
قال تعالى " فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب " يخاطب المولى عز وجل نبيه المصطفى (ص) في الآية الشريفة، والمراد كما ورد في التفسير: " إذا انتهيت من أداء أمر مهم فابدأ بمهمة أخرى، فلا مجال للبطالة والعطل، كن دائماً في سعي مستمرومجاهدة دائمة، واجعل نهاية أية مهمة بداية لمهمة أخرى ".
هذه الآية تحمل بين جنبيها عطاءً تربوياً ينبغي على الأبناء الاستفادة منه وهو الحرص على استثمار الوقت فإذا كان الرسول الأكرم (ص) هو أكمل المخلوقات فلا بد من الإقتداء به في هذا الجانب المهم بعد انتهاء فترة الدراسة، فالآية هنا تحثه (ص) على السعي المستمر وعدم الخلود إلى الراحة، ذلك إن عدم التخطيط لاستثمار وقت الفراغ في العطلة الصيفية وغيرها قد يحولها إلى عامل هدم وفساد كبير يلحق المجتمع الإسلامي ويهدد استقراره وأمنه.
وتنبيهاً للإنسان على أهمية الوقت فقد أقسم به المولى سبحانه في الكثير من الآيات:
"والليل، والفجر، والضحى، والعصر ..." ذلك أن الإسلام قد أولى الوقت الذي يمر على الإنسان اهتماماً بالغاً، فقد ورد عن الرسول الأكرم (ص) وهو يوصي أبا ذر: "يا أبا ذر كن على عمرك أشحً منك على درهمك ودنيامك" كما روي عن امير المؤمنين (ع): "ما نقصت ساعه من دهرك إلا بقطعة من عمرك ".
وأخطر ما سيواجهنا يوم القيامة هو السؤال عن أوقات حياتنا وكيف استثمرناها، وذها ما أكد عليه الرسول الأكرم (ص): لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما افناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله فيما انفقه ومن أين اكتسبه، وعن محبتنا أهل البيت"فماذا سيكون جوابنا للمولى عز وجل يوم القيامة ؟

أعزائي الأعضاء ..،،
اليوم اقتطفت لكم جزء من موضوع لسماحة السيد أسامة الحلواجي يتحدث فيه عن منهج الإسلام في استثمار الوقت.
الآن وفي عصرنا الحاضر كلنا نعرف مدى التطور والحداثه التي نعيشها مقارنة بالسابق، كتطور الأجهزة ووسائل الاتصالات ودخولنا لعالم الانترنت بأبوابه الشاسعه، فختلفت اهتمامات أشخاص كثيرون، أي وكما قال رسولنا الأكرم (ص) : " علّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل " ، وغيرها مما ذكر في روايات عدة من مهارات دعا لها ديننا الإسلامي بعيداً عمّا يغضب الله .
والآن نحن نتمتع بقضاء العطلة الصيفية، فمنا من سيختمها ببقطف ثمرة الجد والنجاح ومنا من هو عكس ذلك.
فلنرى آرائكم واستثماركم للوقت خلال العطلة الصيفية لتعم الفائدة للجميع بما يرضيه سبحانه عز وجل.

أرجو التفاعل
تحياتي
تعليق