وهج الفانوس...
ولِدت و حيدة لأنها ولِدَت ضريرة وولِدَ معها الهم ... لا مواسٍ لها سوى إبن ذلك الحطاب الفقير...منذ وعَت على الدنيا وهو معها ...
يتقرب منها تارة وتغضب منه تارة ... يبكيها يوماً ويضحكها اياماً...
يرسم لها الدنيا ... يبسطها لها ...
يتحاشاها أبناء القرية إلا هو ...
يهزئون من إعاقتها فيشجعها...
كان عيناها التي تبصران بهما ...
تسأله أحيانا: لماذا لا يلعب معي أبناء القرية؟
يجيب : لأنهم لا يعرفون كم انتِ نقيه ...
يفرحها كلامه...
كانا أطفالاً لا تعرف الدنيا إلا منه ...
يمسك بيدها يأخذها إلى أطراف الوادي ...
يأخذ معه فانوساً...
يجلس معها...
يحكي لها الحكايا...
يصف لها شكل القمر ولون الزهر ...
يحدثها عن قوسِ ألوانٍ يظهر في السماء...
يخبرها أن هناك زهره تشبهها... تُسمى " زهرة السوسن "
دائماً تسأله هل أنا جميله ؟!!
ودائماً يجيب: في عينيك سحر البحر ...
ستائر الليل الداجي تحاكي شعرك...
صوتك كتغريد كروان ...
عذبهٌ كماء نهر سلسبيل ...
عبِقة بعبق زهور الصباح...
باختصار... أنتِ" كوهج فانوس"
- لكن، لماذا لا يلعب معي أبناء القرية؟!!
- لأنهم لا يعرفون كم أنت "زكيه"
تسأله : صف لي وجهي!
فيجيبها: سحري كوهج الفانوس...
في المساء يُشعل" فانوسه " تلفحها نسمات المساء الباردة فتتدثر تتلمس حولها ... تشعر به فتنام ويغطيها ...
يظل يقظاً يرقبها ...إذا استيقظت حمل الفانوس وامسك يدها ليعودا إلى القرية ...
ابنه تاجر معروف هي وهو إبن فلاح فقير ...
أحيانا يسافر مع والدها في بعض سفراته ... يبحثان لها عن مداوٍ...
يعودان ومعهما الخيبة ...
و إذا عاد,,، كالعادة...
يأخذها إلى أطراف الوادي...
حكاياته تنسيها الم فقد الأمل ...
يشجعها ...
يعدها خيراً...
كبرت ضريرة وكبُرَ معها...
مازال يأخذها إلى الوادي...
في يومٍ لم تشرق فيه الشمس وصل خبرٌ عن طبيبٍ مداوي...
تحت جنح الليل شدت رحالها مع والدها إلى تلك الديار البعيدة...
لم تودعه, ولم تلقي عليه تحية المساء...
انتظرها شوقاً...
كلما لاح شهاب لامع خفق قلبه فرحاً لكن سرعان ما تخنقه العبرة وخيبة الأمل...
عرف فيما بعد أنها رحلت دون كلمة...
انتظر عودتها أياماً وليالي, دهوراً طوال...
يحدوه الأمل ويقطع قلبه الشوق...
كل مساء يشعل فانوسه, فيراها فيه...
كان يراها سحراً ...يراها قبساً...
يدعو لها راكعاً وساجد... يدعو باكياً...
حين عادت, كان أيضاً آخر من يعلم...
انطلق يعدو... ينهب الأرض نهباً...
وصل فبانَ له بيتها من بعيد...
جمعٌ غفير أمام الباب...
وجد الأمراء و الوزراء و أبناء الملوك...
أقترب فنهروه و أبعدوه...
تقدم لها أبناء الجاه... أعلى منه مقاماً ...وأكثر مالاً وثراء...
كلٌ يخطب ودها, يطلب رضاها...
كلٌ يتمنى أن يظفر بها...
عاد إلى الوادي... أشعل فانوسه...
يراها طيفاً ... حلمُ عاشق أضناه الفراق...
كان وهج الفانوس حياته... كل عالمه...
بكى بصمت فسال الدمع من بقايا روحه...
لاح له شهاب لامع ...
أكثر جمالاً...
تأمله بهدوء فبكى...
بكى,لأنها كانت هي...
تتهادى في رقة,,, تمشي في وداعة...
تتلمس حولها...
تحاذر, لكنها تسقط فتقوم لتتابع...
هبَ إليها, امسك بيدها فتنبهت له...
بدمعها سألته: لماذا رحلت وتركتني وحيدة؟!!
كنت ابحث عن صوتك بين الجموع...
لماذا لم تحضرني معك إلى الوادي؟!!
لم يجب بل قادها و أجلسها أمام الفانوس...
جلس بعيداً يرقبها, تتلمس, تبحث عنه...
يتراقص ظلها كمرجٍ تداعبه نسمات الفجر...
طمأنها انه مازال بجوارها...
هدأت واستكانت, بدت كأنشودة طفل من طائرٍ صداح...
تعانقت مع ضوء الفانوس...
ذابت وهجاً حتى تلاشت نوراً...
عبقت في سمائه برائحة الزعفران...
سألته بصوت بتولٍ أندلسية: صف لي وجهي!
أجابت كل جوارحه: سحري كوهج الفانوس...
سكنت مبتسمة ثم وقفت كحورية تجففت من نبعِ نور...
اتجهت إليه ...
وقفت أمامه...
تكلَمَت بكلماتٍ أشبه بسحر اتباع فرعون...
بصوتٍ يذيب الصخر عن الصخر...
"كم تمنيت أن أراك, أن انظر إلى وجه فارسي الملثم"...
سالت دمعة من عينيها ...
احتضنت يديه برقة...
تلمست وجهه بحنان...
زادت دموعها...
رفعَت رأسها في سعادة واضحة...
نظرت إلى وجهه مطولاً...
ركزت نظرها على عينيه بوداعة...
ابتسمت قبل أن تقول بدلال:
"أخيراً أستطعت أن أراك"...
ولِدت و حيدة لأنها ولِدَت ضريرة وولِدَ معها الهم ... لا مواسٍ لها سوى إبن ذلك الحطاب الفقير...منذ وعَت على الدنيا وهو معها ...
يتقرب منها تارة وتغضب منه تارة ... يبكيها يوماً ويضحكها اياماً...
يرسم لها الدنيا ... يبسطها لها ...
يتحاشاها أبناء القرية إلا هو ...
يهزئون من إعاقتها فيشجعها...
كان عيناها التي تبصران بهما ...
تسأله أحيانا: لماذا لا يلعب معي أبناء القرية؟
يجيب : لأنهم لا يعرفون كم انتِ نقيه ...
يفرحها كلامه...
كانا أطفالاً لا تعرف الدنيا إلا منه ...
يمسك بيدها يأخذها إلى أطراف الوادي ...
يأخذ معه فانوساً...
يجلس معها...
يحكي لها الحكايا...
يصف لها شكل القمر ولون الزهر ...
يحدثها عن قوسِ ألوانٍ يظهر في السماء...
يخبرها أن هناك زهره تشبهها... تُسمى " زهرة السوسن "
دائماً تسأله هل أنا جميله ؟!!
ودائماً يجيب: في عينيك سحر البحر ...
ستائر الليل الداجي تحاكي شعرك...
صوتك كتغريد كروان ...
عذبهٌ كماء نهر سلسبيل ...
عبِقة بعبق زهور الصباح...
باختصار... أنتِ" كوهج فانوس"
- لكن، لماذا لا يلعب معي أبناء القرية؟!!
- لأنهم لا يعرفون كم أنت "زكيه"
تسأله : صف لي وجهي!
فيجيبها: سحري كوهج الفانوس...
في المساء يُشعل" فانوسه " تلفحها نسمات المساء الباردة فتتدثر تتلمس حولها ... تشعر به فتنام ويغطيها ...
يظل يقظاً يرقبها ...إذا استيقظت حمل الفانوس وامسك يدها ليعودا إلى القرية ...
ابنه تاجر معروف هي وهو إبن فلاح فقير ...
أحيانا يسافر مع والدها في بعض سفراته ... يبحثان لها عن مداوٍ...
يعودان ومعهما الخيبة ...
و إذا عاد,,، كالعادة...
يأخذها إلى أطراف الوادي...
حكاياته تنسيها الم فقد الأمل ...
يشجعها ...
يعدها خيراً...
كبرت ضريرة وكبُرَ معها...
مازال يأخذها إلى الوادي...
في يومٍ لم تشرق فيه الشمس وصل خبرٌ عن طبيبٍ مداوي...
تحت جنح الليل شدت رحالها مع والدها إلى تلك الديار البعيدة...
لم تودعه, ولم تلقي عليه تحية المساء...
انتظرها شوقاً...
كلما لاح شهاب لامع خفق قلبه فرحاً لكن سرعان ما تخنقه العبرة وخيبة الأمل...
عرف فيما بعد أنها رحلت دون كلمة...
انتظر عودتها أياماً وليالي, دهوراً طوال...
يحدوه الأمل ويقطع قلبه الشوق...
كل مساء يشعل فانوسه, فيراها فيه...
كان يراها سحراً ...يراها قبساً...
يدعو لها راكعاً وساجد... يدعو باكياً...
حين عادت, كان أيضاً آخر من يعلم...
انطلق يعدو... ينهب الأرض نهباً...
وصل فبانَ له بيتها من بعيد...
جمعٌ غفير أمام الباب...
وجد الأمراء و الوزراء و أبناء الملوك...
أقترب فنهروه و أبعدوه...
تقدم لها أبناء الجاه... أعلى منه مقاماً ...وأكثر مالاً وثراء...
كلٌ يخطب ودها, يطلب رضاها...
كلٌ يتمنى أن يظفر بها...
عاد إلى الوادي... أشعل فانوسه...
يراها طيفاً ... حلمُ عاشق أضناه الفراق...
كان وهج الفانوس حياته... كل عالمه...
بكى بصمت فسال الدمع من بقايا روحه...
لاح له شهاب لامع ...
أكثر جمالاً...
تأمله بهدوء فبكى...
بكى,لأنها كانت هي...
تتهادى في رقة,,, تمشي في وداعة...
تتلمس حولها...
تحاذر, لكنها تسقط فتقوم لتتابع...
هبَ إليها, امسك بيدها فتنبهت له...
بدمعها سألته: لماذا رحلت وتركتني وحيدة؟!!
كنت ابحث عن صوتك بين الجموع...
لماذا لم تحضرني معك إلى الوادي؟!!
لم يجب بل قادها و أجلسها أمام الفانوس...
جلس بعيداً يرقبها, تتلمس, تبحث عنه...
يتراقص ظلها كمرجٍ تداعبه نسمات الفجر...
طمأنها انه مازال بجوارها...
هدأت واستكانت, بدت كأنشودة طفل من طائرٍ صداح...
تعانقت مع ضوء الفانوس...
ذابت وهجاً حتى تلاشت نوراً...
عبقت في سمائه برائحة الزعفران...
سألته بصوت بتولٍ أندلسية: صف لي وجهي!
أجابت كل جوارحه: سحري كوهج الفانوس...
سكنت مبتسمة ثم وقفت كحورية تجففت من نبعِ نور...
اتجهت إليه ...
وقفت أمامه...
تكلَمَت بكلماتٍ أشبه بسحر اتباع فرعون...
بصوتٍ يذيب الصخر عن الصخر...
"كم تمنيت أن أراك, أن انظر إلى وجه فارسي الملثم"...
سالت دمعة من عينيها ...
احتضنت يديه برقة...
تلمست وجهه بحنان...
زادت دموعها...
رفعَت رأسها في سعادة واضحة...
نظرت إلى وجهه مطولاً...
ركزت نظرها على عينيه بوداعة...
ابتسمت قبل أن تقول بدلال:
"أخيراً أستطعت أن أراك"...
تعليق