عصر البحتري:
يعتبر القرن الثالث الهجري، " نهاية التحدب الاقصى " اذا صح التعبير، امتدت تلك القنطرة على مساحة قرن كامل، ومثلت قمة النضج في كل شي: نضج في الفكر، والنثر والشعر، والدين، ونضج في الانهيار السياسي كذلك!
فقد اختمرت الثورة على كل شي: شعوبية وزندقة، كانتا قد حوربتا بلا هوادة أيام المنصور والرشيد من جهة، وثورة بل ثورات: منها المسلح، كثورة الزنج (652هـ) ومنها الغير المسلح كهمينة الاتراك بعد الفرس، وتحكمهم بالخلفاء، ورقاب العباد، واستصفاء الاموال، نتيجة لاضطراب نظام الجباية. وفي الدين كثورة المعتزلة. وملاحقتهم لمعارضيهم من مثل الإمام أحمد بن حنبل، أيام المأمون بخاصة. حتى أن المعتزلة استعلموا العنف في كثير من الاحيان، بدل الحوار مع منتدقيهم من سنة وشيعة وحنابلة. مما أدى الى ضعفهم، ثم الى الانقضاض عليهم، وتبديدهم على يد المتوكل، الذي يمثل عصره، في نظرنا، تلك الردة الكبرى في الدين والسياسة والأدب التي كان لها أثر سيء جدا في هذه الميادين الثلاثة المحتاجة دائما الى الحرية.. فالأدب على الخصوص يأبى أن توقف مسيرته يد طاغية، مهما اشتدت. بل على العكس، فانه يزداد ضرواة ونموا وثورية كلما غلظ السوط في تلك اليد.
يعتبر القرن الثالث الهجري، " نهاية التحدب الاقصى " اذا صح التعبير، امتدت تلك القنطرة على مساحة قرن كامل، ومثلت قمة النضج في كل شي: نضج في الفكر، والنثر والشعر، والدين، ونضج في الانهيار السياسي كذلك!
فقد اختمرت الثورة على كل شي: شعوبية وزندقة، كانتا قد حوربتا بلا هوادة أيام المنصور والرشيد من جهة، وثورة بل ثورات: منها المسلح، كثورة الزنج (652هـ) ومنها الغير المسلح كهمينة الاتراك بعد الفرس، وتحكمهم بالخلفاء، ورقاب العباد، واستصفاء الاموال، نتيجة لاضطراب نظام الجباية. وفي الدين كثورة المعتزلة. وملاحقتهم لمعارضيهم من مثل الإمام أحمد بن حنبل، أيام المأمون بخاصة. حتى أن المعتزلة استعلموا العنف في كثير من الاحيان، بدل الحوار مع منتدقيهم من سنة وشيعة وحنابلة. مما أدى الى ضعفهم، ثم الى الانقضاض عليهم، وتبديدهم على يد المتوكل، الذي يمثل عصره، في نظرنا، تلك الردة الكبرى في الدين والسياسة والأدب التي كان لها أثر سيء جدا في هذه الميادين الثلاثة المحتاجة دائما الى الحرية.. فالأدب على الخصوص يأبى أن توقف مسيرته يد طاغية، مهما اشتدت. بل على العكس، فانه يزداد ضرواة ونموا وثورية كلما غلظ السوط في تلك اليد.
تعليق