نساء على خطى الزهراء
_في زمناً تكابلت به ألاحداث المريره وألاهات الصامته, وبعد طول صبراٍ, وبعد حزماً وجزماً, دارت الدنيا دورتها ورمت بمن أثقل كاهلها لتنهض من جديد معلنتا بدء عاماً جميلً, فاتحة أبوابها لأشراقة ولادة ناطقة بالحرية, بالتكاتف, بالمساواة, فها هي العراقية تفتح من جديد ذراعيها لتحتضن دنياها, بأوراقها الغناء, بحنانها المتدفق, بأنسانيتها الرائعه, بعملها المثمر, ها هي تعلن بدء المسير بعد سباتاٍ حزين أنزل به الطاغوت صدام بستار المراره وألاوجاع, والكتمان, كل ضحكاتها والوانها وافكارها ليبيد بإنزاله الحرية, والرأي, وألانسانية, وبعد سقوطاً لا رجعة فيه, ها هي تنهض من جديد لتورد للدنيا بأناملها, وشفافيتها, وأعمالها, التي ارادت من خلالها أن تنير دربها ومن حولها, فقامت بكل ما تسطيع لتقوم بحياة صادقة, فدخلت ساحة الحرية, والمساواة, ونشرت دعوة أنسانية للنهوض وأعلان المسؤلية ففتحت أبواب عقلها وقلبها لتستقبل أفكاراً, وتطرح أفكاراً, دخلت مجالات العمل دخلت كل ركناٍ من أركان الحياة, وأخذت تعلن عن وجودها, الذي لم يستطع الطاغية أخماده, حيث كان للحركة النسائية دور فعال في مجالات الحياة ولكن بشكلٍ سري يخطن خطواتهن بكل حذرٍ وترقب كيلا يقعن فريسة لأفواهاٍ شرسه, فالعراقيات ناضلن منذ ألازل من أجل تحقيق ذاتهن وتحقيق العدل, وأعلا كلمة الحرية, وفتح ألايدي التي تكبلت بقيود القدر, والشد من عزيمتهن, والنهوض بهن لمستقبل واعد لافقاٍ واسع, مستلهمين عزمهن من سيدة نساء الكون والعالمين فاطمة الزهراء(ع), بضعة الرسول الأكرم فمن منه لا يعرف فاطمة وهي السيدة التي وقفت بوجه من عاداها وعاده الأسلام, بإعلاء كلماتها التي كانت كسهام تطلق, لتصيب كل داء, فهي عندما تقف تخاطب الناس أجمع, نستمد منها القوى والعزيمة على تحدي الصعاب وتجاوز المحن بكل ثبات, فقد خطت خطى ألاسلام وتشبثت بأخلاق أبيها, وصبر زوجها, لتحيا وتنهض ثورة عارمة صادقة بوجه طغاة إستهدفوا ألاسلام وهزعموده النبوي, فوقفت صارخة بخطب معروفة بوقعها وأثرها على كيان المسلمين جاعلة من كلماتها جرس يرن ليفيق كل غافلاٍ عن صحوة ضمير, فكان لدورها أثر نفسي على نساء العرب, فقد أستمدوا منها الصبر, والقوى, والعزم, على السير بخطاها من أجل إحياء العدل وثبات ألاسلام, ومن هنا برز صوت نسوي عربي عراقي أخر, في زمن قاهر أخر, وهو زمن إمبراطور الشر, وسفاح ألانفس, صدام حسين, لعنه الله بعدد كل قطرة دم نزفت بيده, وبعدد كل دمعة عين ذرفت بسببه, وبعدد كل لحظة حزن إرتسمت على كل شفاه, فمن يا ترى تلك السيدة الجليله سليلة النبي(ص), التي وقفت بكل عنفوان ضد الظلم إنها السيدة العلويه نور الهدى وأنا حين أذكرها أقف بكل إحترام ووقار لشخصيتها العظيمةو فهي لم تكترث لكونها إمرأة ضعيفة, بل شأت أن تقف وقفة تهز بها العقول, والقلوب فقد إستمدت قواها وعومها من شخص الزهراء(ع), فأدارت وجهها لطريق العلم والتعليم, فبذلت كل جهدها من أجل تثقيف نفسها, وتثقيف ألاخريات, فاتجهت للتدريس, وتثبيت ألإيمان في نفوس الصغيرات ليحيين مسلمات تقيات ورعات صادقات اللهجة محبات للخير ترشدهن وتعلمهن السير نحو العفة, والشرف, والحذواو بحذاها ثم إتجهت لطريق أخر تنير به القلوب, وتهدف من خلاله زرع بذرة الحب ألألاهي لقارأتها اللواتي جعلن من كلماتها العذبة مفتاح يفتح لهن نوراً بإسم, وهو نور ألاراده والتضحيه وبذل ألانفس من أجل الوصول الى أعلى وأرقى سبل العيش, والوصول الى بر ألامان بالفوز, وبألأخره ونعيمها, ولم يكن هذا فقط هو وقع كتاباتها على قارأتها بل إنها عن طريق أسلوبها ألادبي القصصي أنضجت عقول ألاخريات وفتحت لهن أبواب الفكر, وألادب, فسارن على خطاها التربوي وألادبي, ولم تقف نور الهدى على هذا فقط, بل جعلت من وقارها وحجابها وعفتها وسكون حركاتها وتربيتها الدينية المستمدة من أخلاق البيت الفاطمي قوى أخرى بوجه ألاعداء, فقامت تخطب وتهدف من أجل النهوض والوقوف أمام غول عصرها, وغول كل ألازمنة, فأدخلت صوتها كل بيت, وكلماتها لكل أذن, وحشمتها كل قلبا, فنهضت وأنهضت معها كل محبيها ومقلديها والسائرين على دربها, فخرجت للشارع لتبداء رحلة نضال جديدة فصرخت بأعلى قيمها, وأرقى معتقداتها, رافعة شعار الحريه, وإستبادت الظلم والعيش بكرامة فما كان مو وقع ثورتها إلا ألأعتقال وزجها في ظلمات الظلم, والحكم عليها بالموت, وخفي أثرها وأثر قبرها للملأ أجمع, وهذا من أجل إخماد صوتها, فقد حييت وماتت على خطى الزهراء, لكن هيهات أن يسكتوها, فصوتها في كل مكان يزرع الصبر, ويحصد ألامل فلم تقف العراقية بوجه أستباحت صوتها, بل سارت على أثره بشكل يسوده الحذر.....الحذر, ليس هو الخوف من الموت, وإنما لكي تبقي بصوتها, وصوت إخواتها, ليحيين مدى الدهر, لمواجهة الظلم, والقسوة, فكانت ألاصوات الخافته تعلوا البيوت وألاماكن النسائية وألازقة وتلك الجلسات المختصرة أصوات خافته تخفي بداخلها أوجاعاً, وألاماً, وقدرة, وعزيمة, لتبني مستقبلاً جديداً مملوء بالحب, والخير, والتمسك بالمعتقدات الدينيه ألاسلامية, يسوده الشرعيه ألألاهيه, والتربيه الربانيه,لكن ألأعين تتربص, وألأذان تسمع, وألأيدي تكبل, والقلب يقسوا, والظلم يقرر, والموت يدنوا, فتموت وتموت كل من علت بهمة ألأسلام, والوقوف ضد الظلم, ويكون مصيرها الموت, لكن لا لن نقف مكبلي ألايدي, ومسدلي العينين, بل صرخاتهن وظلمهن قد شدو من عزيمتنا, ولم يستطيعوا أن يهبطوا من قدرتنا, على تحمل المصاعب والنوائب, والخطوا للصواب, فكان الدور للأجيال القادمة فها هو صوت أخر, قلب وعقل أخر, تفتح مجلسها بدعوة أخرى, أنها سيدة قد ظلمت دون سبق علما فكان ذنبها إنها خرجت لتودع قريبة لها مسفرة جبراً وغصباً لدولة أخرى ذهبت تودعها وتودع تلك ألإيام والليالي التي قضتها معا, تستشهد بذلك بقصصا جمعتهن معاً فأخذت الدموع تذرف على مجريات حياتهن التي ستصبح ذكرى بعد فراقهن فأتت تودع أيام وسنين سارت بهن ليقفن بعدها هذا الموقف, وعند لحظة الوداع والسلام, لم تعد لبيتها, ولزوجها, ووطنها, وأحبائها, وجيرانها, أنها رحلت مع قريبتها أيضا جبراً فقد كانت جريمتها أنها أتت لها فلن يبالون الطغاة بتوسلاتها ورجائها منهم أن يتركوها تعود لربوع حياتها لم يبالوا لبكائها, بل إنهم زجوها مع باقي المسفرات والمرحلات عن أوطانهن فرحلت لدنيا غريبة عنها عالم مجهول لها تاركةً بأحلامها بأشواقها وبحبها وبكل ما تملك وما ملكت من دنياها تاركتاً عنوة راحله الى عالمٍ مظلمٍ بعينها عالم كيف سيدور بها, والى أين سيأخذها, فبدأت رحلة جديده رحلة عذاب طويلة وشاقة فإلى أين الهروب من قدرٍ وظلماٍ سفك بها, فمرت ألايام والسنين دون جدوى من لقاء أحبة قد فرقتهم قوة الجبابرة, قوة الطاغية, صدام لم يكن أمامها سوى الصبر, وألإيمان, والتوكل على الله الباري, فكانت تستلهم هذا من محاضرات كانت تحضرها وكانت مأوى لها لعذابها لقسوة الومن عليها, فأخذت تسترشق ألامل وألإيمان وتحمل القدر المكتوب من شفاها نذرت نفسها للرب, وللدعوة ألإسلامية تحث فيها على تزكية النفس وإستلهام العبر من أولى ألألباب مستشهدة بذلك بصبر الزهراء والعقيلة فكانت حركات شفاه المبلغات تقتحم قلبها وتغزوا عذاباتها لتمكنها من فتح ذراعيها لقدراً كتب لها ليمتحن صبرها, فقامت بعلوا هامتها وببسمة تطلقها لقلوب تائهات في بلاد الغربة قد تغربن عن وطنهن وعانين الويل بسبب قساوة من إستكبر على الملا أخذ بشخصه لطريق الشيطان راما بكل أسهم ألإجرام التي لديه لكل أبناء وطنه تاركهم يعانون الفراق, والحزن, والمرض, والفقر, واليأس دون ذنباً مقترف, سوى إعلان كلمة الحق, وزهق الباطل الذي إحتواه, وبسبب ضعفه وخوفه من الحق أخذ يقتل ويهتك ويشرد ويسجن كل من يقف أمامه, وليس هؤلاء فقط بل تجاوز حتى على المسكين الذي لا حول ولا قوة له فكل من يراه أمامه ينال من حظه العاثر من شروره, وأستمرت الحياة هكذا فئة تقتل, وفئة تناضل بالخفاء, وبدأت السيدة المغتربة نضالها بتبليغها للناس أجمع دعوتها ألأسلامية, وأخذت على عاتقها إقامت جلسات توعية دينيه وفكرية وعقائدية وقامت تدرس, وتدرس, وترشد, وتسأل, وتجيب, وتحاضر في بيوت ألاخريات, وتلبي الدعوات, وشاء القدر أن ترجع لربوع وطنها بعد غربة دامت لسنوات, عادت لعراقها المجيد, عراق الخير, والكرامة, عادت لارض النجف الغراء المحتضنة, الى أطهر ضريح وهو ضريح ألإمام علي(ع), عادت لبيتها, لدفئها, عادت لزوجها الصابرعلى فراقها, عادت لتعانق كل حضناً فقدها, عادت لذكريات تركتها رغما عنها, ولاحداثاً لم تنسيها اياها غربتها, عادت لتنير نفس الطريق الذي أنارته بالغربة, لكن كيف؟ إزاء نظام صدام وقهره, كيف ستعلن دعوتها ورسالتها؟ والعيون تراقب, لم تعرف المستحيل بل أن إيمانها اعطاها القوة لتكمل مشوارها العقائدي, فقامت تعقد جلسات خفية تقتصرعلى نساء معدودات جدا تبلغهن لتنشط عقولهن, وقلوبهن, ليتجاوزن الصعب ولينشئن نشأة أهل البيت(ع), محطمات بذالك قوة الشر قاهرات الشيطان بتمسكهن بقيم أهل البيت ألاحرار, واستمرت الجلسات, والمحاضرات, وجلسات تدريس القرأن, وكتب أهل البيت, وأخذت الجلسه تتوسع أيضا بالخفاء, وبالسر كل ذلك من أجل الفوز برضى الرحمن الشكور فكان الحضور يزداد, والدعوة تتجدد, وفي يوماً أتت سيدة في الثلاثين من عمرها, تزهوا بدنياها, وشبابها, عصرية الهيئة, جميلة الشكل, مبتسمة للحياة, منفتحة للعيش, بإسترخاء أتت تسمع نداء تلك الشفاء الغناء, فإذا بها تدنوا منها وتسرح بفكرها نحوها, وتحوم بجوار إيمانها, فاسترسلت شفاها بالسؤال, وعقلها بألانتباه, وقلبها بالتسليم, ثم عادت لبيتها تحدث زوجها عن روعة أداء تلك السيدة, وعن تمسكها بتلك العقيدة فهنيئاً لها, ما ضمرته في قلبها, هكذا حدثت زوجها وهي تنظر في المرأة فترى نفسها قد تاهت بين عالمها العالق بسراب الملذات, وبين عالم المبلغة العائدة من دنيا الغربة, كيف وأنها قد عانت ما عانت من ألألام والفراق, كيف وهي ما تحمل من أوجاع قد سلكت سلوك الزهراء(ع), وجندت نفسها لتكون حليفة لها في خدمتها وخدمة أباها رسول الله(ص), فأستنشطت الرغبه لتلك الشابة في قلبها, وعقلها, لتكون عابده جارية لعبادة الرحمن وسائرة نحو ألإيمان بعقيدة جديدة متأثرة بما وجدته من نعيم وإسترخاء ونيل البركة في خطى الفاطميات, فكان العهد على نفسها للخضوع لدنيا حقيقية تبتدئها على أيدي تلك السيدة الفاضلة فقررت المثول لدرب الرحمن لتجتاز سراطاً مستقيماً فواكبت على حضور الجلسات وأكثرت من أسئلة تنشط وتبعد طريقها وكأن الطريق نفس الطريق في الخفاء في بيت تلك السيدة الشابة مستعينة بزوجها الذي أهداها بركته على منهجها الجديد ففتحت بابها واستقبلت زوارها بالسر بسبب الخوف من صدام وأنصاره, وكان جهادها كبير حقاً عليها, فكان زوجها الوحيد العالم بسرها الوحيد, حتى أن والدة زوجها التي تسكن معها لم تعلمها, حتى أهلها لم تعلمهم بطريقها الجديد المبارك, خوفا من ألأفشاء بسرها والكلام, فكان الكلام بينها وبين حاضريها ألألغاز, وكان يطلق على الكتاب المقرر دراسته بفستان لونه يكون لون غلاف الكتاب وأسترت بهذا الحال لمده طويلة, وهي تناضل وتحاضر وتدرس دون علم أقرب مقربيها هذا هو نضال المرأة العراقية المؤمنة الورعة التقية التي جعلت من تضحياتها ونضالها كتابة تدرس قيم الوفاء والحب وألإيمان لما فيه من قوة وعزم وصبر يهد الجبال, ويبني أسوار النجاح والفوز بالجنان, وأستمر الحال هكذا الى أن حان اليوم الموعود وهو يوم السقوط وأنتهاء حقبة زمنية غابرة قابرة ظالم
_في زمناً تكابلت به ألاحداث المريره وألاهات الصامته, وبعد طول صبراٍ, وبعد حزماً وجزماً, دارت الدنيا دورتها ورمت بمن أثقل كاهلها لتنهض من جديد معلنتا بدء عاماً جميلً, فاتحة أبوابها لأشراقة ولادة ناطقة بالحرية, بالتكاتف, بالمساواة, فها هي العراقية تفتح من جديد ذراعيها لتحتضن دنياها, بأوراقها الغناء, بحنانها المتدفق, بأنسانيتها الرائعه, بعملها المثمر, ها هي تعلن بدء المسير بعد سباتاٍ حزين أنزل به الطاغوت صدام بستار المراره وألاوجاع, والكتمان, كل ضحكاتها والوانها وافكارها ليبيد بإنزاله الحرية, والرأي, وألانسانية, وبعد سقوطاً لا رجعة فيه, ها هي تنهض من جديد لتورد للدنيا بأناملها, وشفافيتها, وأعمالها, التي ارادت من خلالها أن تنير دربها ومن حولها, فقامت بكل ما تسطيع لتقوم بحياة صادقة, فدخلت ساحة الحرية, والمساواة, ونشرت دعوة أنسانية للنهوض وأعلان المسؤلية ففتحت أبواب عقلها وقلبها لتستقبل أفكاراً, وتطرح أفكاراً, دخلت مجالات العمل دخلت كل ركناٍ من أركان الحياة, وأخذت تعلن عن وجودها, الذي لم يستطع الطاغية أخماده, حيث كان للحركة النسائية دور فعال في مجالات الحياة ولكن بشكلٍ سري يخطن خطواتهن بكل حذرٍ وترقب كيلا يقعن فريسة لأفواهاٍ شرسه, فالعراقيات ناضلن منذ ألازل من أجل تحقيق ذاتهن وتحقيق العدل, وأعلا كلمة الحرية, وفتح ألايدي التي تكبلت بقيود القدر, والشد من عزيمتهن, والنهوض بهن لمستقبل واعد لافقاٍ واسع, مستلهمين عزمهن من سيدة نساء الكون والعالمين فاطمة الزهراء(ع), بضعة الرسول الأكرم فمن منه لا يعرف فاطمة وهي السيدة التي وقفت بوجه من عاداها وعاده الأسلام, بإعلاء كلماتها التي كانت كسهام تطلق, لتصيب كل داء, فهي عندما تقف تخاطب الناس أجمع, نستمد منها القوى والعزيمة على تحدي الصعاب وتجاوز المحن بكل ثبات, فقد خطت خطى ألاسلام وتشبثت بأخلاق أبيها, وصبر زوجها, لتحيا وتنهض ثورة عارمة صادقة بوجه طغاة إستهدفوا ألاسلام وهزعموده النبوي, فوقفت صارخة بخطب معروفة بوقعها وأثرها على كيان المسلمين جاعلة من كلماتها جرس يرن ليفيق كل غافلاٍ عن صحوة ضمير, فكان لدورها أثر نفسي على نساء العرب, فقد أستمدوا منها الصبر, والقوى, والعزم, على السير بخطاها من أجل إحياء العدل وثبات ألاسلام, ومن هنا برز صوت نسوي عربي عراقي أخر, في زمن قاهر أخر, وهو زمن إمبراطور الشر, وسفاح ألانفس, صدام حسين, لعنه الله بعدد كل قطرة دم نزفت بيده, وبعدد كل دمعة عين ذرفت بسببه, وبعدد كل لحظة حزن إرتسمت على كل شفاه, فمن يا ترى تلك السيدة الجليله سليلة النبي(ص), التي وقفت بكل عنفوان ضد الظلم إنها السيدة العلويه نور الهدى وأنا حين أذكرها أقف بكل إحترام ووقار لشخصيتها العظيمةو فهي لم تكترث لكونها إمرأة ضعيفة, بل شأت أن تقف وقفة تهز بها العقول, والقلوب فقد إستمدت قواها وعومها من شخص الزهراء(ع), فأدارت وجهها لطريق العلم والتعليم, فبذلت كل جهدها من أجل تثقيف نفسها, وتثقيف ألاخريات, فاتجهت للتدريس, وتثبيت ألإيمان في نفوس الصغيرات ليحيين مسلمات تقيات ورعات صادقات اللهجة محبات للخير ترشدهن وتعلمهن السير نحو العفة, والشرف, والحذواو بحذاها ثم إتجهت لطريق أخر تنير به القلوب, وتهدف من خلاله زرع بذرة الحب ألألاهي لقارأتها اللواتي جعلن من كلماتها العذبة مفتاح يفتح لهن نوراً بإسم, وهو نور ألاراده والتضحيه وبذل ألانفس من أجل الوصول الى أعلى وأرقى سبل العيش, والوصول الى بر ألامان بالفوز, وبألأخره ونعيمها, ولم يكن هذا فقط هو وقع كتاباتها على قارأتها بل إنها عن طريق أسلوبها ألادبي القصصي أنضجت عقول ألاخريات وفتحت لهن أبواب الفكر, وألادب, فسارن على خطاها التربوي وألادبي, ولم تقف نور الهدى على هذا فقط, بل جعلت من وقارها وحجابها وعفتها وسكون حركاتها وتربيتها الدينية المستمدة من أخلاق البيت الفاطمي قوى أخرى بوجه ألاعداء, فقامت تخطب وتهدف من أجل النهوض والوقوف أمام غول عصرها, وغول كل ألازمنة, فأدخلت صوتها كل بيت, وكلماتها لكل أذن, وحشمتها كل قلبا, فنهضت وأنهضت معها كل محبيها ومقلديها والسائرين على دربها, فخرجت للشارع لتبداء رحلة نضال جديدة فصرخت بأعلى قيمها, وأرقى معتقداتها, رافعة شعار الحريه, وإستبادت الظلم والعيش بكرامة فما كان مو وقع ثورتها إلا ألأعتقال وزجها في ظلمات الظلم, والحكم عليها بالموت, وخفي أثرها وأثر قبرها للملأ أجمع, وهذا من أجل إخماد صوتها, فقد حييت وماتت على خطى الزهراء, لكن هيهات أن يسكتوها, فصوتها في كل مكان يزرع الصبر, ويحصد ألامل فلم تقف العراقية بوجه أستباحت صوتها, بل سارت على أثره بشكل يسوده الحذر.....الحذر, ليس هو الخوف من الموت, وإنما لكي تبقي بصوتها, وصوت إخواتها, ليحيين مدى الدهر, لمواجهة الظلم, والقسوة, فكانت ألاصوات الخافته تعلوا البيوت وألاماكن النسائية وألازقة وتلك الجلسات المختصرة أصوات خافته تخفي بداخلها أوجاعاً, وألاماً, وقدرة, وعزيمة, لتبني مستقبلاً جديداً مملوء بالحب, والخير, والتمسك بالمعتقدات الدينيه ألاسلامية, يسوده الشرعيه ألألاهيه, والتربيه الربانيه,لكن ألأعين تتربص, وألأذان تسمع, وألأيدي تكبل, والقلب يقسوا, والظلم يقرر, والموت يدنوا, فتموت وتموت كل من علت بهمة ألأسلام, والوقوف ضد الظلم, ويكون مصيرها الموت, لكن لا لن نقف مكبلي ألايدي, ومسدلي العينين, بل صرخاتهن وظلمهن قد شدو من عزيمتنا, ولم يستطيعوا أن يهبطوا من قدرتنا, على تحمل المصاعب والنوائب, والخطوا للصواب, فكان الدور للأجيال القادمة فها هو صوت أخر, قلب وعقل أخر, تفتح مجلسها بدعوة أخرى, أنها سيدة قد ظلمت دون سبق علما فكان ذنبها إنها خرجت لتودع قريبة لها مسفرة جبراً وغصباً لدولة أخرى ذهبت تودعها وتودع تلك ألإيام والليالي التي قضتها معا, تستشهد بذلك بقصصا جمعتهن معاً فأخذت الدموع تذرف على مجريات حياتهن التي ستصبح ذكرى بعد فراقهن فأتت تودع أيام وسنين سارت بهن ليقفن بعدها هذا الموقف, وعند لحظة الوداع والسلام, لم تعد لبيتها, ولزوجها, ووطنها, وأحبائها, وجيرانها, أنها رحلت مع قريبتها أيضا جبراً فقد كانت جريمتها أنها أتت لها فلن يبالون الطغاة بتوسلاتها ورجائها منهم أن يتركوها تعود لربوع حياتها لم يبالوا لبكائها, بل إنهم زجوها مع باقي المسفرات والمرحلات عن أوطانهن فرحلت لدنيا غريبة عنها عالم مجهول لها تاركةً بأحلامها بأشواقها وبحبها وبكل ما تملك وما ملكت من دنياها تاركتاً عنوة راحله الى عالمٍ مظلمٍ بعينها عالم كيف سيدور بها, والى أين سيأخذها, فبدأت رحلة جديده رحلة عذاب طويلة وشاقة فإلى أين الهروب من قدرٍ وظلماٍ سفك بها, فمرت ألايام والسنين دون جدوى من لقاء أحبة قد فرقتهم قوة الجبابرة, قوة الطاغية, صدام لم يكن أمامها سوى الصبر, وألإيمان, والتوكل على الله الباري, فكانت تستلهم هذا من محاضرات كانت تحضرها وكانت مأوى لها لعذابها لقسوة الومن عليها, فأخذت تسترشق ألامل وألإيمان وتحمل القدر المكتوب من شفاها نذرت نفسها للرب, وللدعوة ألإسلامية تحث فيها على تزكية النفس وإستلهام العبر من أولى ألألباب مستشهدة بذلك بصبر الزهراء والعقيلة فكانت حركات شفاه المبلغات تقتحم قلبها وتغزوا عذاباتها لتمكنها من فتح ذراعيها لقدراً كتب لها ليمتحن صبرها, فقامت بعلوا هامتها وببسمة تطلقها لقلوب تائهات في بلاد الغربة قد تغربن عن وطنهن وعانين الويل بسبب قساوة من إستكبر على الملا أخذ بشخصه لطريق الشيطان راما بكل أسهم ألإجرام التي لديه لكل أبناء وطنه تاركهم يعانون الفراق, والحزن, والمرض, والفقر, واليأس دون ذنباً مقترف, سوى إعلان كلمة الحق, وزهق الباطل الذي إحتواه, وبسبب ضعفه وخوفه من الحق أخذ يقتل ويهتك ويشرد ويسجن كل من يقف أمامه, وليس هؤلاء فقط بل تجاوز حتى على المسكين الذي لا حول ولا قوة له فكل من يراه أمامه ينال من حظه العاثر من شروره, وأستمرت الحياة هكذا فئة تقتل, وفئة تناضل بالخفاء, وبدأت السيدة المغتربة نضالها بتبليغها للناس أجمع دعوتها ألأسلامية, وأخذت على عاتقها إقامت جلسات توعية دينيه وفكرية وعقائدية وقامت تدرس, وتدرس, وترشد, وتسأل, وتجيب, وتحاضر في بيوت ألاخريات, وتلبي الدعوات, وشاء القدر أن ترجع لربوع وطنها بعد غربة دامت لسنوات, عادت لعراقها المجيد, عراق الخير, والكرامة, عادت لارض النجف الغراء المحتضنة, الى أطهر ضريح وهو ضريح ألإمام علي(ع), عادت لبيتها, لدفئها, عادت لزوجها الصابرعلى فراقها, عادت لتعانق كل حضناً فقدها, عادت لذكريات تركتها رغما عنها, ولاحداثاً لم تنسيها اياها غربتها, عادت لتنير نفس الطريق الذي أنارته بالغربة, لكن كيف؟ إزاء نظام صدام وقهره, كيف ستعلن دعوتها ورسالتها؟ والعيون تراقب, لم تعرف المستحيل بل أن إيمانها اعطاها القوة لتكمل مشوارها العقائدي, فقامت تعقد جلسات خفية تقتصرعلى نساء معدودات جدا تبلغهن لتنشط عقولهن, وقلوبهن, ليتجاوزن الصعب ولينشئن نشأة أهل البيت(ع), محطمات بذالك قوة الشر قاهرات الشيطان بتمسكهن بقيم أهل البيت ألاحرار, واستمرت الجلسات, والمحاضرات, وجلسات تدريس القرأن, وكتب أهل البيت, وأخذت الجلسه تتوسع أيضا بالخفاء, وبالسر كل ذلك من أجل الفوز برضى الرحمن الشكور فكان الحضور يزداد, والدعوة تتجدد, وفي يوماً أتت سيدة في الثلاثين من عمرها, تزهوا بدنياها, وشبابها, عصرية الهيئة, جميلة الشكل, مبتسمة للحياة, منفتحة للعيش, بإسترخاء أتت تسمع نداء تلك الشفاء الغناء, فإذا بها تدنوا منها وتسرح بفكرها نحوها, وتحوم بجوار إيمانها, فاسترسلت شفاها بالسؤال, وعقلها بألانتباه, وقلبها بالتسليم, ثم عادت لبيتها تحدث زوجها عن روعة أداء تلك السيدة, وعن تمسكها بتلك العقيدة فهنيئاً لها, ما ضمرته في قلبها, هكذا حدثت زوجها وهي تنظر في المرأة فترى نفسها قد تاهت بين عالمها العالق بسراب الملذات, وبين عالم المبلغة العائدة من دنيا الغربة, كيف وأنها قد عانت ما عانت من ألألام والفراق, كيف وهي ما تحمل من أوجاع قد سلكت سلوك الزهراء(ع), وجندت نفسها لتكون حليفة لها في خدمتها وخدمة أباها رسول الله(ص), فأستنشطت الرغبه لتلك الشابة في قلبها, وعقلها, لتكون عابده جارية لعبادة الرحمن وسائرة نحو ألإيمان بعقيدة جديدة متأثرة بما وجدته من نعيم وإسترخاء ونيل البركة في خطى الفاطميات, فكان العهد على نفسها للخضوع لدنيا حقيقية تبتدئها على أيدي تلك السيدة الفاضلة فقررت المثول لدرب الرحمن لتجتاز سراطاً مستقيماً فواكبت على حضور الجلسات وأكثرت من أسئلة تنشط وتبعد طريقها وكأن الطريق نفس الطريق في الخفاء في بيت تلك السيدة الشابة مستعينة بزوجها الذي أهداها بركته على منهجها الجديد ففتحت بابها واستقبلت زوارها بالسر بسبب الخوف من صدام وأنصاره, وكان جهادها كبير حقاً عليها, فكان زوجها الوحيد العالم بسرها الوحيد, حتى أن والدة زوجها التي تسكن معها لم تعلمها, حتى أهلها لم تعلمهم بطريقها الجديد المبارك, خوفا من ألأفشاء بسرها والكلام, فكان الكلام بينها وبين حاضريها ألألغاز, وكان يطلق على الكتاب المقرر دراسته بفستان لونه يكون لون غلاف الكتاب وأسترت بهذا الحال لمده طويلة, وهي تناضل وتحاضر وتدرس دون علم أقرب مقربيها هذا هو نضال المرأة العراقية المؤمنة الورعة التقية التي جعلت من تضحياتها ونضالها كتابة تدرس قيم الوفاء والحب وألإيمان لما فيه من قوة وعزم وصبر يهد الجبال, ويبني أسوار النجاح والفوز بالجنان, وأستمر الحال هكذا الى أن حان اليوم الموعود وهو يوم السقوط وأنتهاء حقبة زمنية غابرة قابرة ظالم