تويت
مقال رنان للأستاذ حسين مسعود رداً على سوسن "ديمقراطية"
حسناً سوسن تلك لبنان، ماذا عن المعارضة البحرينية هل هي معذورة أيضاً؟
مارست الكاتبة البحرينية "سوسن الشاعر" دوراً تحريضياً خطيراً ضد المعارضة البحرينية وقواعدها الواسعة، ولم تأل جهداً في رميها بأقذع الأوصاف والتهم، وكانت أحد خطوط الدفاع الرئيسية عن النظام في قمعه للناس في الصحف المحليّة، إلى جانب أسماء أخرى معروفة. ورغم تلبسها بلباس اللبرالية، إلاّ أنها وقفت في وجه كل دعوات المعارضة الداعية لإعادة العمل بالدستور، وإرجاع البرلمان، مدعية أن (الوطن) أهم، حتى لو كانت المطالب محقة!! وليذهب –إذاً- إنسان (الوطن) إلى الجحيم، وعندما اشتد أوار القمع، وُرشق العُزّل بالرصاص الحي من على مأذنة "مسجد الإمام زين العابدين(ع)" ببني جمرة، برزت نائحة صارخة بوجه المستضعفين:"لا تحرقوا الوطن"!!
وبعد الإنفراج الإمني الأخير عجزت الشاعر عن مغادرة مواقعها المعادية للأصوات الحقيقية للناس، فاستمرّت في حملاتها التحريضيّة والتشويهية لهذه المعارضة الشريفة، فرأينا اتهامها الساذج بتحميل المعارضة مسؤولية (حادث سترة) بدون أيّة بينّة تذكر، خلا استدلالها الرائع ببضع كلمات سُطّرت في أحدى المنتديات الإلكترونية!! ولا تكتفي الكاتبة برجم المعارضة الحالية فحسب، بل تمدّ بساط توصيفاتها بمجانيّة- وتحت دعاوى البحث التاريخي (الموضوعي!!)- لكافة الحركات المطلبية منذ بداية القرن الماضي، ناعتة إياها بـ"السمسرة"، و"الانتهازية"، و"الطائفية". والعجيب أنها إن عجزت أن تقبض على (مستمسك) ما ضد المعارضة، تبدأ في التفتيش عن كلمات هنا وهناك، وتهتف بزهو فج: وجدتها.. انتهازيتهم!!
هذا الهوس العجيب لتسّقط هفوات المعارضة، بحقدٍ و عدائيّة لا تخفى على أحد، يقابله تعاطف وتفهّم أعجب لمعارضة عربية أخرى، خصوصاً مع شعارات وبكائيات "الشاعر" المعروفة التي ترفعها منذ التسعينيات كـ"قميص عثمان"، لإرهاب الشعب المتستضعف عن المطالبة بحقوقه، والتي لاتتناسب مع تبريراتها ومطالبها في بقعة أخرى غير البحرين.
هذه المرّة، تزوق الشاعر للمعارضة اللبنانية، وتُعرض صفحاً عن كل المخاطر الحقيقية التي تنتظر لبنان نتيجة هذا الأسلوب المتطرف جداً الذي تدير به المعارضة خلافها مع السلطة، ففي هذه الحالة لاتصرخ سوسن:"لا تحرقوا الوطن" ولاهم يحزنون. فبعد كل الشواهد الدالة على تدخل خارجي (فرنسي- أميريكي)، وبعد كل الأصوات العاقلة التي تحذر من الفتنة، وتصرخ "آآآه.. يا وطني"، لا تجد الكاتبة من ذلك ما يستدعي حتى "لوم" تلك المعارضة على "التدويل"، فمادامت العساكر السورية تفتش الناس كل يوم، والمخابرات السورية تتدخل في كل شيء بلبنان، فكيف يصبرون؟! المهم، خروج القوات السورية ومخابراتها، فقد أكثرت في الأرض الفساد.. وليكن بعد ذلك –أو خلال ذلك – ما يكون.. صار دم الحريري تجارة رابحة لكل الطامعين، ولو أدى ذلك لهدم السقف على من فيه، ولو أدى ذلك لتقويض الأمن الاجتماعي وهدم الدولة اللبنانية، وإتاحة الفرصة لمحاصرة وإسقاط دولة أخرى، كل ذلك وبنت الشاعر لا تجد في ذلك انتهازية، ولا طائفية ولا أية لفظة من الألفاظ إياها.. أما هنا فتسكب الشاعر دموع التماسيح على كل مساس بأوهامها التي تختزل الوطن واستقراره بدائرة من الإمتيازات والمصالح الضيقة.
ومع ذلك نتساءل: لماذا لا تتعامل "سوسن" مع الساحة البحرينية كما تعاملت مع الحالة اللبنانية، علماً أنّ ما ذكرت من أوجاع الناس، وتحكم العسكريين غير اللبنانين في مصير هذا البلد، يمكن أن ينطبق بصورة أو بأخرى على الوضع البحريني، فهناك تكلس سياسي وغياب شبه كامل لأفق الحل لكافة الملفات المهّة، خصوصاً مع رفض الديوان الملكي لتسلمّ عريضة باسم 75ألف مواطن يطالبون بكل حضارية بتغيرات دستورية منصفة، بأسلوب متعقل وليس عبر أضراس شرسة كالتي في لبنان، فهل بعد هذا تعذر سوسن المعارضة إذا اتخذت ايّ منهج تتوهم أنه تصعيدي؟ فهل تجوّز لنا الكاتبة ما أجازته في بلد آخر، وهل تنسجم مع لبراليتها المزعومة لتقف مع مطالب الشعب التحديثية، وليست تلك التي تراها "مناسبة" ومبرره، رغم كل شيء، أم أن الجرأة لا تكون إلاّ للقضايا الخارجية أو العربية، أو على الطرف الأضعف في المعادلة محليّاَ؟ أم أن هذه القشة التي تراها في عين الآخرين، و لا تريد أن ترى الخشبة اتي في عينيها.
منقول
حسناً سوسن تلك لبنان، ماذا عن المعارضة البحرينية هل هي معذورة أيضاً؟
مارست الكاتبة البحرينية "سوسن الشاعر" دوراً تحريضياً خطيراً ضد المعارضة البحرينية وقواعدها الواسعة، ولم تأل جهداً في رميها بأقذع الأوصاف والتهم، وكانت أحد خطوط الدفاع الرئيسية عن النظام في قمعه للناس في الصحف المحليّة، إلى جانب أسماء أخرى معروفة. ورغم تلبسها بلباس اللبرالية، إلاّ أنها وقفت في وجه كل دعوات المعارضة الداعية لإعادة العمل بالدستور، وإرجاع البرلمان، مدعية أن (الوطن) أهم، حتى لو كانت المطالب محقة!! وليذهب –إذاً- إنسان (الوطن) إلى الجحيم، وعندما اشتد أوار القمع، وُرشق العُزّل بالرصاص الحي من على مأذنة "مسجد الإمام زين العابدين(ع)" ببني جمرة، برزت نائحة صارخة بوجه المستضعفين:"لا تحرقوا الوطن"!!
وبعد الإنفراج الإمني الأخير عجزت الشاعر عن مغادرة مواقعها المعادية للأصوات الحقيقية للناس، فاستمرّت في حملاتها التحريضيّة والتشويهية لهذه المعارضة الشريفة، فرأينا اتهامها الساذج بتحميل المعارضة مسؤولية (حادث سترة) بدون أيّة بينّة تذكر، خلا استدلالها الرائع ببضع كلمات سُطّرت في أحدى المنتديات الإلكترونية!! ولا تكتفي الكاتبة برجم المعارضة الحالية فحسب، بل تمدّ بساط توصيفاتها بمجانيّة- وتحت دعاوى البحث التاريخي (الموضوعي!!)- لكافة الحركات المطلبية منذ بداية القرن الماضي، ناعتة إياها بـ"السمسرة"، و"الانتهازية"، و"الطائفية". والعجيب أنها إن عجزت أن تقبض على (مستمسك) ما ضد المعارضة، تبدأ في التفتيش عن كلمات هنا وهناك، وتهتف بزهو فج: وجدتها.. انتهازيتهم!!
هذا الهوس العجيب لتسّقط هفوات المعارضة، بحقدٍ و عدائيّة لا تخفى على أحد، يقابله تعاطف وتفهّم أعجب لمعارضة عربية أخرى، خصوصاً مع شعارات وبكائيات "الشاعر" المعروفة التي ترفعها منذ التسعينيات كـ"قميص عثمان"، لإرهاب الشعب المتستضعف عن المطالبة بحقوقه، والتي لاتتناسب مع تبريراتها ومطالبها في بقعة أخرى غير البحرين.
هذه المرّة، تزوق الشاعر للمعارضة اللبنانية، وتُعرض صفحاً عن كل المخاطر الحقيقية التي تنتظر لبنان نتيجة هذا الأسلوب المتطرف جداً الذي تدير به المعارضة خلافها مع السلطة، ففي هذه الحالة لاتصرخ سوسن:"لا تحرقوا الوطن" ولاهم يحزنون. فبعد كل الشواهد الدالة على تدخل خارجي (فرنسي- أميريكي)، وبعد كل الأصوات العاقلة التي تحذر من الفتنة، وتصرخ "آآآه.. يا وطني"، لا تجد الكاتبة من ذلك ما يستدعي حتى "لوم" تلك المعارضة على "التدويل"، فمادامت العساكر السورية تفتش الناس كل يوم، والمخابرات السورية تتدخل في كل شيء بلبنان، فكيف يصبرون؟! المهم، خروج القوات السورية ومخابراتها، فقد أكثرت في الأرض الفساد.. وليكن بعد ذلك –أو خلال ذلك – ما يكون.. صار دم الحريري تجارة رابحة لكل الطامعين، ولو أدى ذلك لهدم السقف على من فيه، ولو أدى ذلك لتقويض الأمن الاجتماعي وهدم الدولة اللبنانية، وإتاحة الفرصة لمحاصرة وإسقاط دولة أخرى، كل ذلك وبنت الشاعر لا تجد في ذلك انتهازية، ولا طائفية ولا أية لفظة من الألفاظ إياها.. أما هنا فتسكب الشاعر دموع التماسيح على كل مساس بأوهامها التي تختزل الوطن واستقراره بدائرة من الإمتيازات والمصالح الضيقة.
ومع ذلك نتساءل: لماذا لا تتعامل "سوسن" مع الساحة البحرينية كما تعاملت مع الحالة اللبنانية، علماً أنّ ما ذكرت من أوجاع الناس، وتحكم العسكريين غير اللبنانين في مصير هذا البلد، يمكن أن ينطبق بصورة أو بأخرى على الوضع البحريني، فهناك تكلس سياسي وغياب شبه كامل لأفق الحل لكافة الملفات المهّة، خصوصاً مع رفض الديوان الملكي لتسلمّ عريضة باسم 75ألف مواطن يطالبون بكل حضارية بتغيرات دستورية منصفة، بأسلوب متعقل وليس عبر أضراس شرسة كالتي في لبنان، فهل بعد هذا تعذر سوسن المعارضة إذا اتخذت ايّ منهج تتوهم أنه تصعيدي؟ فهل تجوّز لنا الكاتبة ما أجازته في بلد آخر، وهل تنسجم مع لبراليتها المزعومة لتقف مع مطالب الشعب التحديثية، وليست تلك التي تراها "مناسبة" ومبرره، رغم كل شيء، أم أن الجرأة لا تكون إلاّ للقضايا الخارجية أو العربية، أو على الطرف الأضعف في المعادلة محليّاَ؟ أم أن هذه القشة التي تراها في عين الآخرين، و لا تريد أن ترى الخشبة اتي في عينيها.
منقول
تعليق