بسم الله الرحمن الرحيم
الموت شئ متيقن منه حيث انه ملاق الانسان لا محالة ولاشك في ذلك والانسان العاقل هو الذي يفكر فيما يقوم به من أعمال قياسا الى صلاحها وبقائها ذخيرة ليوم الحساب، أما الانسان غير العاقل فهو الذي غلبته قواه الشهوية والغضبية حتى انه لا يفكر الا في ما خلف من أموال وبنين وثروات ومناصب بينما العاقل يتجرد عن الشهوات والخبائث ويترفع عن الماديات حتى يرقى في بعض الاحيان الى مصاف الملائكة والصالحين... ولذلك يكون جل اهتمام العقلاء والفضلاء بما قدموا لا بما خلفوا حتى يرحلواعن الدنيا بميزان ثقيل....
بسم الله الرحمن الرحيم ( والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون)
أما الانسان المادي فحينما يرى المحتضر او يسمع بموت فلان يقول ماخلف وراءه ولا يقول ماقدم لحياته لان تفكيره منحصر في المادة وعند موته يظهر ندمه على تفكيره الضيق وحياته التي أفناها في الهوامش .
وقد صور لنا القران الكريم حالة أصحاب النظرة الضيقة المحدودة بهوامش الحياة وتوافه الامور في الاخرة فيقول سبحانه وتعالى:
( كلا بل لاتكرمون اليتيم ولاتحاضون على طعام المسكين وتأكلون التراث أكلا لما وتحبون المال حبا جما كلا اذا دكت الارض دكا دكا...... وجاء ربك والملك صفا صفا وجئ يومئذ بجهنم....... يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى يقول ياليتني قدمت لحياتي....... فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد )
وأما أهل المعرفة... الذين ينظرون الى الدنيا بمنظار عميق يترفع عن التوافه... ويشغلهم ما يقدمون لاخرتهم فيخاطبهم سبحانه جل وعلى ساعة الموت بخطاب الامان والسلام والرضا فيقول سبحانه :
بسم الله الرحمن الرحيم ( ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )
تعليق