من وصايا ولي أمر المسلمين الخامنئي (حفظه الله) في شهر رجب المرجب
بسم الله الرحمن الرحيم
أذكركم أعزائي المشغولين بأمر الحراسة بأن شهر رجب قد حل.
وهو شهر التوجه نحو الله تعالى وعبادته.
كما إنه مقدمة من أجل الحصول على فوائد شهري شعبان ورمضان, فمن جرب الأنس بالله تعالى في هذا الشهر استعد للدخول في شهر شعبان صاحب الكثير من الفضائل.
وقد ورد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال (شعبان شهري) وهذا ليس معناه أن شهر شعبان مختص برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم), بل إن معناه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسعى ويجاهد كثيراً في سبيل عبادة الله في هذا الشهر, ففي دعاء شجرة النبوة الذي يُقرأ ظهر ومساء كل يوم من شعبان ورد (وهذا شهر نبيك سيد رسلك شعبان الذي حففته منك بالرحمة والرضوان الذي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يدأب في صيامه وقيامه في لياليه وأيامه) أي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحيي شهر شعبان بالصيام والقيام بصورة دائمة.
إذاً فشهر رجب شهر مبارك؛ ويختلف عن شهر جمادى الثانية, فرجب أفضل من حيث الصلاة والأذكار الخاصة به، فإذا كنا نقوم بعمل مستحب فعلينا بمضاعفته الآن وإن لم نكن نأتي به سابقاً فعلينا الشروع فيه الآن.
الحركة نحو الكمال:
لقد سبق وأن ذكرت للإخوة أعضاء الحراسة: إنكم مازلتم شباباً وعملكم يحتاج إلى التدين والإيمان بالله, فعليكم استغلال هذه الطاقة وبناء شخصيتكم في البعدين المعنوي والمادي.
فمن الجانب المعنوي يجب أن تتعبدوا وأن تهتموا كثيراً بالأحكام الإسلامية, سواء كانت واجبة أو مستحبة.
وكذلك البعد المادي يجب أن تبنوا أنفسكم, تعلموا الفنون المختلفة وخاصة تلك المرتبطة بعملكم كاستعمال السلاح.
إلا أن الأهم هو الجانب المعنوي فلا يجوز أن يضعف في أمثالكم أنتم الحراس, البعض يتصور أن عليه الاستمرار على أداء الأعمال التي كان يؤديها سابقاً, إلا أن الصحيح هو أن عليه الاستزادة من تلك الأعمال إن كانت صالحة كالصوم المستحب والصلاة المستحبة ومراقبة النفس في أعمالها وهي من أهم الوظائف.
وإن كانت تلك الأعمال غير صالحة فعليكم بذلك الجهد من أجل التخلص منها لأن النفس البشرية تسعى نحو الكمال ولمّا تعرف معنى التراجع والانتكاس.
إن التلوث بأصناف الفساد هو مما يهددكم, والفساد الذي يمكن أن يلوثكم أنتم الحراس ليس فقط الفساد الجنسي بل أيضاً الفساد السياسي, والفساد المالي, والفساد الأخلاقي, وإنني شديد الحساسية تجاهكم.
فممن الممكن الاصابة بأنواع الفساد لذا تجب الرقابة الذاتية فابدأوا بأنفسكم, كما يحب أن تكونوا حساسين تجاه الآخرين؛ فإذا وجد لديكم شخص منحرف فعليكم بالسعي لإصلاحه وهدايته ولا يجوز أن تكونوا مكتوفي الأيدي.
دعاء شهر رجب:
إن فريضة شهر رجب هو الدعاء لكونه شهر الله, فهو شهر ذكر الله ودعاءه, وشهر قراءة الزيارات، كما أن فيه أعمال كثيرة فدعاء (يا من أرجوه لكل خير) من الأدعية التي يُستحب قراءتها بعد كل صلاة واجبة في هذا الشهر ويمكن قراءته على نحوين.
الأول: مع التوجه للمفاهيم العظيمة المهمة التي يحتويها, وفي كل مرة يقرأه الإنسان بهذه الطريقة يزداد قرباً من الله تعالى.
والثاني: قراءته من دون التمعن في معانيه.
(يا من أرجوه لكل خير) أي أننا نأمل الثواب من كل خير عملناه, فالحراسة في سبيل الله والصلاة وقول الصدق وكل عمل إلهي فإننا نرجو الثواب من الله على عمله.
حلم الله:
(وآمن سخطه عند كل شر) أي أننا نلجأ إلى الله من سخطه عندما نقوم بعمل سيء.
أليس كذلك؟ إنه درس عندما أرى نفسي آمناً من غضب الله مع الأعمال التي آتي بها.
حقاً إن هاتين الكلمتين مناجاة كاملة, إنك حليم إنك صبور علينا لا تعجل بعذابك، إنها تبين العظمة الإلهية وخصائص العبد.
كرم الله تعالى:
(يا من يعطي الكثير بالقليل) أي أن جهاد هذا الشعب, ومظلومية الإمام (قدس سره), ودماء الشهداء وإيثار المجاهدين, والصبر والاستقامة في مقابل الشدائد كل ذلك يعتبر قليلاً إذا ما قيس بثواب وأجر الله تعالى.
(يا من يعطي مَنْ سأله) أي أن الله تعالى يعطي العبد ما سأله, إن كان صالحاً, فسنة عالم الخلق قائمة على ذلك حتى لو لم يتذكره العبد, ومن الممكن أن تتأخر الإجابة إلا أنها تحدث.
لقد كان البعض يقول لقد أكثرنا من الدعاء من أجل سقوط النظام البهلوي, إلا أنه لم يسقط, فكنت أجيبهم أن الإجابة لها وقت خاص, فعليكم بالصبر حتى ترون ذلك في وقته وفعلاً شاهدتم الإجابة.
العطاء من دون المسألة:
(يا من يعطي من لم يسأله) عندما أتينا إلى هذه الدنيا هل طلبنا من الله أن يعطينا حليباً؟ إلا أن الله تعالى أعطانا إياه.
نعم إنه ينعم حتى على من لم يسأل ولم يطلب.
إعطاء البعيدين:
(ومن لم يعرفه) كالكفار والملحدين, الذين لم يستفيدوا من المنطق لمعرفة الله (تحننا منه ورحمة) أي أنك تعطي برحمتك ومحبتك.
أفضل الدعاء:
(أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة).
إنكم تتصورون الخير في الكثير من الأمور, إلا أن الله يمنعها عنكم.
إن بعض النعم والثروة والمال والمنصب مضر بالشخص, والباري تعالى هو الذي يعلم ما يفيدكم, فإسئلوا الله تعالى أن يعطيكم الخير الذي يعلمه هو.
(وأصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة فإنه غير منقوص ما أعطيت وزدني من فضلك يا كريم).
هنا يأخذ سلام الله عليه بلحيته والدموع تجري من عينيه فيقول: (يا ذا الجلال والإكرام يا ذا النعماء والجود يا ذا المن والطول حرم شيبتي على النار).
لو أعطانا الله جميع النعم فلا فائدة منها ما لم يُحَرِّمْ أجسادنا على النار.
إذا قرأتم هذا الدعاء خمس مرات يومياً فتكونون أكثر قرباً من الله تعالى.
وفقكم الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
أذكركم أعزائي المشغولين بأمر الحراسة بأن شهر رجب قد حل.
وهو شهر التوجه نحو الله تعالى وعبادته.
كما إنه مقدمة من أجل الحصول على فوائد شهري شعبان ورمضان, فمن جرب الأنس بالله تعالى في هذا الشهر استعد للدخول في شهر شعبان صاحب الكثير من الفضائل.
وقد ورد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال (شعبان شهري) وهذا ليس معناه أن شهر شعبان مختص برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم), بل إن معناه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسعى ويجاهد كثيراً في سبيل عبادة الله في هذا الشهر, ففي دعاء شجرة النبوة الذي يُقرأ ظهر ومساء كل يوم من شعبان ورد (وهذا شهر نبيك سيد رسلك شعبان الذي حففته منك بالرحمة والرضوان الذي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يدأب في صيامه وقيامه في لياليه وأيامه) أي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحيي شهر شعبان بالصيام والقيام بصورة دائمة.
إذاً فشهر رجب شهر مبارك؛ ويختلف عن شهر جمادى الثانية, فرجب أفضل من حيث الصلاة والأذكار الخاصة به، فإذا كنا نقوم بعمل مستحب فعلينا بمضاعفته الآن وإن لم نكن نأتي به سابقاً فعلينا الشروع فيه الآن.
الحركة نحو الكمال:
لقد سبق وأن ذكرت للإخوة أعضاء الحراسة: إنكم مازلتم شباباً وعملكم يحتاج إلى التدين والإيمان بالله, فعليكم استغلال هذه الطاقة وبناء شخصيتكم في البعدين المعنوي والمادي.
فمن الجانب المعنوي يجب أن تتعبدوا وأن تهتموا كثيراً بالأحكام الإسلامية, سواء كانت واجبة أو مستحبة.
وكذلك البعد المادي يجب أن تبنوا أنفسكم, تعلموا الفنون المختلفة وخاصة تلك المرتبطة بعملكم كاستعمال السلاح.
إلا أن الأهم هو الجانب المعنوي فلا يجوز أن يضعف في أمثالكم أنتم الحراس, البعض يتصور أن عليه الاستمرار على أداء الأعمال التي كان يؤديها سابقاً, إلا أن الصحيح هو أن عليه الاستزادة من تلك الأعمال إن كانت صالحة كالصوم المستحب والصلاة المستحبة ومراقبة النفس في أعمالها وهي من أهم الوظائف.
وإن كانت تلك الأعمال غير صالحة فعليكم بذلك الجهد من أجل التخلص منها لأن النفس البشرية تسعى نحو الكمال ولمّا تعرف معنى التراجع والانتكاس.
إن التلوث بأصناف الفساد هو مما يهددكم, والفساد الذي يمكن أن يلوثكم أنتم الحراس ليس فقط الفساد الجنسي بل أيضاً الفساد السياسي, والفساد المالي, والفساد الأخلاقي, وإنني شديد الحساسية تجاهكم.
فممن الممكن الاصابة بأنواع الفساد لذا تجب الرقابة الذاتية فابدأوا بأنفسكم, كما يحب أن تكونوا حساسين تجاه الآخرين؛ فإذا وجد لديكم شخص منحرف فعليكم بالسعي لإصلاحه وهدايته ولا يجوز أن تكونوا مكتوفي الأيدي.
دعاء شهر رجب:
إن فريضة شهر رجب هو الدعاء لكونه شهر الله, فهو شهر ذكر الله ودعاءه, وشهر قراءة الزيارات، كما أن فيه أعمال كثيرة فدعاء (يا من أرجوه لكل خير) من الأدعية التي يُستحب قراءتها بعد كل صلاة واجبة في هذا الشهر ويمكن قراءته على نحوين.
الأول: مع التوجه للمفاهيم العظيمة المهمة التي يحتويها, وفي كل مرة يقرأه الإنسان بهذه الطريقة يزداد قرباً من الله تعالى.
والثاني: قراءته من دون التمعن في معانيه.
(يا من أرجوه لكل خير) أي أننا نأمل الثواب من كل خير عملناه, فالحراسة في سبيل الله والصلاة وقول الصدق وكل عمل إلهي فإننا نرجو الثواب من الله على عمله.
حلم الله:
(وآمن سخطه عند كل شر) أي أننا نلجأ إلى الله من سخطه عندما نقوم بعمل سيء.
أليس كذلك؟ إنه درس عندما أرى نفسي آمناً من غضب الله مع الأعمال التي آتي بها.
حقاً إن هاتين الكلمتين مناجاة كاملة, إنك حليم إنك صبور علينا لا تعجل بعذابك، إنها تبين العظمة الإلهية وخصائص العبد.
كرم الله تعالى:
(يا من يعطي الكثير بالقليل) أي أن جهاد هذا الشعب, ومظلومية الإمام (قدس سره), ودماء الشهداء وإيثار المجاهدين, والصبر والاستقامة في مقابل الشدائد كل ذلك يعتبر قليلاً إذا ما قيس بثواب وأجر الله تعالى.
(يا من يعطي مَنْ سأله) أي أن الله تعالى يعطي العبد ما سأله, إن كان صالحاً, فسنة عالم الخلق قائمة على ذلك حتى لو لم يتذكره العبد, ومن الممكن أن تتأخر الإجابة إلا أنها تحدث.
لقد كان البعض يقول لقد أكثرنا من الدعاء من أجل سقوط النظام البهلوي, إلا أنه لم يسقط, فكنت أجيبهم أن الإجابة لها وقت خاص, فعليكم بالصبر حتى ترون ذلك في وقته وفعلاً شاهدتم الإجابة.
العطاء من دون المسألة:
(يا من يعطي من لم يسأله) عندما أتينا إلى هذه الدنيا هل طلبنا من الله أن يعطينا حليباً؟ إلا أن الله تعالى أعطانا إياه.
نعم إنه ينعم حتى على من لم يسأل ولم يطلب.
إعطاء البعيدين:
(ومن لم يعرفه) كالكفار والملحدين, الذين لم يستفيدوا من المنطق لمعرفة الله (تحننا منه ورحمة) أي أنك تعطي برحمتك ومحبتك.
أفضل الدعاء:
(أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة).
إنكم تتصورون الخير في الكثير من الأمور, إلا أن الله يمنعها عنكم.
إن بعض النعم والثروة والمال والمنصب مضر بالشخص, والباري تعالى هو الذي يعلم ما يفيدكم, فإسئلوا الله تعالى أن يعطيكم الخير الذي يعلمه هو.
(وأصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة فإنه غير منقوص ما أعطيت وزدني من فضلك يا كريم).
هنا يأخذ سلام الله عليه بلحيته والدموع تجري من عينيه فيقول: (يا ذا الجلال والإكرام يا ذا النعماء والجود يا ذا المن والطول حرم شيبتي على النار).
لو أعطانا الله جميع النعم فلا فائدة منها ما لم يُحَرِّمْ أجسادنا على النار.
إذا قرأتم هذا الدعاء خمس مرات يومياً فتكونون أكثر قرباً من الله تعالى.
وفقكم الله تعالى
تعليق