آية وبيان
(الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ * وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ.)
--------------------------------------------------------------------------------
بيان:
(الشهر الحرام) إذا قاتل المشركون المسلمين في الشهر الحرام، جاز أن يقاتلهم المسلمون في الشهر الحرام (بالشهر) أي بمقابل الشهر (الحرام والحرمات) جمع حرمة، وهي ما يجب حفظه (قصاص) يجري فيها القصاص، فإذا هتكوا حرمة شهركم فاهتكوا حرمة شهرهم، كما أنه إذا هتكوا حرمة حرمكم فاهتكوا حرمة حرمهم (فمن اعتدى عليكم) في الشهر الحرام (فاعتدوا عليه) أي قابلوه بالمثل (بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله) فلا تجاوزوا حدود الشرع في قتالكم (واعلموا أن الله مع المتقين).
(وأنفقوا في سبيل الله) القتال يتطلب النفس والمال، وحيث تقدم ذكر النفس أتى السياق لذكر المال (ولا تلقو) أنفسكم (بأيديكم) أي بواسطة أيديكم (إلى التهلكة) أي الهلاك، بأن تحاربوا فيما نهى عنه الشرع، أو تتركوا المحاربة فيما أمر الشرع بها (وأحسنو) في حالة الحرب والسلم (إن الله يحب المحسنين).
(وأتمو) أي أكملوا إذا شرعتم (الحج والعمرة لله) اقصدوا بهما التقرب إلى الله (فإن أحصرتم) أي منعتم عن الحج بواسطة عدو أو خوف أو مرض (ف) عليكم أن تقربوا (ما استيسر) ما تمكنتم (من الهدي) بأن تذبحوه أو تبعثوه إلى مكة المكرمة ليذبح هناك، والهدي بقرة أو شاة أو إبل، فإذا فعلتم ذلك تحللتم من الإحرام (ولا تحلقوا رؤوسكم) أي لا تحلوا من إحرامكم (حتى يبلغ الهدي محله) أي الحرم في حالة الحصر بالمرض، والموضع الذي يصد فيه في الحصر بالعدو (فمن كان منكم مريض) لم يقدر أن يؤخر الحلق الى وصول الهدي محله (أو به أذى من رأسه) لقمل أو شبهه، يجوز له أن يحلق قبل وصول الهدي، لكن الواجب عليه أن يعطي فدية لأجل حلقه قبل الإحلال (ففدية من صيام) بيان الفدية، والصوم ثلاثة أيام (أو صدقة) على عشرة مساكين لكل مسكين مدّ من طعام (أو نسك) جمع نسيكة، وهي: الذبيحة (فإذا أمنتم) من الخوف، بأن لم يصادفكم خوف بعد الإحرام (فمن تمتع بالعمرة) بأن أتي بعمرة التمتع، منتهياً (إلى الحج) لأن حج التمتع بعد عمرته (ف) الواجب ذبح (ما استيسر) ما تمكنتم (من الهدي) بقرةً أو إبلاً أو شاةً (فمن لم يجد) الهدي لفقر أو نحوه (ف) عليه (صيام ثلاثة أيام في الحج) بدل الهدي (وسبعة إذا رجعتم) إلى أهاليكم (تلك) الصيامات الواجبات بدل الهدي (عشرة كاملة، ذلك) أي حج التمتع الذي تقدم ذكره إنما هو فرض (لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام) أي لم يكن من أهل مكة المكرمة ومن يجري مجراهم ممن في حوالي مكة، وإلا فالواجب على أهل مكة حج القران أو الإفراد، وفي كليهما يقدم الحج، وليس في الإفراد هدي (واتقوا الله) في المحافظة على أوامره (واعلموا أن الله شديد العقاب) لمن خالفه.
(الحج) أي وقت الحج (أشهر معلومات) هي شوال وذو القعدة وذو الحجة ولا يجوز تقدم الحج أو تأخيره عنها (فمن فرض) على نفسه بأن أحرم (فيهن) أي في هذه الأشهر (الحج فلا رفث) أي جماع (ولا فسوق) خروج عن طاعة الله، وفسر بالكذب والسباب (ولا جدال) وفسر بـ (لا والله) و(بلى والله) فإن هذه الثلاثة لا يجوز في حال الإحرام (في الحج وما تفعلوا من خير) بيان (م) (يعلمه الله وتزودو) الزاد هو الطعام الذي يتخذ للسفر، والمراد اعملوا الأعمال الحسنة لآخرتكم (فإن خير الزاد) للآخرة (التقوى، واتقون) خافوا عقابي (يا أولي الألباب) يا أصحاب العقول.
(الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ * وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ.)
--------------------------------------------------------------------------------
بيان:
(الشهر الحرام) إذا قاتل المشركون المسلمين في الشهر الحرام، جاز أن يقاتلهم المسلمون في الشهر الحرام (بالشهر) أي بمقابل الشهر (الحرام والحرمات) جمع حرمة، وهي ما يجب حفظه (قصاص) يجري فيها القصاص، فإذا هتكوا حرمة شهركم فاهتكوا حرمة شهرهم، كما أنه إذا هتكوا حرمة حرمكم فاهتكوا حرمة حرمهم (فمن اعتدى عليكم) في الشهر الحرام (فاعتدوا عليه) أي قابلوه بالمثل (بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله) فلا تجاوزوا حدود الشرع في قتالكم (واعلموا أن الله مع المتقين).
(وأنفقوا في سبيل الله) القتال يتطلب النفس والمال، وحيث تقدم ذكر النفس أتى السياق لذكر المال (ولا تلقو) أنفسكم (بأيديكم) أي بواسطة أيديكم (إلى التهلكة) أي الهلاك، بأن تحاربوا فيما نهى عنه الشرع، أو تتركوا المحاربة فيما أمر الشرع بها (وأحسنو) في حالة الحرب والسلم (إن الله يحب المحسنين).
(وأتمو) أي أكملوا إذا شرعتم (الحج والعمرة لله) اقصدوا بهما التقرب إلى الله (فإن أحصرتم) أي منعتم عن الحج بواسطة عدو أو خوف أو مرض (ف) عليكم أن تقربوا (ما استيسر) ما تمكنتم (من الهدي) بأن تذبحوه أو تبعثوه إلى مكة المكرمة ليذبح هناك، والهدي بقرة أو شاة أو إبل، فإذا فعلتم ذلك تحللتم من الإحرام (ولا تحلقوا رؤوسكم) أي لا تحلوا من إحرامكم (حتى يبلغ الهدي محله) أي الحرم في حالة الحصر بالمرض، والموضع الذي يصد فيه في الحصر بالعدو (فمن كان منكم مريض) لم يقدر أن يؤخر الحلق الى وصول الهدي محله (أو به أذى من رأسه) لقمل أو شبهه، يجوز له أن يحلق قبل وصول الهدي، لكن الواجب عليه أن يعطي فدية لأجل حلقه قبل الإحلال (ففدية من صيام) بيان الفدية، والصوم ثلاثة أيام (أو صدقة) على عشرة مساكين لكل مسكين مدّ من طعام (أو نسك) جمع نسيكة، وهي: الذبيحة (فإذا أمنتم) من الخوف، بأن لم يصادفكم خوف بعد الإحرام (فمن تمتع بالعمرة) بأن أتي بعمرة التمتع، منتهياً (إلى الحج) لأن حج التمتع بعد عمرته (ف) الواجب ذبح (ما استيسر) ما تمكنتم (من الهدي) بقرةً أو إبلاً أو شاةً (فمن لم يجد) الهدي لفقر أو نحوه (ف) عليه (صيام ثلاثة أيام في الحج) بدل الهدي (وسبعة إذا رجعتم) إلى أهاليكم (تلك) الصيامات الواجبات بدل الهدي (عشرة كاملة، ذلك) أي حج التمتع الذي تقدم ذكره إنما هو فرض (لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام) أي لم يكن من أهل مكة المكرمة ومن يجري مجراهم ممن في حوالي مكة، وإلا فالواجب على أهل مكة حج القران أو الإفراد، وفي كليهما يقدم الحج، وليس في الإفراد هدي (واتقوا الله) في المحافظة على أوامره (واعلموا أن الله شديد العقاب) لمن خالفه.
(الحج) أي وقت الحج (أشهر معلومات) هي شوال وذو القعدة وذو الحجة ولا يجوز تقدم الحج أو تأخيره عنها (فمن فرض) على نفسه بأن أحرم (فيهن) أي في هذه الأشهر (الحج فلا رفث) أي جماع (ولا فسوق) خروج عن طاعة الله، وفسر بالكذب والسباب (ولا جدال) وفسر بـ (لا والله) و(بلى والله) فإن هذه الثلاثة لا يجوز في حال الإحرام (في الحج وما تفعلوا من خير) بيان (م) (يعلمه الله وتزودو) الزاد هو الطعام الذي يتخذ للسفر، والمراد اعملوا الأعمال الحسنة لآخرتكم (فإن خير الزاد) للآخرة (التقوى، واتقون) خافوا عقابي (يا أولي الألباب) يا أصحاب العقول.
تعليق