تويت
بيان الأحرار:ديوان الشيخ حمد يدير لعبة القتل والاستبداد والطريق أصبح مفتوحا للانفكاك
بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------
ديوان الشيخ حمد يدير لعبة القتل والاستبداد والطريق أصبح مفتوحا للانفكاك والدخول في الحركة الشعبية
تمر الحركة المطلبية في البحرين بمنعطف جديد آخر، فالعائلة الخليفية تواصل كتابة تاريخها المخزي من جديد، فلا تزال تلاحق أبناء أوال الصامدين، ولا تتورع عن ضربهم والاستهانة بكرامتهم وعلى مرأى من العالم، كما حدث في يومي الأحد والجمعة الأسودين. إن العائلة الخليفية تعمل اليوم بكل الوسائل من أجل إحداث الانشقاق داخل الصفوف، ولم تتوقف مخابرات الخليفيين للحظة عن بث الشائعات والأكاذيب لكي تحاصر الحراك الشعبي المتنامي، وقد شاهد الجميع أن المخطط الخليفي يستهدف القضاء على العنفوان الشعبي الذي فضح أكاذيبه وعرّى مشاريعه التخريبية في أوساط الناس وفي المحافل والمنظمات الدولية. وكما خرج شعبنا من محن الماضي العسيرة، فإنه سيمضي إلى الأمام شامخاً، لا تعوقه المؤامرات الخليفية ولا ترهبه همجية المرتزقة وقوات الصاعقة الجبناء، فالجراح والعذابات التي حفرها المرتزقة المجرمين على الأجساد ستكون دافعا جديدا لاستمرار النهوض المطلبي، والبوح عاليا بخزي النظام وطابعه الدموي. لقد نطق الأستاذ عبد الهادي الخواجة بالحق المبين، والجراح الغائرة في جسمه النحيل لم تزده إلا إصرارا وبصيرة، فكان خطابه المدوي الذي أشار فيه إلى المسئول الحقيقي عما يحدث من جرائم وانتهاكات، فالشيخ حمد هو الذي يدير لعبة القتل في البحرين، وتاريخه الدموي ليس خافيا على ذاكرة الناس، فها هي الأوامر تصدر عن ديوانه لإنزال الضرب والاعتداء المهين على أبناء البحرين لثنيهم عن الاحتجاج السلمي، وها هو يزجّ بقواته العسكرية للانتقام من النشطاء والمطالبين بالحقوق، ولم يكن غريبا أن يتحرك هذا الديوان لكي يأمم المساجد ودور العبادة، كما أممت من قبل النوادي والمؤسسات الرياضية ومُنعت من المشاركة الوطنية. ذلك كله يأتي في سياق واحد مع مؤامرة الانقلاب على الدستور العقدي وجريمة التخريب الديموغرافي، فكلها مؤامرات تمت حياكتها في ديوان الشيخ حمد وبعناية مباشرة منه، فما الذي يستوجب عمله الآن؟
لقد سجّلت المعارضة موقفا متقدما عندما رفضت الانخراط في دستور 2002، واستطاعت أن تحافظ على ذاتها برفضها الدخول في المحرقة الخليفية، وقد كان المطلوب أن تزداد المعارضة قناعة بأن فكرة التغيير من الداخل التي يروجها النظام ووكلاؤه قد أثبتت الأيام أنها أكذوبة كبرى. ومع افتضاح النظام وانكشاف جرائمه، كان من المفترض أن تتقدم المعارضة إلى الأمام، وتعلن أكذوبة المشروع الإصلاحي برمته، والانفكاك خطابيا عن المفردات السلطوية التي كان يراد لها أن تكون معابر للتدجين والتخدير والتفريغ، ومع أن هذا الانفكاك ظل بطيئا ومحدودا ومبطنا، إلا أن الأحداث المتسارعة، والتأكد اليومي بأن ديوان الشيخ حمد ماضٍ في مؤامرة القتل والإرهاب وتعميم الاستبداد، كان كافيا للخروج من دائرة التردد وسياسة الانتظار وإعلان المفاصلة مع كلّ إفرازات مشروع التخريب والاستبداد الخليفي، وخوض معركة سياسية ووطنية شاملة لاسترداد الحقوق. ومع رضوخ نواب الشيخ حمد لإرادته وإقرارهم قانون الجمعيات، يصبح الباب مفتوحا لكي تستعيد المعارضة منهجيتها في العمل السلمي، وتمضي في اتجاه مناهضة واقع الاستبداد الشامل، وعدم الاعتراف بقوانين الأمر الواقع التي تفرضها العائلة الخليفية كل يوم، وتتخلص من كل أعباء الارتهان إلى مشروع التخريب وإكراهاته القسرية، وسوف تجد المعارضة مع هذا الطريق أنها الأقرب إلى إمساك الواقع السياسي والقدرة على تحريك الفعل المطلبي والاحتجاج ضد جرائم النظام ومؤامراته.
إن المعارضة، وخصوصا الامتداد الذي يعبر عنه تيار الانتفاضة وقاعدتها الشعبية، تملك الاستعداد المناسب لاستلام هذه المرحلة الجديدة من العمل الوطني والمطلبي، خصوصا مع الأجواء المطلبية المتقدّمة التي زرعتها الحراكات الشعبية في الأشهر الماضية، والتي أخذت بريقا لامعا في إدارة الاحتجاج المطلبي خارج الأطواق الخليفية وأطر الاستبداد المقنن، وأثبت هذا الحراك الشعبي المتحرر من هيمنة الاستبداد وقوانينه أنه أكثر فاعلية في التعبير المطلبي وأقدر على تحقيق الانجاز التراكمي، كما أنه قدم أمثلة حية على نضجه وحكمته العالية في ترسيخ منهجية العمل السلمي المقاوم كما يعبر الأستاذ عبد الوهاب حسين، وهي المنهجية التي يمكنها أن تكون مثمرة أكثر مع تحرر المعارضة من قيود النظام، والانطلاق في ساحة العمل الشعبي بلا كوابح إلزامية وبلا مخاوف داخلية.
إن هذا مفرق هام في تاريخ الحركة السياسية، وكل المعطيات يمكن أن تكون لصالح المعارضة والحركة الشعبية، وطبيعة هذه الظروف تتطلب مزيدا من التلاحم الشعبي، والاستهداف الموحد ضد النظام، والقناعة العملية بعدم جدوى المطالبة من خلال أدوات النظام وقيوده، والاستعداد الثقافي والميداني لحراك وطني يستثمر عطاءات الفعل الشعبي الأخير ويبني عليه المزيد، وما يملكه شعبنا من مخزون إيماني وتاريخ طويل من العطاء والتضحية وما يحفل به من خيرة الرموز المجاهدة والصابرة والثابتة على الحق رغم الأشواك والمنغصات، يفتح طريق شعبنا على أفق واسع من الأمل وتحقيق النصر المؤزر إن شاء الله. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) [محمد:7-8]
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار واجعل لهم قدم صدق عندك
حركة أحرار البحرين الإسلامية
22 يوليو 2005
منقوووول
تعليق