وينظر سلمان إلى ذلك المنظر المذهل ويقول: أيُصنع ذا بهذا؟ والله لو أقسم على الله لانطبقت ذه على ذه(3).
قف بنا لنبكي على علي، وهو يسمع صرخات زوجته فاطمة! ويسمع أصوات ولديه وبنتيه الصغار وهو يولولون، ينظرون إلى أمهم تارة وإلى أبيهم أخرى، لا يدرون ما يصنعون؟ هل يلتفون حول أمهم ويسمعون أنينها من صدمة الباب وسقط الجنين؟ أو يرافقون أباهم وقد ازدحم حوله الرجال يدفعونه في ظهره ويقاومون امتناعه.
حيرة وأية حيرة، يريد عليّ أن يسعف زوجته لينظر إليها وهي في تلك الحالة، ولكن حبل السيف في رقبته، ولكن الرجال يدافعونه، وصرخات الأطفال قد سلبته كل قرار.
ينظر يميناً وشمالاً، ينادي: واحمزتاه، ولا حمزة لي اليوم، واجعفراه ولا جعفر لي اليوم!!
ارتفعت أصوات النساء (الواقفات في الطريق) بالبكاء والعويل، وما الفائدة من صياح النساء أمام القوة؟ وهل تلين تلك القلوب من صرخات النساء وصياحهن.
فتحت السيدة فاطمة عينها حينذاك، ولعلها أفاقت على صراخ أطفالها المذعورين! وقالت: يا فضة! أين عليّ!!
قالت - وهي باكية -: أخذوه للمسجد!
نسيت فاطمة آلامها، وقامت وكلها آلام وأوجاع، ولكنها استعادت شجاعتها لهول الموقف ولذلك الظرف العصيب.
فلنترك السيدة فاطمة تستعد للخروج لإنقاذ زوجها من تلك الورطة ولتدارك ذلك الموقف، ولنذهب إلى المسجد النبوي لنرى. ما جرى على الإمام عليّ؟؟
نعود إلى ما ذكره ابن قتيبة في (الإمامة والسياسة ص11):
وذكروا أن علياً أتى أبو بكر وهو يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله. فقيل له: بايع أبو بكر. فقال: أنا أحق بهذا الأمر منكم.
لا أبايعكم، وأنتم أولى بالبيعة لي.
أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي (صلى الله عليه وآله) وتأخذونه من أهل البيت غصباً؟؟
ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر لمكان محمد (صلى الله عليه وآله) منكم؟؟ فأعطوكم المقادة، وسلَّموا إليكم الإمارة؟
وأنا أحتجُّ عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار: نحن أولى برسول الله (صلى الله عليه وآله) حياً وميتاً.
فأنصفونا (إن كنتم تخافون) من أنفسكم. فقال له عمر: أنت لست متروكاً حتى تبايع.
فقال له عليّ: احلب حلباً لك شطره!!اشدد له اليوم ليرده عليك غداً.والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايعه.
فقال له أبو بكر: فإن لم تبايعني فلا أُكرهك.
فقال عليّ: يا معشر المهاجرين الله! الله! لا تُخرجوا سلطان محمد في العرب من داره وقعر بيته إلى دوركم وقعور بيوتكم، وتدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه.
فوالله يا معشر المهاجرين! لنحن أهل البيت أحقّ بهذا الأمر منكم ما كان فيه القارئ لكتاب الله، الفقيه في دين الله، العالم بسنن رسول الله.
هذا ما يرويه ابن قتيبة في كتابه (الإمامة والسياسة).
وأما ما يرويه العياشي في تفسيره 2/67:
أخرجوه من منزله ملبّباً، ومرّوا به على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: (يا بن أم أن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني) فقال له...: بايع. قال عليّ: فإن أنا لم أفعل فَمَه؟ قال له...: إذن والله أضرب عنقك! قال عليّ: إذن - والله - أكون عبد الله المقتول وأخا رسول الله.
يتبع..
****تحياتي****
المبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــدع
قف بنا لنبكي على علي، وهو يسمع صرخات زوجته فاطمة! ويسمع أصوات ولديه وبنتيه الصغار وهو يولولون، ينظرون إلى أمهم تارة وإلى أبيهم أخرى، لا يدرون ما يصنعون؟ هل يلتفون حول أمهم ويسمعون أنينها من صدمة الباب وسقط الجنين؟ أو يرافقون أباهم وقد ازدحم حوله الرجال يدفعونه في ظهره ويقاومون امتناعه.
حيرة وأية حيرة، يريد عليّ أن يسعف زوجته لينظر إليها وهي في تلك الحالة، ولكن حبل السيف في رقبته، ولكن الرجال يدافعونه، وصرخات الأطفال قد سلبته كل قرار.
ينظر يميناً وشمالاً، ينادي: واحمزتاه، ولا حمزة لي اليوم، واجعفراه ولا جعفر لي اليوم!!
ارتفعت أصوات النساء (الواقفات في الطريق) بالبكاء والعويل، وما الفائدة من صياح النساء أمام القوة؟ وهل تلين تلك القلوب من صرخات النساء وصياحهن.
فتحت السيدة فاطمة عينها حينذاك، ولعلها أفاقت على صراخ أطفالها المذعورين! وقالت: يا فضة! أين عليّ!!
قالت - وهي باكية -: أخذوه للمسجد!
نسيت فاطمة آلامها، وقامت وكلها آلام وأوجاع، ولكنها استعادت شجاعتها لهول الموقف ولذلك الظرف العصيب.
فلنترك السيدة فاطمة تستعد للخروج لإنقاذ زوجها من تلك الورطة ولتدارك ذلك الموقف، ولنذهب إلى المسجد النبوي لنرى. ما جرى على الإمام عليّ؟؟
نعود إلى ما ذكره ابن قتيبة في (الإمامة والسياسة ص11):
وذكروا أن علياً أتى أبو بكر وهو يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله. فقيل له: بايع أبو بكر. فقال: أنا أحق بهذا الأمر منكم.
لا أبايعكم، وأنتم أولى بالبيعة لي.
أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي (صلى الله عليه وآله) وتأخذونه من أهل البيت غصباً؟؟
ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر لمكان محمد (صلى الله عليه وآله) منكم؟؟ فأعطوكم المقادة، وسلَّموا إليكم الإمارة؟
وأنا أحتجُّ عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار: نحن أولى برسول الله (صلى الله عليه وآله) حياً وميتاً.
فأنصفونا (إن كنتم تخافون) من أنفسكم. فقال له عمر: أنت لست متروكاً حتى تبايع.
فقال له عليّ: احلب حلباً لك شطره!!اشدد له اليوم ليرده عليك غداً.والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايعه.
فقال له أبو بكر: فإن لم تبايعني فلا أُكرهك.
فقال عليّ: يا معشر المهاجرين الله! الله! لا تُخرجوا سلطان محمد في العرب من داره وقعر بيته إلى دوركم وقعور بيوتكم، وتدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه.
فوالله يا معشر المهاجرين! لنحن أهل البيت أحقّ بهذا الأمر منكم ما كان فيه القارئ لكتاب الله، الفقيه في دين الله، العالم بسنن رسول الله.
هذا ما يرويه ابن قتيبة في كتابه (الإمامة والسياسة).
وأما ما يرويه العياشي في تفسيره 2/67:
أخرجوه من منزله ملبّباً، ومرّوا به على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: (يا بن أم أن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني) فقال له...: بايع. قال عليّ: فإن أنا لم أفعل فَمَه؟ قال له...: إذن والله أضرب عنقك! قال عليّ: إذن - والله - أكون عبد الله المقتول وأخا رسول الله.
يتبع..
****تحياتي****
المبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــدع
تعليق