مقطع من خطبة الشيخ عيسى قاسم في يوم الجمعة عن قانون الأسالأمن المطلوب:
شعار الأمن يطرحه الجميع.
ونسأل: أمن من هو المطلوب؟ في إجابتنا على هذا السؤال نقول: المطلوب من حكومة وشعب؛ شعبٍ بكل فئاته.
ونسأل أمن ماذا؟ ونجيب: أمن حياة – أمن مال – أمن عرض وكرامة وشرف – أَمْنُ مسكن وطريق وأماكن عامة – أمن حريّة إنسانية بناءة. ولاشيء من ذلك بغير أمن دين.
ماهو الطريق لهذا الأمر؟ البطش الحكومي – القوانين الحديدية المقيِّّدة – الحرية الحيوانية البهيمية – الظلم الاجتماعي – إقصاء الدين ومطاردته. أشيء من ذلك يصلح آلية أمن؟ أشيء من ذلك يفتح على الأمة طريق الأمن؟ أليس كلّ ذلك مضاداً للأمن؟ أليس كل ذلك فتّاكاً بقضيَّة الأمن؟ أشيء من ذلك ينسجم مع شعار الأمن؟ لاشيء من ذلك ينسجم مع شعار الأمن.
ولا أمن لشعب مكبوت، ولامن شعب مكبوت. الشعب المكبوت مهيء دائما للانفجار، والذي تمارس في حقه الظلم وتعلّمه الظلم وتنشّئه على الظلم، يمكن لك جداً أن ترتقب منه الظلم. ولا أمن لحكومة ظالمة، ولا من حكومة ظالمة.
ولا أمن مع حرية حيوانية منفلتة ولا مع ظلم اجتماعي.
وإقصاء الدين ومطاردته يستحيل معهما أمن.
فالذين يريدون أن يصدقوا مع هذا الشعار عليهم أن لايناقضوه عملاً..
وعلى طريق الأمن علينا أن نرفع هذا الشعار: حكمٌ عادلٌ يساوي وطن أمْنٍ ومحبة.
والأسرة الآمنة والوطن الآمن يحتاجان بالضرورة إلى حكم منصف عادل.
الأسرة المحاربة في رزقها، أو في أمنها، أو في أخلاقها، والمقهورة في دينها والتي يُعاني أبناؤها من البطالة، ولاتجد مسكناً يُظلّ رؤوس أبنائها لاتكون آمنة، ولايبتني منها مجتمع آمن، ولايتم بها أمن وطن.
عالجوا مسألة العدل في الحكم، وابنوا أسرة في ظل قيم الدين وأحكام الشريعة يأمن الوطن.
من أجل وطن آمن، ومن أجل أسرة آمنة، ومن أجل مجتمع آمن لابد من قيام هذه الكيانات على أرضية صلبة، على أرضية تعطي العدل، على أرضية تخصب الضمير، وتوظّف إمكانات الإنسان من أجل صالح الإنسان، وليست هناك رسالة وصلت الأرض تتوفر على قدرة إقامة العدل، وأقامة الحق، وإشادة صرح للإنسانية عامر بالخيرات كرسالة الإسلام.
لبناء أسرة آمنة، وبناء وطن آمن، وبناء مجتمع آمن لابد من قيم، لابد من الرجوع إلى الشريعة العادلة. خيال أن تُبنى أسرة آمنة في ظل قيم الغرب، أن تبنى أسرة آمنة في ظل التشريعات الغربية، مستحيل أن تولد أسرة في الأرض تعيش روح المحبة، وروح الوفاء، والصدق، والأمانة، والإيثار والتضحية... مستحيل أن تقوم أسرة من هذا الطراز على غير طريق الله تبارك وتعالى.
نحن مع الأسرة الآمنة، نحن مع المجتمع الآمن، نحن مع الوطن الآمن، ومن أجل كل ذلك نصر على الطرح الديني، ونصر على الالتزام بالإسلام، ونصر على عدم مفارقة الإسلام.
وباختصار بالنسبة لقانون أحكام الأسرة: فإن قانون أحكام الأسرة إذا ابتعد شعرة عن الحكم الشرعي فلن يسمح له هذا الشعب بإذن الله أن يولد، وإنّي لأرى من المؤمنين رجالا ونساء، شيبا وشبانا، كهولا وأطفالا أنهم يملؤون شوارع هذا البلد احتجاجا على أي قانون يخالف شرع الله في مسألة الأحكام الأسرية.
أما أنا شخصياً فأقول: بأنه لو رأى الناس أن لا مسيرة ولاتظاهر، ولا اعتصام في هذا الأمر، وذلك من باب الفرض، وإلا فهناك من هذا الشعب الوف ممن يفوقونني مرات غيرة على الإسلام ونصرة له - ولولم يخرج أحد ليتظاهر ضد هذا القانون لخرجت أنا وحدي (16).
إشارتان:
1) مايكون لعاقل أن يكبر في نفسه، ومايكون له أن يُصدِّق بأنه كبير لكلام يقال فيه، وإلا كان الصغير الحقير جدّاً.
والإنسان أعرف بنفسه ممن حوله، إلا ماكان من عيوبه فقد يخفى عليه. ومن لم يرَ أحجام الآخرين وأقدارهم، ولايرى إلا وزن نفسه فهو جاهل ولاوزن له. وربّ نفس استوحشت من كلمة ثناء استيحاشها من كلمة ذم أو أكثر. والإطراء حين يكون مغرقاً ومتجاوزاً ينقلب إساءة.
ويُخطئ من يظن بمن له حظٌّ في الإيمان، ومعرفة بعبوديته أنه يُفرحه المدح.
ومن وجد أن المدح يغيّر نظره إلى نفسه، ويرفع قيمتها عنده فليعلم أنه مخدوع.
وتعاطينا النصحَ السديد، والنقد النزيه مطلوب لاتعاطينا المدح الذي قد يخطئ مواقعه، وموارد ضروراته.
2) ساحتنا الإيمانية المحليَّة تغنى والحمدلله بالكفاءات الفعلية الناجزة، وإن كنّا على مسافات من المستوى المطلوب، فضلاً عن الكامل. وهناك كفاءات وقدرات واعدة كثيرة على الطريق.
وعلاقات إخوة الإيمان من أصحاب الهمّ الرسالي الذين عرفتهم الساحة طويلاً وخبرتهم، وأثبتوا في ذاكرتها جدارة في المواقف غير محتاجة إلى الإشفاق من أحد، وهي أقوى من أن تنال من تماسكها وصلابتها وتجذرها إيحاءات الصحافة وتحريضاتها.
إنها علاقات مدعومة بوعي مصلحة الرسالة، وقائمة على أرضية الإيمان، ولها نظر إلى الآخرة، وطموح في مثوبة الله.
إنَّ علاقات أولئك الأخوة إنما بنتها العقيدة، وحسُّ المسؤولية الإيمانية، وهي أرفع من أن تخِرّبها المصالح الأرضية بجاهليتها. وستبقى كل الأطراف المؤمنة متناصرة في الحق، متعاونة على الخير إن شاء الله، لاتغلبها الدنيا على دينها ووعيها، وتقيدها بالحكم الشرعي، ولاتميل بها عن قصد الله بتوفيقه.
رة
شعار الأمن يطرحه الجميع.
ونسأل: أمن من هو المطلوب؟ في إجابتنا على هذا السؤال نقول: المطلوب من حكومة وشعب؛ شعبٍ بكل فئاته.
ونسأل أمن ماذا؟ ونجيب: أمن حياة – أمن مال – أمن عرض وكرامة وشرف – أَمْنُ مسكن وطريق وأماكن عامة – أمن حريّة إنسانية بناءة. ولاشيء من ذلك بغير أمن دين.
ماهو الطريق لهذا الأمر؟ البطش الحكومي – القوانين الحديدية المقيِّّدة – الحرية الحيوانية البهيمية – الظلم الاجتماعي – إقصاء الدين ومطاردته. أشيء من ذلك يصلح آلية أمن؟ أشيء من ذلك يفتح على الأمة طريق الأمن؟ أليس كلّ ذلك مضاداً للأمن؟ أليس كل ذلك فتّاكاً بقضيَّة الأمن؟ أشيء من ذلك ينسجم مع شعار الأمن؟ لاشيء من ذلك ينسجم مع شعار الأمن.
ولا أمن لشعب مكبوت، ولامن شعب مكبوت. الشعب المكبوت مهيء دائما للانفجار، والذي تمارس في حقه الظلم وتعلّمه الظلم وتنشّئه على الظلم، يمكن لك جداً أن ترتقب منه الظلم. ولا أمن لحكومة ظالمة، ولا من حكومة ظالمة.
ولا أمن مع حرية حيوانية منفلتة ولا مع ظلم اجتماعي.
وإقصاء الدين ومطاردته يستحيل معهما أمن.
فالذين يريدون أن يصدقوا مع هذا الشعار عليهم أن لايناقضوه عملاً..
وعلى طريق الأمن علينا أن نرفع هذا الشعار: حكمٌ عادلٌ يساوي وطن أمْنٍ ومحبة.
والأسرة الآمنة والوطن الآمن يحتاجان بالضرورة إلى حكم منصف عادل.
الأسرة المحاربة في رزقها، أو في أمنها، أو في أخلاقها، والمقهورة في دينها والتي يُعاني أبناؤها من البطالة، ولاتجد مسكناً يُظلّ رؤوس أبنائها لاتكون آمنة، ولايبتني منها مجتمع آمن، ولايتم بها أمن وطن.
عالجوا مسألة العدل في الحكم، وابنوا أسرة في ظل قيم الدين وأحكام الشريعة يأمن الوطن.
من أجل وطن آمن، ومن أجل أسرة آمنة، ومن أجل مجتمع آمن لابد من قيام هذه الكيانات على أرضية صلبة، على أرضية تعطي العدل، على أرضية تخصب الضمير، وتوظّف إمكانات الإنسان من أجل صالح الإنسان، وليست هناك رسالة وصلت الأرض تتوفر على قدرة إقامة العدل، وأقامة الحق، وإشادة صرح للإنسانية عامر بالخيرات كرسالة الإسلام.
لبناء أسرة آمنة، وبناء وطن آمن، وبناء مجتمع آمن لابد من قيم، لابد من الرجوع إلى الشريعة العادلة. خيال أن تُبنى أسرة آمنة في ظل قيم الغرب، أن تبنى أسرة آمنة في ظل التشريعات الغربية، مستحيل أن تولد أسرة في الأرض تعيش روح المحبة، وروح الوفاء، والصدق، والأمانة، والإيثار والتضحية... مستحيل أن تقوم أسرة من هذا الطراز على غير طريق الله تبارك وتعالى.
نحن مع الأسرة الآمنة، نحن مع المجتمع الآمن، نحن مع الوطن الآمن، ومن أجل كل ذلك نصر على الطرح الديني، ونصر على الالتزام بالإسلام، ونصر على عدم مفارقة الإسلام.
وباختصار بالنسبة لقانون أحكام الأسرة: فإن قانون أحكام الأسرة إذا ابتعد شعرة عن الحكم الشرعي فلن يسمح له هذا الشعب بإذن الله أن يولد، وإنّي لأرى من المؤمنين رجالا ونساء، شيبا وشبانا، كهولا وأطفالا أنهم يملؤون شوارع هذا البلد احتجاجا على أي قانون يخالف شرع الله في مسألة الأحكام الأسرية.
أما أنا شخصياً فأقول: بأنه لو رأى الناس أن لا مسيرة ولاتظاهر، ولا اعتصام في هذا الأمر، وذلك من باب الفرض، وإلا فهناك من هذا الشعب الوف ممن يفوقونني مرات غيرة على الإسلام ونصرة له - ولولم يخرج أحد ليتظاهر ضد هذا القانون لخرجت أنا وحدي (16).
إشارتان:
1) مايكون لعاقل أن يكبر في نفسه، ومايكون له أن يُصدِّق بأنه كبير لكلام يقال فيه، وإلا كان الصغير الحقير جدّاً.
والإنسان أعرف بنفسه ممن حوله، إلا ماكان من عيوبه فقد يخفى عليه. ومن لم يرَ أحجام الآخرين وأقدارهم، ولايرى إلا وزن نفسه فهو جاهل ولاوزن له. وربّ نفس استوحشت من كلمة ثناء استيحاشها من كلمة ذم أو أكثر. والإطراء حين يكون مغرقاً ومتجاوزاً ينقلب إساءة.
ويُخطئ من يظن بمن له حظٌّ في الإيمان، ومعرفة بعبوديته أنه يُفرحه المدح.
ومن وجد أن المدح يغيّر نظره إلى نفسه، ويرفع قيمتها عنده فليعلم أنه مخدوع.
وتعاطينا النصحَ السديد، والنقد النزيه مطلوب لاتعاطينا المدح الذي قد يخطئ مواقعه، وموارد ضروراته.
2) ساحتنا الإيمانية المحليَّة تغنى والحمدلله بالكفاءات الفعلية الناجزة، وإن كنّا على مسافات من المستوى المطلوب، فضلاً عن الكامل. وهناك كفاءات وقدرات واعدة كثيرة على الطريق.
وعلاقات إخوة الإيمان من أصحاب الهمّ الرسالي الذين عرفتهم الساحة طويلاً وخبرتهم، وأثبتوا في ذاكرتها جدارة في المواقف غير محتاجة إلى الإشفاق من أحد، وهي أقوى من أن تنال من تماسكها وصلابتها وتجذرها إيحاءات الصحافة وتحريضاتها.
إنها علاقات مدعومة بوعي مصلحة الرسالة، وقائمة على أرضية الإيمان، ولها نظر إلى الآخرة، وطموح في مثوبة الله.
إنَّ علاقات أولئك الأخوة إنما بنتها العقيدة، وحسُّ المسؤولية الإيمانية، وهي أرفع من أن تخِرّبها المصالح الأرضية بجاهليتها. وستبقى كل الأطراف المؤمنة متناصرة في الحق، متعاونة على الخير إن شاء الله، لاتغلبها الدنيا على دينها ووعيها، وتقيدها بالحكم الشرعي، ولاتميل بها عن قصد الله بتوفيقه.
رة