دماؤهم صنعت تاريخا مجيدا لأوال، فطوبى لهم في الخالدين، وتعسا للنظام الذي يحمي
القتلة
حروف التاريخ لا تكون صادقة الا عندما تكتب بالدم، ودم الشهيد عنوان لصدق الموقف،
وقوة العزم وارادة الحرية، وذروة التضحية. نقرأ تاريخ بلدنا فنجده مكتوبا بدماء
الاحرار، نستنطقه فيقرأ لنا ملاحم البطولة وفصول العطاء، ويحدثنا عن قصص اخوتنا
الذين سبقونا في الايمان. نقلب صفحاته فنرى الدم القاني يحكي قصة الهانيين، اللذين
فتحا درب الشهادة، فكان ذلك طريقا للحرية التي ينشدها ابناء اوال منذ عقود. تقدم
اولئك ركب المجاهدين، فكان القتلة لهم بالمرصاد. أصدر رئيس الوزراء لجلاوزته أوامر
بقتلهم، فسقطوا على مدى اربعة اعوام، فرادى وجماعات، فما أعظمهم من مجاهدين ساروا
على درب علي والحسين، وضمخوا بدم الشهادة ارض اوال الطاهرة التي داس "الفاتحون"
كرامتها، وأبوا على أهلها العيش بكرامة. نحيي ذكراهم العاشرة بقلوب يملأن الحزن
والأمل، ونقف أمام محراب الشهادة، مستلهمين من صبرهم ما يشدنا على الصمود امام
دسائس نظام بائس ينتمي الى الماضي السحيق، ويستمد قيمه من البداوة والقبلية، ولا
يعترف بمفاهيم الاصلاح او التفاهم والحوار، برغم ادعاءاته الخادعة.
نقف اليوم، وقد مرت عشرة اعوام على سفك دماء الابرياء على ايدي القتلة والسفاحين
من ابناء العائلة الخليفية الجائرة، نقلب ابصارنا بين قاتل اصبح ضابطا بجهاز الامن
الخليفي، ومعذب صار وزيرا للامن، وجلادين قلدوا اعلى الاوسمة، وضحايا يلملمون
جراحاتهم ويتفكرون في من حولهم من متهافتين على منصب او مال او جاه. هؤلاء الضحايا
لهم نفوس كبيرة، فلا طمع لهم في كل ذلك، بل يتطلعون لتحقيق حياة فيها اباء وحرية
وكرامة، بعيدا عن مغريات الحكم واساليبه التضليلية. اولئك هم احفاد ابناء البحرين
الذين سبروا اغوار العلم طلبا لرضا الله، ومخروا مياه البحر بحثا عن الرزق، وجاهدوا
الشياطين في نفوسهم حتى طهروها من الادران. هؤلاء لا يساومون على مبادئهم، ويطالبون
اولا بمحاكمة الجلادين والقتلة والمعذبين، فبدون ذلك لن يأمن مواطن على نفسه او
اهله او عرضه.
لقد بدأ الاحرار في احياء مناسبة انتفاضة الكرامة، فزاروا قبور شهدائهم، وتواصلوا
مع عائلات اولئك الضحايا، وكرروا مطالبتهم باقامة نظام عادل يقتص من الظالم
للمظلوم، ولا يتستر على جرائم المعذبين والحلادين، ولا يحمي المفسدين والمختلسين
وناهبي اموال الشعب وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الذي أقام امبراطوريته المالية من
اموال الفقراء والمحرومين، ويعترف بوجود شعب البحرين، فيحكمه وفق ارادة توافقية
وتعاقد دستوري. وزاد من همتهم اصرار رموز الحكم، وفي مقدمتهم الشيخ حمد، على تجاهل
المطالب العادلة واصراره على تفعيل مجالسه الصورية، ورفض اي حوار وطني الا من خلال
تلك المؤسسات التافهة. ان رفض الحوار بهذه الصورة لا يفيد الحكم شيئا، وسيظل فاقدا
للشرعية السياسية والدستورية ومفتقرا للتفويض الشعبي، ولا يغير من الحقيقة شيئا
نعيق ابواقه ليلا ونهارا واستعماله الفاظا جوفاء حول الديمقراطية. لقد وعى
المواطنون حقيقة هذه العائلة الجائرة والحكم الاستبدادي، وأصروا على مواصلة نهج
المقاومة المدنية في الداخل، والنشاط الاعلامي والسياسي في الخارج. ولقد استطاع
ابناء البحرين في الايام الماضية، بعون الله، ايصال صوت المظلومين والفقراء وضحايا
التعذيب الخليفي الى عواصم العالم، ونظموا اللقاءات في واشنطن ولندن حول اوضاعهم
المزرية وكشفوا حقيقة هذا الحكم الديكتاتوري الى من يعنيه امر المنطقة ومن يرفع
شعار الديمقراطية والاصلاح السياسي. هذه الفعاليات التي تقام سنويا لاحياء عيد
الشهداء لن تتوقف حتى يتغير الوضع ايجابيا، ويتخلى الحكم عن عقلية الاستبداد
والتضليل والتشويش. لقد هزمت ارادة الجماهير الارهاب الخليفي في التسعينات، بما في
ذلك القتل خارج القانون والتعذيب والاعتقال التعسفي واستباحة المناطق السكنية
الآمنة، واهانة العلماء والتنكيل بهم، وهذه الارادة ستتواصل، بعون الله، في ما هو
آت من الايام، ابتداء باحياء عيد الشهداء المجيد، مرورا بالفعاليات السلمية الا خرى
كالندوات والاعتصامات والعرائض والعصيان المدني، حتى اقامة المؤتمر الدستوري في شهر
فبراير المقبل.
لقد قرر ابناء البحرين الابطال ان يكون العام المقبل عام تحريك الوضع السياسي بشكل
سلمي يزلزل وجود الاستبداد الخليفي، ويكشف خواءه لمن يهمه اصلاح المنطقة. وقد كان
مؤتمر الرباط الذي عقد الاسبوع الماضي في المغرب، بداية لتعرية الممارسات الخليفية
المقيتة، وايضاح حقيقة ما يجري في ارض اوال على ايدي حثالة معادية لكل ما هو
دستوري وديمقراطي، لدعاة الديمقراطية وحقوق الانسان الذين جاؤوا من كافة اقطار
العالم العربي، بالاضافة الى المسؤولين الغربيين الذين يتحدثون عن دعمهم للاصلاح
السياسي في الهندسة الصناعية الاوسط. ان شعبنا الذي ناضل على مدى الثمانين عاما الماضية من اجل
نيل حقوقه وحريته واستقلاله، لم يعد مستعدا للخداع والتضليل، ويرفض سياسة المكرمات
التي تطرحها العائلة الخليفية بديلا لحكم القانون. وقد فشل هذا الحكم في مشروعه
هذا، وجاءت قضية اعتقال الناشط الحقوقي، عبد الهادي الخواجة وتداعياتها، لتكشف ما
بقي مستورا من سوءات النظام وألاعيبه. وسقط بذلك عدد من مقولاته التي سعى لايهام
العالم والشعب بها، كالملكية الدستورية والممارسة البرلمانية، وحكم القانون، واتضح
للعالم ان الحكم الذي يسعى لفرض دستور من جانب واحد على شعبه لا يمكن ان يكون
ديمقراطيا، وبالتالي اصبحت الآذان صاغية لما يقوله ابناء البحرين. وقد طلبت العائلة
الخليفية استضافة مؤتمر المستقبل العام المقبل، وستكون هذه فرصة لتصعيد المقاومة
المدنية ضد الاستبداد الخليفي، وافشال مشاريعه التي تهدف للتضليل وليس الاصلاح. ان
دماء شهدائنا لم تجف بعد، ولن تجف، ما دام قاتلوهم يحتلون مواقع وزارية وادارية
عليا، وما دام الحكم يحميهم بقرارات ملكية لا شرعية لها بل تفرض بالقوة. لقد حققت
دماء شهدائنا الكثير، فلم يعد هناك احترام لهذه العائلة الجائرة بين المواطنين ولا
في الدوائر السياسية العالمية، لانها اثبتت عدم قدرتها على استيعاب نمط الحكم
العصري المتطور، وأصرت على الاستبداد والقمع مستغلة اموال الشعب للدعاية وشراء
المواقف والذمم، وهي سياسة فشلت في الماضي ولن تنجح في المستقبل.
تحية للشهداء الذين تنسموا عبق الحرية فقدموا ارواحهم فداء لله والوطن والكرامة.
والسلام على ضحايا التعذيب الخليفي الصابرين المحتسبين الذين تتقطع قلوبهم وهم
يتذكرون القانون 56 الجائر.
والمجد للمناضلين الصامدين الصابرين المحتسبين، الذين يضحون بما لديهم من اجل رفعة
الوطن والشعب.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك
حركة احرار البحرين الاسلامية
17 ديسمبر 2004
القتلة
حروف التاريخ لا تكون صادقة الا عندما تكتب بالدم، ودم الشهيد عنوان لصدق الموقف،
وقوة العزم وارادة الحرية، وذروة التضحية. نقرأ تاريخ بلدنا فنجده مكتوبا بدماء
الاحرار، نستنطقه فيقرأ لنا ملاحم البطولة وفصول العطاء، ويحدثنا عن قصص اخوتنا
الذين سبقونا في الايمان. نقلب صفحاته فنرى الدم القاني يحكي قصة الهانيين، اللذين
فتحا درب الشهادة، فكان ذلك طريقا للحرية التي ينشدها ابناء اوال منذ عقود. تقدم
اولئك ركب المجاهدين، فكان القتلة لهم بالمرصاد. أصدر رئيس الوزراء لجلاوزته أوامر
بقتلهم، فسقطوا على مدى اربعة اعوام، فرادى وجماعات، فما أعظمهم من مجاهدين ساروا
على درب علي والحسين، وضمخوا بدم الشهادة ارض اوال الطاهرة التي داس "الفاتحون"
كرامتها، وأبوا على أهلها العيش بكرامة. نحيي ذكراهم العاشرة بقلوب يملأن الحزن
والأمل، ونقف أمام محراب الشهادة، مستلهمين من صبرهم ما يشدنا على الصمود امام
دسائس نظام بائس ينتمي الى الماضي السحيق، ويستمد قيمه من البداوة والقبلية، ولا
يعترف بمفاهيم الاصلاح او التفاهم والحوار، برغم ادعاءاته الخادعة.
نقف اليوم، وقد مرت عشرة اعوام على سفك دماء الابرياء على ايدي القتلة والسفاحين
من ابناء العائلة الخليفية الجائرة، نقلب ابصارنا بين قاتل اصبح ضابطا بجهاز الامن
الخليفي، ومعذب صار وزيرا للامن، وجلادين قلدوا اعلى الاوسمة، وضحايا يلملمون
جراحاتهم ويتفكرون في من حولهم من متهافتين على منصب او مال او جاه. هؤلاء الضحايا
لهم نفوس كبيرة، فلا طمع لهم في كل ذلك، بل يتطلعون لتحقيق حياة فيها اباء وحرية
وكرامة، بعيدا عن مغريات الحكم واساليبه التضليلية. اولئك هم احفاد ابناء البحرين
الذين سبروا اغوار العلم طلبا لرضا الله، ومخروا مياه البحر بحثا عن الرزق، وجاهدوا
الشياطين في نفوسهم حتى طهروها من الادران. هؤلاء لا يساومون على مبادئهم، ويطالبون
اولا بمحاكمة الجلادين والقتلة والمعذبين، فبدون ذلك لن يأمن مواطن على نفسه او
اهله او عرضه.
لقد بدأ الاحرار في احياء مناسبة انتفاضة الكرامة، فزاروا قبور شهدائهم، وتواصلوا
مع عائلات اولئك الضحايا، وكرروا مطالبتهم باقامة نظام عادل يقتص من الظالم
للمظلوم، ولا يتستر على جرائم المعذبين والحلادين، ولا يحمي المفسدين والمختلسين
وناهبي اموال الشعب وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الذي أقام امبراطوريته المالية من
اموال الفقراء والمحرومين، ويعترف بوجود شعب البحرين، فيحكمه وفق ارادة توافقية
وتعاقد دستوري. وزاد من همتهم اصرار رموز الحكم، وفي مقدمتهم الشيخ حمد، على تجاهل
المطالب العادلة واصراره على تفعيل مجالسه الصورية، ورفض اي حوار وطني الا من خلال
تلك المؤسسات التافهة. ان رفض الحوار بهذه الصورة لا يفيد الحكم شيئا، وسيظل فاقدا
للشرعية السياسية والدستورية ومفتقرا للتفويض الشعبي، ولا يغير من الحقيقة شيئا
نعيق ابواقه ليلا ونهارا واستعماله الفاظا جوفاء حول الديمقراطية. لقد وعى
المواطنون حقيقة هذه العائلة الجائرة والحكم الاستبدادي، وأصروا على مواصلة نهج
المقاومة المدنية في الداخل، والنشاط الاعلامي والسياسي في الخارج. ولقد استطاع
ابناء البحرين في الايام الماضية، بعون الله، ايصال صوت المظلومين والفقراء وضحايا
التعذيب الخليفي الى عواصم العالم، ونظموا اللقاءات في واشنطن ولندن حول اوضاعهم
المزرية وكشفوا حقيقة هذا الحكم الديكتاتوري الى من يعنيه امر المنطقة ومن يرفع
شعار الديمقراطية والاصلاح السياسي. هذه الفعاليات التي تقام سنويا لاحياء عيد
الشهداء لن تتوقف حتى يتغير الوضع ايجابيا، ويتخلى الحكم عن عقلية الاستبداد
والتضليل والتشويش. لقد هزمت ارادة الجماهير الارهاب الخليفي في التسعينات، بما في
ذلك القتل خارج القانون والتعذيب والاعتقال التعسفي واستباحة المناطق السكنية
الآمنة، واهانة العلماء والتنكيل بهم، وهذه الارادة ستتواصل، بعون الله، في ما هو
آت من الايام، ابتداء باحياء عيد الشهداء المجيد، مرورا بالفعاليات السلمية الا خرى
كالندوات والاعتصامات والعرائض والعصيان المدني، حتى اقامة المؤتمر الدستوري في شهر
فبراير المقبل.
لقد قرر ابناء البحرين الابطال ان يكون العام المقبل عام تحريك الوضع السياسي بشكل
سلمي يزلزل وجود الاستبداد الخليفي، ويكشف خواءه لمن يهمه اصلاح المنطقة. وقد كان
مؤتمر الرباط الذي عقد الاسبوع الماضي في المغرب، بداية لتعرية الممارسات الخليفية
المقيتة، وايضاح حقيقة ما يجري في ارض اوال على ايدي حثالة معادية لكل ما هو
دستوري وديمقراطي، لدعاة الديمقراطية وحقوق الانسان الذين جاؤوا من كافة اقطار
العالم العربي، بالاضافة الى المسؤولين الغربيين الذين يتحدثون عن دعمهم للاصلاح
السياسي في الهندسة الصناعية الاوسط. ان شعبنا الذي ناضل على مدى الثمانين عاما الماضية من اجل
نيل حقوقه وحريته واستقلاله، لم يعد مستعدا للخداع والتضليل، ويرفض سياسة المكرمات
التي تطرحها العائلة الخليفية بديلا لحكم القانون. وقد فشل هذا الحكم في مشروعه
هذا، وجاءت قضية اعتقال الناشط الحقوقي، عبد الهادي الخواجة وتداعياتها، لتكشف ما
بقي مستورا من سوءات النظام وألاعيبه. وسقط بذلك عدد من مقولاته التي سعى لايهام
العالم والشعب بها، كالملكية الدستورية والممارسة البرلمانية، وحكم القانون، واتضح
للعالم ان الحكم الذي يسعى لفرض دستور من جانب واحد على شعبه لا يمكن ان يكون
ديمقراطيا، وبالتالي اصبحت الآذان صاغية لما يقوله ابناء البحرين. وقد طلبت العائلة
الخليفية استضافة مؤتمر المستقبل العام المقبل، وستكون هذه فرصة لتصعيد المقاومة
المدنية ضد الاستبداد الخليفي، وافشال مشاريعه التي تهدف للتضليل وليس الاصلاح. ان
دماء شهدائنا لم تجف بعد، ولن تجف، ما دام قاتلوهم يحتلون مواقع وزارية وادارية
عليا، وما دام الحكم يحميهم بقرارات ملكية لا شرعية لها بل تفرض بالقوة. لقد حققت
دماء شهدائنا الكثير، فلم يعد هناك احترام لهذه العائلة الجائرة بين المواطنين ولا
في الدوائر السياسية العالمية، لانها اثبتت عدم قدرتها على استيعاب نمط الحكم
العصري المتطور، وأصرت على الاستبداد والقمع مستغلة اموال الشعب للدعاية وشراء
المواقف والذمم، وهي سياسة فشلت في الماضي ولن تنجح في المستقبل.
تحية للشهداء الذين تنسموا عبق الحرية فقدموا ارواحهم فداء لله والوطن والكرامة.
والسلام على ضحايا التعذيب الخليفي الصابرين المحتسبين الذين تتقطع قلوبهم وهم
يتذكرون القانون 56 الجائر.
والمجد للمناضلين الصامدين الصابرين المحتسبين، الذين يضحون بما لديهم من اجل رفعة
الوطن والشعب.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك
حركة احرار البحرين الاسلامية
17 ديسمبر 2004
تعليق