بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
هذه مقتطفات أضعها لكم بتصرف من كتاب لأحد علمائنا الصالحين ألا وهو الملكي التبريزي في كتابه المراقبات ذلك الكتاب الذي هو قرة عين أحباء الله وأولياءه...
ولولا خوف الإطالة وعدم ميل بعض الأخوة لقراءة المواضيع الطويلة لأتممتها ولكني سأجزأها وربما في مواضيع مستقلة...ونرجوا من خلالها أن يوفقنا الله لإدراك ليلة القدر ونيل قبول أعمالنا فيها...
من التوصيات المهمة في ليالي القدر 19 و21 و23 الإلتفات والعمل بما يلي:
1- أن تجتهد في ليلة القدر بكلّ ما يقدر عليه من الوسائل ، ومن الاجتهاد ـ طول سنته ـ أن تكثر وتبالغ في الدعاء لتوفيقها ، وأن يرزقك الله فيها أحبّ الأعمال إليه وأرضاها له ، وأن يجعلها لك خيراً من ألف شهر ، وأن يقبلها منك كذلك ، وأن يكتبها في علّيّين ، ويربّيها لك إلى يوم لقائه ، وأن يكتبك في هذه الليلة من المقرّبين ، وأن يكتب لك معرفته ومحبّته ، وقربه وجواره ، ورضاه وخيره مع عافيته ، وأن يرضى عنك رضا لا سخط عليه بعده أبداً ، وأن يرضي عنك نبيّه وأئمّته لا سيّما إمام زمانه عليهم السلام وأن يجمع بينك وبينهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وأن يوفّقك للاجتهاد في طاعته وتحصيل رضاه ، وأن يختم لك بقربه ورضاه .
2- الاجتهاد في تحصيل مقدّمات العبادة مثلاً يحصّل في خلال سنته مكاناً مناسباً ، ولباساً مناسباً ، وعطراً وما يتصدّق به فيها ومضامين لطيفة لمناجاة ربّه ، وكلمات مهيّجة لمخاطبة سادته أئمة أهل البيت (ع).
3- تخيل لو دعا واحد من سلاطين الدنيا أحداً إلى ضيافته في يوم مخصوص وأرسل إليه رسولاً كريماً ، وتلطّف في دعوته ببعض هذه التلطّفات التي عاملك بها ملك الملوك سبحانه تعالى ، ووعده بأن يحضر في هذا الموسم ـ بمراسم أدب حضوره ـ بالخلع الفاخرة ، والأملاك الشريفة الواسعة مع الأعيان والأشراف ، والملوك والسلاطين ، وعرّفه أنّه كلّما زاد هذا المدعوّ في تلطيف معاملته في حضور مجلس السلطان من جزئيّات المراقبات ، يزيد السلطان في إكرامه وإعطائه وإحسانه فوق حدّ الاحصاء ، لمات شوقاً إليه ، ويهلك نفسه في التزيّن لمثل هذا المجلس الشريف ، والمقام المنيف ، بكلّ ما يقدر عليه من الاهتمام ولا ينسى الجدّ في ذلك طول سنته في جميع حالاته ، ويجتهد في تحصيل العدّة لهذا المقام الكريم ، بما يعجز عنه المجتهدون ، ويحتال في تلطيف مراقبته بما يحار فيه اللبيب ويختار لأدب هذا المجلس ما يتأدّب منه الأديب ، ويرضاه الحبيب من الحبيب .
فكيف بك يا عاقل وقد دعاك إلى هذه الضيافة ملك الملوك ، وربّ الأرباب وجبّار السماوات والأرضين ، وقد أرسل إلى دعوتك الملائكة المكرّمين ، والأنبياء والمرسلين ، وسيّد الخلائق أجمعين ، وأكّد ذلك بخلفائه المعصومين ، ثمّ أكرمك بالملائكة الداعين ، في كلّ ليلة بدعوات خاصّة ، وألطاف ناصّة ، وكرامات ماسّة ، ولا خطر على قلب بشر ، ومن النور والبهاء والسرور ، والسلطنة والملك والحبور ، ما يكلّ عن تصوير جزء من أجزائه عقلك ، ويتحيّر فيه وهمك ، ومن قربه وجواره وبهجة لقائه ما لا تحتمله عقول العقلاء ، وفهوم العلماء ، وأوهام الحكماء .
فهل لك يا أخي أن تجتهد في الاستعداد لهذا المجلس بقدر ما يليق به ، لتكون من الفائزين ، أو تفوّته بغفلتك فتكون من الخاسرين ، فاعلم يقيناً أنّك إن غفلت عن مثل هذه الكرامة ، وضيّعتها بإهمالك ، ورأيت يوم القيامة ما نال منها المجتهدون ابتليت بحسرة يوم الحسرة التي تصغر عندها نار الجحيم ، والعذاب الأليم ، فتنادي في ذلك اليوم مع الخاسرين النادمين : «يا حَسرَتى على ما فَرَّطتُ في جَنبِ الله وإن كنتُ لَمِنَ الخاسرين» (الزمر : 56) ولا ينفعك الندم ، وقد أُغلقت أبواب التوبة والعلاج ، وظهرت آثار الأعمال والنتاج . فعاتب نفسك في التضييع والإهمال قبل أن تُعاتَب ، وخاطبها في مثل هذا التهوين في كرامة الله ربّ العالمين من قبل أن تخاطب ، وحاسبها فيما ضيّعته من رأس مالك الذي لو بقي لنفعك أنفع أرباح التجارات في يوم الضرر والحاجات قبل أن تحاسب ، فيحكم لك بالذلّ والهوان ، بدل الكرامة والسلطان ، هذا .
4- أن يجتهد أن لا يشتغل في شيء من أجزاء ليلته عن الله ولو بالمباحات ، وفي صلواته ومناجاته بغيرهما ولو من المندوبات ، فإنّ شغل القلب في الصلاة مثلاً ببناء المسجد وتطهيره أو بالصدقة من صفات الغافلين .
نسالكم الدعاء
اللهم صل على محمد وآل محمد
هذه مقتطفات أضعها لكم بتصرف من كتاب لأحد علمائنا الصالحين ألا وهو الملكي التبريزي في كتابه المراقبات ذلك الكتاب الذي هو قرة عين أحباء الله وأولياءه...
ولولا خوف الإطالة وعدم ميل بعض الأخوة لقراءة المواضيع الطويلة لأتممتها ولكني سأجزأها وربما في مواضيع مستقلة...ونرجوا من خلالها أن يوفقنا الله لإدراك ليلة القدر ونيل قبول أعمالنا فيها...
من التوصيات المهمة في ليالي القدر 19 و21 و23 الإلتفات والعمل بما يلي:
1- أن تجتهد في ليلة القدر بكلّ ما يقدر عليه من الوسائل ، ومن الاجتهاد ـ طول سنته ـ أن تكثر وتبالغ في الدعاء لتوفيقها ، وأن يرزقك الله فيها أحبّ الأعمال إليه وأرضاها له ، وأن يجعلها لك خيراً من ألف شهر ، وأن يقبلها منك كذلك ، وأن يكتبها في علّيّين ، ويربّيها لك إلى يوم لقائه ، وأن يكتبك في هذه الليلة من المقرّبين ، وأن يكتب لك معرفته ومحبّته ، وقربه وجواره ، ورضاه وخيره مع عافيته ، وأن يرضى عنك رضا لا سخط عليه بعده أبداً ، وأن يرضي عنك نبيّه وأئمّته لا سيّما إمام زمانه عليهم السلام وأن يجمع بينك وبينهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وأن يوفّقك للاجتهاد في طاعته وتحصيل رضاه ، وأن يختم لك بقربه ورضاه .
2- الاجتهاد في تحصيل مقدّمات العبادة مثلاً يحصّل في خلال سنته مكاناً مناسباً ، ولباساً مناسباً ، وعطراً وما يتصدّق به فيها ومضامين لطيفة لمناجاة ربّه ، وكلمات مهيّجة لمخاطبة سادته أئمة أهل البيت (ع).
3- تخيل لو دعا واحد من سلاطين الدنيا أحداً إلى ضيافته في يوم مخصوص وأرسل إليه رسولاً كريماً ، وتلطّف في دعوته ببعض هذه التلطّفات التي عاملك بها ملك الملوك سبحانه تعالى ، ووعده بأن يحضر في هذا الموسم ـ بمراسم أدب حضوره ـ بالخلع الفاخرة ، والأملاك الشريفة الواسعة مع الأعيان والأشراف ، والملوك والسلاطين ، وعرّفه أنّه كلّما زاد هذا المدعوّ في تلطيف معاملته في حضور مجلس السلطان من جزئيّات المراقبات ، يزيد السلطان في إكرامه وإعطائه وإحسانه فوق حدّ الاحصاء ، لمات شوقاً إليه ، ويهلك نفسه في التزيّن لمثل هذا المجلس الشريف ، والمقام المنيف ، بكلّ ما يقدر عليه من الاهتمام ولا ينسى الجدّ في ذلك طول سنته في جميع حالاته ، ويجتهد في تحصيل العدّة لهذا المقام الكريم ، بما يعجز عنه المجتهدون ، ويحتال في تلطيف مراقبته بما يحار فيه اللبيب ويختار لأدب هذا المجلس ما يتأدّب منه الأديب ، ويرضاه الحبيب من الحبيب .
فكيف بك يا عاقل وقد دعاك إلى هذه الضيافة ملك الملوك ، وربّ الأرباب وجبّار السماوات والأرضين ، وقد أرسل إلى دعوتك الملائكة المكرّمين ، والأنبياء والمرسلين ، وسيّد الخلائق أجمعين ، وأكّد ذلك بخلفائه المعصومين ، ثمّ أكرمك بالملائكة الداعين ، في كلّ ليلة بدعوات خاصّة ، وألطاف ناصّة ، وكرامات ماسّة ، ولا خطر على قلب بشر ، ومن النور والبهاء والسرور ، والسلطنة والملك والحبور ، ما يكلّ عن تصوير جزء من أجزائه عقلك ، ويتحيّر فيه وهمك ، ومن قربه وجواره وبهجة لقائه ما لا تحتمله عقول العقلاء ، وفهوم العلماء ، وأوهام الحكماء .
فهل لك يا أخي أن تجتهد في الاستعداد لهذا المجلس بقدر ما يليق به ، لتكون من الفائزين ، أو تفوّته بغفلتك فتكون من الخاسرين ، فاعلم يقيناً أنّك إن غفلت عن مثل هذه الكرامة ، وضيّعتها بإهمالك ، ورأيت يوم القيامة ما نال منها المجتهدون ابتليت بحسرة يوم الحسرة التي تصغر عندها نار الجحيم ، والعذاب الأليم ، فتنادي في ذلك اليوم مع الخاسرين النادمين : «يا حَسرَتى على ما فَرَّطتُ في جَنبِ الله وإن كنتُ لَمِنَ الخاسرين» (الزمر : 56) ولا ينفعك الندم ، وقد أُغلقت أبواب التوبة والعلاج ، وظهرت آثار الأعمال والنتاج . فعاتب نفسك في التضييع والإهمال قبل أن تُعاتَب ، وخاطبها في مثل هذا التهوين في كرامة الله ربّ العالمين من قبل أن تخاطب ، وحاسبها فيما ضيّعته من رأس مالك الذي لو بقي لنفعك أنفع أرباح التجارات في يوم الضرر والحاجات قبل أن تحاسب ، فيحكم لك بالذلّ والهوان ، بدل الكرامة والسلطان ، هذا .
4- أن يجتهد أن لا يشتغل في شيء من أجزاء ليلته عن الله ولو بالمباحات ، وفي صلواته ومناجاته بغيرهما ولو من المندوبات ، فإنّ شغل القلب في الصلاة مثلاً ببناء المسجد وتطهيره أو بالصدقة من صفات الغافلين .
نسالكم الدعاء
تعليق