السلام عليكم
صفي الدين الحلي
جمعت في صفاتك الاضداد
فلهذا عزّت لك الأنداد
زاهد، حاكم، حليم، شجاع
ناسك، فاتك، فقير، جواد
شيم ما جمعن في بشر قطّ
ولا حاز مثلهن العباد
خُلُقٌ يُخجل النسيم من اللطف
وبأس يذوب منه الجماد
فلهذا تعمقت فيك اقوام
بأقوالهم فزانوا وزادوا
ظهرت منك للورى معجزات
فأقرت بفضلك الحسّاد
ان يكذب بها عداك فقد كذّ
ب من قبل قوم لوط وعاد
أنت سر النبي، والصنو، وابن الـ
ــعم، والصهر، والأخ المستجاد
لو رأى غيرك النبي لآخاه
وإلاّ فأخطأ الانتقاد
بكم باهل النبي ولم يلـ
ــف لكم خامس سواه يزاد
كنت نفسا له وعرسك وابناك
لديه النساء والأولاد
جل معناك ان يحيط به الشعر
و تحصي صفاته النقّاد
إنما الله عنكم أذهب الرجس
فردت بغيضها الأحقاد
ذاك مدح الإله فيكم فهت
بمدح فذاك قول معاد
ابن ابي الحديد
قد قلت للبرق الذي شق الدجى
فكأن زنجيا هناك يجدع
يا برق ان جئت الغري فقل له
أتراك تعلم من بأرضك مودع
فيك ابن عمران الكليم وبعده
عيسى يقفيه وأحمد يتبع
بل فيك جبريل وميكال واسـ
ــرافيل والملأ المقدّس أجمع
بل فيك نور الله جل جلاله
لذوي البصائر يستشف ويلمع
فيك الامام المرتضى فيك الو
صيُّ المجتبى فيك البطين الأنزع
الضارب الهام المقنع في الوغى
بالخوف للهبم الكماة يقنّع
والسمهرية تستقيم وتنحني
فكأنها بين الأصالع أصلع
والمترع الحوض المدعدع حيث لا
واد يفيض ولا قليب يُترعُ
ومبدد الأبطال حيث تألبوا
ومفرق الأحزاب حيث تجمعوا
والحبر يصدع بالمواعظ خاشعا
حتى تكاد لها القلوب تصدع
حتى إذا استعر الوغى متلظيا
شرب الدماء بغلة لا تنقع
أهواك حتى في حشاشة مهجتي
نار تشب على هواك وتلذع
وتكاد نفسي أن تذوب صبابة
خلقا وطبعا لا كمن يتطبع
الخطيب الخوارزمي
الا هل من فتى كأبي تراب
إمام طاهر فوق التراب؟
محمد النبي كمصر علم ٌ
أمير المؤمنين له كباب
هو البكاء في المحراب لكن
هو الضحاك في يوم الحراب
وعن حمراء بيت المال امسي
وعن صفرائه صفر الوطاب
شياطين الوغى دحروا دحورا
به أذ سل سيفا كالشهاب
علي بالهداية قد تحلى
ولما يدرع بدر الشباب
علي كاسر الأصنام لما
علا كتف النبي بلا احتجاب
علي قاتل عمروبن ودٍّ
بضرب عامر البلد الخراب
حديث براءة وغدير خم
وراية خيبر فصل الخطاب
هما مثلا كهارون وموسى
بتمثيل النبي بلا ارتياب
كأن الناس كلهم قشور
ومولانا علي كاللباب
ولايته بلا ريب كطوق
على رغم المعاطس في الرقاب
ففاطمة و مولانا علي
ونجلاه سروري في الكتاب
تعليق