إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(( قصص الأحرار )) .. حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ...

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (( قصص الأحرار )) .. حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ...

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلي على محمد وال محمد

    السلام عليكم اخواني اخواتي .. كل رواد المنتدى الديني ...

    تعمدت ان اقوم بتنزيل القصص في المنتدى الديني وذالك لأن المنتدى الديني هو الانسب

    لمثل هذه القصص .. ( الحقيقيه ) ...

    سوف أقوم بتنزيل بعض القصص من ( قصص الاحرار ) .. والتي تحكي

    بعض المواقف الرائعة من حياة جنود المنتظر في الجهاد ....

    وسوف تكون قصص متفرقة ... فأتمنى أن تعجبكم ...

  • #2
    رد : (( قصص الأحرار )) .. حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ...

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلي على محمد وال محمد

    قال تعالى في محكم كتابه العزيز ....

    مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن

    يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً

    صدق الله العلي العظيم ...

    الكتاب: قصص الاحرار

    للكاتب: الشيخ كاظم ياسين ..

    هو عبارة عن قصص تحكي موافق روحانيه جهادية لجنود حزب الله الغالبون حينما

    كانو يجاهدون اليهود ليسترجعوا حقهم المنهوب .. ولا أخفي عليكم انها قصص غاية

    في الروعة .. وبعضها يقشعر لها البدن .. لما تحمله من هيبة .. انهم يحكون كل ما

    قاموا به أثناء حربهم ضد اليهود فمنها ما تحكي كرم الله معهم ومنها ما تحكي كرامات

    اهل البيت معهم ايضا ... فهؤلاء المقاتلين ... كانو جنود الله على ارض لبنان ...

    فجسدو الحسين بكلمتهم وجهادهم وعبادتهم في تلك الاوقات العصيبه ... وكان العباس

    يرعاهم .. وكانت زينب تقدمهم قرابين لله .. هم أرادو ان تقدمهم زينب قرابين ...

    عشقوا الشهادة .. فكانو يتنافسون عليها .. وكل واحد منهم يريد ان يقابل الكريم ..

    وهو مخضب بدم العزة والكرامة .. دماء الشهادة ... فكل واحد منهم يريد ان يصبح الاول في

    مضمار الشهادة ...

    فهنيئا لهم .. يوم ولدو أحرار ويوم استشهدو اعزاء ويوم يبعثون شهداء صديقين ..

    هذه نبذه صغيرة عن الكتاب .. وما يحويه ...

    لكم أعطر التحايا ...

    تعليق


    • #3
      رد : (( قصص الأحرار )) .. حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ...

      بسم الله الرحمن الرحيم

      اللهم صلي على محمد وال محمد

      اخواني اخواتي ... سوف اضع لكم القصص بشكل مبعثر وغير مرتب ...

      من كل بستان زهرة .... فأتمنى ان تعجبكم ....

      الله تعالى معنا

      الصوت, وقع أقدام وقعقعة السلاح: من أهم مشاكل حرب العصابات التي غالبا ما تعتمد على حسن التسلل بصمت إلى خلف مواقع العدو وتطويقها بإحكام قبل الانقضاض عليها.

      كما أن الجلبة وصدور الأصوات المختلفة كثيرا ما تكون سببا للوقوع في كمين للعدو, وهذه المشكلة كانت مشتركة بيننا وبين أعدائنا اليهود الذين كانت بالنسبة إليهم أكبر إشكالا بسبب حاجتهم للاعتماد على الكثرة والحشد وتحرك الآليات. لذلك كثيرا ما كانوا لا يملكون زمام المفاجأة في المعارك بينما كانت المفاجأة من أهمّ أسلحتنا, فكان حرصنا على الصمت المطبق خلال انتقالنا وعبورنا من مكان إلى مكان, في الدرجة الأولى من الأهمية. ورغم ذالك كنا لا نستطيع ضبط جلبة وقع أقدامنا على الأشواك والحجارة مئة بالمئة خصوصا عندما نعبر قرب القرى المحتلة أو في داخل شوارعها....

      وكان الإشكال يزداد كلما كبر عدد المجموعة المحاربة وتضخـّم نوع تسليحها وحجم ذخائرها..
      في تلك الليلة كان دورنا في العمليات الكبرى قطع الطريق على إمدادات العدو وكان ذلك يقتضي
      التسلسل إلى عمق المنطقة المحتلة والمرور قرب عدة قرى يحتمل وجود عملاء فيها, ونوعية دورنا وأهميته استدعيا أيضا زيادة غير عادية في أفراد المجموعة كما تطلبا رفعا لنوعية السلاح المستخدم مما استلزم احتمال حصول مخاطر منتظرة غالبا بسبب جلبة وقع الأقدام وقعقعة السلاح مما أورثنا همّا واستدعى تكرار التأكيد على أفراد المجموعة حسن تطبيق قواعد السير الليلي والمحافظة على الصمت..

      ولكن من يستطيع أن يضبط هذه المسألة مئة مرة !
      فلم يبق أمامنا إلا أن نكمل الأمر وآثاره ونتائجه إلى الله تعالى كما هو ديننا دائما.. ولم يخيّب الله آمالنا فهو معنا أينما كنّا..

      لقد كان ضوء القمر يسطع على تلال جبل عامل حينما انطلقنا والطقس لا ينبئ بهطول المطر وما كنا نخشى هطول المطر؛ فهو انسب لنا عادةً.. ولكن المفاجأة كانت في تلّبد الجو وإختفاء ضوء القمر خلف الغيوم وانصباب المطر وبغزارة عندما اقتربنا من القرية الأولى في طريقنا..

      وبدلاً من الراحة المحدودة حسب الخطة أسرعنا الخطى بمشي حثيث ولم نهتم بما تحدثه السرعة من جلبة وأصوات فقد كان المطر الشديد يغطي الأصوات مهما علت وكان الغيم يحجب ضوء القمر ويطمس كل الأشكال. . .

      وما إن ابتعدنا عن القرية حتى انفرج الغيم وسطع نور القمر وصحا الطقس وعلت من الرجال همهمة بالصلاة على محمد وآل محمد وعبارات الشكر لله تعالى. .

      ومع ذلك فأننا لم ننتظر تكرار ما حصل حال مرور بالقرية الثانية. . إلا إن المفاجأة أيضا أدهشتنا فمررنا ونحن نكاد نلمس جدران بيوتها بسرعة وبجلبة غير عادية فقد اختفى ضوء القمر ثانيةً وهطل المطر غزيراً أيضاً مما ساعدنا على اختصار المسافة وعدم المبالاة بضجيج صدر منـّا يعدّ عادةً من الأخطاء العسكرية. . . .

      وما إن ابتعدنا عن أفق السمع في القرية حتى انجلى القمر ثانيةً وتوقف هطول المطر وتكرار مثير أثار هذه المرة ضحكات وصلوات بهمس على النبي وآله. . .

      وهنا تغـّير المقام فلا قرية ولا نيام يخشى أن يستيقظوا بسبب الجلبة والصوت بل موقع للعدو كان يُعدّ المرور أمامه خطراً وخصوصاً لمجموعة كمجموعتنا. . فكـّشافه يضيء المنطقة طولاً وعرضاً. . هناك ربض أسودنا في أماكنهم قرب الموقع ينتظرون إشارة القائد الذي أنتظر هطول المطر بلا جدوى وكان يرفع رأسه نحو القمر والغيوم المحيطة به بين الفينة والأخرى علّها تتقدم وتغطيه. . واستبد به القلق فحتى لو غاب القمر فهذا الكشاف من يغيّبه ويطفئه ! ولم يطل عليه الجواب فقد انطفأ الكشاف فجأة, وأعطى الشباب آذانهم وحواسهم لما يجري فاللحظات حاسمه, وهنا داخل موقع العدو أصواتاً وصراخاً:

      _ماذا يجري ؟؟ لقد انطفأ البروجكتور ؟؟
      _ المولد سكت, الظاهر أنه يوجد عطل فيه. . .

      وارتفعت أصوات مختلفة داخل الموقع لكن قائد المجموعة فهم بسرعة ماذا يجري فأعطى إشارته بالتقدم.. فتقدمت المجموعة بهدوء وقامات رجالها مرفوعة وهم يبتسمون, لقد كان الله معنا أيضاً. . .
      أكملوا طريقهم, وما هي إلا دقائق حتى اختفوا, وعاد المولد إلى العمل، فقد عاد الكشاف يفتش عن الطيور المهاجرة كعيني ذئب في ظلمة الليل. . .

      &&&
      &&
      &

      تعليق


      • #4
        رد : (( قصص الأحرار )) .. حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ...

        اليوم سوف أضع قصة رائعة ... وإهداء مني الى الحبيبة

        ( انوار المنتظر )

        لطالما حكيتها لكِ ... فها انا انقلها لكِ على حب الزهراء ..

        السلام عليكِ يا أمي الزهراء ....

        صهر الزهراء عليها السلام

        الشهيد علي شحادة ( باقر) " باقر اسم الجهاد" , ممن أحب أهل البيت عليهم السلام إلى درجة العشق حتى غدت أيامه ولياليه مملوءة بذكرهم وبسيرتهم تشحنه بالعزم والإصرار على السير في طريق المقاومة حتى النهاية. . فامتلكوا قلبه ومشاعره وعواطفه إلى الدرجة التي كان يراهم فيها كل يوم في منامه, بل وصلت علاقته بهم إلى أن يرى كل ليلةٍ واحداً منهم عليهم السلام. . .

        -هذا بسبب اختيارك قرب الباب مكاناً للنوم كل ليلة. . فعليك ابتداء من هذه الليلة فصاعداً أن تنام وسطنا حتى ينالنا حظ من أهل البيت إذا أتوا لزيارتنا. .

        ضحك لكلامهم. . فقد كان يعلم أن محبته لأهل البيت عليهم السلام هي السبب. . لقد كان رفاقه مثله تماماً يحبون أهل البيت. . ولكنه كان يتميز عنهم. . فقد حدثني أحدهم بعد شهادته وكان من ذرية الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنه عقد له على ابنته الصغيرة حتى يستطيع أن يصافح السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام غداً يوم القيامة. . فإنه يصبح بذالك صهرها. . وأن يعيش الإنسان همّ مصافحة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ويبذل جهداً في سبيل تأمين حصول ذلك من الآن وقبل الموت فهذا مما يوحي بأن هذا الإنسان يحمل للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام حباً غير عادي أبداً. .

        لقد كان حمله في تلك العملية ثقيلاً جداً, والمسافة طويلة, والدرب شاق ووعر وصاعد, وتلاحقت أنفاسه من شدة التعب والإرهاق فلم يستطيع الاستمرار في السير, حتى أنه طلب من قائد المجموعة تبطئة السير أو السماح له بلحظات للاستراحة. . ولكن الاستجابة لطلبة كان أمراً صعباً, فالموقف حرج والعملية مدروسة من ناحية الوقت بدقةٍ ولا بد من الأداء الدقيق في تنفيذها كي تنجح فلا مجال إذن للراحة. . ولم يعتد رجال المقاومة تهاوناً في هذا المجال, بل كانوا يتعاملون مع هكذا حالةٍ بنحوٍ من الصبر العجيب والضغط الخارق على جوارحهم وجوانحهم بدون رحمةٍ لها ولا شفقه ومهما بلغ التعب والنصب. . .

        لذالك أمره قائد المجموعة بالاستمرار بالسير الحثيث وعدم الاستراحة, إلا أنه جلس فجأة وقد انهار من شدة التعب وغامت عيناه وهو ينظر إلى آخر فردٍ من أفراد المجموعة وقد ابتعد عنه. . وطأطأ رأسه يحاول تنظيم أنفاسه والتقاطها حتى ينهض من جديد محدقاً في الحصى والأشواك بين ركبتيه وقد بللتها قطرات العرق تلاحقت في التصبب. . ولم تمر ثوانٍ حتى استبد به القلق. . فقد ابتعد رفاقه في المجموعة وهنا فوجئ بأحد إخوانه يقف بين يديه:

        -هيا هات يديك وقوم امشي! !
        -فلم يحاول أن ينظر إلى وجهه بل رفع إله يده كما يطلب الجالس من القائم مساعدته على النهوض. .

        -يا الله, يا أمير المؤمنين. .

        وساعده رفيقه على النهوض. . وكانت المفاجأة الثانية, فقد شعر أنه خفيف،سهل،وكأنه لا يحمل شيئاً، وانطلق يصعد بخفةٍ من صخرةٍ إلى صخرة وهو يعتقد تماماً أن لحظات الراحة كانت كافيه في مدة بهذا النشاط المفاجئ.. لقد غمرته في تلك الآونة سعادة رحمانية لم يدْر مصدرها.. إلا أنه بعد قليل وبعدما وصل إلى قرب آخر فردٍ من أفراد المجموعة والذي كان يسير أمامه لم يكن يملك سبباً للتردد في توجيه الشكر إلى هذا الأخ الذي عاد ومد إليه يد المساعدة.. فقد كانت حافزاً قوياً له على النهوض والسير ..

        -شكراً يا أخ ( ... ) جزاك الله خيراً، فكأنك بمد يدك لي قد أمددتني بقوة جديدة...

        -ماذا؟ الظاهر أنك تعبت كثيراً... فإني أنظر إليك من هنا ولم تفارقك عيني، ولقد رأيتك تنهض وحدك وتسير وتلحقنا بسرعة... بدون أن يمد أحدٌ إليك يده !!

        نظر إلى أخيه بمحبة ورحمانية وتذكر أمير المؤمنين.. فهو صهره.. ودمعت عينه..

        -السلام عليك يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين. . .

        في تلك المعركة، وقعت المجموعة في كمين وانتشرت تشتبك مع اليهود في قتال ضار بهدف الإنسحاب ولكنه جثا على ركبته وأخذ يتعامل مع العدو بينما كانت المجموعة تكمل إنسحابها تراكة وراءها محباً لأهل البيت سارع إلى لقائهم ليصافح السيدة الزهراء عليها السلام ...

        &&&
        &&
        &

        هذه القصة التي ما ان أقرأها حتى تنهمر الدموع دون أن احس لها ...

        تعليق


        • #5
          رد : (( قصص الأحرار )) .. حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ...

          بسم الله الرحمن الرحيم

          اللهم صلي على محمد وال محمد

          السلام عليك يا رسول الله .. وعلى ابنتك فاطمة وعلى وصيك حيدر .. وعلى ابنيه

          الحسن والحسين ... والتسعة وعلى البقية الباقية الامام المنتظر روحي لتراب مقدم

          مقدمة الشريف الفداء ...


          سوف يكون دافع .. سأواصل ... ولن اتركها حتى اكملها بإذن الله ثقي بي ..

          آخر دعواهم

          _ صبحكِ الله بالخير يا أمي ! . .

          وقد جلس أمامها القرفصاء وسط حلقة إخوته و أخواته في حركةٍ ملفتةٍ للنظر إليها نظرة برّ ورحمة. .

          _ صبَّحك الله بالخير يا أمي. .

          أجابته كعادتها. . إلا أنها هذه المرة التفت إلى جلوسه المستغرب بين يديها، إنه يريد منها شيئاً ما فحركته هذه فيها الكثير من التودد الذي يلجأ إليه الأبناء إذا أرادوا من آبائهم شيئاً. . . وأردفت:

          _ ها ، خير إن شاء الله ! !

          ضحك ضحكة خفيفة، وفرك عينيه بأصابعه، منفعلاً وكأنه يفتش على بداية لكلماته وهو مطأطيء رأسه إلى الأرض لحظات. . .

          _ الظاهر أني أريد أن أتزوج. . .

          واستمر في ضحكته وكأنه يريد استدراك تأثير المفاجأة عليها.

          _ يا لله، أنا حاضرة أطلب لك العروس التي تريدها. .

          ولكنه وبعينين واجمتين، دخل مباشرة إلى الموضوع:

          _ ألعروس حاضرة يا أمي، وقد اخترتها وانتهى الأمر. .

          وتقلّصت ابتسامتها وكأنها دخلت معه إلى عالم مجهول الأبعاد. . لكنه استمر وبدون تردد يريد أن يقول كل ما في صدره حتى يدخل إلى الموضوع مباشرة ويرتاح من همّ أمه وحزنها وقلقها. .ويختصر المسافة، لقد كانت عزيزة عليه وكان يتصور مقدار ما سوف يحصل لها:

          _هناك, في صافي عند أبي عبد الله الحسين ، يوجد حورية تنتظرني وسيعقد لي الإمام الحسين عليها. . وأريدك أن تفرحي لي. .

          _ أنا دخيل الإمام الحسين وجد الحسين وأبيّ الحسين وأم الحسين. . بس يا أمي برضاي عليك، لا توجع لي قلبي. . الله يحفظك ويسلمك !
          كانت تعرف حجم إصراره فلم تحاول ممارسة ضغط عليه لكي يتراجع. . .

          _ توكلي على الله يا أمي, هذا مفتاح خزانتي,وهذا مبلغ من المال, هو كل ما معي, أودعيه لي عندك. . وسامحيني.

          قبّلها في جبينها وضمّها إلى صدره وغادر بسرعة. .

          لقد كان الشهيد حسن أيوب كغيره من رجال المقاومة الإسلامية ممن لا يلهيهم عن ذكر الله أهل ولا مال ولا ولد. .

          وبعد يومين تماماً كانت المجموعة عائدة إلى مواقعها وقد حملت شهيدها معها, والجميع مرتاحون في سيرهم الصعب المضني إلا أبو أنيس حسن حرقوس فإنه كان يحمل على كتفيه جثمان الشهيد حسن أيوب. .

          المسافة طويلة والدرب شاق ومتعب لمن يحمل سلاحه وذخيرته فقط فكيف بمن ذلك جثمان شهيد حبيب على قلبه. .

          وتعب أبو أنيس فجثا على ركبتيه وانزل رفيق دربه عن كتفه بهدوء ووسده الصخرة وجلس إلى جانبه يرتاح وهو ينظر إليه بين الفينة والفينة, لا وقت للبكاء الآن, فحتى نصل إلى قواعدنا الآمنة يستمر عملنا حتى ولو نقلنا ألف شهيد وشهيد. . ثم التفت إلى الشهيد – والله يا عمي نيّالك يا أخ حسن, أنت الآن مرتاح وفي أحضان الحور العين وتعيش أحلى حالاتك وأخوك أبو أنيس يكاد نفسه ينقطع وانكسر ظهره من حملك. . هذه آخرتك وهذه آخرتنا. .

          وهنا وقعت المفاجأة الكبرى. .

          قال أبو أنيس: ما أن انتهيت من كلامي حتى أسفر وجهه عن ضحكةٍ تبيَّنت بها بياض أسنانه وقال (الحمد لله رب العالمين). .

          وصرخ حينئذ أبو أنيس: الله اكبر, صرخةّ إهتزت لها جبال إقليم التفاح والريحان وتردد صداها في أعماق تلك الأودية. .

          ولم يقل الشهيد حسن أيوب أكثر من ذلك. . بل سكت, ولكن الضحكة بقيت مرتسمة على وجهه واضحة جلية تسفر عن أسنانه البيضاء. .

          وعاد أبو أنيس إلى حمله, وفي اليوم التالي كان أبوه وأمه وإخوته ينظرون إلى وجهه الضاحك..

          صحيح أن المفاجأة أذهلتهم, ولكن ضحكته. والعبارة التي نطق بها قبل الدفن وقبل النشور وكأنه دخل الجنة لحظة استشهاده كأنها إكليل العرس على الحور العين التي عقد له عليها أبو عبدالله الحسين وكانت آخر دعواه أن الحمد لله رب العالمين.

          &&&
          &&
          &

          تعليق


          • #6
            رد : (( قصص الأحرار )) .. حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ...

            هل تعرفني

            الإصرار على تنفيذ المهمة الموكلة إليهم وتجاوز العقبات والموانع بصرامة وحزم وعدم تردد هي أهم الصفات التي تميز رجال المقاومة, فلم يكن للخوف من العدو مكان في صفحات أعمالهم, حتى أن ( أبا أنيس ) الشهيد ( حسن حرقوص ) كان عندما يصل مع مجموعته إلى المكان الذي سوف تمر منه الدورية اليهودية يوقف السيارة التي أقلت المجموعة في عرض الطريق ثم يطفئ محركها ويضع المفاتيح في جيبه في حركة معناها ( لن نهرب ) وسوف ننسحب بعد ضرب العدو ( على مهلنا ), مما كان يشعر المجموعة العاملة معه بالرهبة والجدية, وعلى طريقة ( البحر من ورائكم ) . . .

            ومع ذلك كله فقد كان أبو أنيس يخفي كل نشاطه وكل ما يقوم به من أعمال ويتجنب أن يقوم بعمل جهادي في بلدته تحاشياً لانكشافه شخصياً, ولقد أدار عملياته بذكاء وقّاد فكان يعمل بمفرده بإلقاء القنابل أو مع مجموعة بالكمائن ويبقى كل ذالك سراً لا يبوح به حتى لأهله وأخوته وأهل بلدته, إلى أن نفذ عملية خاصة ضد المخابرات اليهودية على طريق الدوير _ حاروف في منطقة تعرف بـــ ( الدرجه ).

            لقد كانت سيارة أبي أنيس ورفاقه تتهادى على هذا الطريق, والعيون الساهرة تحصي حركة السيارات ونوعيتها وركابها وهي تمر مسرعة لا يكاد الإنسان العادي الواقف إلى جانب الطريق يتبين من في داخلها. . إلا أبو أنيس, فبمجرد ما إن أطلت سيارة معينه تتبعها أخرى حتى ارتفعت حرارة الاستعداد للقتال عند أبي أنيس ورفاقه, فقد كانوا يرصدون مرور رجال المخابرات اليهودية في تلك الساعة واستمرت سيارة أبي أنيس تتهادى برفق ورويه مما أوقع الريبة في نفوس الإرهابيين اليهود فخففت السرعة أحدى السيارتين بمحاذاة سيارة المقاومين بهدف إيقافها, وهنا, وبمهارة فائقة أخرج أبو أنيس رشاشه من نافذة السيارة, بعد أن التقت عيناه بعيني ( أبو معروف ) ذئب المخابرات اليهودية في النبطية ورئيسها فيها, ولقد كان آخر لقاء في الدنيا فقد انهمرت رصاصاته من على بعد متر واحد فقط تمزق الوجوه اللئيمة فقتل أبو معروف على الفور وجرح ضابط آخر في السيارة, أعتقد أبو أنيس للولهة الأولى أنه قد قتل كرفيقه فيما كانت سيارة الشباب تندفع مسرعة باتجاه البلدة وقد خرج أبو أنيس بنصفه من نافذة السيارة يطلق النار على السيارة الثانية التي أخذت تبادلهم النيران. . وهنا أصيب إطار سيارتهم ورغم ذالك فقد استمروا بالاندفاع سريعاً لكي يختفوا عن نظر السيارة الثانية التي كانت تلاحقهم. . . ومع ذالك فقد نجحوا في الوصول إلى البلدة والاختفاء في أزقتها وإخفاء السيارة أيضاً. . . ولكن عهد تكتم أبي أنيس كان قد ولى منذ هذه العملية. . فقد كان اشتباكه هذا ودخوله البلدة بهذا النحو ملفتين بشكلٍ كشف هوية جميع أفراد المجموعة للعملاء. . .

            ولقد تبين ذالك سريعاً لأبي أنيس في نفس تلك الليلة حينما داهم اليهود بيته ولكن احتياطه الشديد فوّت عليهم فرصة إلقاء القبض عليه, إلا أن مرحلة جديدة ابتدأت في حياته فقد عرف منذ ذالك اليوم بأنه من رجال المقاومة واشتهر بذالك حتى لم يعد قادراً على المجيء إلى منزله إلا متخفياً ولوقتٍ محدودٍ جداً فقد كان بيته يتعرض وباستمرار لعمليات المداهمة من قبل المخابرات اليهودية تفتيشاً عن أبي أنيس. . .

            ومنذ ذالك اليوم أخذ يبتعد عن البلدة متنقلاً بين قرى جبل عامل ومدنه من النبطية إلى صور إلى جبشيت في الجبال والأودية سيراً على الأقدام وقد علق في صدره جعبة الذخيرة والقنابل من عمليةٍ إلى أخرى.

            واستمر في حالته تلك إلى أن كانت ليلة من ليالي الشتاء الباردة وقد أظلم جبل عامل مدنساً بقوات الاحتلال اليهودي التي بسطت على هذا الجبل سياسة القبضة الحديدية. . وكان أبو أنيس في تلك الليلة نائماً مع مجموعة من رجال المقاومة في بيت الشهيد (الشيخ راغب حرب ). . حيث فوجئ بالمخابرات اليهودية تداهم منزل الشيخ الشهيد وتعتقله وتصادر مسدسه ذا الكاتم وتنقله إلى معتقل الريجي حيث تلقى هناك الشهيد أبو أنيس أقسى وأفضع أشكال التعذيب الهمجي اليهودي وقد كان صريحاً جداً معهم فحدثهم عن كل عملياته التي قام بها وعدها المحقق اليهودي خمساً وثلاثين عملية. . وكان يقوم بتعذيبه ضابطين من ضباط المخابرات اليهودية.

            - أنظر إلى هذا الجرح !. . هل تراه جيداً ؟ لقد أصبتني في السيارة عندما كنت مع ( أبو معروف) . . مش حرام عيك تقتل ( أبو معروف )؟ !

            - مش حرام عليكم تقتلوا الشيخ ( راغب حرب )! ! ؟

            وهنا غضب ضابط المخابرات الثاني ولعله ( الميجر ديب )

            - هل تعرفني؟ ! أنظر إليّ.

            - نعم أعرفك. . أوولست أنت الذي كنت في السيارة في ( الدرجة ) حينما أطلقت النار عليكم؟ !

            عندها انهالا عليه ضرباً وركلاً. . .

            &&&
            &&

            &

            تعليق


            • #7
              رد : (( قصص الأحرار )) .. حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ...

              أرسل أخرى

              العناية الإلهية والإمداد الغيبي هو كل ما لدينا

              كلما مضى الزمان, ومنذ اللحظات الأولى لولادة المقاومة الإسلامية في لبنان تزداد هذه القناعة رسوخاً في ضمير العاملين في حقل المقاومة وفي إحساس المحيطين بهم والمتابعين لأنشطتهم. . وقد تداخلت هذه الفكرة مع كل ما له علاقة بالمقاومة حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من فكرها وخطها واستراتيجيتها وأصبحت خزاناً لا ينضب يأتي منه الحل دائماً لكل مشكلة والفرج عند كل مأزق وحتى غدت المبنى الذي على أساسه يصبح مقاوماً من يريد الانضمام إلى القافلة . .

              كان دور مجموعة الصواريخ في مسلسل العمليات الكبرى محدوداً ضمن مهمة الرمي على موقع ( .... ) وإشغاله عن التأثير في مخطط الهجوم الحقيقي على مواقع أخرى يراد تحريرها وإيهام العدو في اللحظات الأولى للهجوم الرئيسي إنما هو على هذا الموقع . . ولذلك لم يكن تحقيق إصابة تامة في الموقع مطلوباً بالدرجة الأولى والأساسية, ورغم ذلك فقد حاولت المجموعة جهدها لتحقيق هذه الإصابة, فالقصف قصف, والمعركة قد اشتعلت والراجمة أخذت تعمل والقذائف تنزل على رؤوس المعتدين فلماذا لا نبذل جهدنا في تحقيق إصابة تامة ! !

              وقد كان صوت الموجة واضحاً على جهاز اللاسلكي وهو يقّرب ويبّعد مراقباً سقوط القذائف فقد كان قريباً من موقع العدو بينما كانت مجموعة الرمي مع راجمتها بعيدة, بينها وبين الموقع جبل عالٍ يمنعها من الرؤية المباشرة للهدف . .

              وبعد كل رمية كان آمر المجموعة يصغي إلى الجهاز, ثم يقوم بتعديل وجهة الراجمة أفقياً أو عمودياً ثم يرسل رمية أخرى . . وأخذت رشقات الراجمة تنهال على الموقع وتقترب أكثر فأكثر من قلبه. . وهنا أرتفع صوت الموجة على الجهاز:

              - يا الله, آخر رشقه, عدّل وضعك, وخمسون متراً إلى الأمام التفت آمر المجموعة إلى الرماة, وسرعان ما اكتشف أن الصواريخ قد نفذت, وبما أن مستودعهم كان بعيداً عنهم مسافة لا تقل عن مئة متر, والطريق وعرة وصاعدة, فإن إحضار هذه الكمية الأخيرة كان يتطلب مع أقصى سرعة للشباب ربع ساعة على الأقل. . .

              فوجئ آمر المجموعة, فلم يكن يقدّر أنه سيحتاج لتحقيق الإصابة التامة إلى أكثر مما رماه من صواريخ, وقطع عليه الموجة حبل تفكيره:

              - ماذا تنتظرون, رشقه واحدة. خمسون متراً إلى الأمام. . . هل تسمعني؟

              - صحيح أسمعك. . أنتظر. .

              والتفت إلى الشباب:

              - لا يوجد فرصة أخرى, بسرعة إلى المستودع. .

              وهبطوا جميعاً يقفزون من صخرةٍ إلى صخرة, والآمر معهم كي يحمل معهم أكبر عدد ممكن من الصواريخ. . وبعد لحظات علا صوت الموجة ثانية:

              - لا إله ألا الله, ماذا تنتظرون يا أخي, هل تسمعني؟ خمسون متراً إلى الأمام ! !

              لم يبال بالرد عليه, فلا فائدة في الكلام الآن, والمطلوب إحضار كمية من الصواريخ بأقصى سرعة بدون تعطيل. .

              ما أن دخلوا المستودع. . حتى أرتفع صوت الموجة:

              - الله أكبر, الله أكبر, جاءت في قلبه, أرسل أخرى . .

              دهش الآمر, والتقت عيناه بعيون الشباب الذين كانوا يصغون أيضاً إلى الجهاز. . .

              - ماذا يقول ؟

              وبهدوء خاطبه الآمر على الجهاز. .

              - ما هي التي جاءت في قلبه؟ نحن لم نرمي بعد !!
              - الآن وقت المزاح؟ ( الله يسلم دياتك ) أرسل أخرى يا أخي لقد وقعت الصواريخ في قلب الموقع. .

              كانوا بعد قليل, وعلى أكتافهم الطاهرة يحملون الصواريخ صاعدين إلى الراجمة, لإرسال أخرى.
              وهم يرددون ضاحكين:

              -إن الملائكة تقصفهم معنا. . .

              لقد سجلت هذه القصة وتركت تسجيل الكثير من أمثالها وشبيهاتها مما يحصل كثيراً وفي كثير من أعمال المقاومة ونشاطاتها. . . مكتفياً بها للإشارة إلى أن مبنى العناية الإلهية والإمداد الغيبي للمقاومة ليس نظرية ونهجاً عقائدياً فقط بل هو أمر محسوس يرى بالعين المجردة ويسمع ويحس ولا ريب فيه عندهم أبداً

              &&&
              &&
              &

              تعليق


              • #8
                رد : (( قصص الأحرار )) .. حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ...

                بارك الله فيك اخي يالثارات الحسين على هذه القصص لأحرار حزب الله

                الله معاك الله ... يا سيد نصر الله

                يعطيك العافية اخي

                تحياتي لكم

                الفيلسوف

                تعليق


                • #9
                  رد : (( قصص الأحرار )) .. حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ...

                  مشكور اخوي جزيل الشكر على هذه القصص الجميله

                  واتمنى ان لاتقطعنا من هذه القصص


                  عزيمة شرقي// على دروب الخير والمحبه نلتقي

                  تعليق

                  مواضيع تهمك

                  تقليص

                  المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
                  المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
                  المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
                  المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
                  المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
                  يعمل...
                  X