السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فاطمة الزهراء عليها السلام على فراش الموت
لساعة الفراق الدائم لوعة في نفوس الأحبة
كل من لامس هذه التجربة ...
إنها آخر فرصة للقاء يتزود الحبيب بحبيبه
ثم يكون القضاء المحتم ......
وفي مثل هذه الساعة يكون الإنسان
أحوج مايكون إلى الاستقرار والهدوء
في حين أن الكثيرين يجزعون ويعتقلون
.................................................. ............................
أما الزهراء عليها السلام فانها وادعة مستقرة توصي الامام عليه السلام
بوصاياها ، فتطلب منه أن يدفنها ليلا ، ولايعلم أحدا بذلك ، كما رجته
أن لايسمح لمن آذاها وأسخطها بالصلاة عليها !
هاهي بنت محمد "ص" تفد على ربها راضية مرضية مطمئنة
فتطلب من " اسماء بنت عميس" أن تأتيها ببقية حنوط والدها
وتضعها عند رأسها وتغتسل هي أحسن مايكون من الغسل
ثم تتجسى بثوب لها ..... عند ذاك تطلب من " اسماء " أن تنتظرها هنيهة
ثم تدعوها فان اجابت والاتعلم انها قدمت على ربها ...
وتنتظرها اسماء هنيهة ثم تناديها فلم تجب فتنادي :
يابنت محمد المصطفى
يابنت اكرم من حملته النساء
يابنت خير من وطأ الحصى
يابنت من كان ربه قاب قوسين أو أدنى !
ويسود البيت سكون وهدوء فلا تسمع اسماء جوابا
لندائها فتكشف الثوب عن وجهها فااذا بها فارقت الدنيا
دخل الحسنان البيت وقالا: أين أمنا ؟
أمسكت أسماء عن الكلام .
فد خلا الغرفه فإذا هي هامدة لاحراك بها ، عند ذاك توجه الحسين
عليه السلام فقال : آجرك الله في الوالدة
كان الإمام عليه السلام قد خرج وقتئذ إلى الجامع لصلاة المغرب
فخرجا واخبراه بالكارثه
وماان سمع المام بذلك حتى غشي عليه ولما أفاق أخذ يقول :
بمن العزاء يابنت محمد
كنت بك أتعزى . ففيم العواء من بعدك ؟
وتضج المدينة ضجة واحدة للزهراء عليها السلام
ويقبل الجميع لتعزية علي والحسينين " عليهم الصلاة والسلام "
لكم الله يااولاد الزهراء ولئن كان لكم بوفاة الأب العظيم مصاب فادح
ورزء جلل ، ففي مصابكم بأمكم الطاهرة مالايقل فداحة !
وصبرا على قضاء الرب الجليل ورضى لرضاه
تعليق