لماذا يروق للبعض استخدام بعض الألفاظ الأجنبية عند الحديث مع آخر؟
وأقول : انه انبهار بعضنا بكل ما هو غربي باعتبار ان الحضارة والتطور اللذين وصل
اليهما الغرب هما بسبب رقي لغتهم، بينما الغرب لم يصل الى ما وصل إليه من
حضارة وتقدم إلا بفضل ما سبقه اليه العرب من علوم وبحوث في مجال الطبيعة
والكيمياء والطب والهندسة، فهم يعترفون للعرب بالاسبقية، وانهم انتفعوا من
بحوثهم وعلومهم وترجموها الى لغاتهم.. فلماذا حتى مدرسونا وطلبتنا وطالباتنا
ومذيعونا ومذيعاتنا في حديثهم يكررون للتأكيد على صحة حديثهم كلمة
( أوكيه )
لا كلمة (مضبوط )
أو ( أليس صحيحاً ؟ )
وعند الوداع بكلمة ( باي باي )
لا كلمة ( مع السلامة )
أو ( في امان الله )
وفي البرامج الاذاعية ( بانورام )
لا ( استطلاعات ) وغير ذلك الكثير الكثير الذي لم أعد اتذكره الآن من كثرته، إنه الهوس بعشق ما هو غربي، واخاف ان يأتي يوم ويصبح نصف حديثنا كلمات
اجنبية، فاتقوا الله في لغتكم ايها العرب .
ان ابناءكم والأجيال المقبلة امانة في اعناقكم فخاطبوهم بلغة عربية سليمة، وعربوا كل ما هو غربي من كلمات مثل لوجستي ودبلوماسي وتكنولوجي وديمقراطي
وغيرها الكثير من الكلمات، اين هو مجمع اللغة العربية من هذا الخلل الكبير. رحم الله حافظ ابراهيم إذ لو كان حيا لكتب قصيدة تألمية عن اللغة أروع مما كتب.
لقد اعجبني الدكتور أحمد الكبيسي حينما كانت تحاوره سائلة وبعد كل فقرة قصيرة
تقول ( أوكيه) .
فقال لها :
أولاً
( الأوكيه ) هذه اطرحيها جانبا وقولي بالعربية ( تمام )
أو ( أليس صحيحا ).
فما اروع لغتنا العربية، وقد قرأت أخيراً ان اعدادا كبيرة من الغربيين تتعشقها الآن وتسعى لتعلمها، فكفانا مسخاً لها بهذه الألفاظ الدخيلة حتى لا تصبح هي السائدة بين أجيالنا المقبلة
ويقول الشاعر على لسان اللغة العربية
انا البحر في احشائه الدر كامن ... فهل سئلوا الغواص عن صدفاتي
مع تحيات ابن الهدى
تعليق