إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صفات الامير

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صفات الامير

    مع الإمام القائد: ميزان العدالة في صفات أمير المؤمنين (ع)


    --------------------------------------------------------------------------------

    إنّ حياة أمير المؤمنين(ع) أشبه ما تكون بمحيط لا يتيسّر للمرء الاحاطة بكل آفاقه بنظرة واحدة أو حتى عبر دراسة طويلة؛ فمن حيثما تنظر إلى هذه الشخصية تجدها تنطوي على عجائب جمّة، ولا مبالغة في هذا أشير إلى خصلة تتصف بها حياة أميرالمؤمنين(ع) أعبر عنها بتوازن شخصيته. كان أمير المؤمنين (ع) اعجوبة في اتزانه الشخصي، صفات متضادّة ومتخالفة قد اجتمعت في شخصيته بشكل جميل، حتى اضحت بذاتها وجوداً جميلاً. لا يجد الإنسان مثل هذه الصفات قد اجتمعت في أحد، لكنها قد اجتمعت في أمير المؤمنين (ع) بكثرة وسعة.‏

    _ الرأفة والحزم‏‏

    هناك مثلاً الرأفة والرقة وهي لا تنسجم مع الحزم والصلابة. لكن عطف ورأفة ورقة أمير المؤمنين (ع) كانت حقاً في ذراها العليا التي قلما يبلغها إنسان عادي. فالذين يساعدون المساكين ويتفقدون العوائل الفقيرة كثيرون، إلاّ أنّه الشخص الوحيد الذي كان يؤدي هذا العمل في عهد وفترة حكومته واقتداره وتسلطه. لم يكن يقتصر على تقديم العون المادّي فحسب بل يذهب إلى هذه العائلة، ويتحدث مع هذا الشيخ، ويجلس م

    ع هذا الضرير، ويلاطف هذا الصغير ويأنس بهم ويدخل البهجة إلى قلوبهم ويقدم لهم العون.‏

    هذه الرأفة والرقة في شخصية أمير المؤمنين جعلت إحدى الشخصيات الكبرى في ذلك العصر يقول: طالما رأيت أمير المؤمنين(ع) يطعم اليتامى العسل باصبعه حتى لوددت ان أكون يتيماً.‏

    وفي قضية النهروان حين عزم جماعة من المتعصبين وذوي الفهم الخاطئ على زعزعة حكمه لأسباب واهية كان ينصحهم ويحاججهم ويرسل لهم الرسل والوساطات، ويقدم لهم العون، ولكن من غير جدوى. وفي ختام المطاف، وحتى حينما اصطف الجيشان للقتال قدم لهم النصيحة وأرشدهم ولكن لما لم يكن جدوى قرر انتهاج الحزم، فأعطى الراية لأحد أنصاره وقال: كل من انضوى تحت هذه الراية إلى الغد فهو آمن، أما البقية فلهم السيف. كان عددهم اثني عشر ألفاً فانضم ثمانية آلاف منهم تحت الراية. وبقي منهم أربعة آلاف يصرّون على مقاتلته فلما رأى اصرارهم على قتاله عزم على قتالهم، وأخبرهم انه لن ينجو منهم عشرة. فحاربهم واقتتلوا وأهلك الباقين أجمعين.‏

    لاحظوا كيف تجسدت هذه الخاصية في أمير المؤمنين (ع) بهذا الشكل الجميل؟ مع ما أوتي من تلك الرأفة نراه يقف بصرامة ازاء فئة منحرفة تنتهج أسلوباً مقيتاً وملتوياً وتقتل الأبرياء.‏

    _ الحكومة والورع‏‏

    المثال الآخر هو ورعه وحكومته. الورع يعني اجتناب كل ما يحتمل فيه الكراهية. ولكن كيف ينسجم هذا مع الحكومة؟ هل يتسنى للإنسان أن يكون ورعاً إلى هذا الحد وهو في الحكم؟ فنحن الآن في الحكم نشعر بأهمية وجود مثل هذه الخصلة لأنّ الإنسان وهو في الحكم يتعامل مع قضايا عامّة وينفّذ قوانين، ولكن قد يكون في هذا القانون ظلم لإنسان في مكان ما. والشخص المكلف بتنفيذ القانون بشر أيضاً وقد يسي‏ء تطبيق القانون. فكيف يتأتى للمرء التزام الورع في كل هذه التفاصيل الجزئية التي تستعصي على الاحاطة بها ؟ لهذا يبدو في الظاهر ان الحكومة والورع لا يجتمعان. إلاّ أن أميرالمؤمنين جمع غاية الورع مع أقوى حكومة. وهذا مما يثير العجب.‏

    لم يكن يجامل أحداً؛ فإذا استشعر من والٍ ضعفاً وأحس أنه لا يناسب هذا العمل عزله.‏

    _ القوة والمظلومية‏

    المثال الآخر هو قوّته ومظلوميته. هل كان ثمة رجل في عصره أقوى منه، أو له مثل تلك القوة الحيدرية؟ لم يتحدَّ علياً أحد ولم يجرؤ أحد على ادعاء ذلك حتى آخر حياته. نفس هذا الإنسان كان أكبر أهل زمانه مظلومية والأكثر ظلامة منهم. بل ويقال وهو قول صحيح لعله أكبر إنسان مظلوم في تاريخ الإسلام. ان القوة والمظلومية شيئان لا يجتمعان؛ فالمتعارف ان الأقوياء لا يُظلمون، غير أن أمير المؤمنين (ع) ظُلم.‏

    ل الزهد والاعمار‏

    المثال الآخر هو الزهد والاعمار، فأميرالمؤمنين (ع) كان مثلاً في زهده واعراضه عن الدنيا، ولعل أبرز أو أحد أبرز مواضيع نهج البلاغة هو الزهد. وهو في نفس الحال كان طوال فترة السنوات الخمس والعشرين بين وفاة الرسول وتسلّمه الخلافة ينفق من ماله الخاص في أعمال العمران، فكان يزرع البساتين ويحفر الآبار، ويشق الأنهار، والمدهش انه كان يتصدق بكل ذلك في سبيل اللّه.‏

    لا بأس ان نعلم ان أميرالمؤمنين كان أكثر الناس عائدات في عصره، وقد نقل عنه انه قال: ان صدقتي لو وزعت على بني هاشم لوسعتهم. لكن هذا الإنسان الثري كان يعيش حياة فقيرة على أشد ما يكون من الفقر؛ لأنه كان ينفق كل تلك الثروة في سبيل اللّه.‏

    _ العدل‏‏

    المثال الآخر هو عدل علي بن أبي طالب. حينما نقول إنّ علياً (ع) كان يتصف بخصلة العدالة يتبادر إلى الاذهان انه أقام العدالة الاجتماعية بين الناس. وهذا صحيح، إلاّ ان العدل الأسمى هو الاتزان »بالعدل قامت السموات والأرض«، أي التوازن في الخلقة. وكلمة )الحق( تعطي نفس هذا المعنى. فالعدل والحق هما في نهاية الأمر شي‏ء واحد، ولهما معنىً واحد وحقيقة واحدة. وكل خصائص أمير المؤمنين (ع) مظهر للعدل والاتزان فكل ما هو جميل تجده قائماً في موضعه المناسب وفي غاية الجمال.‏

    _ الاستغفار‏

    من الخصائص الأخرى لدى أمير المؤمنين (ع) الاستغفار؛ إذ كان للدعاء والتوبة والانابة والاستغفار حيّز واسع في حياة أميرالمؤمنين. فهو (ع) كان يقاتل ويعبئ الجيوش، ويسوس شؤون دولة كانت تعتبر من أكبر الدول يومذاك وقد حكمها مدّة تناهز خمس سنوات فالدولة التي حكمها كانت تضم حوالى عشرة بلدان وهذا السلطان الواسع بكل ما يستلزمه من جهود ومساعٍ كان أمير المؤمنين يديره بكل جدارة، إضافة إلى ميادين الحرب وادارة الشؤون الاجتماعية للمسلمين، والقضاء بين الناس والمحافظة على حقوق أبناء المجتمع، كانت أعمالاً كبرى ومهمة وتتطلب عملاً ومثابرة وتستحوذ على وقت الإنسان برمّته. وفي مثل هذه المواقف يقول الإنسان المحدود ببعد واحد: إنّ دعائي وعبادتي هو هذا، فأنا أعمل في سبيل اللّه لكن أميرالمؤمنين لم يقل هذا، بل كان يؤدي تلك الأعمال، ويعبد أيضاً

  • #2
    رد : صفات الامير

    السلام عليكم
    اشكرك بوهيثم على هذا الموضوع
    مواضيع دائما روعه وجميله ومفيده
    اتمنى لك التوفيق
    ونرى منك المزيد
    مع تحيــ عيون الهندسة الصناعية ــات

    تعليق


    • #3
      رد : صفات الامير

      شكرا عيون الهندسة الصناعية على المتابعة

      اتمنى ان تكون قد استفدت من هذه المواضيع ، واتمنى منك ايضا ان ترى الصورة السلبية لما اكتب فانا اريدك ان تقدم لي النصائح الكتابية وليس التعليق فقط.

      ( بوهيثم )

      تعليق


      • #4
        رد : صفات الامير



        السلام عليكم

        شكرا لك اخي والله امنور المنتدى من المواضيع

        اتمنى التوفيق

        تحياتي

        تعليق


        • #5
          رد : صفات الامير



          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          شكرا لك ااخي على ماتقدمه لنا في هذا المنتدى

          اتمنى منك العطاء والمزيد من هذه المشاركات

          تحياتي

          تعليق


          • #6
            رد : صفات الامير

            الشكر الجزيل الغير منقطع لكم انتم مرتادوا المنتدي فانا احاول فقط اعطائكم بعض الذي استطيع وعليكم العبأ الاكبر في المتابعة واخذ المعلومات والارتقاء بهذا المنتدي لما فيه الخير والصلاح لمجتمعكم وابناء محيطكم الاجتماعي ، واعلموا انكم زهور المجتمع وقائدي التغيير على جميع الاصعده فاحملوا المسئوليه لانكم سوف تسالون عنها يوم لا ينفع مال ولابنون الامن اتى الله بقلب سليم ، سلمت قلوبكم من الغل والعدوان ونفع الله بكم المجتمع .

            تحياتي الحارة ( بوهيثم )

            تعليق

            مواضيع تهمك

            تقليص

            المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
            المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
            المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
            المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
            المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
            يعمل...
            X