السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
اذا كنت تقارأ الشيطان تستطيع من خلال اقواله الواردة في الايات الكريمة بالمصحف الشريف ان تعرف مدى تقديسه وخوفه من الله
00 لماذا التطرق لهكذا موضوع وما الهدف منه 00
تمر علينا شخصيات ومواقف لا يمكن لنا كقارئين للقران ان نمررها دون التوقف عندها كونها امور تبعث على الحيرة في نفوسنا ونحن نداوم على قرأتها وباستمرار
من هذه الامور هي علاقة الشيطان ( ابليس ) بالله
منزلته
اسباب خروجه من الجنة
تمنياته على الله جلت قدرته
انفراده بعملية الاغواء
رفضه الاتهامات وتوجيه اللوم عليه في الاتباع والاغواء من بني البشر
أحلامه واماله
استثنائه لفئة معينه من مما يقوم به من إغواء
كل هذه تسائلات يتسائلها من يمر بالايات ذات العلاقة
من هنا بدأت التحليل لمجريات الاحداث المصاحبة للأمور المذكور
ورغم اننا نحتاج للأستناد بألايات انما لا يعني اننا نعني بهذا الاستناد
التفسير او القول بما لا نعرف
كان اعتراض أبليس وعدم امتثاله للأوامر الالهية بالسجود هو بداية لتسلسل الاحداث التي نود التطرق اليها
اشارة الاية 00وإذقلنا للملائكة اسجدوا لأدم الا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين
بهذا الرفض للاوامر الالهية يكون ابليس قد اصبح من الكافرين حسب الاية انفة الذكر
ما يثير الدهشة لدينا
ان ابليس ورغم انه ابى واستكبر الا انه ايضا بعد ذالك حفظ في نفسه التقديس لله سبحانه هذا التقديس تلازم مع خوف شديد وتأكيد من قبله على أن عذاب الله شديد وهذا مذكور واشارت اليه أكثر من ايه
انه بهذا يأكد تصديقه بالعذاب وان الكفر التي اشارت اليه الاية هو كفر خارج عن نطاق التصديق بألوهية الرب ووحدانيته اي كفر ليس شمولي
لذالك ودليلا على هذا ما اشارت اليه هذه الاية
كمثل الشيطان اذ قال للأنسان اكفر فلما كفر قال اني برىء منك اني اخاف الله رب العالمين
والكفر يختلف عن عدم التصديق فمن يخاف الله يعني ان كفره كفر معين اي بأمور معينه
والشيطان عبَدَ الله 6000 الاف عام
هذه العبادة الصادقة أنذاك أهلته لأن تحظى تمنياته على الله بالقبول
يوم قال أنظرني الى يوم يبعثون
وقد نال هذا المطلب
وهنا امر يبعث على العجب حقيقة انما هذا الامر يأكد مدى احترام وخوف ابليس من الله
يتبين من خلال أسلوب المخاطبة
اذا يقول وعزتك لأغوينهم أجمعين
ثم من خلال هذا القسم يستثني ابليس فئة معينة من بني البشر
اذا قال الاعبادك منهم المخلصين
يتضح لنا وبشكل جلي ان ابليس حين أستثنى هذه الفئه فئة المخلصين المتمثله في الانبياء والأئمة عليهم افضل الصلاة والسلام انما هذا الاستثناء جاء من منطلق علم ومعرفة بذوات هذه الانفس والا ما الذي جعل منه أستثناء هذه الفئة بالذات
كما ان ابليس تميز من خلال ما اتيح له ان ينفرد بعملية الاغواء اذ جعلها الله عملا حصريا على ابليس حيث يستطيع ان يتغلغل ويتسلل لنفوس بني البشر
ورغم ان هذه الامور ما كانت لتتم لولا ان الله أذن بذالك الا انها تعني للقارىء البسيط حين يتفكر فيها كم ان الله جلت عظمته يود ان يبقى عمل الانسان ذا قيمة
اذا ما كان اتي بها في ظل ظروف احاطتها عملية الاغواء
رغم كل هذه المجريات ورغم ان أبليس يعترف بالاغواء بقوله لأقعدن اليهم صراطك المستقيم
الا أنه ايضا لا يقبل ويعترض على تحميله المسؤلية من بني البشر ويرفض اللوم وياكد على خوفه من الله بل يحذر من مغبة اتهام بني البشر له
وهذا نجده في هذه الاية
وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عيكم من سلطان الا ان دعوتكم فستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي اني كفرت بما أشركتموني اباه 00الخ
يعني هذا
ان ابليس دائما ما يوجه اللوم الى بني البشر ويبرىء نفسه ودائما ما يقول إلا انه لا يملك الا سلطان الدعوة وان تلبيتها من قبل بني البشر يجب ان تعود باللوم على أنفسهم كما انه يرفض كل الاتهامات حين يقول اني كفرت بما أشركتموني
غرابة وحيرة تجعلك فيها هذه الشخصية
طبعا لا يسعنا ان نتطرق لكل ما تضعه هذه الشخصية من تسائلات انما ارجوا ان تكون الوقفة مع هذه الشخصية مفيدة لنا ونحن نقرا القرأن ونتدبره فالتدبر في القرأن ليس خط احمر كما يعتقد البعض
كلما تعمقت في فهم او حاولت فهم ما تقرا كلما زادت معرفتك بربك وعظمته
نسئل الله التوفيق للجميع
مع وقفة أخرى وشخصية من القران الكريم انتظرونا
تحياتي
تعليق