وقصته لا تبدو حلوة السرد بقدر ما تبعث على الألم والحزن وتشاركه بها نحو 10 آلاف عائلة بحرينية.
هل يمكن أن تعيش 4 عوائل مكونة من 30 فردا في 5 "صنادق" خشبية يطلق عليها اسم "بيت" مجازا؟ البيت يقع في "الهملة"، وحين تدخله يستقبلك صوت العصافير داخل شبه اقفاص ممزوجا بغثاء الخراف.
قابلنا ناصر بابتسامة محببة قبل أن يقول:
- هذا البيت كان ملكا لابي ورثته عنه، وكلما كبر أحد ابنائي اسكنته في صندوق خشبي على أمل ان تساعدني وزارة الاسكان في الحصول على سكن. وقبل 30 عاما قدمت أول طلب "اسكان" وجاءني الرد غريبا، فقد قالوا لي: انك فلاح وهي مهنة "حرة" والقانون لا يسمح بأن نعطي أصحاب المهن الحرة بيوتا الا بشهادة راتب. وظل الامل يراودني الى ما قبل 8 أشهر حين قالوا لي بالحرف الواحد: لقد اجتزت 60 عاما والقانون يرفض اعطاء سكن لما فوق الستين!
وكان لابد ان نسأل: هل السكن الذي يفترض أن يحمي الأب وعائلته من التشرد مرتبط بسن معين، ولماذا كبار السن الذين هم أحق من غيرهم في الحصول على مأوى لا يشملهم قانون السكن؟ لم يستطع ناصر أن يجيب فهو نفسه مستغرب من هذا القانون.
ويضيف ناصر: لم اجد مكانا غير هذا المكان "واشار بيده نحو صندقة اسمنتية هذه المرة" لابني فيه حماما نستعمله جميعنا، ولكن المشكلة التي واجهتني هي بعده عن غرفة "الوالدة" التي تعدت 80 عاما ولا تستطيع ان تقطع كل هذه المسافة بين غرفتها والحمام ما اضطرها إلى الاقامة في بيت اختها.
ناصر يعمل الآن في احدى الشركات ويتقاضى 120 دينارا... سألناه: كيف تعيش يا "أبومحمد"؟ فلم يجب بل ذهب مسرعا إلى صندقته الخشبية وخرج بعد قليل يحمل فاتورة الكهرباء والماء، وقال: تحمل هذه الفاتورة مبلغ 250 دينارا، وأتذكر أن آخر مبلغ دفعته كان 40 دينارا في مثل هذا الوقت من السنة الماضية لاني ببساطة لا أملك ما ادفعه حتى ولو كان مبلغا بسيطا.
ناصر الذي يبلغ من العمر الآن 63 عاما اضطر الى اقناع ابنه محمد بترك الدراسة لكي يعمل ويساعده، ومحمد يعمل الآن في احدى شركات المقاولات براتب 150 دينارا.
وسألنا "محمدا": كيف تدبر امورك؟ فأجاب
- الحمد لله، المهم اني أساعد والدي وليست لدي التزامات اخرى كالزواج مثلا.
ونعرف ان محمدا مضرب عن الزواج رغم انه تعدى 25 عاما وحين تسأله عن السبب يجيب باستحياء: كيف اتزوج وانا لا املك حماما... املك الحمام وبعدها افكر بإكمال نصف ديني.
ويبدو ان مشكلة الحمام التي جعلت الجدة تهجر البيت بسببه سيكون سببا آخر امام محمد ليمنعه من الزواج، ويبدو انه ليس بالمنظور القريب ان يتمكن هو او والده من بناء حمام اضافي.
ويبدو ان هذه العائلة مازال يملك افرادها مزاجا لتربية البلابل فقد علقوا امام كل غرفة خشبية قفصا يحمل زوجين من البلابل البحرينية.
وعلق "عبدالله" اصغر اولاد "ناصر" "12 عاما": "استاذ، هذه البلابل ما تحتاج الى حمام"، وعبدالله في الصف السادس ابتدائي ينام مع اخوانه الاربعة في غرفة واحدة، اما وقت المذاكرة فهو في النهار فقط، وليس من المعقول كما يقول ان يذاكر الاخوان الخمسة في غرفة واحدة وفي الوقت نفسه... فاخوه علي يقول: قسمنا الوقت بحيث نذاكر بالتناوب.
واخيرا لدى ناصر ولد آخر عاطل عن العمل وبنت جامعية تعتمد عليه في التنقل وهو ينتظر رحمة الاسكان.
وصلة جريدة الوسطhttp://www.alwasatnews.com/topic.asp...ate=05-22-2005
وصلة أخرى مع الصور http://www.alwasatnews.com/pdf.asp?m...-22-2005&old=0صفة 16 فيها صور البيت كله
ايه هذا حال الشيعة مو بس بيت جدي يعينك الله يعمي ناصر
تحياتي
هل يمكن أن تعيش 4 عوائل مكونة من 30 فردا في 5 "صنادق" خشبية يطلق عليها اسم "بيت" مجازا؟ البيت يقع في "الهملة"، وحين تدخله يستقبلك صوت العصافير داخل شبه اقفاص ممزوجا بغثاء الخراف.
قابلنا ناصر بابتسامة محببة قبل أن يقول:
- هذا البيت كان ملكا لابي ورثته عنه، وكلما كبر أحد ابنائي اسكنته في صندوق خشبي على أمل ان تساعدني وزارة الاسكان في الحصول على سكن. وقبل 30 عاما قدمت أول طلب "اسكان" وجاءني الرد غريبا، فقد قالوا لي: انك فلاح وهي مهنة "حرة" والقانون لا يسمح بأن نعطي أصحاب المهن الحرة بيوتا الا بشهادة راتب. وظل الامل يراودني الى ما قبل 8 أشهر حين قالوا لي بالحرف الواحد: لقد اجتزت 60 عاما والقانون يرفض اعطاء سكن لما فوق الستين!
وكان لابد ان نسأل: هل السكن الذي يفترض أن يحمي الأب وعائلته من التشرد مرتبط بسن معين، ولماذا كبار السن الذين هم أحق من غيرهم في الحصول على مأوى لا يشملهم قانون السكن؟ لم يستطع ناصر أن يجيب فهو نفسه مستغرب من هذا القانون.
ويضيف ناصر: لم اجد مكانا غير هذا المكان "واشار بيده نحو صندقة اسمنتية هذه المرة" لابني فيه حماما نستعمله جميعنا، ولكن المشكلة التي واجهتني هي بعده عن غرفة "الوالدة" التي تعدت 80 عاما ولا تستطيع ان تقطع كل هذه المسافة بين غرفتها والحمام ما اضطرها إلى الاقامة في بيت اختها.
ناصر يعمل الآن في احدى الشركات ويتقاضى 120 دينارا... سألناه: كيف تعيش يا "أبومحمد"؟ فلم يجب بل ذهب مسرعا إلى صندقته الخشبية وخرج بعد قليل يحمل فاتورة الكهرباء والماء، وقال: تحمل هذه الفاتورة مبلغ 250 دينارا، وأتذكر أن آخر مبلغ دفعته كان 40 دينارا في مثل هذا الوقت من السنة الماضية لاني ببساطة لا أملك ما ادفعه حتى ولو كان مبلغا بسيطا.
ناصر الذي يبلغ من العمر الآن 63 عاما اضطر الى اقناع ابنه محمد بترك الدراسة لكي يعمل ويساعده، ومحمد يعمل الآن في احدى شركات المقاولات براتب 150 دينارا.
وسألنا "محمدا": كيف تدبر امورك؟ فأجاب
- الحمد لله، المهم اني أساعد والدي وليست لدي التزامات اخرى كالزواج مثلا.
ونعرف ان محمدا مضرب عن الزواج رغم انه تعدى 25 عاما وحين تسأله عن السبب يجيب باستحياء: كيف اتزوج وانا لا املك حماما... املك الحمام وبعدها افكر بإكمال نصف ديني.
ويبدو ان مشكلة الحمام التي جعلت الجدة تهجر البيت بسببه سيكون سببا آخر امام محمد ليمنعه من الزواج، ويبدو انه ليس بالمنظور القريب ان يتمكن هو او والده من بناء حمام اضافي.
ويبدو ان هذه العائلة مازال يملك افرادها مزاجا لتربية البلابل فقد علقوا امام كل غرفة خشبية قفصا يحمل زوجين من البلابل البحرينية.
وعلق "عبدالله" اصغر اولاد "ناصر" "12 عاما": "استاذ، هذه البلابل ما تحتاج الى حمام"، وعبدالله في الصف السادس ابتدائي ينام مع اخوانه الاربعة في غرفة واحدة، اما وقت المذاكرة فهو في النهار فقط، وليس من المعقول كما يقول ان يذاكر الاخوان الخمسة في غرفة واحدة وفي الوقت نفسه... فاخوه علي يقول: قسمنا الوقت بحيث نذاكر بالتناوب.
واخيرا لدى ناصر ولد آخر عاطل عن العمل وبنت جامعية تعتمد عليه في التنقل وهو ينتظر رحمة الاسكان.
وصلة جريدة الوسطhttp://www.alwasatnews.com/topic.asp...ate=05-22-2005
وصلة أخرى مع الصور http://www.alwasatnews.com/pdf.asp?m...-22-2005&old=0صفة 16 فيها صور البيت كله
ايه هذا حال الشيعة مو بس بيت جدي يعينك الله يعمي ناصر
تحياتي

تعليق