جئت متأخر عن موعدي قليلا لعدم تمكني الدخول للمنتدى
مرحبا بكم
00
كثيرون هم من يفتقدون القدرة على إختيار الاوقات المناسبة للكلام
ومن يفتقد القدرة على الكلام فأنه بحاجة الى فلسفة من نوع خاص هي
(فلسفة الصمت)
والحديث عن الصمت حتما سيجر في السياق حديثا أخر مرتبطا به هو
( فلسفة الكلام)
ولكي ندرك إن الصمت ضرورة في مواضع ما, لا بد وأن يكون هذا الصمت في محضر كلام
والكلام الذي يحتاج أن يصمت له لابد وأنه مجسد من قبل أنسان قادر على أن يجعل من الكلام ذا قيمة وفعالية , فأين هو هذا الانسان واين هي القيمة للكلام
الانسان - علي عليه السلام
والكلام - سلوني قبل أن تفقدوني
فيوم يتحدث انسان كعلي فأن الحديث بحاجة الى أُناس يستمعون اليه قادرين ان يصمتوا ليعوا الكلام
ويوم أختار الامام الاعظم (ع ) أن يسئل بصيغة سلوني عنى بها أن يمتد السؤال مع أمتداد عمره الشريف معهم
وإلا فخلاف ذالك سيجعل صيغة سؤاله ( أسئلوني ) ويكون السؤال له مقتصرا على الفترة المجتمع بهم فيها اي أسئلة آنية
ولكون علي ضمن طلب سؤاله قبل أن تفقدوني
أذا الامر بغاية الاهمية
فكيف لأنسان أن يقول سلوني قبل أن تفقدوني
لابد وانه قصد أن العلم محصورا كله فيه
وطالما أدعى أن العلم محصورا عليه فأنه بحاجة الى تدليل على قوله
ولكي يدلل على قوله لأبد له من القيام بأمر خارق يؤكد فيه مقدرته على الاجابة لكل سؤال محتمل ولا يكون لأحد غيره المقدرة على ألاتيان بما عنده من علم وهو القائل سلوني قبل ان تفقدوني اي قبل أن لا تجدوا من يجيب على أسئلتكم التي ستبرز على السطح بعدي
فلا يعجز الامام من أن يدلل وهو المجيب بما ضننتك الا جبرائيل على سؤال أين منا جبرائيل يا علي فيصعد جبرائيل للسماء وهو الموقن بأن خليفة رسول الله هو المتكلم والمجسد لرسالة السماء في الارض بعد محمد (ص)
ولمن سيقول أننا ننسب لعلي إطلاعه على أمور محصورة على الرسول بعتبار ان جبرائيل من الملائكة وما يكون لبشر أن يراه
نقول إن التاريخ لم تتلف صفحاته بعد وهو الذي لا زال يحتضن صفحات كتبت فيها وصية الرسول واستخلافة لعلي بغدير خم أبان العودة من حجة الوداع حين جمع الحجيج العائدين ليقول لهم هذا علي وصيي وخليفتي من بعدي اللهم والي من واله وعادي من عاداه
فمن يتصور ان الوريث لا يرث كل شيء من المورث فهذا متوهم وأنه لمن الغباء ان يؤمن بان الملوك يورثون ابنائهم من بعدهم الملك والرسول المجسد لرسالة السماء يرحل دون ان يستخلف فيهم احد يسير امور الامة التي تركها خلفه ويواصل الرسالة والذين ينكروا على علي عليه السلام الخلافة كانوا قد وضعوا أنفسهم أمام أمور لا تقبلها حتى عقولهم
اوتراهم سيقولون ان الرسول بهذه الساعة التي نصب فيها علي خليفة يهجر كما زعم أحد خلفائهم
حاشاه إن هو إلا وحي يوحى
لن نقفز الى ضرورة الامتثال لطلب علي بالسؤال واهميته
سنتطرق الى الصمت وكيف يكون أجدى نفعا عند غياب القدرة على الكلام
يوم يسئل احد عن عدد شعيرات رأسه فأن علي يجيب بكل شعرة في راسك يركبها شيطان
ولا تناقض في القول أن الصمت ضروري بضرورة الكلام السؤال كلام والصمت مساعد على الكلام ويتيح الفرصة له وان كنا أمام امر مهم وخطير كقول الامام علي سلوني
فحتمية الكلام هنا المتمثلة بالسؤال والتعاطي به ضرورية قصوى
هنا أنسان يطلعك على المستقبل ويمهد لك الطريق بعيدا عن الاشواك يعلمك عن دينك ودنياك
إن التعاطي بالصمت في محضر هذا الانسان هو إتخاذُ لجانب سلبي لفلسفة الصمت فما كانت فلسفة الصمت قائمة على التعاطي بها وفق مثل هكذا امر خطير
كنا نتمنى لو أن التعاطي بهاتين الفلسفتين كا ايجابيا صرفا
لكن الحقيقةأن المعايشين لحقبة علي عليه السلام أخفقا في التعاطي بكلا الفلسفتين ولم يغتنموا فرصة وجود أنسان هو الوحيد الذي قال سلوني وهو القادر على أن يجنب الامة كل المأسي التي أصابتها والانشقاق الذي حل بها وكان له ان يبعد الخطر الذي أحدق بها من بعد وما كانت لتتكون الفرق المكفرة الضالة اليوم بل كانت أتخذت منهجا غير التي هي عليه ولأصبحت الامة قاطبة تسير وفق اوامر الله والرسول في التمسك بالكتاب والعترة الطاهرة
كل ما نحن عليه اليوم من مأسي ما كان أن يكون لو أن المعايشين لعلي عليه السلام تعاطوا مع الفلسفتين محور حديثنا بشكل ايجابي
طيب الله اوقاتكم
تعليق