الموت لأمريكا .. شعار للإستهلاك المحلي
بعد أيام بسيطة وفي ذكرى يوم القدس العالمي سيرتفع في الأجواء شعار "الموت لأمريكا" فما صدقية هذا الشعار لدى المضطرين ودعاة الواقعية، وهل من المناسب رفعه في هذه الأجواء.
بالأمس وحين اضطرهم الناس إلى المقاطعة، وقرروا قيادة الناس فيها، اعتبر العديد من المتابعين بأن هذه كانت قمة الديموقراطية وقمة الإيثار في أن يقبل الرافض للقرار قيادته، بينما تناسى الجميع بأن من لا يؤمن بأمر لا يستطيع أن يقوده كمن يؤمن به فهل هم يؤمنون حقيقة بشعار الموت لأمريكا أم أنه من باب الإيثار السياسي أو الديموقراطية كذلك.
دعاة التطبيع مع السلطة، سواء كان ذلك بناءً على قناعة أو اضطراراً أو كما يحلو للبعض تسميته واقعية، يحق لنا أن نسائلهم لماذا ترفعون شعار الموت لأمريكا، بينما هذا الشعار يربك الكثير من العمل السياسي الواقعي حسب منطلقاتكم الواقعية.
إن من يضطر إلى التطبيع مع السلطة وقبول إملاءاتها تحت أي عذر كان، لن يستطيع أن يطبق أو يعمل على تحقيق الشعار الأكبر وهو الموت لأمريكا، فمقاومة أمريكا تحتاج إلى إرادة أكبر في المواجهة من إرادة تحدي السلطة، ومن لا يستطيع أن يتحدى السلطة فهو بالطبع لا يستطيع أن يتحدى أمريكا. ومن لا يستطيع أن يأخذ حقه من السلطة فمن الوهم أنه يستطيع أن يأخذ حقاً أو باطلاً من أمريكا.
كما أن الواقعية السياسية تتطلب تعاون وثيق مع دوائر القرار الأمريكي فهي حسب النظرة الواقعية أكبر صانع للقرار في العالم، وتمتد سيطرة قراراتها بامتداد قرارات الأمم المتحدة وأكثر، وعلى ذلك فإن شعار الموت لأمريكا لا يخدم السياسية الواقعية ولا يخدم الأجندة الواقعية، ولا يخدم القيادات الواقعية أو المضطرة.
كما يحق لنا أن نتساءل عن مدى إيمان رافعي شعار الموت لأمريكا بهذا الشعار- من أصحاب سياسة المضطرين -، لا سيما وأنهم غير قادرين على رفع شعار أبسط منه وهو "الموت لآل خليفة" ولكي نخفف من وقع شعار الموت لآل خليفة لنقل "أين حقي يا آل خليفة" ومن لا يجرؤ على مقارعة عبد من عبيد السيد هل نتوقع منه أن يجرؤ على مقارعة السيد مما يستلزم منه مقارعة العبد أولاً.
ما مدى صدقية رافعي هذا الشعار ومدى واقعيه طرحه بناءً على أدائهم السياسي وتبريراتهم للانضواء في برامج السلطة.
نصيحة مخلصة أتوجه بها إلى المطبعين سياسياً مع النظام تحت أي حجة كانت، أن يحذفوا هذا الشعار من ماكينتهم الإعلامية، ويتوجهون بضمير مساير وقلب واقعي إلى السفارة الأمريكية وطلب التعاون معها في مواجهة الذراع الأمريكية في البحرين (الحكومة) من أجل الحصول على بعض المكاسب لهذا الشعب الطيب، فما لا يمكن تحصيله كله لا يعني أن تتخلى عنه كله، ولابد أن ننظر إلى الإيجابيات التي سترد على الشعب من جراء التعاون مع الأمريكيين وننظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس بدلاً من رفع شعارٍ لا تقدر نفسنا على تحقيق ما هو أقل منه، ولا يخدم مصالح هذا الشعب.
وفي الأخير أقول:
هل رفعهم شعار الموت لأمريكا لكونهم يأمنون الضرر المباشر من الأمريكيين فلن يأخذوهم لمعتقلات جوانتناموا ولن يطلقوا عليهم قنابل النابالم فمن باب من أمن العقوبة **** . بينما لكونهم لا يأمنون من عقاب السلطة فهم لا يستطيعون رفع شعار الموت لآل خليفة "أين حقي يا آل خليفة" ولا يستطيعون أن يحرجوا السلطة، ولا يستطيعون أن يقولوا لا للسلطة لا سيما فيما يتعلق بشؤون الناس السياسية وحقوقهم المسلوبة، لأنه قد يفتح أبواب السجون، وأبواب المنافي، وقنابل مسيلات الدموع.
تحياتي
المصدر ملتقى البحرين
بعد أيام بسيطة وفي ذكرى يوم القدس العالمي سيرتفع في الأجواء شعار "الموت لأمريكا" فما صدقية هذا الشعار لدى المضطرين ودعاة الواقعية، وهل من المناسب رفعه في هذه الأجواء.
بالأمس وحين اضطرهم الناس إلى المقاطعة، وقرروا قيادة الناس فيها، اعتبر العديد من المتابعين بأن هذه كانت قمة الديموقراطية وقمة الإيثار في أن يقبل الرافض للقرار قيادته، بينما تناسى الجميع بأن من لا يؤمن بأمر لا يستطيع أن يقوده كمن يؤمن به فهل هم يؤمنون حقيقة بشعار الموت لأمريكا أم أنه من باب الإيثار السياسي أو الديموقراطية كذلك.
دعاة التطبيع مع السلطة، سواء كان ذلك بناءً على قناعة أو اضطراراً أو كما يحلو للبعض تسميته واقعية، يحق لنا أن نسائلهم لماذا ترفعون شعار الموت لأمريكا، بينما هذا الشعار يربك الكثير من العمل السياسي الواقعي حسب منطلقاتكم الواقعية.
إن من يضطر إلى التطبيع مع السلطة وقبول إملاءاتها تحت أي عذر كان، لن يستطيع أن يطبق أو يعمل على تحقيق الشعار الأكبر وهو الموت لأمريكا، فمقاومة أمريكا تحتاج إلى إرادة أكبر في المواجهة من إرادة تحدي السلطة، ومن لا يستطيع أن يتحدى السلطة فهو بالطبع لا يستطيع أن يتحدى أمريكا. ومن لا يستطيع أن يأخذ حقه من السلطة فمن الوهم أنه يستطيع أن يأخذ حقاً أو باطلاً من أمريكا.
كما أن الواقعية السياسية تتطلب تعاون وثيق مع دوائر القرار الأمريكي فهي حسب النظرة الواقعية أكبر صانع للقرار في العالم، وتمتد سيطرة قراراتها بامتداد قرارات الأمم المتحدة وأكثر، وعلى ذلك فإن شعار الموت لأمريكا لا يخدم السياسية الواقعية ولا يخدم الأجندة الواقعية، ولا يخدم القيادات الواقعية أو المضطرة.
كما يحق لنا أن نتساءل عن مدى إيمان رافعي شعار الموت لأمريكا بهذا الشعار- من أصحاب سياسة المضطرين -، لا سيما وأنهم غير قادرين على رفع شعار أبسط منه وهو "الموت لآل خليفة" ولكي نخفف من وقع شعار الموت لآل خليفة لنقل "أين حقي يا آل خليفة" ومن لا يجرؤ على مقارعة عبد من عبيد السيد هل نتوقع منه أن يجرؤ على مقارعة السيد مما يستلزم منه مقارعة العبد أولاً.
ما مدى صدقية رافعي هذا الشعار ومدى واقعيه طرحه بناءً على أدائهم السياسي وتبريراتهم للانضواء في برامج السلطة.
نصيحة مخلصة أتوجه بها إلى المطبعين سياسياً مع النظام تحت أي حجة كانت، أن يحذفوا هذا الشعار من ماكينتهم الإعلامية، ويتوجهون بضمير مساير وقلب واقعي إلى السفارة الأمريكية وطلب التعاون معها في مواجهة الذراع الأمريكية في البحرين (الحكومة) من أجل الحصول على بعض المكاسب لهذا الشعب الطيب، فما لا يمكن تحصيله كله لا يعني أن تتخلى عنه كله، ولابد أن ننظر إلى الإيجابيات التي سترد على الشعب من جراء التعاون مع الأمريكيين وننظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس بدلاً من رفع شعارٍ لا تقدر نفسنا على تحقيق ما هو أقل منه، ولا يخدم مصالح هذا الشعب.
وفي الأخير أقول:
هل رفعهم شعار الموت لأمريكا لكونهم يأمنون الضرر المباشر من الأمريكيين فلن يأخذوهم لمعتقلات جوانتناموا ولن يطلقوا عليهم قنابل النابالم فمن باب من أمن العقوبة **** . بينما لكونهم لا يأمنون من عقاب السلطة فهم لا يستطيعون رفع شعار الموت لآل خليفة "أين حقي يا آل خليفة" ولا يستطيعون أن يحرجوا السلطة، ولا يستطيعون أن يقولوا لا للسلطة لا سيما فيما يتعلق بشؤون الناس السياسية وحقوقهم المسلوبة، لأنه قد يفتح أبواب السجون، وأبواب المنافي، وقنابل مسيلات الدموع.
تحياتي
المصدر ملتقى البحرين
تعليق