض بنت الإمام الكاظم مرافقيها و أهالي قم كثيرا، مع أنهم لم يبخلوا عليها بشيء من العلاج، إلا أن حالها يزداد سوءا يوما بعد يوم. لأن المرض قد تجذر في بدنها الشريف . و في العاشر من ربيع الثاني 201 ه.ق. توفيت السيدة المعصومة(ع) دون أن ترى أخاها. و دمعة عينها و غم فؤادها لم تسكن و لم تنقض لفراقه. أفجع أهل قم بتلك المصيبة و في غاية الحزن لوفاتها أقاموا العزاء عليها.
و في هذه الأيام يزهر الحرم المقدس للسيدة المعصومة كأنه جوهرة وسط مدينة قم.
و كل يوم تأتي القوافل من مختلف نقاط إيران و العالم لزيارة هذا الحرم الشريف، إظهارا للمحبة الخالصة لنبي الإسلام و لأهل بيته(ع)
وهنا صور لاحتفالات أهالي قم لهذا العام بهذه المناسبة السعيدة


تعليق