اللهم فرج عن أسرانا المرتهنين في سجون الظالمين
قلوب الامهات تتقطع وهي ترى فلذات كبدها تنقل من الزنزانات الى المستشفيات الى المحاكم، لا لشيء الا لانهم عبروا عن وجهة نظر او مارسوا حقا مشروعا في الاحتجاج السلمي. وانباء تداعي صحة هؤلاء الابطال بين اليوم والآخر تؤكد شراسة النظام الخليفي وقبحه وتخلفه، ومع ذلك فموقف هؤلاء الابطال يرفع هامة الشعب ويقوي عزائم المناضلين، ويعكس للعالم الخارجي وعي ابناء البحرين في مواجهة نظام الاستبداد الخليفي. هذا الموقف الذي تعكسه صور عبد الهادي الخواجة ويداه مقيدتان بسلاسل من حديد، أعاد الامل الى النفوس التي ظنت ان مشروع الشيخ حمد قد نجح في القضاء على روح الشعب ومعنوياته، ورحم الله الشيخ الوائلي الذي قال ابياتا تنطبق على هذا المشهد:
فيد تقيد وهو مما يفتدى ويد تقبل وهي مما يقطع
لقد قيدت يدا الخواجة لانه اشار الى اليد السارقة بالتلميح والتصريح، فكان عقابه الاغلال والقيود. يحدث ذلك في "مملكة العدل الخليفي" التي تصفها احدى اللافتات التي رفعت في الاعتصام الاخير لأهالي المعتقلين: " القاضي: آجنبي، المدعى العام: خليفي، السجان: مرتزق: المتهم: مواطن حر". بعد كل هذا يطلب من ابناء البحرين التصفيق لهذا
النظام البائس، وتنبري اقلام البعض مطالبة بالاستسلام للاستبداد الخليفي، وترويج ان هذا الاستبداد حتمية تاريخية. ويروج لهذه المقولات الاستسلامية بعنوان "الواقعية" و"العقلانية"، بينما يوصم المناضلون والاحرار بـ "التشدد" و "التطرف" و "المثالية" وغيرها. مع ذلك تشهد وقائع التاريخ ان الظلم يزول، طال الزمن ام قصر، وان اصوات المصلحين تجلجل من وراء القضبان. فصورة البطل الكبير، عبد الهادي الخواجة، وهو يتحدى الطغيان الخليفي، أبلغ من ألف كلمة وموعظة ممن لا تتحرك قلوبهم للدفاع عن المحرومين والفقراء، ومشهد عبد الرؤوف الشايب، والدم ينزف من جسده وهو على فراش المستشفى، تستفز المشاعر وتوقظ النائمين، وتحرك ضمائر الاحرار داخل البلاد وخارجها.
لقد أصبح قدر أبناء البحرين ان تتواصل نضالات أجيالهم، ليبقى الظلم الخليفي مكشوفا لا تستطبع أبواق النظام التعتيم عليه.
ويمكن القول ان الحركة التي تصدرها الاستاذ عبد الهادي الخواجة، كانت أكثر فعاليات المعارضة أثرا على المشروع التخريبي الذي فرضه الشيخ حمد على البلاد. فقد أزال الستار عن هذا المشروع، فاتضح خواؤه للعالم، وأسقط المقولة الوحيدة التي كررها النظام وابواقه للتظاهر بالاصلاح، بان البحرين ليس لديها سجين سياسي واحد. فقد فتح عبد العزيز عطية الله آل خليفة، رئيس لجنة التعذيب، ابواب غرف التعذيب امام ابناء البحرين، وأصدر اوامره لجلاوزته بتعذيب الاستاذ الخواجة عندما رفض المثول امام المحكمة التي يترأسها شخص أجنبي. وكشف ايضا هبوط مستوى المنتمين لمشروع الشيخ حمد، من خلال التصريح التاريخي الذي أطلقه خليفة الظهراني، الذي طلب فيه من العائلة الخليفية استعمال "البلدوزر" لسحق ابناء البحرين. امام هذه الحقائق وجدت العائلة الخليفية نفسها مرغمة على منع زيارة اي وفد من المنظمات الحقوقية الدولية الى البلاد لكي لا يكتشفوا حقيقة الارهاب الخليفي. فقد طلبت العائلة الخليفية من لجنة حقوق الانسان التابعة لجمعية المحامين البريطانية، تأجيل زيارتها حتى شهر مارس من العام المقبل، بعد ان كان الطرفان قد اتفقا على ان تتم هذا الشهر (نوفمبر). وهذا التأجيل يعيد الى الاذهان ما حدث قبل عشر سنوات بالضبط، عندما طلب اللورد ايفبوري زيارة البحرين. يومها كان هناك حوالي عشرين سجينا سياسيا فقط، واعطت العائلة الخليفية موافقتها على زيارة اللورد في 14 نوفمبر. وقبل بضعة ايام من سفره اتصلت السفارة به وطلبت منه تأجيل الزيارة حتى العام الجديد, وبعد ثلاثة اسابيع انفجرت الانتفاضة المباركة، واكتظت السجون بالمعتقلين، فألغيت الزيارة جملة وتفصيلا.
العائلة الخليفية لا تسمح ابدا بزيارة غرف التعذيب لكي لا تنكشف الحقائق امام العالم. هذا ما فعلته قبل عشر سنوات، وهذا ما فعلته هذه المرة مع جمعية المحامين البريطانية.
وفيما يستعد ابناء البحرين لشهر ديسمبر، وهو شهر اعتادت العائلة الخليفية ان ترتكب فيه الجرائم بحق ابناء البحرين، ابتداء بالاعلان عن اكتشاف "تنظيم سري يهدف لقلب نظام ا لحكم بالقوة" مرورا بالاعتقالات التعسفية والتعذيب وانتهاء بالقتل العمد للمتظاهرين. وفي ديسمبر 1994 أصدر رئيس الوزراء قراره المشؤوم بقتل ابناء البحرين في الشوارع، فسقط اول شهيدين (هاني الوسطي وهاني خميس) في 17 ديسمبر من ذلك العام.
المواطنون، من جهتهم، أعتبروا شهر ديسمبر موسما سنويا مشؤوما، واستعدوا له كل عام بهواجس ومشاعر ينتابها القلق. وفي هذا العام ازداد التوجس والخيفة بعد ان كشف الشيخ حمد حقيقة مشروعه، وراح يقنن سياسات القمع والاستبداد. ففيما كان الاستبداد والقمع يمارسان خارج الاطر القانونية، اصبحت تلك الممارسة تتم وفق قوانين يتم فرضها من طرف واحد، وتعبأ كل امكانات الدولة لتنفيذها باستعمال وسائل الابتزاز والترهيب والترغيب. امام هذا الواقع لم يعد خيار الصمت عليه واردا، خصوصا لدى المناضلين الاحرار الذين آلوا على انفسهم مواصلة طريق النضال السلمي المتحضر لارغام العائلة الخليفية على الاستماع لمطالب الشعب العادلة. وشهر ديسمبر هذا العام مناسبة مهمة جدا في التاريخ المعاصر للنضال الشعبي. فسوف تحل قريبا الذكرى العاشرة لانطلاق الانتفاضة الشعبية المباركة التي كشفت ظلم العائلة الخليفية للعالم، خصوصا في مجال التعذيب والقمع والاستبداد، وفي العاشر منه اليوم العالمي لحقوق الانسان، وفي السابع عشر عيد الشهداء. وبعد تلك المناسبات ستعقد القمة الخليجية في المنامة.
وفي ضوء الخطط التخريبية التي تعدها العائلة الخليفية ومنها تقنين الاستبداد والقمع (قانون الجمعيات وقانون التجمعات وقانون الصحافة وقانون التجنيس وقانون حماية المعذبين) لم يعد امام ابناء البحرين الا الاستمرار في النضال السلمي وتحدي الديكتاتورية الخليفية بكل وسائل المقاومة المدنية المتاحة. انه نضال مشروع من اجل البقاء وبهدف القضاء على عقلية الاستصال والابادة الثقافية والاستبداد. لقد بدأ الخواجة هذا الطريق، فقدم حريته الشخصية ثمنا لتأمين حرية شعبه، وسار على نهجه الابطال الذين يتنقلون بين زنزانات التعذيب الخليفية والمستشفيات، وسجلوا بذلك تاريخا نضاليا جديدا لأبناء البحرين في مواجهة الظلم الخليفي الذي لا يوازيه ظلم آخر في بلدان الخليج الاخرى. لقد اختاروا ذلك الطريق بمحض ارادتهم، وهو طريق العزة والكرامة، وسوف ينصرهم الله الذي يمقت الظلم واهله وينصر المستضعفين، فذلك وعد الهي محتوم، وهيهات يخلف الله وعده.
اللهم فك قيد أسرانا، وارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك.
حركة احرار البحرين الاسلامية
18 نوفمبر 2004
قلوب الامهات تتقطع وهي ترى فلذات كبدها تنقل من الزنزانات الى المستشفيات الى المحاكم، لا لشيء الا لانهم عبروا عن وجهة نظر او مارسوا حقا مشروعا في الاحتجاج السلمي. وانباء تداعي صحة هؤلاء الابطال بين اليوم والآخر تؤكد شراسة النظام الخليفي وقبحه وتخلفه، ومع ذلك فموقف هؤلاء الابطال يرفع هامة الشعب ويقوي عزائم المناضلين، ويعكس للعالم الخارجي وعي ابناء البحرين في مواجهة نظام الاستبداد الخليفي. هذا الموقف الذي تعكسه صور عبد الهادي الخواجة ويداه مقيدتان بسلاسل من حديد، أعاد الامل الى النفوس التي ظنت ان مشروع الشيخ حمد قد نجح في القضاء على روح الشعب ومعنوياته، ورحم الله الشيخ الوائلي الذي قال ابياتا تنطبق على هذا المشهد:
فيد تقيد وهو مما يفتدى ويد تقبل وهي مما يقطع
لقد قيدت يدا الخواجة لانه اشار الى اليد السارقة بالتلميح والتصريح، فكان عقابه الاغلال والقيود. يحدث ذلك في "مملكة العدل الخليفي" التي تصفها احدى اللافتات التي رفعت في الاعتصام الاخير لأهالي المعتقلين: " القاضي: آجنبي، المدعى العام: خليفي، السجان: مرتزق: المتهم: مواطن حر". بعد كل هذا يطلب من ابناء البحرين التصفيق لهذا
النظام البائس، وتنبري اقلام البعض مطالبة بالاستسلام للاستبداد الخليفي، وترويج ان هذا الاستبداد حتمية تاريخية. ويروج لهذه المقولات الاستسلامية بعنوان "الواقعية" و"العقلانية"، بينما يوصم المناضلون والاحرار بـ "التشدد" و "التطرف" و "المثالية" وغيرها. مع ذلك تشهد وقائع التاريخ ان الظلم يزول، طال الزمن ام قصر، وان اصوات المصلحين تجلجل من وراء القضبان. فصورة البطل الكبير، عبد الهادي الخواجة، وهو يتحدى الطغيان الخليفي، أبلغ من ألف كلمة وموعظة ممن لا تتحرك قلوبهم للدفاع عن المحرومين والفقراء، ومشهد عبد الرؤوف الشايب، والدم ينزف من جسده وهو على فراش المستشفى، تستفز المشاعر وتوقظ النائمين، وتحرك ضمائر الاحرار داخل البلاد وخارجها.
لقد أصبح قدر أبناء البحرين ان تتواصل نضالات أجيالهم، ليبقى الظلم الخليفي مكشوفا لا تستطبع أبواق النظام التعتيم عليه.
ويمكن القول ان الحركة التي تصدرها الاستاذ عبد الهادي الخواجة، كانت أكثر فعاليات المعارضة أثرا على المشروع التخريبي الذي فرضه الشيخ حمد على البلاد. فقد أزال الستار عن هذا المشروع، فاتضح خواؤه للعالم، وأسقط المقولة الوحيدة التي كررها النظام وابواقه للتظاهر بالاصلاح، بان البحرين ليس لديها سجين سياسي واحد. فقد فتح عبد العزيز عطية الله آل خليفة، رئيس لجنة التعذيب، ابواب غرف التعذيب امام ابناء البحرين، وأصدر اوامره لجلاوزته بتعذيب الاستاذ الخواجة عندما رفض المثول امام المحكمة التي يترأسها شخص أجنبي. وكشف ايضا هبوط مستوى المنتمين لمشروع الشيخ حمد، من خلال التصريح التاريخي الذي أطلقه خليفة الظهراني، الذي طلب فيه من العائلة الخليفية استعمال "البلدوزر" لسحق ابناء البحرين. امام هذه الحقائق وجدت العائلة الخليفية نفسها مرغمة على منع زيارة اي وفد من المنظمات الحقوقية الدولية الى البلاد لكي لا يكتشفوا حقيقة الارهاب الخليفي. فقد طلبت العائلة الخليفية من لجنة حقوق الانسان التابعة لجمعية المحامين البريطانية، تأجيل زيارتها حتى شهر مارس من العام المقبل، بعد ان كان الطرفان قد اتفقا على ان تتم هذا الشهر (نوفمبر). وهذا التأجيل يعيد الى الاذهان ما حدث قبل عشر سنوات بالضبط، عندما طلب اللورد ايفبوري زيارة البحرين. يومها كان هناك حوالي عشرين سجينا سياسيا فقط، واعطت العائلة الخليفية موافقتها على زيارة اللورد في 14 نوفمبر. وقبل بضعة ايام من سفره اتصلت السفارة به وطلبت منه تأجيل الزيارة حتى العام الجديد, وبعد ثلاثة اسابيع انفجرت الانتفاضة المباركة، واكتظت السجون بالمعتقلين، فألغيت الزيارة جملة وتفصيلا.
العائلة الخليفية لا تسمح ابدا بزيارة غرف التعذيب لكي لا تنكشف الحقائق امام العالم. هذا ما فعلته قبل عشر سنوات، وهذا ما فعلته هذه المرة مع جمعية المحامين البريطانية.
وفيما يستعد ابناء البحرين لشهر ديسمبر، وهو شهر اعتادت العائلة الخليفية ان ترتكب فيه الجرائم بحق ابناء البحرين، ابتداء بالاعلان عن اكتشاف "تنظيم سري يهدف لقلب نظام ا لحكم بالقوة" مرورا بالاعتقالات التعسفية والتعذيب وانتهاء بالقتل العمد للمتظاهرين. وفي ديسمبر 1994 أصدر رئيس الوزراء قراره المشؤوم بقتل ابناء البحرين في الشوارع، فسقط اول شهيدين (هاني الوسطي وهاني خميس) في 17 ديسمبر من ذلك العام.
المواطنون، من جهتهم، أعتبروا شهر ديسمبر موسما سنويا مشؤوما، واستعدوا له كل عام بهواجس ومشاعر ينتابها القلق. وفي هذا العام ازداد التوجس والخيفة بعد ان كشف الشيخ حمد حقيقة مشروعه، وراح يقنن سياسات القمع والاستبداد. ففيما كان الاستبداد والقمع يمارسان خارج الاطر القانونية، اصبحت تلك الممارسة تتم وفق قوانين يتم فرضها من طرف واحد، وتعبأ كل امكانات الدولة لتنفيذها باستعمال وسائل الابتزاز والترهيب والترغيب. امام هذا الواقع لم يعد خيار الصمت عليه واردا، خصوصا لدى المناضلين الاحرار الذين آلوا على انفسهم مواصلة طريق النضال السلمي المتحضر لارغام العائلة الخليفية على الاستماع لمطالب الشعب العادلة. وشهر ديسمبر هذا العام مناسبة مهمة جدا في التاريخ المعاصر للنضال الشعبي. فسوف تحل قريبا الذكرى العاشرة لانطلاق الانتفاضة الشعبية المباركة التي كشفت ظلم العائلة الخليفية للعالم، خصوصا في مجال التعذيب والقمع والاستبداد، وفي العاشر منه اليوم العالمي لحقوق الانسان، وفي السابع عشر عيد الشهداء. وبعد تلك المناسبات ستعقد القمة الخليجية في المنامة.
وفي ضوء الخطط التخريبية التي تعدها العائلة الخليفية ومنها تقنين الاستبداد والقمع (قانون الجمعيات وقانون التجمعات وقانون الصحافة وقانون التجنيس وقانون حماية المعذبين) لم يعد امام ابناء البحرين الا الاستمرار في النضال السلمي وتحدي الديكتاتورية الخليفية بكل وسائل المقاومة المدنية المتاحة. انه نضال مشروع من اجل البقاء وبهدف القضاء على عقلية الاستصال والابادة الثقافية والاستبداد. لقد بدأ الخواجة هذا الطريق، فقدم حريته الشخصية ثمنا لتأمين حرية شعبه، وسار على نهجه الابطال الذين يتنقلون بين زنزانات التعذيب الخليفية والمستشفيات، وسجلوا بذلك تاريخا نضاليا جديدا لأبناء البحرين في مواجهة الظلم الخليفي الذي لا يوازيه ظلم آخر في بلدان الخليج الاخرى. لقد اختاروا ذلك الطريق بمحض ارادتهم، وهو طريق العزة والكرامة، وسوف ينصرهم الله الذي يمقت الظلم واهله وينصر المستضعفين، فذلك وعد الهي محتوم، وهيهات يخلف الله وعده.
اللهم فك قيد أسرانا، وارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك.
حركة احرار البحرين الاسلامية
18 نوفمبر 2004
تعليق