حكمت عليها بالإعدام

في زمن أصبحت فيه الحياة راكدة رغم تطورها، وبطيئة رغم سرعتها وفي عصر أصبح فيه الناس مشغولين بالدش والانترنت والوقت الذي يحين فيه رؤية بعضهم البعض عبر الموبايل.. ومتي ستكون هناك تذاكر سفر الي سطح القمر أو لربما خطوط جوية قمرية بدلا من الملل والركادة والسفر الي ذات الدول كل عام.

أصبحت يا عزيزتي عُملة نادرة.. أو سامحيني في التعبير في طريقك للانقراض ويالا المصيبة لو حدث هذا لأصبحت حياتنا كالأرض البور بلا ماء وبالحياة دون هواء وبالجسد دون دماء.

أعرف انك بحاجة لمن يدافع عنكِ ويحميكِ.. انت بحق مسكينة كنتِ كثمرة صغيرة في زمن كان يرعاك ويحرص عليك ولكن لا شيء يبقي علي حاله وخصوصا الزمن .

هجم عليك اعداء العصر ممن يطلقون عليهم التكنولوجيا الحديثة فلم يكن بوسعك سوي الصمت دون حول ولا قوة.

آه.. يالكلماتك الجميلة كم تدخل في قلبي السعادة والنشوة.. يالروعتها من كلمات ضاعت جميعها في غيابك وزورت في غيبتك.. أصبح وجودها مجرد حروف تملأ الفراغ أو تضيع الوقت ولربما للضحك علي الآخرين وخداعهم .

فما أكثر من يتفوهون بكلمات لا يعرفون معناها ولا يشعرون بقيمتها.. أيمكن ان يأتي يوم تكون لك رابطة تدافع عن حقوقك ام ان المعنويات باتت ركاما في زمن الماديات.. او لعل الدماء التي تجري في عروق البشر حملت فيروس الأنانية والكره وغيرها من معاني العصر الحديث بكل تكنولوجياته الحديثة.. ام ان آدم حقن بها يوم أكل التفاحة وباتت آثارها تكبر وتكبر جيلا بعد جيل وعصرا بعد عصر أو لربما زحام الحياة أصاب الناس بالصداع وأصبحوا بحاجة الي المسكنات أكثر من حاجتهم اليك.

آه لو عرفوا قيمتك لو عرفوا أنك الدواء لمن لا دواء له، ان بإمكانك تغيير لون الحياة وخارطة البشر ان وجودك يبهج النفس ويريح الأعصاب.

حتي انا من أحدثك الآن عجزت عن البحث عنك والاستمتاع بحلاوتك لكن ما باليد حيلة.. ماذا سأفعل بمفردي وسط هذا الكم الهائل من الظلام المخيم علي حياتنا.

اشتقت لك ايتها الحاضرة الغائبة، سأظل أبحث عنك ولن أيأس لن ألبس النظارة السوداء، سأبحث عن من يساعدني علي ايجادك واعادتك الي مكانك الحقيقي في هذه الحياة في عقول وقلوب بشر عذبتهم الحروب وقاسوا آلام القهر وطعنات الغدر.

فليس من المعقول ان يحكم عليك هذا الزمن القاسي بالاعدام قلعا من قلوب البشر وحذفا من ذاكرة الحياة.
تحياتي