اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا ونبينا ابي القاسم محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين .
اللهم وفقنا وجميع المشتغلين للعلم والعمل الصالح برحمتك يا ارحم الراحمين .
اما بعد فإن التاريخ مرآة العصور الغابرة ترينا احوال اولئك السالفين وماذا صنعوا وفعلوا واين حلوا واين انتهى بهم المآل ، وكيف رفع بعضهم ورقاهم حتى اوصلهم الى سدرة المنتهى .
وكيف سجل التاريخ على صفحة من عاج بأحرف من نور ذكراً فيَّاحا لأهل الدين واهل العدل والاحسان .
ويعتبر الحديث عن اهل البيت عليهم السلام حديثاً عن الحق الذي امرنا الله تعالى لنسلم به ونؤمن به فقد كانوا بحق نجوم هداية مضيئة في سماء الامة وعلم رشاد يُهتدى بهم في مختلف ميادين الحياة ، وذلك لما حباهم الله سبحانه بمزايا وسجايا وخصال كريمة فهم مودع اسراره وعيبة علمه وخزان وحيه والحجة على خلقة .
ومن الله العلي العظيم نستمد التوفيق والتسديد فنعم المولى ونعم النصير .
ونبدأ حديثنا بنور النبي محمد صلى الله عليه وآله ، فقد اعطى الله النبي محمد صلى الله عليه وآله حين اختاره الله لرسالته حقوقاً هي فوق كل حق فهم الضياء الذي تهتدي به الانسانية في طريقها لنيل كل فضيلة وكمال انساني .
والنبي صلى الله عليه وآله اعظم شخصية في التاريخ لم تبرز على طول التاريخ شخصية مثل شخصية النبي صلى الله علية وآله ، وذلك لما شرفه الله عز وجل حيث اختاره من بين الخلق اجمعين وجعله سيد أنبيائه والمرسلين واشرف المخلوقين من الاولين والاخرين
والاسم : محمد .
والاب : عبدالله .
الام : آمنه بنت وهب .
والالقاب : حبيب الله ، صفي الله ، عبدالله ، خاتم النبيين الى غيرها من الالقاب الكثيرة .
الكنية : ابو القاسم ، وابو طاهر ، وابو الطيب ، وابو المساكين ، وابو الريحانتين ، وابو السبطين ، وابو الدرتين .
محل الولادة : داره المباركة بمكة المكرمة .
زمان الولادة : عند طلوع الفجر من يوم الجمعة 17 ربيع الاول بعد قدوم الفيل بشهرين وستة ايام .
المرضعة : ثويبة عتيقة ابي لهب ، ثم حليمة السعدية .
بعض المعاجز التي حدثت عند ولادته : حجب إبليس والشياطين عن السماوات السبع ، سقوط جميع الاصنام على وجهها ، وارتجس أيوان كسرى وانشق من وسطه وسقطت منه اربعة عشر شرفة ، وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق .
بعض الاوصاف : كان صلى الله عليه وآله وسيماً جميلاً عدلاً يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر ، اطول من المربوع ، واقصر من المشذب ، واسع الجبين ، له نور يعلوه .
البعتة النبويه : يوم الاثنين 27 رجب بعد اربعين سنه من مولده الشريف وقد تكامل واشتدت قواه صلى الله عليه وآله .
الزوجات : خديجة عليها السلام ولم يتزوج عليها في حياتها بأخرى ، ثم تزوج بعدها بأم سلمة ، ومارية القبطية ، وام حبيبة ، وعائشة ، وحفصة وغيرها .
الاولاد : القاسم ، عبدالله ، ابراهيم ، ام كلثوم ، رقية ، زينب ، فاطمة ، وكلهم من خديجة ، وابراهيم من مارية القبطية .
مدة العمر الشريف : 63سنة
تاريخ الوفاة : يوم الاثنين 28 صفر سنة 11 هجرية
مكان الوفاة : في بيت فاطمة بالمدينة المنورة .
المدفن : في داره صلى الله عليه وآله وهو اليوم في المسجد النبوي .
غسّله زكفّنه ودفنه : الامام على امير المؤمنين .
خليفته ووصيه والامام من بعده : على بن ابي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم السجاد ثم الباقر ثم الصادق ثم الكاظم ثم الرضا ثم الجواد ثم الهادي ثم العسكري ثم المهدي المنتظر صلوات الله عليهم اجمعين .
أخلاقالرسولصلىاللهعليهوآله:
من الاسس التي قامت عليها حركة الرسول الاعظم وانطلقت عبرها نحو النجاح ، هي الاخلاق الرفيعة التي تمثلت في شخصية الرسول صلى الله عليه وآله حتى اثنى الله عز وجل على اخلاقه في القرآن فقال سبحانه " وانك لعلى خلق عظيم "
وكان صلى الله عليه وآله يقول في دعائه "اللهم حسّن خُلقي " ويقول صلى الله عليه وآله " اللهم جنبني منكرات الاخلاق " فاستجاب الله تعالى دعاءه وانزل عليه القرآن وأدبه به ، فكان خُلقه القرآن كما ورد في الرويات .
قال سعد بن هشام : دخلت على عائشة فسألتها عن اخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله ؟
فقالت : اما تقرأ القرآن
قلت : بلى
قالت : كان خُلق رسول الله صلى الله عليه وآله القرآن .
نعم ، انه صلى الله عليه وآله اُدب بالقرآن وادب الخلق به ، ومن هنا قال صلى الله عليه وآله " انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق "
تواضعهصلىاللهعليهوآله:
ومن سجايا اخلاقه صلى الله عليه وآله العظيمة : التواضع في كل شيء حتى ان فراشه كان من اشمال وادي القرى محشواً وبراً ، وروي عن ابن عباس انه قال " كان رسول الله صلى الله عليه وآله يجلس على الارض ويأكل على الارض ويعتقل الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير "
اخلاقهصلىاللهعليهوآلهمعاعدائه:
نعم كان رسول الله صلى الله عليه وآله حسن الخلق حتى مع اعدائه ، وكم من المشركين والكفار اسلموا لما رأوه من عظيم خلقه صلى الله عليه وآله
ففي حرب جاء رجل من المشركين حتى قام على النبي صلى الله عليه وآله بالسيف ، فقال : ما يمنعك مني ؟
فقال " " الله " فسقط السيف من يده ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله السيف وقال " من يمنعك مني "
فقال " كن خير آخذ
قال صلى الله عليه وآله " قل : اشهد ان لا اله الا الله "
فقال الاعرابي : لا اقاتلك ولا اكون معك ولا اكون مع قوم يقاتلونك
فخلى صلى الله عليه وآله سبيله
فجاء الى قومه فقال : جئتكم من عند خير الناس .
تحملهصلىاللهعليهوآلهالاذى:
وقد آذى المشركون رسول الله صلى الله عليه وآله بشتى انواع الاذيه ، فقابلهم بالعطف والحنان ، فلم يدعُ عليهم بنزول العذاب ، بل اخذ يستغفر لهم ويدعو لهم بالرحمة ويقول " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون "
فإن المشركين كانوا يحضّون سفهائهم لإلقاء التراب على وجهه ورأسه صلى الله عليه وآله وانهم كانوا يطرحون الفرث والدم والشوك على بابه .
وقد كثر تعديهم وايذائهم لرسول الله صلى الله عليه وآله حتى قال " ما اوذي نبي مثل ما اوذيت "
ولكنه صلى الله عليه وآله عفا عن جميعهم وصفح ، وقال لهم جميعاً حينما دخل مكة منتصراً " اذهبوا فانتم الطلقاء "
وهل هناك في التاريخ قائد بهذه العظمة وبهذا الخلق السامي غير رسول الله صلى الله عليه وآله
والقاكم على خير في الحلقة الثانية ان شاء الله
وموفقين لكل خير ان شاء الله
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا ونبينا ابي القاسم محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين .
اللهم وفقنا وجميع المشتغلين للعلم والعمل الصالح برحمتك يا ارحم الراحمين .
اما بعد فإن التاريخ مرآة العصور الغابرة ترينا احوال اولئك السالفين وماذا صنعوا وفعلوا واين حلوا واين انتهى بهم المآل ، وكيف رفع بعضهم ورقاهم حتى اوصلهم الى سدرة المنتهى .
وكيف سجل التاريخ على صفحة من عاج بأحرف من نور ذكراً فيَّاحا لأهل الدين واهل العدل والاحسان .
ويعتبر الحديث عن اهل البيت عليهم السلام حديثاً عن الحق الذي امرنا الله تعالى لنسلم به ونؤمن به فقد كانوا بحق نجوم هداية مضيئة في سماء الامة وعلم رشاد يُهتدى بهم في مختلف ميادين الحياة ، وذلك لما حباهم الله سبحانه بمزايا وسجايا وخصال كريمة فهم مودع اسراره وعيبة علمه وخزان وحيه والحجة على خلقة .
ومن الله العلي العظيم نستمد التوفيق والتسديد فنعم المولى ونعم النصير .
ونبدأ حديثنا بنور النبي محمد صلى الله عليه وآله ، فقد اعطى الله النبي محمد صلى الله عليه وآله حين اختاره الله لرسالته حقوقاً هي فوق كل حق فهم الضياء الذي تهتدي به الانسانية في طريقها لنيل كل فضيلة وكمال انساني .
والنبي صلى الله عليه وآله اعظم شخصية في التاريخ لم تبرز على طول التاريخ شخصية مثل شخصية النبي صلى الله علية وآله ، وذلك لما شرفه الله عز وجل حيث اختاره من بين الخلق اجمعين وجعله سيد أنبيائه والمرسلين واشرف المخلوقين من الاولين والاخرين
والاسم : محمد .
والاب : عبدالله .
الام : آمنه بنت وهب .
والالقاب : حبيب الله ، صفي الله ، عبدالله ، خاتم النبيين الى غيرها من الالقاب الكثيرة .
الكنية : ابو القاسم ، وابو طاهر ، وابو الطيب ، وابو المساكين ، وابو الريحانتين ، وابو السبطين ، وابو الدرتين .
محل الولادة : داره المباركة بمكة المكرمة .
زمان الولادة : عند طلوع الفجر من يوم الجمعة 17 ربيع الاول بعد قدوم الفيل بشهرين وستة ايام .
المرضعة : ثويبة عتيقة ابي لهب ، ثم حليمة السعدية .
بعض المعاجز التي حدثت عند ولادته : حجب إبليس والشياطين عن السماوات السبع ، سقوط جميع الاصنام على وجهها ، وارتجس أيوان كسرى وانشق من وسطه وسقطت منه اربعة عشر شرفة ، وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق .
بعض الاوصاف : كان صلى الله عليه وآله وسيماً جميلاً عدلاً يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر ، اطول من المربوع ، واقصر من المشذب ، واسع الجبين ، له نور يعلوه .
البعتة النبويه : يوم الاثنين 27 رجب بعد اربعين سنه من مولده الشريف وقد تكامل واشتدت قواه صلى الله عليه وآله .
الزوجات : خديجة عليها السلام ولم يتزوج عليها في حياتها بأخرى ، ثم تزوج بعدها بأم سلمة ، ومارية القبطية ، وام حبيبة ، وعائشة ، وحفصة وغيرها .
الاولاد : القاسم ، عبدالله ، ابراهيم ، ام كلثوم ، رقية ، زينب ، فاطمة ، وكلهم من خديجة ، وابراهيم من مارية القبطية .
مدة العمر الشريف : 63سنة
تاريخ الوفاة : يوم الاثنين 28 صفر سنة 11 هجرية
مكان الوفاة : في بيت فاطمة بالمدينة المنورة .
المدفن : في داره صلى الله عليه وآله وهو اليوم في المسجد النبوي .
غسّله زكفّنه ودفنه : الامام على امير المؤمنين .
خليفته ووصيه والامام من بعده : على بن ابي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم السجاد ثم الباقر ثم الصادق ثم الكاظم ثم الرضا ثم الجواد ثم الهادي ثم العسكري ثم المهدي المنتظر صلوات الله عليهم اجمعين .
أخلاقالرسولصلىاللهعليهوآله:
من الاسس التي قامت عليها حركة الرسول الاعظم وانطلقت عبرها نحو النجاح ، هي الاخلاق الرفيعة التي تمثلت في شخصية الرسول صلى الله عليه وآله حتى اثنى الله عز وجل على اخلاقه في القرآن فقال سبحانه " وانك لعلى خلق عظيم "
وكان صلى الله عليه وآله يقول في دعائه "اللهم حسّن خُلقي " ويقول صلى الله عليه وآله " اللهم جنبني منكرات الاخلاق " فاستجاب الله تعالى دعاءه وانزل عليه القرآن وأدبه به ، فكان خُلقه القرآن كما ورد في الرويات .
قال سعد بن هشام : دخلت على عائشة فسألتها عن اخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله ؟
فقالت : اما تقرأ القرآن
قلت : بلى
قالت : كان خُلق رسول الله صلى الله عليه وآله القرآن .
نعم ، انه صلى الله عليه وآله اُدب بالقرآن وادب الخلق به ، ومن هنا قال صلى الله عليه وآله " انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق "
تواضعهصلىاللهعليهوآله:
ومن سجايا اخلاقه صلى الله عليه وآله العظيمة : التواضع في كل شيء حتى ان فراشه كان من اشمال وادي القرى محشواً وبراً ، وروي عن ابن عباس انه قال " كان رسول الله صلى الله عليه وآله يجلس على الارض ويأكل على الارض ويعتقل الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير "
اخلاقهصلىاللهعليهوآلهمعاعدائه:
نعم كان رسول الله صلى الله عليه وآله حسن الخلق حتى مع اعدائه ، وكم من المشركين والكفار اسلموا لما رأوه من عظيم خلقه صلى الله عليه وآله
ففي حرب جاء رجل من المشركين حتى قام على النبي صلى الله عليه وآله بالسيف ، فقال : ما يمنعك مني ؟
فقال " " الله " فسقط السيف من يده ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله السيف وقال " من يمنعك مني "
فقال " كن خير آخذ
قال صلى الله عليه وآله " قل : اشهد ان لا اله الا الله "
فقال الاعرابي : لا اقاتلك ولا اكون معك ولا اكون مع قوم يقاتلونك
فخلى صلى الله عليه وآله سبيله
فجاء الى قومه فقال : جئتكم من عند خير الناس .
تحملهصلىاللهعليهوآلهالاذى:
وقد آذى المشركون رسول الله صلى الله عليه وآله بشتى انواع الاذيه ، فقابلهم بالعطف والحنان ، فلم يدعُ عليهم بنزول العذاب ، بل اخذ يستغفر لهم ويدعو لهم بالرحمة ويقول " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون "
فإن المشركين كانوا يحضّون سفهائهم لإلقاء التراب على وجهه ورأسه صلى الله عليه وآله وانهم كانوا يطرحون الفرث والدم والشوك على بابه .
وقد كثر تعديهم وايذائهم لرسول الله صلى الله عليه وآله حتى قال " ما اوذي نبي مثل ما اوذيت "
ولكنه صلى الله عليه وآله عفا عن جميعهم وصفح ، وقال لهم جميعاً حينما دخل مكة منتصراً " اذهبوا فانتم الطلقاء "
وهل هناك في التاريخ قائد بهذه العظمة وبهذا الخلق السامي غير رسول الله صلى الله عليه وآله
والقاكم على خير في الحلقة الثانية ان شاء الله
وموفقين لكل خير ان شاء الله
تعليق