إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سوء الاخلاق

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سوء الاخلاق

    سوء الأخلاق

    من الناس من يستخفّه الغضب، ويستنهضه النصب، ويخرجه الكد عن حاله، والجوع والعطش عن عادته، فتراه - في الأغلب - عابس الوجه كاشراً، وكاسف اللون باسراً، فيتهجّم في وجه زوجه، وينهر ولده، ويجبه صديقه، ويهرّ في وجه وديده، فيكون كما قال الشاعر:

    فأقبل مغتاظاً كأني واتر***له ذو كلاح باسر الوجه قاطبه

    فإن أصابته سيئة عبس وبسر، وإن ألمّ به مرض كلح واكفهر، وإن نيل منه سبّ وشتم، وإن سأل منه سائل زبره، وإن طلب طالب منه شيئاً نهره، وإن جاع لم يُكلّم، وإن غضب لم يُفهم، يصيح صياح المجانين، ويلغم لغم البعير إذا هاج، فصديقه منه في تعب، وأهله منه في نصب، ولو اقتعد مقعداً رفيعاً، أو صار رئيساً مطاعاً - فالعياذ بالله منه - يلقى مراجعيه ببسارة، ويطرد مرؤوسيه بتجبه، ولو فر منه فار إلى بعض المجاهل، لم يكن ملوماً.

    وبالعكس من هذا، الحليم الرزين، والحصيف المتين، والبشوش الضحوك، فأهله يلقون منه بشراً، وأصدقاؤه ظرافة، يتهلل للسؤال، ويهتز فرحاً بالنزال، ويرى الرائي فيه دماثة وبشاشة، والطالب إشراقاً وهشاشة، فنفسه منه في راحة، والناس في كنفه كأنهم في واحة، يكثر صديقه، ويقل عدوه، ويتسع جانبه، ويضأل مجانبه.

    ولو سبرنا أغوار الناس لوجدناهم أحد اثنين: إما أن يكون سيئ الأخلاق طبعاً، وهم قليلون وعليهم أن يفكروا في ما تجلب عليهم أخلاقهم هذه، من الويلات، وجشوبة الحياة، ثم يلتزموا البشاشة والتهلل في كل حركة وسكون، وقيام وقعود، وجيئة وذهاب، حتى يكون التخلق خلقاً، والتطبع طبعاً، والفضيلة ملكة، فإن النفس كالصفحة، إذا نقشت فيها عكوس وتصاوير، صعب زوالها، لكنها لو عولجت بأدوية ومحلولات، أزيلت، وأمكن أن ينقش فيها نقش آخر، ويلوّن بلون غير الأول، وربما كان سوء الخلق من جراء مرض، أو ضعف عصب، فاللازم أن يعالجه معالجة المرضى، ويراجع الأطباء.

    وأما أن يكون انتحل سوء الخلق انتحالاً، وادعاه ادعاءً، فهو يقطب وجهه، مع أن نفسه بخلاف ذلك، ويسبّ عرسه، مع أن ضميره يخالفه، ويضرب وخلده لا يرضى، ويرفس وفؤاده ينهى، فليعلم أنه لو كان صاحب مقام وجاه، ومنصب ومرتبة، فسوء الخلق لا يرفعه بل يضعه، ولا يُسميه بل يخفضه، ولا يزيده عزاً وشرفاً، ولا رتبة وجاهاً، وكثيراً ما يوجب سوء خلقه إنزاله عن منصته، وزحزحته عن كرسيه، فإنه لا يفتأ مقطباً حتى يملّه مراجعوه، فيسعون في قلعه، كي يجلس مجلسه غيره، ممن يهش ويبش، ويتهلل ويشرق، ويطيب الكلام، ويكثر الاحترام.. وإن كان من أوساط الناس، فليعلم أنه لابد له من العيش بين بني نوعه: من زوج وولد، وصديق وعشير، وحبيب وخليل، وبائع ومشتر، وكلما رأى هؤلاء منه كلاحاً وبسراً، تفرقوا عنه وانفضوا من حوله، فلا يبيع له بائع، ولا يشتري منه مشتر، ويملّه خليله، ويبرم منه وديده، ويستثقله أهله وولده، حتى يصبح فريداً يفر منه حتى ظله، كيوم ولدته أمه، ولو أطاب المقال، واختار الخلق الأمثل، أحبه الناس، قريبهم وبعيدهم، كبيرهم وصغيرهم، فيتألق نجمه، ويكثر أودّاؤه، ويستريح باله، ويقتبل أحواله.. وإن كان من أداني الطبقات، فلا يجمع إلى سفل المحتد، وجهالة الأصل، وخمول الذكر، وسوء الأخلاق، وبذاءة اللسان وقبح الغضب، وسيئ الأدب.

    وكما أن رُقيّ الفرد وانحطاطه، بحسن الخلق وضده، كذلك رقي الأمة وانحطاطها بهما، فكل أمه تحسن أخلاقها، وتطيب أعراقها، تكون راقية، تفتخر بها الأمم، ويزدهر بها التاريخ، يقول شوقي:

    وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت***وإن هم ذهبت أخلاقهم، ذهبوا

    وكل أمة، تسيء أخلاقها، فهي أمة منحطة، لا يذكرون إلا بسب، ولا يذكرهم التاريخ إلا بحقارة.

    العاشقة

  • #2
    رد : سوء الاخلاق

    السلااااااااام عليكم ورحمه الله وبركاته

    مشكووووووووره العاشقه على الموضوع الجميل

    ويعطيك الف عافيه


    جك جك

    تعليق


    • #3
      رد : سوء الاخلاق

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      التحلي بمكارم الاخلاق
      ولا يكتمل ايمان المرء حتى تكتمل لديه مكارم الاخلاق، فانها تجليات ايمانه بالله ومعرفته بأسمائه الحسنى، وقد جاء في الحديث:
      1- عن ابي عبد الله عليه السلام أنه قال: المؤمن له قوة في دين، وحزم في لين، وايمان في يقين، وحرص في فقه، ونشاط في هدى، وبر في استقامة، وعلم في حلم، وكَيْس (شكر) في رفق، وسخاء في حق، وقصد في غنـى، وتحمل في فاقـة، وعفو في قدرة، وطاعـة لله في نصيحة، وانتهاء في شهوة، وورع في رغبة، وحرص في جهاد، وصلاة في شغل، وصبر في شدة، وفي الهزاهز وقور، وفي المكــاره صبور، وفي الرخاء شكور، ولا يغتاب ولا يتكبر، ولا يقطع الرحـم، وليس بواهن ولافظ ولا غليظ ولا يسبقه بصره، ولا يفضحه بطنه، ولا يغلبه فرجه، ولا يحسد الناس، ولا يقتِّر، ولا يبذِّر، ولا يسرف، ينصر المظلوم، ويرحم المسكين، نفسه منه في عناء والناس منه في راحة، لا يرغب في عز الدنيا ولا يجزع من ذلها، للناس هَمٌّ قد اقبلـوا عليه، وله هَمٌّ قد شغله، لا يرى في حلمه نقص ولا في رأيه وهن، ولا في دينه ضياع، يرشد من استشاره، ويساعد من ساعده ويكيع عن الخنا والجهـل . (535)
      2- روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه جاء جبرئيل فقال: يا رسول الله ان الله ارسلني اليك بهدية لم يعطها احداً قبلك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله ماهي؟ قال: الصبر واحسن منه، قال: وما هو؟ قال: الرضا واحسن منه، قال: وما هو؟ قال: الزهد واحسن منه، قال: وماهو؟ قال: الاخلاص واحسن منه، قال: وما هو؟ قـال: اليقين واحسن منه، قال: قلت: وما هو يا جبرئيل؟ قال: ان مدرجة ذلك التوكل على الله عـز وجـل، فقلت: وما التوكل على الله ؟ قال: العلم بان المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع، واستعمال اليأس من الخلق، فإذا كان العبد كذلك لا يعمل لأحد سوى الله ولم يرج ولم يخف سوى الله، ولـم يطمع في احد سوى الله، فهذا هو التوكل، قلت: يا جبرئيل فما تفسـير الصبر؟ قال: تصبر في الضراء كما تصبر في السراء وفي الفاقة كما تصبر في الغنى، وفي البـلاء كما تصبر في العافية، فلا يشكو حاله عند المخلوق بما يصيبه من البلاء، قلت: فما تفسير القناعة؟ قال: يقنع بما يصيب من الدنيا، يقنع بالقليل ويشكر اليسير، قلت: فما تفسير الرضا؟ قال: الراضي لا يسخط على سيده اصاب من الدنيا ام لا يصيب منها، ولا يرضى لنفسه باليسير من العمل. قلت: يا جبرئيل فما تفسير الزهد؟ قال: يحب من يحب خالقه، ويبغض من يبغض خالقه، ويتحرج من حلال الدنيا، ولا يلتفت الى حرامها، فان حلالها حساب، وحرامها عقاب ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه، ويتحرج من الكلام كما يتحرج من الميتة التي قد اشتد نتنها، ويتحرج عن حطام الدنيا وزينتها كما يتجنب النار ان يغشاها، وان يقصر امله، وكأن بين عينيه اجله. قلت: يا جبرئيل فما تفسير الاخلاص؟ قال: المخلص الذي لا يسأل الناس شيئاً حتى يجد وإذا وجد رضي، وإذا بقى عنده شيء اعطاه في الله، فان لم يسأل المخلوق فقد اقرّ لله بالعبودية، وإذا وجد فرضي فهو عن الله راض، والله تبارك وتعالى عنه راض، وإذا اعطى الله عز وجل فهو على حد الثقة بربه. قلت: فما تفسير اليقين؟ قال: المؤمن يعمل لله كأنه يراه، فان لم يكن يرى الله فان الله يراه، وان يعلم يقيناً ان ما اصابه لم يكن ليخطيه، وما اخطأه لم يكن ليصيبه، وهذا كله اغصان التوكل ومدرجة الزهد . (536)
      3- قال الامام أبو عبد الله عليه السلام : كان امير المؤمنين عليه السلام يقول : نبه بالفكر قلبك، وجاف عن الليل جنبك، واتق الله ربك . (537)
      4- وقال الحسن الصيقل : سألت أبا عبد الله عليه السلام عما يروي الناس ؛ تفكر ساعة خير من قيام ليلة ، قلت : كيف يتفكر ؟ قال : يمر بالخربـة او بالدار فيقول: اين ساكنوك ؟ اين بانوك ؟ مالك لا تتكلمين. (538)
      5- كتب هارون الرشيد الى أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: عظني وأوجز . فكتب اليه: ما من شيء تراه عينك إلاّ وفيه موعظة . (539)
      6- جاء رجل الى الصادق عليه السلام فقال: يابن رسول الله اخبرني عن مكارم الاخلاق، فقال: العفو عمن ظلمك، وصلة من قطعك، واعطاء من حرمك، وقول الحـق ولو علــى نفسـك. (540)
      7- عن عبد الله بن سنان، عن رجل من بني هاشم قال: اربع من كن فيه كمل اسلامه وان كان من قرنه الى قدمه خطايا لم ينقصه؛ الصدق، والحياء، وحسن الخلق، والشكر
      مع تحيــ عيون الهندسة الصناعية ــات

      تعليق


      • #4
        رد : سوء الاخلاق

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        شكرا لك ااخي على ماتقدمه لنا في هذا المنتدى

        اتمنى منك العطاء والمزيد من هذه المشاركات

        تحياتي

        تعليق

        مواضيع تهمك

        تقليص

        المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
        المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
        المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
        المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
        المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
        يعمل...
        X