السلام عليكم
مضت 12 سنة على لوعة الأهل وحيرتهم، وتقاذف الامواج العاتية بهم، فلا خبر يعرف، ولا خيط أمل قوي يمسك ليستدل به على مصير ابناءهم المفقودين في العراق..
نعم عزيزي القارئ، إنهم من أبناء البحرين، عددهم حوالي 12 شخصاً، كلهم طلاب علوم دينية، ماعدا اثنين منهم يدرسون بالجامعة، وطبيعياً أن يقطن طلاب العلوم الدينية النجف الاشرف، وكذلك الطالبان الآخران اللذان درسوا في جامعة في بغداد أو جامعة بغداد...
وحصلت الانتفاضة الشعبانية المباركة في النجف الأشرف، وأخذ النظام البائد -كما تعلمون- بضرب موجة اعتقالات كاسحة للشيعة، ولم يستثني النظام أبناء الجنسيات الأخرى، واعتقل شهداؤنا مع من اعتقلوا.. ومنذ ذلك الوقت انقطع حبل الاتصال معهم من قبل الأهل، ولم يعرف الاهل بمصيرهم..
وبعد 12 سنة من غيبة الحقائق والمصير، تصوروا 12 سنة ..!! ساعد الله اهالي المفقودين الذين قد عانوا ما عانوا من لوعة وحرقة وحيرة... فتحرك الاهالي لوحدهم لم يجدي نفعاً.. فالحكومة تتجاهل المسألة أشد التجاهل... ولننظر الى الشارع والشعب البحريني الذي لم يكن له ادنى تحرك واضح في ذلك الوقت وكأن المفقودين ليسوا من أبناء البحرين... واشدة عجباه..!! وبعد 12 سنة، تحركت جمعية الوفاق وكذلك جمعية أو مركز حقوق الانسان.. على هذا الموضوع، تمخّض عن تحركهم توجه وفد بحريني لتقصي الحقائق، حيث توجّه هذا الوفد للعراق، ثم قفل راجعاً واعلن أن المفقودين هم شهداء الدين والعلم والوطن وقد استشهدوا، وذلك بعد أدلة قدمها الوفد..
ولننظر الآن، ما كانت ردة فعل الشعب البحريني..؟ تجاهل واسع النطاق، وعدم اكتراث، اللهم إلا البعض.. وبعد مرور الشهور والسنة على ذكرى استشهادهم، لم يحدث اي شيء ولم تصدر اية اشارة من الشعب البحريني..! لماذا..؟!
وحتى جمعية الوفاق- ولو أن الأمر قد يكون بسيطاً أو في تعبير البعض تافهاً- حينما أصدرت تقويم العام 2004م، وضعت صور الشهداء شهداء البحرين، ولم ضع صور أو اية صورة أو اشارة لهؤلاء..! لماذا..؟! إن كان شهداء البحرين شهداء الانتفاضة قد قتلوا من قبل النظام البحريني، فإن هؤلاء قد تجوهل أمرهم من قبل النظام ولم يتحرك على الموضوع ، فوضعت الحكومة البحرينية الأهل في صراع مع خيوط الامل المتقطعة والقصية والمتذبذبة من دون أن تحاول أو تسعى للكشف عن مصيرهم.
لماذ1 وبعد مرور سنة على ذكرى استشهادهم، لماذا لم يقيم الشعب البحريني اي ذكرى تأبين لهم...؟! بل إنهم حتى لم يتذكروا هذا الأمر ويتناقشوه بينهم، اللهم إن كان هنالك فما قلّ وندر.. ولنسترجع الاحداث ونرى، حينما أقيم مجلس الفاتحة عليهم في مركز البحرين الدولي للمعارض كان حضور الشعب قليلاً جداً، ولا يتناسب إطلاقاً مع وقع الحدث.. ولنلتفت أيضاً حينما أقيمت الاربعينية عليهم في مسجد الإمام الصادق عليه السلام- القفول، حيث كان الحضور مما لا يتصوره العقل، كان الحضور على حدود جدار المسجد فقط والقليل جداً جداً من جلس في وسط المسجد، مع العلم أنه كان هنالك حضور من قبل بعض العلماء كالشيخ علي سلمان وغيرهم.. وهذا ينطبق ايضاً على مجلس الفاتحة..
أنا لا أدعو الى إقامة مسيرات احتجاج واعتصامات او ما شاكل ذلك، ولكني أريد هنا أن الفت الشعب البحريني الى تجاهله المسؤول عنه أمام اله سبحانه وتعالى.. وعن الزهد والتقصير في حق هؤلاء الشهداء العلماء..
ونذكر هنا قبس من الكلمة التي ألقاها سماحة الشيخ في مجلس الفاتحة على هؤلاء الشهداء، حيث قال سماحته:
- شاء الله أن يزيد هؤلاء الشهداء شرفاً على شرف طلب العلم ولم يكتفوا أن يطئوا أجنحة الملائكة وإنما انفتحوا على الله سبحانه وتعالى.
- إن هؤلاء المفقودين هم شهداء عند الله وهم من أنبل الناس وأصدقهم فبقدر ما لهم علينا من مكانة فالمنزلة عند الله أكبر وأعلى.
- أسأل الله ببركة هذه الدماء أن يمن على شعبنا بالعراق بحكمٍ مستقر.
الشعب البحريني الأبيّ، اعط وقدم لهؤلاء الشهداء حقّهم ولا تبخسونهم، وقدّروهم، وارجو أن لا يأتي يوم تنسى فيه هؤلاء الشهداء، وارجو أن لا يأتي يوم تنسى فيه أن البحرين ذات يوم قدّمت أبناءها قرباناً في العراق الحبيب، وفي بقعة هي من اشرف بقاع الأرض، هي النجف الأشرف وبقرب أمير المؤمنين عليه السلام..
[glow=33CC33][blink][glint]ومع تحياتي لكم
الفيلسوف[/glint][/blink][/glow]
مضت 12 سنة على لوعة الأهل وحيرتهم، وتقاذف الامواج العاتية بهم، فلا خبر يعرف، ولا خيط أمل قوي يمسك ليستدل به على مصير ابناءهم المفقودين في العراق..
نعم عزيزي القارئ، إنهم من أبناء البحرين، عددهم حوالي 12 شخصاً، كلهم طلاب علوم دينية، ماعدا اثنين منهم يدرسون بالجامعة، وطبيعياً أن يقطن طلاب العلوم الدينية النجف الاشرف، وكذلك الطالبان الآخران اللذان درسوا في جامعة في بغداد أو جامعة بغداد...
وحصلت الانتفاضة الشعبانية المباركة في النجف الأشرف، وأخذ النظام البائد -كما تعلمون- بضرب موجة اعتقالات كاسحة للشيعة، ولم يستثني النظام أبناء الجنسيات الأخرى، واعتقل شهداؤنا مع من اعتقلوا.. ومنذ ذلك الوقت انقطع حبل الاتصال معهم من قبل الأهل، ولم يعرف الاهل بمصيرهم..
وبعد 12 سنة من غيبة الحقائق والمصير، تصوروا 12 سنة ..!! ساعد الله اهالي المفقودين الذين قد عانوا ما عانوا من لوعة وحرقة وحيرة... فتحرك الاهالي لوحدهم لم يجدي نفعاً.. فالحكومة تتجاهل المسألة أشد التجاهل... ولننظر الى الشارع والشعب البحريني الذي لم يكن له ادنى تحرك واضح في ذلك الوقت وكأن المفقودين ليسوا من أبناء البحرين... واشدة عجباه..!! وبعد 12 سنة، تحركت جمعية الوفاق وكذلك جمعية أو مركز حقوق الانسان.. على هذا الموضوع، تمخّض عن تحركهم توجه وفد بحريني لتقصي الحقائق، حيث توجّه هذا الوفد للعراق، ثم قفل راجعاً واعلن أن المفقودين هم شهداء الدين والعلم والوطن وقد استشهدوا، وذلك بعد أدلة قدمها الوفد..
ولننظر الآن، ما كانت ردة فعل الشعب البحريني..؟ تجاهل واسع النطاق، وعدم اكتراث، اللهم إلا البعض.. وبعد مرور الشهور والسنة على ذكرى استشهادهم، لم يحدث اي شيء ولم تصدر اية اشارة من الشعب البحريني..! لماذا..؟!
وحتى جمعية الوفاق- ولو أن الأمر قد يكون بسيطاً أو في تعبير البعض تافهاً- حينما أصدرت تقويم العام 2004م، وضعت صور الشهداء شهداء البحرين، ولم ضع صور أو اية صورة أو اشارة لهؤلاء..! لماذا..؟! إن كان شهداء البحرين شهداء الانتفاضة قد قتلوا من قبل النظام البحريني، فإن هؤلاء قد تجوهل أمرهم من قبل النظام ولم يتحرك على الموضوع ، فوضعت الحكومة البحرينية الأهل في صراع مع خيوط الامل المتقطعة والقصية والمتذبذبة من دون أن تحاول أو تسعى للكشف عن مصيرهم.
لماذ1 وبعد مرور سنة على ذكرى استشهادهم، لماذا لم يقيم الشعب البحريني اي ذكرى تأبين لهم...؟! بل إنهم حتى لم يتذكروا هذا الأمر ويتناقشوه بينهم، اللهم إن كان هنالك فما قلّ وندر.. ولنسترجع الاحداث ونرى، حينما أقيم مجلس الفاتحة عليهم في مركز البحرين الدولي للمعارض كان حضور الشعب قليلاً جداً، ولا يتناسب إطلاقاً مع وقع الحدث.. ولنلتفت أيضاً حينما أقيمت الاربعينية عليهم في مسجد الإمام الصادق عليه السلام- القفول، حيث كان الحضور مما لا يتصوره العقل، كان الحضور على حدود جدار المسجد فقط والقليل جداً جداً من جلس في وسط المسجد، مع العلم أنه كان هنالك حضور من قبل بعض العلماء كالشيخ علي سلمان وغيرهم.. وهذا ينطبق ايضاً على مجلس الفاتحة..
أنا لا أدعو الى إقامة مسيرات احتجاج واعتصامات او ما شاكل ذلك، ولكني أريد هنا أن الفت الشعب البحريني الى تجاهله المسؤول عنه أمام اله سبحانه وتعالى.. وعن الزهد والتقصير في حق هؤلاء الشهداء العلماء..
ونذكر هنا قبس من الكلمة التي ألقاها سماحة الشيخ في مجلس الفاتحة على هؤلاء الشهداء، حيث قال سماحته:
- شاء الله أن يزيد هؤلاء الشهداء شرفاً على شرف طلب العلم ولم يكتفوا أن يطئوا أجنحة الملائكة وإنما انفتحوا على الله سبحانه وتعالى.
- إن هؤلاء المفقودين هم شهداء عند الله وهم من أنبل الناس وأصدقهم فبقدر ما لهم علينا من مكانة فالمنزلة عند الله أكبر وأعلى.
- أسأل الله ببركة هذه الدماء أن يمن على شعبنا بالعراق بحكمٍ مستقر.
الشعب البحريني الأبيّ، اعط وقدم لهؤلاء الشهداء حقّهم ولا تبخسونهم، وقدّروهم، وارجو أن لا يأتي يوم تنسى فيه هؤلاء الشهداء، وارجو أن لا يأتي يوم تنسى فيه أن البحرين ذات يوم قدّمت أبناءها قرباناً في العراق الحبيب، وفي بقعة هي من اشرف بقاع الأرض، هي النجف الأشرف وبقرب أمير المؤمنين عليه السلام..
[glow=33CC33][blink][glint]ومع تحياتي لكم
الفيلسوف[/glint][/blink][/glow]
تعليق