من الشعر المنسوب للامام الحسن عليه السلام
قدم لنفسك
قدّم لنفسك ما استعطت من التّقى *** إنّ المنية نازل بك يا فتى
أصبحت ذا فرحٍ كأنك لا ترى *** أحباب قلبك في المقابر والبلى
حان الرحيل
قل للمقيم بغير دار إقامةٍ *** حان الرحيل فودّع الأحبابا
انّ الذين لقيتهم وصحبتهم *** صاروا جميعاً في القبور ترابا
الدنيا
ذري كدر الدنيا فإنّ صفاءها *** تولّى بأيام السرور الذّواهب
وكيف يعزّ الدهر من كان بينه *** وبين الليالي محكمات التجارب
الحق أبلج
ألحقّ أبلج ما يخيل سبيله *** والحقّ يعرفه ذوو والألباب
فمهلاً
أتأمر يامعاوى عبد سهمٍ *** بشتمي والملا منّا شهود
اذا أخذت مجالسها قريش *** فقد علمت قريش ما تريد
أأنت تظلّ تشتمني سفاها *** لضغنٍ ما يزول وما يبيد
فهل لك من أبٍ كأبي تسامى *** به من تسامى أو تكيد؟
ولا جدّ كجدّي يا بن حربٍ *** رسول الله ان ذكر الجدود
ولا أمّ كأمي من قريشٍ *** اذا ما حصل الحسب التليد
فما مثلي تهكم يابن حربٍ *** ولا مثلي ينهنهه الوعيد
فمهلاً لا تهج منّا أموراً *** يشيب لهو لها الطفل الوليد
عزمت تصبراً
لئن ساءني دهر عزمت تصبّراً *** وكلّ بلاءٍ لا يدوم يسير
وان سرّني لم أبتهج بسروره *** وكل سرورٍ لا يدوم حقير
فيم الكلام
فيم الكلام؟ وقد سبقت مبرّزا *** سبق الجواد من المدى المتنفس
والصلح تأخذ منه ما رضيت به *** والحرب يكفيك من انفاسها جرع
ظل زائل
يا أهل لذات دنياً لا بقاء لها *** ان المقام بظلٍّ زائلٍ حمق
عاجلتنا
عاجلتنا فاتاك وابل برّنا *** طلاّ ولو أمهلتنا لم نقصر
فخذ القليل وكن كأنّك لم تبع *** ما صنته وكأنّنا لم نشتر
حين يسأل
إذا ما أتاني سائل قلت مرحباً *** بمن فضله فرض عليّ معجل
ومن فضله فضل على كلّ فاضلٍ *** وأفضل أيام الفتى حين يسأل
السخي والبخيل
خلقت الخلائق من قدرةٍ *** فمنهم سخيّ ومنهم بخيل
فأمّا السخيّ ففي راحةٍ *** وأما البخيل فحزن طويل
لو علم البحر
نحن أناس نوالنا خضل *** يرتع فيه الرجاء والأمل
تجود قبل السؤال أنفسنا *** خوفاً على ماء وجه من يسل
لو علم البحر فضل نائلنا *** لغاض من بعد فيضه خجل
أسرعت فيّ المنايا
ومارست هذا الدهر خمسين حجةً *** وخسماً أرجّي قائلاً بعد قائل
فما أنا في الدنيا بلغت جسيمها *** ولا في الذي أهوى كدحت بطائل
وقد أسرعت فيّ المنايا أكفّها *** وأيقنت أني رهن موتٍ معاجل
عندي شفاء الجهل
ما غبيّاً سألت وابن غبيٍّ *** بل فقيهاً إذن وأنت الجهول
فإن تك قد جهلت فإن عندي *** شفاء الجهل ما سأل السؤول
وبحراً لا تقسمه الدوالي *** تراثاً كان أورثه الرسول
نسود أعلاها
نسود أعلاها وتأبى أصولها *** فليت الذي يسودّ منها هو الأصل
السخاء فريضة
ان السخاء على العباد فريضة *** لله يقرأ في كتابٍ محكم
وعد العباد الاسخياء جنانه *** وأعدّ للبخلاء نار جهنّم
من كان لا تندى يداه بنائلٍ *** للراغبين فليس ذاك بمسلم
حياء
أجامل أقواماً حياء ولا أرى *** قلوبهم تغلي عليّ مراضها
كسرة وكفن
لكسرة من خسيس الخبز تشبعني *** وشربة من قراحٍ الماء تكفيني
وطرة من دقيق الثوب تسترني *** حياً وان متّ تكفيني لتكفيني
فراق دار
ولا عن قلىّ فارقت دار معاشري *** هم المانعون حوزتي وذماري
قال العيون
قال العيون وما أرد *** ن من البكاء على عليّ
وتقبلنّ من الخليّ *** فليس قلبك بالخليّ
تعليق