الفراغ الروحي ::::::::::::
--------------------------------------------------------------------------------
بسمه تعالى
----------------------------------------
اللهم إني أسألك حبك و حب أهل بيتك الطيبين الطاهرين صلوات ربي عليهم أجمعين
قال الإمام الصادق عليه السلام
حبّ الله إذا أضاء على سرّ عبد أخلاه عن كل شاغل وكل ذكر سوى الله عند ظلمة .
والمحبّ أخلص الناس سرّا لله وأصدقهم قولاً وأوفاهم عهداً وأزكاهم عملاً
وأصفاهم ذكراً وأعبدهم نفساً تتباهى الملائكة عند مناجاته وتفتخر برؤيته
وبه يعمر الله تعالى بلاده وبكرامته يكرم عباده يعطيهم إذا سألوا بحقه
ويدفع عنهم البلايا برحمته فلو علم الخلق ما محله عند الله ومنزلته لديه
ما تقرّبوا إلى الله إلا بتراب قدميه .
--------------------------------------------------------
روي أنّ في العرش تمثالاً لكلّ عبدٍ فإذا اشتغل العبد بالعبادة رأت الملائكة تمثاله
وإذا اشتغل بالمعصية أمر الله بعض الملائكة حتى يحجبوه بأجنحتهم
لئلا تراه الملائكة فذلك معنى قوله عليه الصلاة والسلام
" يا من أظهر الجميل ، وستر القبيح " .
-------------------------------------------------------
إن مشكلة الفراغ النفسي تعد من أكثر أمراض العصر شيوعاً، وإن تظاهر المصاب به أنه
سعيد في حياته، ساعياً وراء الملهيات التي هىأشبه بالمخدر الذي ينسيه واقعة كلما رجع
إلى نفسه، ليرى فيها فراغاً قاتلاً، وذلك لعدم اعتماده على ما يمكن الركون إليه من:
أنيس صادق في الخارج، أو حقيقة مشرقة في الباطن !.
إن للناس طرقاً شتى في ملئ الفراغ الروحي لديهم ، والعنصر الجامع بين كل هذه الصور
الشاغلة هو: التبدل والتغير في أفراد تلك الصورة من ناحية ، وعدم البقاء من ناحية أخرى..
فكل محبوب في الوجود إما في طريقه إلى: الأفول التدريجي، أو الزوال الدفعي.. ومن هنا
لو تأمل العاقل، لرأى أن السبيل متعين في الارتباط بالمطلق، الذي لا يعتريه تغير ولا زوال.
إن هذه الحقيقة لا يمكن إنكارها وهي: أن النفس لا يمكنها أن تعيش في الفراغ، فهي تحتاج
دائماً إلى ما تسكن إليه، فان لم يكن حلالاً أو حقاً، التجأت إلى الباطل.. ولهذا لزم على المؤمن
أن يسارع في سد هذا الفراغ، ومن الواضح أن العبد عاجز بنفسه من ملئ ذلك، لأن رياح
الأهواء تسوقه - رغم انفه - إلى زاوية معينة، فكان لا بد من اللطف الإلهي في سد مثل
ذلك الفراغ.. وقد ورد في دعاء الحسين (ع): أنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبائك،
حتى لم يحبوا سواك.. ماذا وجد من فقدك، وما الذي فقد من وجدك؟ .. لقد خاب من رضى دونك بدلا !.
إن البعض يحصر الحب الإلهي في جو رومانسي شاعري، فتراه يهيم في ذلك الحب على مستوى
الادعاء، والحال أن الأمر يحتاج إلى إثبات صادق له في ساحة الحياة، فما قيمة الحب الذي
حبس بين شغاف القلب من دون أن يسري إلى الخارج؟ .. ومن هنا قيل أن من أهم خواص
الحب هو: السريان في كل ما يتعلق بالمحبوب .. فتأمل في هذا النص النبوي: اللهم إني أسألك
حبك، وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك أحب إليّ من نفسي وأهلي ...
إن محبة ما هو غائب عن الحواس - وإن أمنا به إيماناً جازماً - يبدا بشيء من التكلف، ولكن
مما يوجب تحويل ذلك من التكلف إلى ما يطابق المزاج، ومن الإدعاء إلى الصدق:
هو استمرارية الذكر القلبي، إضافة إلى الالتزام العملي بالواجبات وترك المحرمات .. إذ
قد ورد في الحديث القدسي: ما تحبب إليّ عبدي بأحب مما افترضت عليه !!
إنّ أهل الدنيا كما يتلذذون بملذاتهم التي لا بقاء لها، فإن ولى الله يصل إلى درجة يستنقص
عندها لائذ أهل الأرض، لما يعيشه من النعيم الباطني الذي لا يوصف.. وهذا المعنى يترشح
من دعاء الأمام الصادق (ع) حينما يقول: سيدي أنا من حبك جائع لا اشبع، أنا من حبك ظمآن
لا أروى، واشوقاه إلى من يراني ولا أراه !!
إن من آثار الحب الإلهي هو: بغض أعداء الله تعالى، إذ كيف يجتمع في قلب واحد حب حبيب
، وحب عدوه؟.. فإنه لا بد وأن يكذب في أحدهما.. إن القلب متى ما رأيته يميل إلى أعداء
الله تعالى، فاعلم أن هناك خللاً في أصل حبه لله تعالى .. فإن الدين كما رسم لنا الاحكام
العملية، فإنه جعل للقلب أحكاما تطبيقية .. وخير ما يعطي لنا هذه المعادلة هو قول
الإمام الصادق (ع): القلب حرم الله، فلا تسكن حرم الله غير الله!!
إن العبد ينتابه الذهول حينما يعلم أن حب الله تعالى له لا يقاس بحبه لله تعالى، وذلك لأن
حب العبد صادر من محدود، وحبه تعالى نابع من عالم اللامحدود .. وتصور بنفسك حال
سلطان أحب عبداً من رعيته حباً لا حدود له، فهل يبقى لهذا العبد فراغ ليأنس بسواه؟..
وهل يبقى أحد يخاف منه ليعيش حالة الرعب من أعدائه؟.. فاجعل هذا الحديث النادر
نصب عينك في الحياة، لتعلم ما الذي خسرته بعدم التعرف عليه، حيث يخاطب الله تعالى
نبيه داو ود قائلاً: ( وما أحبني أحد - أعلم ذلك يقيناً من قلبه - إلا قبلته لنفسي وأحببته
حباً لا يتقدمه أحد من خلقي.. من طلبني بالحق وجدني، ومن طلب غيري لم يجدني))
اللهم إني أسألك حبك و حب أهل بيتك الطيبين الطاهرين صلوات ربي عليهم أجمعين
--------------------------------------------------------------------------------
..الفراغ الروحي آفة يعيش في ظلها ابنائنا اليوم فكيف تمتلىء الروح كما يمتلئ البطن .. وكيف تزهر الروح بعدما كانت جذباء ..
أسألة تظل حائرة في عقل ابنائنا وبحاجة للإجابة فأين المجيب ؟؟دمتم موفقين
__________________
... ونسألكم الدعاء
تحياتى:::::::::
--------------------------------------------------------------------------------
بسمه تعالى
----------------------------------------
اللهم إني أسألك حبك و حب أهل بيتك الطيبين الطاهرين صلوات ربي عليهم أجمعين
قال الإمام الصادق عليه السلام
حبّ الله إذا أضاء على سرّ عبد أخلاه عن كل شاغل وكل ذكر سوى الله عند ظلمة .
والمحبّ أخلص الناس سرّا لله وأصدقهم قولاً وأوفاهم عهداً وأزكاهم عملاً
وأصفاهم ذكراً وأعبدهم نفساً تتباهى الملائكة عند مناجاته وتفتخر برؤيته
وبه يعمر الله تعالى بلاده وبكرامته يكرم عباده يعطيهم إذا سألوا بحقه
ويدفع عنهم البلايا برحمته فلو علم الخلق ما محله عند الله ومنزلته لديه
ما تقرّبوا إلى الله إلا بتراب قدميه .
--------------------------------------------------------
روي أنّ في العرش تمثالاً لكلّ عبدٍ فإذا اشتغل العبد بالعبادة رأت الملائكة تمثاله
وإذا اشتغل بالمعصية أمر الله بعض الملائكة حتى يحجبوه بأجنحتهم
لئلا تراه الملائكة فذلك معنى قوله عليه الصلاة والسلام
" يا من أظهر الجميل ، وستر القبيح " .
-------------------------------------------------------
إن مشكلة الفراغ النفسي تعد من أكثر أمراض العصر شيوعاً، وإن تظاهر المصاب به أنه
سعيد في حياته، ساعياً وراء الملهيات التي هىأشبه بالمخدر الذي ينسيه واقعة كلما رجع
إلى نفسه، ليرى فيها فراغاً قاتلاً، وذلك لعدم اعتماده على ما يمكن الركون إليه من:
أنيس صادق في الخارج، أو حقيقة مشرقة في الباطن !.
إن للناس طرقاً شتى في ملئ الفراغ الروحي لديهم ، والعنصر الجامع بين كل هذه الصور
الشاغلة هو: التبدل والتغير في أفراد تلك الصورة من ناحية ، وعدم البقاء من ناحية أخرى..
فكل محبوب في الوجود إما في طريقه إلى: الأفول التدريجي، أو الزوال الدفعي.. ومن هنا
لو تأمل العاقل، لرأى أن السبيل متعين في الارتباط بالمطلق، الذي لا يعتريه تغير ولا زوال.
إن هذه الحقيقة لا يمكن إنكارها وهي: أن النفس لا يمكنها أن تعيش في الفراغ، فهي تحتاج
دائماً إلى ما تسكن إليه، فان لم يكن حلالاً أو حقاً، التجأت إلى الباطل.. ولهذا لزم على المؤمن
أن يسارع في سد هذا الفراغ، ومن الواضح أن العبد عاجز بنفسه من ملئ ذلك، لأن رياح
الأهواء تسوقه - رغم انفه - إلى زاوية معينة، فكان لا بد من اللطف الإلهي في سد مثل
ذلك الفراغ.. وقد ورد في دعاء الحسين (ع): أنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبائك،
حتى لم يحبوا سواك.. ماذا وجد من فقدك، وما الذي فقد من وجدك؟ .. لقد خاب من رضى دونك بدلا !.
إن البعض يحصر الحب الإلهي في جو رومانسي شاعري، فتراه يهيم في ذلك الحب على مستوى
الادعاء، والحال أن الأمر يحتاج إلى إثبات صادق له في ساحة الحياة، فما قيمة الحب الذي
حبس بين شغاف القلب من دون أن يسري إلى الخارج؟ .. ومن هنا قيل أن من أهم خواص
الحب هو: السريان في كل ما يتعلق بالمحبوب .. فتأمل في هذا النص النبوي: اللهم إني أسألك
حبك، وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك أحب إليّ من نفسي وأهلي ...
إن محبة ما هو غائب عن الحواس - وإن أمنا به إيماناً جازماً - يبدا بشيء من التكلف، ولكن
مما يوجب تحويل ذلك من التكلف إلى ما يطابق المزاج، ومن الإدعاء إلى الصدق:
هو استمرارية الذكر القلبي، إضافة إلى الالتزام العملي بالواجبات وترك المحرمات .. إذ
قد ورد في الحديث القدسي: ما تحبب إليّ عبدي بأحب مما افترضت عليه !!
إنّ أهل الدنيا كما يتلذذون بملذاتهم التي لا بقاء لها، فإن ولى الله يصل إلى درجة يستنقص
عندها لائذ أهل الأرض، لما يعيشه من النعيم الباطني الذي لا يوصف.. وهذا المعنى يترشح
من دعاء الأمام الصادق (ع) حينما يقول: سيدي أنا من حبك جائع لا اشبع، أنا من حبك ظمآن
لا أروى، واشوقاه إلى من يراني ولا أراه !!
إن من آثار الحب الإلهي هو: بغض أعداء الله تعالى، إذ كيف يجتمع في قلب واحد حب حبيب
، وحب عدوه؟.. فإنه لا بد وأن يكذب في أحدهما.. إن القلب متى ما رأيته يميل إلى أعداء
الله تعالى، فاعلم أن هناك خللاً في أصل حبه لله تعالى .. فإن الدين كما رسم لنا الاحكام
العملية، فإنه جعل للقلب أحكاما تطبيقية .. وخير ما يعطي لنا هذه المعادلة هو قول
الإمام الصادق (ع): القلب حرم الله، فلا تسكن حرم الله غير الله!!
إن العبد ينتابه الذهول حينما يعلم أن حب الله تعالى له لا يقاس بحبه لله تعالى، وذلك لأن
حب العبد صادر من محدود، وحبه تعالى نابع من عالم اللامحدود .. وتصور بنفسك حال
سلطان أحب عبداً من رعيته حباً لا حدود له، فهل يبقى لهذا العبد فراغ ليأنس بسواه؟..
وهل يبقى أحد يخاف منه ليعيش حالة الرعب من أعدائه؟.. فاجعل هذا الحديث النادر
نصب عينك في الحياة، لتعلم ما الذي خسرته بعدم التعرف عليه، حيث يخاطب الله تعالى
نبيه داو ود قائلاً: ( وما أحبني أحد - أعلم ذلك يقيناً من قلبه - إلا قبلته لنفسي وأحببته
حباً لا يتقدمه أحد من خلقي.. من طلبني بالحق وجدني، ومن طلب غيري لم يجدني))
اللهم إني أسألك حبك و حب أهل بيتك الطيبين الطاهرين صلوات ربي عليهم أجمعين
--------------------------------------------------------------------------------
..الفراغ الروحي آفة يعيش في ظلها ابنائنا اليوم فكيف تمتلىء الروح كما يمتلئ البطن .. وكيف تزهر الروح بعدما كانت جذباء ..
أسألة تظل حائرة في عقل ابنائنا وبحاجة للإجابة فأين المجيب ؟؟دمتم موفقين
__________________
... ونسألكم الدعاء
تحياتى:::::::::
تعليق