نظرت إلى واقعة كربلاء فرأيت الأنا ورأيت الـ هو ، فالأنا متمثلة في حب الدنيا وهو متمثلة في حب الله سبحانه وتعالى والإخلاص له.

الأنا ثقل يدفع الإنسان إلى الأرض وهو السمو والصعود إلى الدراجات العليا ، فكان الحسين عليه السلام وأصحابه رضوان الله عليهم يتحركون ويتحدثون من منطلق هو الواحد الأحد الذي يجب طاعته ، والأعداء يتحركون من منطلق الأنا الذي ينظرون بها حب الدنيا وملذاتها.

لم يكن في قلب الحسين عليه السلام وأصحابه رضوان الله عليهم ذرة حب للدنيا بل كان يملأ قلوبهم حب الله سبحانه وتعالى ، لذلك قدموا أرواحهم تاركين كل ما آتاهم الله سبحانه وتعالى من نعم دنيوية ، ولم يكن زهدهم في الدنيا لأمر دنيوي.

إن من أشد الأمور على الإنسان في سيره إلى الله سبحانه وتعالى كلمة أنا الذي أنزلت الشيطان الرجيم إلى أسفل الدركات ، فالحذر من هذه الكلمة التي بات يدخرها الشيطان كسلاح فتاك يحطم به قلوب المؤمنين.

با ابن آدم لا تجري وراء الدنيا فإنها تغريك بما فيها من فرج وأكل ومال وجاه ، فإن مصيرك إلى حفرة ليس لك من الدنيا إلا قطعة قماش تباع بأرخص الأثمان وعملك الذي به تكسب الجنان أو تكب على وجهك في النار.