رسائل وقائية تحذيرية سريعة ( مسجات من الماضي )
رسائل تحذيرية سريعة ( مسجات الماضي ) :
ثمة طقوس ومورورث كان يعمل به في زمن ولى ومضى من شهر محرم الحرام ، ويتقيد به الكبير والصغير ، وهناك عيون كاشفة سريعة لمن يحاول أن يتجرأ على عدم الإلتزام بذلك الموروث ، وهذا الموروث الذي أعنيه هو قلب المرايا على الاتجاه غير العاكس حين يهل هلال محرم الحرام ، وعدم الضحك و حتى مجرد الإبتسامة ، أو تمشيط الشعر . وهذا يعني أن لا يقوم أي فرد من الأبناء بالنظر إلى شكله في المرايا ، أو ينظر إلى أي شيئ معكوس على المرايا أو الأعمال الأخرى التي قد ترى إنها لا تناسب هذا الشهر مطلقا ، لكي لا يحصل على جزاه المخفي ، الذي قد يداهمه في حينه جراء ذلك المعمل .
وتقوم الأم عادة بتحصين أبنائها عن النظر في المرايا أثناء حلول شهر محرم من خلال سرد قصة مؤثرة قد سمعتها من نساء التي تتجمع في المأتم وتضيف عليها ما يناسب المقام ، أو تقوم بتأليف قصة من عندها ، وتضمنها قيم المواساة وغرس حب آل البيت في نفوسهم ، والحزن على ما أصابهم ، وتضمنها حالة التخويف لهم لو كانت هناك محاولات الاقتراب من الممنوعات التي قد تخدش أو تلامس هذه الأيام العظيمة التي يحتفى بها .
ولقد ساهمت الأساطير بشكل أو بآخر في تخويف الأبناء من الاقتراب من الممنوعات التي يفرضها كل منزل في المجتمع على أبنائه .
كما يحذر الأبناء دائما عن ذلك الاقتراب من خلال ما يسمى في الوقت الحاضر ب( المسجات ) السريعة ، مثل إذا نظرت في المرايا فسوف تنقلب إلى خنزير يسير في البراري ، أو تتحول إلى سبال (قرد ) يركب الأشجار ، أو تتحول إلى كلب مربوط يرميه الناس بالحجارة . أو من يضحك فسوف يخسف الله فمه ويتحول إلى بوز كلب ،أو من تمشط شعرها فسوف يتبدل شعرها إلى شعر من حديد ، او من يجرأ على ارتكاب عمل آخر فسوف يلقى مصيره ..
وهكذا من العبارات الخاطفة السريعة ، وهي عبارات تحذيرية وقائية لكي لا يقترب الأبناء من ذلك الممنوع ، وبالتالي يحافظ على طراوة الموروث بعقيدة قوية ثابتة .
ولعل الروايات التي كانت تكتب لدى الكثير من الوراقين، والتي لا تستند إلى وثائق تاريخية مكتوبة ومنقحة ساهمت بشكل أو بآخر في بلورة الثقافة التي تغذي بمثل هذه الأفكار ، وخاصة لدى النساء التي تعتمد اعتمادا أساسيا على مثل هذه الروايات المتناقلة ، في عصر لم تكن المعارف والمعلومات متيسرة ، ولم يكن التعليم قد دخل لكل البيوتات .
المهم فمهما يكن من أمر في ذلك الشأن ، إلا أن المجتمع استطاع لفترة طويلة أن يغذي أبنائه باحترام الشعائر الدينية ، وأن يحافظ على موروثاته التي آمن بها واعتقدها ، بفعل انصهاره في محبة الإمام الحسين عليه السلام ، فلا غرو أن تكون الملذات والمشهيات والمغريات في هذا الشهر متوقفة عند باب الحزن العظيم على سيد الشهداء ، فكيف لا تكون المرايا مقلوبة ، وكيف لا يتفاعل الأبناء في المحافظة على ذلك الموروث وهم من جبلوا على تربية احترام الشعيرة والخوف على خدشها ، والخوف على القيام بعمل بسيط ما ولو كان مباحا ..
والسؤال : هل يتمعن أبنائنا وبناتنا من هذا الجيل لهذه القيم ، ويتمثل منها ، ولو بالقليل؟..
رسائل تحذيرية سريعة ( مسجات الماضي ) :
ثمة طقوس ومورورث كان يعمل به في زمن ولى ومضى من شهر محرم الحرام ، ويتقيد به الكبير والصغير ، وهناك عيون كاشفة سريعة لمن يحاول أن يتجرأ على عدم الإلتزام بذلك الموروث ، وهذا الموروث الذي أعنيه هو قلب المرايا على الاتجاه غير العاكس حين يهل هلال محرم الحرام ، وعدم الضحك و حتى مجرد الإبتسامة ، أو تمشيط الشعر . وهذا يعني أن لا يقوم أي فرد من الأبناء بالنظر إلى شكله في المرايا ، أو ينظر إلى أي شيئ معكوس على المرايا أو الأعمال الأخرى التي قد ترى إنها لا تناسب هذا الشهر مطلقا ، لكي لا يحصل على جزاه المخفي ، الذي قد يداهمه في حينه جراء ذلك المعمل .
وتقوم الأم عادة بتحصين أبنائها عن النظر في المرايا أثناء حلول شهر محرم من خلال سرد قصة مؤثرة قد سمعتها من نساء التي تتجمع في المأتم وتضيف عليها ما يناسب المقام ، أو تقوم بتأليف قصة من عندها ، وتضمنها قيم المواساة وغرس حب آل البيت في نفوسهم ، والحزن على ما أصابهم ، وتضمنها حالة التخويف لهم لو كانت هناك محاولات الاقتراب من الممنوعات التي قد تخدش أو تلامس هذه الأيام العظيمة التي يحتفى بها .
ولقد ساهمت الأساطير بشكل أو بآخر في تخويف الأبناء من الاقتراب من الممنوعات التي يفرضها كل منزل في المجتمع على أبنائه .
كما يحذر الأبناء دائما عن ذلك الاقتراب من خلال ما يسمى في الوقت الحاضر ب( المسجات ) السريعة ، مثل إذا نظرت في المرايا فسوف تنقلب إلى خنزير يسير في البراري ، أو تتحول إلى سبال (قرد ) يركب الأشجار ، أو تتحول إلى كلب مربوط يرميه الناس بالحجارة . أو من يضحك فسوف يخسف الله فمه ويتحول إلى بوز كلب ،أو من تمشط شعرها فسوف يتبدل شعرها إلى شعر من حديد ، او من يجرأ على ارتكاب عمل آخر فسوف يلقى مصيره ..
وهكذا من العبارات الخاطفة السريعة ، وهي عبارات تحذيرية وقائية لكي لا يقترب الأبناء من ذلك الممنوع ، وبالتالي يحافظ على طراوة الموروث بعقيدة قوية ثابتة .
ولعل الروايات التي كانت تكتب لدى الكثير من الوراقين، والتي لا تستند إلى وثائق تاريخية مكتوبة ومنقحة ساهمت بشكل أو بآخر في بلورة الثقافة التي تغذي بمثل هذه الأفكار ، وخاصة لدى النساء التي تعتمد اعتمادا أساسيا على مثل هذه الروايات المتناقلة ، في عصر لم تكن المعارف والمعلومات متيسرة ، ولم يكن التعليم قد دخل لكل البيوتات .
المهم فمهما يكن من أمر في ذلك الشأن ، إلا أن المجتمع استطاع لفترة طويلة أن يغذي أبنائه باحترام الشعائر الدينية ، وأن يحافظ على موروثاته التي آمن بها واعتقدها ، بفعل انصهاره في محبة الإمام الحسين عليه السلام ، فلا غرو أن تكون الملذات والمشهيات والمغريات في هذا الشهر متوقفة عند باب الحزن العظيم على سيد الشهداء ، فكيف لا تكون المرايا مقلوبة ، وكيف لا يتفاعل الأبناء في المحافظة على ذلك الموروث وهم من جبلوا على تربية احترام الشعيرة والخوف على خدشها ، والخوف على القيام بعمل بسيط ما ولو كان مباحا ..
والسؤال : هل يتمعن أبنائنا وبناتنا من هذا الجيل لهذه القيم ، ويتمثل منها ، ولو بالقليل؟..